أصداء

في قلعة راشيا علم بأرزة رصاصية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يوما ما ليس ببعيد جدا كان تلامذة المدارس في تلك البقعة التي سلخت من الشرق عام 1920 وأسميت "دولة لبنان الكبير" يرددون نشيد فرنسا ويحلفون بحياة الماريشال بيتان القائد الأعلى ويقيمون القداديس ويقرأون الفواتح دعما لحلفه مع المحتلين الألمان.. وطبعا كانت اللجنة الألمانية الإيطالية في بلاد الفينيق والزجاج والأرجوان هي الآمر والناهي على بلد يمتاز بتعدد مواسمه وتعدد طوائفه وتعدد زعاماته.. ويتميز أكثر بغباء أصيل مترسخ لدى أهله أنهم شعب الله المختار الذي أولته آلهة فينيقيا ممالك الحنكة والتجارة من أوسع أبوابها فسعوا في الآفاق ولم يتركوا فائتة بداهة تفوتهم في المحيطات السبعة وعبر بلادها..

وطبعا كان ذلك الشعب المختار قبل ولادة دولة من زاحمهم على اللقب والإمتيازات المصاحبة له يجد في "كل من تزوج بأمه عمه". فلم يحرك ساكنا حين أطلق الجنرال ديغول صرخته الشهيرة من قلب لندن: "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره".. وقد كان ديغول يقصد طبعا فرنسا الأوروبية وملحقاتها ومنها أرض الأرز هذه التي اتخذت من ألوان العلم الفرنسي شعارا لها أضافت إليه بعد منافسة بين مختلف خيرات البلاد من قرنبيط وبطيخ وجبران وأعمدة رومانية وقلاع صليبية وأخرى أموية.. اختاروا الأرزة التي تدلّ على اخضرارهم الدائم قبل أن تتفتق المخيلة الهوليوودية عن شكل ولون المخلوق الفضائي..

كانوا كذلك فعلا وكان لبنان من أوائل الدول التي أعلنت الحرب على هتلر.. وكان كذلك جيش الشرق الذي لا يقهر وقد أسسه الفرنسيون وألحقوه كلواء في إحدى فرقهم مواليا لفرنسا الحرب المعادية للألمان يوما ولفرنسا المحتلة من قبل الألمان يوماً آخر وللإنكليز الذين احتلوا البلاد بعدها وسلموها للجنرال ديغول وفرنسا الحرة الذي جاء بالجنرال كاترو مفوضا لهم وأعطاهم استقلالهم بعد دراما مؤثرة يخشع لها الوطنيون من أحرار ولا أحرار. فانقطاع الكبة النية والتبولة عن كروش زعماء الإستقلال على مدار 11 يوما في قلعة راشيا حرك عصبة الأمم والولايات المتحدة وبريطانيا والإتحاد السوفياتي.. ليخرج الأبطال بكروشهم عالية كأرز لبنان تماما وهم يصنعون لنا تاريخا لم نستحقه فعلا في 22-11-1943.

يا للأسف فعلا لم نحفظ لكم ما أسستم لنا يا أبطال ذلك اليوم. آسف لأجلكم يا صانعي مجد أمتنا اللبنانية - ما هذه الكلمة المضحكة أيّ أمة المارونية أم الشيعية أم السنّية أم الكاثوليكية والأرثوذكسية والموسوية والعلوية والإسرائيلية والإنجيلية والأرمنية باختلافها!!!؟- آسف فعلا أن قلعة راشيا لم تكن قبرا لكم يا مبدعي الصيغة الوطنية والعيش المشترك والكذب المتأصل فينا حربا مستمرة..

عصام سحمراني
essamsahmarani@hotmail.com
http://essam.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لولا هذا اللبنان
كمال -

لولا هذا اللبنان لكنت الآن .... في المخابرات السورية

what
Lebnani Min Lebnan -

The men from that time did what they had to do to prserve whatever dignity they could and did come out with the best possible at that time.Please tell me ,what have you done besided spweing your poison at everyone,do you honestly love anybody,are you for real,never read anyone with this much hate.For your information,many many of us love Lebanon,if we to agree with your discription atht also applies to many aother countries.Wake up man,and leave us and leave Lebanon,i can assure you there would be no takers..Are you married?