أصداء

درس من صربيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم يلتفت عربي واحد إلى النتيجة التي حققها الرئيس الصربي بوريس تاديتش في انتخابات الرئاسة التي أجريت يوم الأحد الماضي!
الرجل فاز بأغلبية 50% من أصوات الناخبين في صربيا على منافسه توميسلاف نيكوليتش في جولة الإعادة.


كانت الانتخابات الصربية بين أكثر من مرشح ولم تكن استفتاء على رجل واحد. وكانت اقتراعا حقيقيا بشهادة المراقبين الدوليين الذين راقبوها دون أن يرفض أحد حضورهم بدعوى أن صربيا دولة مستقلة ذات سيادة.


كما تأكدت نزاهتها بحصول تاديكتش على أغلبية 50% فقط من أصوات الناخبين رغم أن حكومته هي التي اجرت هذه الانتخابات وكان يمكنها رفع النسبة إلى 60أو 70%.


لم يلتفت عربي واحد إلى هذه النتيجة التي رحب بها العالم باعتبارها تعبيرا صادقا عن إرادة المجتمع الصربي.
لم يقل أحد في صربيا أن هذه النسبة "معيبة" في حق تاديكتش وانه كان من الواجب "تعديلها" بما يتناسب مع الزعامة التاريخية للرجل!
لم يطالب أحد بتجميل نتيجة الانتخابات لأن المهم هو الفوز حتى ولو كان بنصف الأصوات الصحيحة زائد صوت واحد!
لا يعيب تاديكتش أن يفوز بعهدة رئاسية ثانية ب 50 % فقط من أصوات الناخبين فالمهم أنها نتيجة سليمة يبدأ بها عهدته الثانية والأخيرة!
لم يقارن عربي واحد ما حدث في صربيا التي لا تتجاوز مساحتها علبة الكبريت في جنوب أوروبا مع نتائج الانتخابات في عالمنا العربي والتي تنتهي دائما بإعلان الفوز ب 99،99 % من الأصوات!


لم نسمع رد فعل واحد في العالم العربي لما حدث في صربيا باستثناء رئيس تحرير واحد من إياهم كتب مقالا في صحيفته اتهم فيه أجنحة داخل النظام الصربي بتزوير نتيجة الانتخابات للحط من قدر الرئيس تاديكتش!
وفي ختام مقاله أعطى رئيس التحرير الهمام للصرب درسا عربيا في أصول الديمقراطية!


بطاقة تموين لكل صحفي

فاجأنا وكيل أول نقابة الصحفيين في مصر ببشرى سارة هي حصول كل صحفي على بطاقة تموين.
وقال الرجل إن هذه المنحة جاءت في إطار الدور الخدمي للنقابة وبعد مفاوضات مكثفة مع وزير التضامن!
ولما كانت وزارة التضامن هي المنوطة برعاية الغلابة واليتامى والأرامل ومعدومي الدخل وأبناء السبيل فمن حقنا أن نسعد بدخول الصحفيين تحت هذه المظلة!


ولما كانت بطاقات التموين مخصصة أصلا للفئات المحرومة فمن الطبيعي أن نصفق طربا لحصول الصحفيين على هذه البطاقة!
ومع استمرار الغلاء وتدني الأجور لا أستبعد أن يبشرنا مجلس النقابة بصرف معاش السادات للصحفيين مع أنه معاش لا يصرف إلا لذوي الاحتياجات الخاصة!


ما حدث كارثة بكل المقاييس..ومن الأفضل أن يتفرغ مجلس النقابة للمطالبة بزيادة أجور الصحفيين بدلا من صرف بطاقات التموين وكارنيهات الأتوبيس المخفضة والملابس المدعمة!

عبد العزيز محمود*

* كاتب وصحفي من مصر
abdelaziz46@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للصحفيين فقط
فكري -

وماله يا أخي لما يصرفوا للصحفيين بطاقة تموين توفر لهم كل شهر زجاجة زيت وكيلو أرز واثنين كيلو سكر وصابونتين..أليس هذا أفضل من حكاية زيادة الأجور التي لن تحدث حتى يدور الصحفي في نفس الساقية التي يدور فيها المواطن العادي؟

upside down
qami$lo -

في الحقيقة نحن شعب جبان و الدليل نشترك في جريمة الانتخابات العربيةو الدليل الثاني ان القيادات تاتي من القواعد اي ان اي شخص يصل الى السلطة يصبح ديكتاتوراً و يبداء بقتل كل من يحاول التحرك عبر ازلمه الذين هم ايضاً من الشعب نفسه

ديمقراطيتنا
قارئ إيلاف -

من حق رئيس التحرير إياه أن يشكك في انتخابات صربيا لأنه اعتاد على الانتخابات أم 99,99%..ومن حقه أن يعطي دروسا في الديمقراطية .!!