الإنسان أخطر من أيّ حيوان مفترس على وجه الدُّنيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إلى الصَّديق العزيز صبحي درويش
أيُّها الغائص في وهاد المعرفة، نابشاً نفائس طيّبة من قاع الذاكرة المتناثرة في وجدان مكلَّل بنضارة الرَّبيع، كمَن يبحث عن فسحة مفعمة بهواء عليل وسط عواصف مغبرّة، ليقدِّم رؤية إنسانية راقية في هذا الزَّمن اللاهث خلف سياسات مشرشرة بالعفونات المادّية، بأنياب معفَّرة بالدم، دامجاً رؤاك السَّمحة، انفتاحك المنساب نحو قيم العدالة والخير والسَّلام والمحبَّة، كأنكَ صديق الأطفال ومنكسري القلوب، وصديق فقراء وكادحي هذا العالم!
أراك تبحث عمّا يحتاجه الإنسان من قيم نبيلة حضارية، جانحة نحو رفاهية واستقرار حياة المرء، في عالم تسوده حرية مقرونة بعطاء غير مشروط إلا بقيم إنسانية وارفة تحت ظلال تليق بنا كبشر، بعيداً عن الاضطهاد والظلم والحروب التي دمَّرت وخلخلت إنسانية الكثير من البشر، تريد أن تعيد للإنسان إنسانيته الراقية.
نحنُ نحتاج يا صديقي إلى إنسان عاقل وعادل وحكيم، حكيم إلى أقصى درجات الحكمة، يسخِّر جلّ رؤاه وتطلُّعاته لنشر قيم الخير والمحبة والعدالة والحرية والمساواة، بعيداً عن سياسات آخر زمن، سياسات قابعة فوق رقاب البشر، تُحْكِم عليهم الخناق وكأننا في عصر الظلمات، تسبغ تطلُّعاتهم ورؤاهم بالأغلال، وتجرِّدهم من الفردانية الخلاقة، هذه الفردانية التي تسعى وتهدف إلى فتح مسارات الحياة نحو آفاق التحضُّر والتواصل بين البشر ضمن إيقاع إنساني راقي بعيد كل البعد عن الخلافات والحروب والرؤى السقيمة التي تصبُّ في دمار الكثير ممَّا حقَّقه الإنسان عبر مسيرته على هذا الكوكب المهدَّد بحروب وصراعات لا تليق بشرائع الغاب ولا بالوحوش الضَّارية، فكيف ستليق بالبشر، هذا الكائن ـ الذي على الأساس ـ أنه مخلوق سامي، وسموّه ينطلق من كونه يملك عقلاً، وهو بحسب ما جاء في الأديان أنه مخلوق على صورة الله، ما هذا الكائن المخلوق على صورة الله وهو أكثر ضراوة من الضِّباع والذِّئاب في نهش بني جنسه على امتداد كل العصور، فكيف لو كان على صورة الشَّيطان؟!!!
أتساءل، هل فعلاً أنَّ الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، ما هذه الصورة المهترئة التي أراها تلطّخ سمعته كمخلوق من نسمة الله، وعلى صورة الله؟! كيف يسمح الله لهذا المخلوق الذي خلقه على صورته ومثاله، أن يدنِّس الصورة التي خلقها الله؟ لماذا لا يضع الله حدّاً لهذا الإنسان ـ الرعديد، الذي خرج عن مثالية وعدالة السَّماء؟ تراودني أسئلة ورؤى ممكن أن نصيغ منها حوارات مفتوحة ونكتب مجلدات عن هذا التنافر الكبير من جانب الإنسان عمَّا هو عليه ككائن سامي ونبيل، أين سموّه ونبله من كلِّ هذا الدَّمار والخراب الذي أراه ينشره على وجه الدُّنيا؟!
بدأت اغتاظ جداً من التراخي الكبير من جانب مبدعي ومفكّري وفنَّاني وحكماء هذا العالم على مختلف صنوفهم ومشاربهم ووجودهم، بأن يتركوا سياسيي هذا الزَّمان على حلِّ شعرهم، لماذا لا يتم إطاحة أغلب سياسيي وسياسات هذا العالم المجوَّف بالخراب والدِّماء، سياسات تدنِّس دماثة الإنسان ورؤية الإنسان ومعايير الإنسان، حيث يبدو واضحاً كيفية زجِّ الإنسان لأخيه الإنسان في بُؤَرٍ قميئة لا تناسب تجلِّيات الإنسان العاقل الحكيم؟!
أين منّا من معايير العدالة والمساواة والسَّلام والمحبَّة والحضارة والسمُّو؟ إنني أرى أن سياسات هذا الزَّمان وقبل هذا الزَّمان وخلال أزمنة قادمة وغابرة في القدم، تفتك بالإنسان أكثر ممَّا تفتك الثعالب والضباع والذئاب بعضها بعضاً، ولم أجد في حياتي ولم أسمع في حياتي ذئباً قتل ذئباً من نفس الفصيل، ولا ضبعاً قتل ضبعاًً من نفس الفصيل، فجُلّ ما يطمح إليه الذئب، هذا الوحش الضَّاري هو الحصول على غزالة برِّية، يصطادها كي يسدَّ جوعه، حفاظاً على البقاء، لكنه لا يقتل ذئباً من بني جنسه وفصيله حتّى ولو ماتَ جوعاً، تخيَّل! حتى الوحوش المفترسة ليست مفترسة مثل الإنسان، لأن الإنسان أثبت افتراسه لبني جنسه أكثر من أي حيوان ضاري على وجه الدُّنيا!
لهذا أرى من الضرورة بمكان، إعادة النَّظر في سياسات العالم على مرِّ التاريخ البشري، وإعادة صياغة سياسات جديدة تليق بإنسانية الإنسان، بما يليق حكمته ونبله وعقله، لا أن نترك هذا الإنسان المتوحِّش يسير في غيّه، إلى أجلٍ مفتوح، فقد آن الأوان أن نضعَ حدّاً لمهاترات الكثير من سياسيي وسياسات هذا العالم، ونعيد صياغة رؤى انسانية الإنسان، بطريقةٍ تليق بأبجديات العيش في حالة سلام ووئام على هذا الكوكب المتأرجح على كفِّ عفريت، كي نصنع حضارة مكلَّلة بالوئام بين البشر، ونضع حدّاً لهذه الشرور المتفشّية في أركان المعمورة، ويدهشني جدّاً كيف كل هذه التقينات ووسائل وسبل التطوير والتواصل متوفرة بين البشر، ومع هذا ما يزال الإنسان بعيد كل البعد عن هدفه الأسمى الذي يليق به كإنسان، خيّر وعادل وسامي، فمتى سيفهم المرء، أن حياته على الأرض مجرد رحلة عابرة، تنتظره حفرة صغيرة وقليلاً من الخشب، لينام نوماً عميقاً تحت كومة من التراب، فلماذا لا يتّعظ من تاريخه الحالك، كي يرقدَ بسلام تاركاً خلفه سلامه وعدالته ومحبته مرفرفة فوقَ كومة التراب، كي يأتي عناق التراب منساباً ولائقاً بأصلهِ التُّراب؟!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
التعليقات
مثالي بعيد عن الواقع
جابر السلطان -يبدو أن الأخ الكاتب لم يعارك الحياة إنما تمرغ فقط في الكلمات النظرية الإنشائية.ويبدو أنه لم يقرأ عن حياة الذئاب أو الضباع التي تأكل بعضها عندما تجوع.هذه المقالة يمكن تلخيصها في جمليتن فقط فلما هذه الإطالة والإنشائية ومضيعة الوقت؟!
مقالة مشرشرة !!
قارئ ايلاف -شكرا للشاعر الكبير على مقالته المشرشرة ونحن بانتطار الكثير من المشرشرات عسى ان نمتلئ بالحكمة من افواه ...
عزيزي قارئ إيلاف
صبري يوسف -على ما يبدو أنكَ قارئ عابر، لم تفهم المغزى من المقال، ويبدو أنكَ منحاز للإنسان الظالم الذي يهدر حقوق الإنسان! المقالة واضحة وضوح الشمس، ولكن يبدو أنكَ تحتاج إلى المزيد من المطالعة والعمق كي تفهم ما تقرأه، ولماذا ترد باسم قارئ إيلاف، هناك ملايين القراء لإيلاف، لماذا لا تطرح نفسك باسمك الصريح، أم أنكَ غير قادر على مواجهة ذاتك فكيف ستواجه وتحاجج الآخرين؟! هل وصل المرسال؟!!! مع خالص المودة والإحترامصبري يوسف ـ ستوكهولم
عزيزي جابر السلطان
صبري يوسف -لا أنتَ جابر يا عزيزي ولا أنتَ من جذور السلطان، لأنكَ لو فهمت المقال، لما قلتَ ما قلته! أشكرك على سعة آفاقكَ وعراكك الكبير في الحياة، يبدو أن لديك تجربة فريدة في الحياة! وحبذا لو تنشر مقالاتكَ في إيلاف لعلنا نستفيد من أفكارك المنحازة للظالمين وطغاة هذا الزمان .. المقالة يا عزيزي ضد الإنسان الظالم، وأنتَ ضد المقالة وما جاء في المقالة، فهل أنتَ مع الظلم والقتل ودمار الإنسان لأخيه الإنسان؟!!! اقرأ كثيراً يا عزيزي كي تفهم المغزى مما تقرأه، ولا تلقي كلامك على عواهنه!!! هل وصل المرسال؟! مع خالص المودة والإحترام،صبري يوسف ـ ستوكهولم
الدنيا ربيع
اعطني الناي وغني -اوافق الكاتب على ما ذهب اليه ان هذا الانسان هو من يطمح الى الانس والونس والهدوء والاستمتاع بعمره القصير الذي يمضي في لمح البصر ولا يستفيق منه الا وقد شاب شعره وانحنى ظهره واصبح رجل في الدنيا ورجل في القبر .ولكن انى للانسان العربي هذه الراحه في الدنيا وهومقهور مقهور ويتسلط عليه العدو والحبيب .ويبتعد عنه ذوي القربى ويهاجمه الغريب لليسرق منه بيته وقوته وربما يذبح عياله الذي افنى عمره وهو يرقبهم شبرا وشبر.انني معك في صرختك الانسانيه وان لا نصبح مثل قطيع الذئاب والكلاب .وعلينا ان نعترف ان الكلب لا يعض ذيل كلب مثله .ان الاحتكام الى الدين والعقل والاخلاق وثقافة الانسان الجميله وعاداته الحسنه مهما كان لونه او وطنه او معتقده ومحاربة الطمع والجشع والحسد وكل الشرور المزروعه في نفس هذا الحيوان الناطق كفيله بان تجعل الورود تتفتح حتى في غير اوانها .وتجعل الطيور تزقزق حتى في انصاف الليالي
إنشاء وشرشرة
معتز بيلوني -انا قرأت عدة قصائد للكاتب وحقيقة كانت طويلة مشرشرة وإنشائية أيضاً.والآن هذه المقالة تأتي في نفس الطابع النظري والافلاطوني.وهو يرد أيضاً على القراء ليدافع عن أفكاره هنا وهناك ويتهمهم بالغباء!!! فيا عجبي!
لقد وجدناة
مدمن ايلاف القبطي -ها هو ما نحتاجة جميعا ها هو يسوع المسيح الانسان القادر علي كل شئ الاله الذي احب للمنتهي نحتاج علي قوتة لنعيش علي وجة ارض تحترق بالكراهية والغل وحبالسيطرة والانانية نحن في امس الحاجة الي اله يعطي بلا حدود ويحب بلا حدود لا نخشي منة ولا نعبدة تزلفا وخوفا بل حبا وشوق وعشق وهيام هو سوف يغير هذا العالم الي الافضل ان عدنا الية بقلوبنا وهو ليس لغز او صعب تجدةبكل بساطة لو طلبتة بقلبك و مبادئة في انجيل متي الاصحاح الخامس والسادس والسابع فهل سنتعقل ام ننتظر الي خراب العالم الذي سرقتناة منة واخضعناة لرغباتنا وصنعتا لانفسنا الهه اخري
قرّاء آخر زمن
صبري يوسف -أنتَ لست معتزاً ولا بيلونياً، أنتَ نفس الشخص الذي ردّ باسم قارئ إيلاف، وأعرفك جيداً، ولا يهمني أبداً إنْ لم تعجبكَ نصوصي وكتاباتي، بل يفرحني أنكَ لا تطيق كتاباتي، لأني لا أفكِّر بقارئ من أمثالكَ، أبحث عن قارئ متفهم أصول الحوار وحضاري، وما يهمني ويسرّني جدّاً أن هناك الكثير الكثير ممن يتابعونني وتعجبهم كتاباتي، فمن أنت يا عزيزي في بحر هذا الزمن، أنتَ وأمثالك نقطة في محيط، يكفي أنك تحوم تارة باسماء مستعارة وتارة بقارئ إيلاف؟ هل تعلم من هو المعقب الذي أجاب بعنوان: الدنيا الربيع، واعطني الناي وغنّي، هو من المتخصصين بالأدب والترجمة، مترجم من الطراز الرفيع، وبعدة لغات، وانتَ لو تقرأ ترجماته وكتاباته ، سوف لن تفهم منها إلا القليل القليل، لأنكَ ضيق الرؤية فكيف قال عن مقالي أعطني الناي وغني! محلِّقاً في عوالم جبران وفيروز!أنصحك أن تقرأ كثيراً وتنشر في إيلاف نصوصك لعلنا نستفيد من إبداعاتك المنشارية، هل وصل المرسال؟!صبري يوسف ـ ستوكهولم
الحاكم المستبد
رفيق عبد الحق -يقال بان احد ملوك الصين القدماء كان يتجول فى غابه فراى امراه تبكى فسئلها ليم بكائك قالت ان حيوان مفترس افترس احد ابنائها قال لها ولم بقائك هنا لماذا لاترحلين لمكان ليس به حيوانات مفترسه قالت ان الحيوان المفترس ارحم واهون من الحاكم المستبد