أصداء

أيها الرئيس اوباما: ادعم العلمانية في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تعرضت العلمانية إلى ضربة قاضية عندما تم استبعادها عند صياغة الدستور العراقي حيث جعل الدستور العراق بلدا يحمل صفة دينية أكثر من أي دولة دينية أخرى سواء بالنص على أن الإسلام دين الدولة الرسمي أو برفض أي قانون يتناقض مع ثوابت أحكام الإسلام أو بالنص على احترام الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي مع نص خجول للطوائف الأخرى وغير ذلك من النصوص التي تعطي للصفة الدينية ارجحية في ميدان الواقع العراقي وبالطبع لانريد أن نقول أن الإدارة الأميركية الحالية قد ساهمت بشكل رئيسي في صنع هذا الحال و لانحمل القوى السياسية العراقية الحالية مسؤوليته الكاملة إنما هناك ظروف ومعطيات تاريخية سمحت بذلك وفرضته فرضا إلى جانب الطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة عند تعاطيها مع الملف العراقي وهي طريقة اقرب إلى الإشراف البعيد منها إلى التوجيه المباشر الأمر الذي ساهم في رفع درجة الحماوة الطائفية وانسياق الطوائف إلى الاحتراب لعدم وجود ما يمنع ذلك حيث احتاج المجتمع العراقي إلى وقت طويل وخسائر باهظة لعبور هذه الحالة بالرغم من وجود أطروحات تبرر المرور بهذه العملية انطلاقا من نظرية الفوضى الخلاقة وأنا هنا لا أريد أن أقيم الخطوات ولا أن أناقش النظرية التي قد تكون صالحة لاسيما في وضع كوضعنا بل أشير فقط إلى واقع تلك المرحلة وظروفها وما نتج عنها من مشاريع للتقسيم والتصارع وانتم تعلمون أن التقسيم لن يحل المشكلة العراقية لأنه قد يؤدي إلى إنتاج مشكلة جديدة بعد أن تبدأ الأطراف العراقية بمواجهة بعضها البعض حول تقاسم الإرث العراقي هذا بالإضافة إلى رفض الدول المجاورة لذلك واحتمال استخدام ذلك كسبيل للإضرار بالنفوذ الأميركي في المنطقة.


وبطبيعة الحال تعد الحالة الدينية انتهاكا ليس للحالة المدنية والديمقراطية المنشودة وإنما هي تضر بمصالح وكرامة الأطراف الأخرى المتشاركة في هذا الوطن التي لا تستسيغ الحالة الراهنة إلا على سبيل المجاملة هذا بالإضافة إلى أن الحالة الراهنة تمثل توزيعا للسلطات بين طرفين إسلاميين مختلفين الشيعة والسنة وليس بمقدور هؤلاء الاتفاق على نظرة إسلامية واحدة على طول الخط بل هذا محال حتى في داخل المذهب نفسه حيث تتعدد الاجتهادات وتتباين بشكل ملحوظ الأمر الذي ينعكس على أداء المؤسسات العراقية وعلى تماسك المجتمع وليس هذا وحسب بل أن الحالة الدينية تمثل نقيضا للحالة الطبيعية لحركة التاريخ الذي يسير لفصل الدين عن الدولة بحيث يتيسر للدين التحرر من هيمنة الدولة وتتحرر الدولة من سطوة الدين فيما نجد أن الدولة التي تضع الدين على رأس أولوياتها دولة مشلولة وعاجزة عن التلاؤم مع متطلبات الواقع الدولي الذي تتحكم فيه عوامل البرغماتية والمصلحة لان الدين يفترض التطبيق الحدي لأفكاره وأوامره والدولة لايمكنها أن تلبي ذلك في واقع تتحكم فيه معايير غير معايير الدين أما المواطنة والوطنية فسيكونان الخاسرين الأكبرين في هذه المسالة لأنهما سوف يتشوها كليا بعد أن ينقسم المجتمع إلى مسميات وولاءات مختلفة لايربطها مع بعضها أي رابط فينفرط عقد المجتمع وتتشتت أطرافه لان الهدوء الذي نلمسه الآن ماهو إلا هدوء كاذب سببه الوجود الأميركي وليس بمستبعد عودة البلاد إلى حالة الاقتتال والتناحر فور انسحاب القوات الأجنبية منها أو قد تكشر بعض القوى عن أنيابها فتنزع عنها قناع الديمقراطية الذي كانت تختفي خلفه.


لذا إذا كان في أجندة السيد اوباما إصلاح الحالة العراقية أو رغب في إنضاج سبل الخروج الأميركي بشكل سلس ومأمون فلابد له من تعديل هذه السياسة الخاطئة وتقديم الدعم للقوى العلمانية لكي تتمكن من تقويم العملية السياسية والاتجاه بها نحو ضفة العلمانية الأمينة. أن شمول العلمانيين العراقيين بالرعاية الأميركية هو اقل مايمكن فعله لتصحيح الأخطاء لان هؤلاء لايمكنهم بإمكانياتهم المحدودة مقارعة الإخطبوط الديني أو زعزعة هيمنته على شعب جله من البسطاء والأميين والمرتعبين من ماكنة الرعب الجهادية وهؤلاء يتمنون اليوم قبل الغد حصول ذلك أنهم تواقون لرؤية راية العلمانية وهي ترفرف في سماء الوطن لأنهم ملوا من الشعارات والأكاذيب.

باسم محمد حبيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حرق المراحل
سرهات كركوكي -

العراقيون وكجزء من المنطقة يمرون بمرحلة بعث ديني ولا يمكن دفعهم قبل الاوان.التجربة الوحيدة التي تنجح نسبيا في حرق المراحل هو النظام الاستبدادي، فهل تتصور امكانية تنصيب علمانيين بدعم امريكي وانشاء حكومة مدعومة من الجيش في عراق اليوم؟ وهل تكون نتائجه افضل من النموذج الباكستاني؟السوق يطلب لحد الان بضاعة اسلامية ويجب اشباعهم قبل الوصول الى مرحلة اخرى.

نعم
اري خليفة - زاخو -

نعم ارجو من السيد الرئيس اوباما ان يحرص على دعم جهات علمانية في العراق مثل حركة الوفاق الوطني والديمقراطي الكوردستاني والوطني الكوردستاني ومؤتمر الوطني العراقي وحزب الامة .. لانهم شرفاء لا يبيعون اسلامهم مثل احزاب اسلامية خبيثة .

i agree
kurdistani -

i totally agree with Mr karkukis comment ,the islamist have to fed up with thier stupidity before they will give it a way.

الى أري
خالد -

هههههههه حزب الديمقراطي الكوردستاني و الأتحاد الوطني الكردستاني أحزاب علمانية هههههه. كلا الحزبين علماني على الورق وعشائري اسلامي سني على أرض الواقع.

العلمانية العادلة
نوروز -

العراق بلد التناقضات، فالأسلام والديمقراطية لا يلتقيان، والسنة والشيعة لا يلتقيان، والمسيحية والأسلام لا يلتقيان، والآشورية والکلدانية لا يلتقيان، والکورد والعرب لا يلتقيان، والترکمان والعرب لا يلتقيان،والکورد والترکمان لا يلتقيان والحزبين الکورديين لا يلتقيان، والمجلس الأعلی والدعوة لا يلتقيان،والعراق والبعث لا يلتقيان،کل من أولئك الذين يرومون السلطة لا يلتقون، حيث لا ديمقراطية عدالة. ربما تکون العلمانية العادلة الحل وإبعاد الديانات عن السياسة نهائيا، وکفی تبشير ونشر الدعوات وطغيان طرف علی طرف في سبيل البحث عن المزيد من السلطة والشعب المسکين هو الضحية وهو الذي يدفع الثمن.

دعم؟
محمود -

الاستاذ باسماذا كنت تقصد بالدعم ان يقوم الرئيس اوباما بتمويل الاحزاب العلمانية في العراق فهذا لن يحصل لان امريكا تريد تقليص نفقاتها! اذا كنت تقصد بالدعم التدخل سياسيا لصالح الاحزاب العلمانية هذا لن يحصل ايضا لان امريكا تريد ان تفوز الاحزاب العلمانية بالانتخابات بمفردها و دون تتدخل من امريكا فقد نالها ما نالها من العراق و لاتريد ان تتحمل المزيد من اللوم و الخسارةمن ناحية اخرى لا يوجد في العراق احزاب علمانية فمعظم فالنتظميات السياسية الموجودة بدائية تفتقر الى البرامج السياسية و القدرة على التأثير في الناس او تحقيق تغيير ايجابي و هذه للاسف نقطة ضعف العلمانية اضافة الى ان العلمانين مفككين ينهش بعضهم بعضا على عكس الاسلاموين موحدين و منظمين و متكاتفين!

العلمانية هي الحل
خوليو -

الحكومات الدينية حكمت البلاد مئات السنين والنتيجة أمامنا: تخلف وعدم معرفة وحروب مستمرة، العلمانية القديمة قبل ظهور ما تسمى الأديان السماوية أنتجت أسس الحضارة الإنسانية: الحرف والزراعة وأسس كل العلوم والملاحم، عند نشوء الأديان السماوية دخلت البشرية في مرحلة نوم عميق وقتال عنيف ياستثناء بعض فوانيس علمية باهتة الضوء ، وعند عودة العلمانية منذ القرن الثامن عشر بدأ نهوض علمي مدني عقلاني وانتاج حضاري لم تشهده البشرية بتاريخ وجودها، بعض الأمم لاتزال تعيش في زمن ما قبل العلمانية الحديثة والدليل هو التخلف المغموسة فيه ومن هذه الأمم تحتل الأمة العربية المرتبة الأولى . الحل هو العلمانية.

interests
Rizgar Khoshnaw -

Islamic conservatism protect US interests more than Secularism movements, if you note further, who destroy Afghanistan? Arab Gulf Petrol money with American support, who protect most uncivilized constitutions in Arab World? The answer is clear. Henry Kiesinger said about quit support of the Kurdish movement 1970s; (America is not a social institute).

هو خلفكم ونسيكم؟
mohja 212 -

أوباما سيدعم سياسة بلاده في المنطقة وسيعمل بإخلاص و تفان من أجل ذلك لأنه يحترم مواطنيه الذين أوصلوه للسلطة ...مصلحة أمريكا فوق كل الإعتبارات ومشرووعها التوسعي أولا..اوإذا كانت هذه الأحزاب العلمانية تصب في بوثقة المصلحة الأمريكية ..فإنها ستحضى بالدعم المادي والمعنوي لا محالة.