أصداء

الغـد والمـرأة الحامـل!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لماذا نقرأ تجارب أهل العشق الذين صدقوا ما عاهدوا الغرام والهيام عليه؟
هذا سؤال ما برح يلحّ على الذاكرة، ويدقّ أبوابها..
عندما يصرخ الشاعر كريم العراقي قائلاً: "خَانَنِي صِدْقِي وَدَمَّرَنِي وَفَائِي".. هل يعني أن الوفاء والصدق لهما معنى آخر لا يعرفه إلا من وطأ جمرة الخيانة واكتوى بنار الغدر؟!
لا أردي كلما مررت بحالة عشق انتابتني مخاوف الغد ومخاطر المستقبل، ما خفي منها وما ظهر!
حيرة الغد لعبة تلامس القلوب الخافقة بذكر الغرام، والراجفة بلوعة الفراق، والرادفة بجمرة الغياب..
عندما صدحت أم كلثوم قائلة:
غَدٌ بِظَهْرِ الغَيْبِ لِي
وَكَمْ يَخِيبُ الظَّنَّ فِي المُقْبِلِ!
شعرَت أن الغد ليس بهذا السواد، لأنه نافذة الأمل، وحامل تباشير التفاؤل.. فوجدت في قصيدة "الزول" الهادي آدم "الكسولة" -بما فيها من تكرار لمفردة "أغداً" وكثرة السكون والتسكين الذي يعتبر حمار النحاة يركبه كل عاجز عن الحركة- وجدت فيها بارقة أمل، لتقول:
أَغَداً أَلْقَاكَ يَا خَوْفَ فُؤَادِي مِنْ غَدٍ
يَا لَشَوْقِي وَاحْتِرَاقِي فِي انْتِظَارِ المَوْعِدِ
آهٍ كَمْ أَخْشَى غَدِي، وَأَرْجُوهُ اقْتِرَاباَ
كُنْتُ أَسْتَدْنِيه لَكِنْ هِبْتُهُ لَمَّا أَهَاباَ
هل لمست اللوعة والارتباك والتردد بين انتظار الغد والخوف من "حضوره" لتستمر الحيرة، التي تُحسم لصالح التفاؤل والحب والابتسامة، لتقول في ذلك:
أَغَداً تُشْرِقُ أَضْوَاؤُكَ فِي لَيْلِ عُيُونِي
آهٍ مِنْ فَرْحَةِ أَحْلاَمِي وَمِنْ خَوْفِ ظُنُونِي!
ولكن فرحة الأمل لم تعد تكفي لتطفئ نار الحيرة، فما كان من سيدة الغناء العربي -كما يقول دعاة الألقاب وموزعي منتوجاتها- إلا أن زجت بالصراحة معلنة "فحوى الغد" ونوعية تحركاته وبيان معطياته، لتقول:
وَغَداً تَأْتَلِقُ الجَنَّةُ أَنْهَاراً وَظِلاً
وَغَداً تَنْسَى، فَلاَ تَأْسَى عَلَى مَاضٍ تَوَلَّى
وَغَداً نَسْمُو فَلاَ نَعْرِفُ لِلْغَيْبِ مَحَلاً
وَغَداً لِلْحَاضِرِ الزَّاهِرِ نَحْيَا لَيْسَ إِلاَّ!
يا إلهي كيف يحرّكنا الغد ومخبوءاته، والمستقبل ومكنوناته عن طورنا اليومي، وحاضرنا الزاخر بكل همّ؟ كيف نرجو الغد ونصبغه بلون الأمل والفرح والحب وهو كما يصفه الشاعر القديم، عندما قال:
نَرْجُو غَداً، وَغَداً كَحَامِلَةٍ
فِي الحَيِّ لاَ يَدْرُونَ مَا تَلِدُ!
حسناً، الشاعر هنا يصف "الغد" بأنه مثل "المرأة الحامل"، لا أحد يعلم ما جنس مولودها، ولكن -وما بعد لكن مؤلم أحياناً- أضحى العلم الحديث.. بل أقرب مستوصف يمكن أن يحدد "جنس المولود" الأمر الذي حرق "فاعلية البيت" و"بدد جمالياته" و"كشف عن عورته"!
أمر آخر للسادة أهل اللغة ومولدي "الألفاظ"، ما الصحيح؟ أن نقول: امرأة حامل؟ أو حاملة؟ رغم أن السؤال لا يرتقي لمستوى الأهمية، ولكن كل ما أريده هو تنشيط وتفعيل أهل البضائع الكاسدة!


أحمد عبد الرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ردا على شبهة
اوس العربي -

بالطبع فان الشاعر يابن العرفج قال ما قال قبل اختراع الماسح الضوئي او السونار او التليفزيون بالعامية ولا تناقض بين العلم والغيب وقد سأل سائل كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى:{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]. وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاٍّ سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله ؟ وما المخصص لعموم قوله تعالى {مَا فِى ٱلأَرْحَامِ؟.الإجـــــابة : قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحبُّ أن أبيّن أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبدًا، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته، لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبدًا.فإذا تبيَّن ذلك فقد قيل: إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكرًا فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقًا فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي: مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكرًا أم أنثى، قبل أن يُخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة،

آمنت بالله
سعود -

لا داع لتصنيم العلم او الطب فهما لايعلمان ان كان هذا المولود سيخرج الى الدنيا حيا او ميتا وهل سيخرج في موعده او يجهض ما اجمل ايمان العجائز يا بن العرفج