فالانتاين سوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رسالة من معثر سوري، إلى عشيقته المشحرة، في عيد الحب "فالانتاين"، والعياذ بالله.
صرت أهرب من المناسبات والأفراح كما أهرب وأفر من جحافل الدائنين والقصابين وأصحاب البقاليات، وفرع الدوريات، وفواتير الهاتف والماء والإنترنت والكهرباء، وذلك بسبب قلة الحيلة، وضيق ذات اليد والفقر والإفلاس وتدهور الأحوال. وصارت الأعياد والأفراح والأعراس نكبات وكوارث اجتماعية تماماً مثل إعصار كاترينا، وتسونامي الذي ضرب مدينة آتشيه الإندونيسية، يضرب الناس ضرباً علىالرأس، ثم ينزل على جيوبهم ويتركها خاوية تصفر فيها الرياح. وفدت مناسبات لطقوس غريبة من اللطم والشكوى والنواح والنقار بين أحبة الأمس وأعداء اليوم الألداء. وصرت من دعاة الحياة العذرية والصوم والعفاف فلا زواج ولا طلاق ولا ولائم حفلات ولا عيادة مرضى ولا تزاور بين الناس. فلم يعد بإمكاني والله يا حبيبتي، قطعاً، أن أحبك، بعد الآن، كما كنت أفعل أيام زمان أيام العذرية والعنفوان ورخص الأسعار وتوفر أسطوانات الغاز. فقد أصبح الحب مغامرة كبرى وإبحار ضد التيار، كما صدقت نبوءة المغفور له بإذن الله نزار قباني، ومسألة معقدة جداً هذه الأيام، وبحاجة لسلسلة من المراجعات والحسابات واستشارة الخبراء والمطلقات وربـّات الحجال، وبائعي الخضار وملابس البالة، قبل الإقدام على هذه الخطوة الانتحارية التي تفجر ورائها سلسلة أخرى من النكبات تماماً كالتفجير النووي الانشطاري. وأخاف أن أعلن عن حبك، أصلاً، دون أخذ موافقة مسبقة من المخابرات، وتسديد رسوم رفاهية للحب والوصال التي أعلن عنها مؤخراً مجلس "الخفراء" وإفقار الناس، ولأن ذلك بات يستلزم استخراج براءة ذمة، وإخلاء طرف من فرع الطنابر والمحروقات ووثيقة حضور دورات مكثفة في الكازيات، ومهارات استثنائية وخبرة في التدافع والجري وراء طرطيرات الغاز. واعذريني يا حبيبتي فليس بإمكاني بعد اليوم أن أتصل بك لأن رصيدي في الموبايل لا يسمح لي بإجراء أية مكالمات إلا للمستشفيات والإسعاف وطبيب الضغط والأعصاب والأرقام المجانية الأخرى الممنوحة للفقراء، وسأكتفي بأن أعمل لك "رنة" سريعة، وأنام ملء جفوني عن فواتيرها، وبما تبقى في رصيدي، وأرجوك ألا تردي، كيلا تزيدي في معاناتي وخساراتي على أمل الاتصال بك في العام القادم، وقد أصبح لدي رصيد كاف من "الوحدات" يمكنني من إجراء مكالمة غرامية مع حبيبة العمر أبثها لواعج النفس الدفينة ودفق الشبق الحار. وبما أنني ممنوع رسمياً، ومحظـّر عليّ طبقياً من تناول الكافيار، والأسماك، وكافة الأطايب والملذات، وزيارة المطاعم والبارات والحانات وصائم طبيعياً، ومفطوم بروليتارياً عن الطيبات، سأكتفي بوجبة ثورية أخرى من المتفجرات التي تنسف "الكولون" يعني "حواضر" ومن "من قريبو"، ( قلاقل، ومكدوس، وشنكليش) في ليلة العمر هذه. كما أنني تبت والحمد لله عن المنكر والمسكرات،( ولأنني لا أملك ثمنها، أيضاً)، والتحقت بحلقات الذكر، وصرت أقوم الليل بسبب حالات الأرق والقلق من المستقبل الغامض المجهول. ولذلك فإن أعظم زجاجة أقدمها لك في هذا اليوم الأغر بدل الشمبانيا والنبيذ هي زجاجة مترعة بالدموع والمازوت الوطني الممتاز من إنتاج مصفاة حمص كي "تبروظيها" في الفاترينا في صدر الدار، وتستذكري من خلالها أيام العز الخوالي الجميلة حين كانت طنابر المازوت التي تجرها البغال تجوب الزواريب والحارات. وسنركب معا في سرافيس الدعتور وأضمك على صدري بحرارة أقوى من حرارة الوقود النووي الذي يولده مفاعل بوشهر، وكما أضم وأعانق جرة الغاز التي صارت من أغلى الغوالي وأحب الأحباب،( واعذؤيني على فجاجتي وصراحتي)، أحملها على كتفي كطفلتي الجميلة المدللة وأنا أنظر إليها غير مصدق عيناي على هذه الهبة السماوية الرائعة.
وسأكتفي، احتفاء بهذه المناسبة - المصيبة- اليوم بكأس من الزوفا، أو المتة، وخلطات الأعشاب الأخرى المجهولة، تماماً كما يفعل فقراء الهندوس والبوذيون تعبيراً عن زهد الحياة بنا، وكراهيتها واحتقارها لنا وليس احتقارنا لها. وبما أن جرزة البقدونس، والخسة قد أصبحت أغلى من التوليب والزنبق والياسمين، وأسعارها تنافس اليورو وبرنت الخام في نيكي وناسداك، فاسمحي لي بأن أقدم لك هذه الجرزة من البقدونس "الحلال"، ولقطع الصلة نهائياً مع عصر البروتين الحيواني المشبوه، وتعبيراً عن أسمى تجليات الردة السياسية والانحراف الإيديولوجي العقائدي ونهاية حقبة إعجابي بالمنظمات الشعبية ونشرات الأخبار وحلقات الشيف رمزي البرجوازية. وأعدك بالبحث الجدي، ومنذ اللحظة، عن فانوس الكاز الأثري المسجل في اليونيسكو ضمن سلسلة التراث العالمي والذي ورثته عن المرحوم جدي، أكرم الله مثواه، لإيقاده في هذه الليلة "الليلاء"، بدل الاعتماد على مزاجية وزارة الكهرباء وفواتيرها الحارقة والكاوية. ولماذا، أصلاً، كل هذه "البحترة "، و"البعزقة"، والفشخرة، والسهر على اللمبة التي تضر بالاقتصاد الوطني، أيما ضرر، وتزيدنا فقراً على فقر، وبؤساً على بؤس، وتجعلنا فرجة وملطشة، للي يسوى واللي ما يسواش.
وكل عام وأنت محشورة حشراً، يا حبيبتي الغالية، مع المعترين والمشحرين الأشقياء، فذلك أقرب للتقوى، وللفوضى الخلاقة، وحرق الأعصاب.
نضال نعيسة
sami3x2000@yahoo.com
التعليقات
رجاء
محمد تالاتي -أظهر الكاتب -مشكورا- وربما عفويا دون قصدوبشكل خاطف، شيئا من واقع السوريين التعيس الذي صنعه نظام النهب والفساد والاستبدادالذي استولى على السلطة منذ 48 سنة، في قوله(تدهور الاحوال،كوارث،والقلق من المستقبل الغامض المجهول)،لكني اخشى ان يلقي سبب ذلك في الغد على المعارضة السورية المسكينة في رسائل حبه للنظام، التي قرأنا بعضها من قبل،وهو يعرف انها بريئة،ارجو ان لايفعل ذلك.
!!!!!!!!!
عن جد معثر -يعني معثر وعندو انترنتمقال سخيف وسطحي
Saint VALENTIN
أحــمــد بــســمــار -كتابة نضال نعيسة مضحكة مبكية, حقيقية واقعية, جوهرية صحيحة, تقرأ في الدرجة الأولى والثانية والثالثة.. الخ.. الخ!!! ولكن هل من يفهمها؟ هذه عقدة الحكاية... كحكايا الف ليلة وليلة.. منها الحزين, ومنها اللامعقول.. ومنها بلا أي حل أو دواء.. أو نـهـايـة سـعـيـدة!...أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة.
في هذا العيد وغيره
ســنــاء حــنــاوي -يا سيد نضال. أنا لا أطلب منك باقة ورد, أو أزهار قد تموت خلال بضعة أيام, ولا هدية رخيصة أو غالية, ولا حتى كلمات قليلة ناعمة بالمناسبة, ولا أبيات شعر لنزار قباني عن الحب والحب وحده. إنما أطلب منك أن تتابع ما تكتب بنفس الأسلوب والواقعية عن يوميات الشعب السوري المعيشية. واترك كتابة التأييد لهذا والمهاجمة لذاك. حياة شعبنا اليومية الأليمة هي الحقيقة الوحيدة الصارخة التي لا يكذبك ولا يناقضك ولا يشتمك فيها كائن من كان من المعلقين.
مقال يدعو للشفقة
محمد الشامي -يعتقد نضال نعيسة أن (دمه خفيف) بمقالاته الساخرة هذه ولكن أريد أن أؤكد له أن (دمه ثقيل) وأنصحه أن لا يتطفل على مهنة الصحافة و يكتب مثل هذه المقالات مرة أخرى حرصاً على سمعة موقع إيلاف.
مسكين السوري
أبو جاد -زميلي نضال إن ما وصلت إليه الحال المزرية للشعب السوري الحبيب الشقيق هي من إيديولوجيات البعث المدفون المقبور وهي سياسة التجويع ليبقى المواطن المسكين في المحافظات السورية مسحولاً تحت أقدام العفن والخوف الذي يبالي به آصف وماهر ومعهم معلمه المباشر بشار الذي كذب ودجل على السوريين أكثر من اللازم وبات متفرغاً لقتل إخواننا اللبنانيين خوفاً من الفضيحة المجلجلة والتي ورطه بها المجرم السفاح أبو عبدو رستم غزالي الذي زور الشهادات الجامعية في الجامعة اللبنانية بحيث بات كل بائعب البصل في مدينة درعا دكاترة وبروفيسورات هزلت
open ur mind man
qami$lo -الى الرقم 2 الانترنت وجد للتواصل ودعم التقدم العلمي و المعلوماتي يعني مش شغلة تدل على الرفاه, بس تعليقك يدل على تعاسةالوضع,كما اشار الاخ نضال تعيسة
الى السيدة سناء
monsef -جميل تعليقك لكنك تستحقين وردة وابيات نزار وياسمينه الدمشقي فقط اذا كنت سورية
رد للسيد ناصيف
تــامــر نــاصــيــف -من نساء الأرض كلها يا أخ, ألا تستحق أبيات الشعر والحب وياسمين دمشق سوى المرأة السورية؟أنا سوري مغترب ولكنني لا أقبل هذا التمييز العنصري المحدود. كل نساء الأرض.. ورجالها متساوون في الاحترام والحب.طالما نتقوقع في حلقاتنا الضيقة دون الاحتكاك والاختلاط وقبول الآخر والتفاهم معه, سوف تبقى عقليتنا مضغوطة متحجرة, بلا أية متابعة للتطورات الإيجابية في العالم...مع كل تحياتي للسيدة سناء حناوي وكل النساءالتي تقاوم الجهل والجمود في العالم.
يا عيني يا منصف
لؤي حفار -نعم الصبايا السوريات, أحلى صبايا في العالم, ولأجلهن جاءSaint Valentinإلى الأرض لإهدائهن كل أسرار الحب التي تستحقه.أنظر إلى ملايين شبابنا المغتربين في كافة أقطار المعمورة, وأنا واحد منهم, مهما تغربنا ومهما عاشرنا وأحببنا وضاجعنا, نعود إلى سوريا حتى نحتار شريكة العمر الأبدية.يا صبايا سوريا, يا رمز الجمال والحب والربيع. أنتن أحلى نساء الأرض وألف تحية إليكن وكل ذكرىSaint Valentinوأنتن بألف خير.
[جهل
monsef -حتى الياسمين الدمشقي لحقته العولمة هل هناك لبناني يطالب بشجرة الارز في غير لبنان راجع نفسكوراجع ماهو التخلف والجمود ايها المغترب