الغرب وشعوب طالبان العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تهدد تعقيدات الوضع في افغانستان واستعادة حركة طالبان زمام المبادرة العسكرية، الستراتيجيات العسكرية للحلف الاطلسي الذي بدا منقسما على نفسه فيما يخص المشاركة في قتال طالبان و حلفائها في مناطق الجنوب التي يمتنع الكثير من الحلفاء عن ارسال جنودهم اليها، مما جعل الثقل الكامل يقع على الامريكيين و البريطانيين و الكنديين الذين يواجهون لوحدهم تحديات عسكرية جديةويقدمون الضحايا البشرية.
واطلق وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امام المؤتمر الرابع و الاربعين للسياسة الامنية في ميونيخ بالمانيا صرخة الانذار و التحذيرمن الخطر الذي يمثله المتطرفون المتمركزون في افغانستان، منبها الى ان استمرار اخفاق دول الاطلسي في ارسال الجنود للقتال هناك يهدد و جود الحلف نفسه.
والمشكلة الحقيقية التي تقلق واشنطن هي رفض الحلفاء خوض غمار مخاطرينجم عنها سقوط المزيد من القتلى في صفوف قواتهم حتى لا تستخدم المعارضات في بلدانهم هذه المسألة سياسيا وتؤلب عليهم الرأي العام المحلي مما يؤثر على استمرار وجود احزابهم في الحكم.
الا ان هذه المواقف تجعل من الحلف منظمة لا يتحمل اعضائها مسؤوليات متساوية في كل الاتجاهات وفق ما حدده نظامها الداخلي وبالتالي تقويض اعمدته من الداخل، وهو ما حذر منه غيتس بقوله " يجب الا ان نصير، ولا يمكننا ان نصير، حلفا باتجاهين لاولئك الذين يريدون القتال و اولئك الذين لا يريدونه" مستدركا " ان تطورا كهذا، مع كل مترتباته على الامن المشترك، يمكن ان يدمر الحلف: لافتا الانتباه الى " ان الاضطرابات و النزاعات في الخارج يمكن ان تنتشر و تضرب مباشرة قلب بلداننا " معبرا في الوقت نفسه عن دهشته مما وصفه " عدم ادراك لحجم التهديد المباشرللامن الاوروبي".
وفي الواقع ان تحذيرات غيتس لا تأتي من فراغ لان طالبان و الجهاديين الاسلاميين يتقدمون في مواقع متعددة و يتنامي نفوذهم، وبالتالي فانه" اذا حقق مسلحو طالبان انتصارا، فسوف يعطي ذلك دفعا قويا للتطرف الاسلامي في العالم " الذي هوحسب غيتس ايضا " ان خطره حقيقي ولن يزول".
هذا وكان " المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية" بلندن ذكر في تقريره السنوي عن " الميزان العسكري للعام 2008 " ان طالبان بدأت تلجأ الى العمليات الانتحارية بوصفها السلاح المفضل، اذ نفذت العام الماضي اكثر من 140 هجوما من هذا النوع، مبينا ان الهجوم الذي استهدف اخيرا فندق " سيرينا " في كابول تميز بتخطيط و تنفييذ بالغي التطور، متوقعا المزيد من هذه العمليات هذا العام.
وتناول التقريرالانتقادات التي توجه الى السلطة الحاكمة، مشيرا الى "عجز الرئيس حامد كرازي عن نشر سلطته على الاراضي الافغانية والفساد المستشري في ادارته و الخلافات بينه و بين دول التحالف التي تدعمه فيما يتعلق بالتفاوض مع حركة طالبان وتعيين حاكم لمديرية قلعة موسى في ولاية هلمند".
ضمن هذا السياق حذرت ثلاثة مراكز بحثية امريكية من تطوت سلبية خطيرة محتملة الوقوع في افغانستان، اذ اشار" المجلس الاطلنطي " في واشنطن الى " ان الحلف لن يكسب الحرب في افغانستان " محذرا من " ان البلاد نحو اما التفكك الجزئي او الكامل في حال لم يقم الحلف الاطلسي بتغيير التكتيكات و الستراتيجيات"، فيما قال الجنرال جيمس جونز الذي كان قائدا للحلف في اوروبا " ان العنف في افغانستان دخل مرحلة من " الازدهار" وان التعايش السلمي في الداخل بين المجموعات المختلفة يتراجع بقوة، والمساعدات الاقتصادية غير كافية".
ودخل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز على خط المواجهة مع الاطلسي الذي بدأه غيتس في ميونيخ قائلا " ان جهود الحلف في افغانستان مبعثرة " داعيا الامم المتحدة الى تعيين مبعوث دولي يقوم بتنسيق العمل العسكري مع جهود اعادة الاعمار" مستدركا " ان الوضع الحالي اشبه بدول تتمتع بنوايا حسنة، لكن كل منها يتحرك في اتجاه بسبب غياب ستراتيجية شاملة في افغانستان".
ووجه بيرنز انتقادات الى الشركاء الاطلسيين الرافضين القيام بمهمات قتالية في الجنوب، اكثر قساوة من تلك التي وردت على لسان غيتس محذرا هو الاخر من فشل مهمة الحلف في هذا البلد.
وكانت خلافات نشبت بين واشنطن و كرازاي بسبب تراجعه عن موافقة سابقة له على مقترحها بتعيين المبعوث الدولي السابق في البوسنة بادي اشدوان ليتولى نفس المهمة في افغانسان، مما جعله وهو المفضل امريكيا بسبب ديناميكيته ونجاحه في البلقان بوضعه ستراتيجية كاملة نسقت الجهود العسكرية و المدنية و الاقتصادية و التنموية يسحب ترشيحه ممتعظا من سلوك كرازاي وتردده.
يرى غيتس "ان الشبكة الجهادية الاسلامية العالمية في العالم تقوم على اوهام النصر" ولكنه طلب من حلفائه الاجابه على سؤال واحد وهو " مااذا سيحصل اذا تحول النجاح الزائف الذي يعلنونه الى نجاح حقيقي وانتصار في افغانستان و العراق؟ واجاب بنفسه قائلا " ان تحقيق النصر في مكان واحد سيجر انتصارا على جبهات كثيرة اخرى تماما مثلما ينتشر السرطان".
ان اهم ما يصرالبعض في العالم الغربي على تجاهله، هو ان شعوب و مجتمعات المنطقة العربية و الاسلامية التي تدخل في ضمنها افغانسان، ما زالت تعيش في العصور الوسطى اجتماعيا و ثقافيا، تتحكم فيها الدوغما الدينيية والعادات والافكار الغيبية،والتمجيد الاسطوري للاحداث و الشخصيات الدينية، دول العالم العربي و الاسلامي هي مساحات شاسعة ترفض الحداثة و المعاصرة، تحتلها طقوس الكراهية و الشوفينية و معاداة " الكفار" ورفض الاقليات و الاديان الاخرى و العبادات وحقوق المرأة و الطفل، وتمجيد الهزائم السياسية و العسكرية و الاحتفال المراسيمي الكرنفالي بذكراها السنوية، شعوب تأبى ان تجعل من امجادها الماضية و هزائمها الراهنة مشروعا جديدا لاعادة البناء و المستقبل، شعوب تبكي على مقتل ارهابييها و تقيم لهم الاحتفالات التأبينية، شعوب لا تتعب من تحميل الاخرين في العالم الاخر مسؤولية تخلفها و اندحارها، دون ان ان تقوم و لو لفترة قصيرة باعادة تقويم لتأريخها و حاضرها، حتى تتمكن من استكشاف النور لطريق المستقبل، شعوب ترى في تغيير واقعها لا سلاح المعرفة و العلم، بل العنف و الارهاب و استخدام النساء المعتوهات و الاطفال الابرياء وتحويلهم الى مفجريين انتحاريين باسم الدين و الوطن و القومية العربية، وبالتالي فان شعوبا تعاني من كل هذه الفيروسات القاتلة ستحتاج الى مرورعشرات السنين و سقوط مئات الاف الضحايا الابرياء و غير الابرياء من اجل ان تغير جوهرها وتتخلص من غرائزها الوحشية الكامنة ومن ثم تنطلق لتبني مستقبلها الحضاري الواعد.
والاوروبيون الشركاء للاميركيين في الاطلسي، عليهم ان لا ينسوا انهم تقاتلوا فيما بينهم شعوبا و قبائل لمائة عام وقدموا اكثر من سبعين مليون قتيل في هذه الحروب التي انتجت بالتالي مجتمعاتهم الحضارية وابعدت الكنيسة عن الحياة السياسية واطلقت العنان لشعوبهم ومواهب مواطنيهم ليعيدوا رسم العالم الذي يعيشون فيه برفاه وطمأنينة فيما نحن شعوب " خير امة اخرجت للناس " منهمكون بتدريب الانتحاريين وارسالهم الى كل مكان يوجد فيه من يريد ان يبني دولة للمستقبل.
د.محمد خلف
التعليقات
نهاية غطرسة أمريكا
محمد الانصاري -فيما نحن شعوب " خير امة اخرجت للناس " منهمكون بتدريب الانتحاريين وارسالهم الى كل مكان لتحطيم وأزالة الأوثان والشياطين الأمريكية من بلداننا لكي نبني دولة للمستقبل الاسلامي وتحقيق العدالة المنشودة.
تخلف خلف...
عبد البا سط البيك -الجميع يعترف بتعاظم نفوذ حركة طالبان و إسترجاعها لمكانتها داخل المجتمع الأفغاني.لكن ليس الجميع يسأل نفسه لماذا يحصل هذا ؟ و لا يكلف نفسه بتحليل ما يجري دون أن يحبس تحليله بوجهات نظر تساير ما يرغب به رغم تعارضه مع واقع الحال.المعضلة التي تواجه أصحاب الديمقراطية الغربية ليس عدد القتلى أو الجرحى الذين قد يسقطون على ساحة القتال. القصة هي ما يريده الشعب الأفغاني لا يقرره نيابة عنهم حكومات و مواطنو الدول الغربية . الشعب الأفغاني هو الذي يقرر مصيرهو و من سنن التاريخ أنه لا مكان للعملاء مهما طال الزمن و كان الذي أتى بهم قويا .يا سيد محمد خلف دع الإسلاميين يعيشون أوهامهم بالنصر أو الشهادة و ذلك عصي عليك فهمه على ما يبدو ..و عش كما شئت مواليا لما يراه الأخرون و ليس مطلوبا منك القيام بأي دور اللهم إذا أردت أن تكون شاهد زور يبثت حصول ما لم يحصل.