أصداء

المغرب و(البديل الإرهابي)

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتقال السلطات المغربية لقيادات في حزب (البديل الحضاري) الإسلاموي إثر تورطها بالتستر على شبكة إرهابية تخطط للمساس بالأمن العام، لم يكن خبرا مفاجئا لمتتبعي عمل الحركات التي تتخذ من الإسلام شعارا للاستيلاء على السلطة.

من المعروف أن الأحزاب الإسلاموية عادة ما تدخل معترك الحياة السياسية وتلتزم بالقواعد الديموقراطية إلى حين أن تفوز بالسلطة فتعلن أن الديموقراطية كفرٌ من رجس الغرب وتُشهر أسلحتها في وجه السلطة والمجتمع.

التجربة تقول إن تلك الأحزاب تسعى إلى السلطة عبر خطين متوازيين: خطٌّ علنيٌ تمارس من خلاله السياسة بدخولها البرلمان والتزامها بقواعد اللعبة، وآخر سري حيث تنغمس في تكوين الميليشيات المسلحة وتبيض الأموال ونسج علاقات معقدة مع شبكات إرهابية دولية.

هذا ما حدث مع الإخوان في مصر قبل موضة المراجعات الفكرية ومن ثم الدخول في حوار مع السلطة. وهذا ما حدث في السودان، وفي عدد من الدول العربية.

في الجزائر عندما كانت تحصد الجبهة الإسلامية للإنقاذ أصوات المواطنين في الانتخابات البلدية صيف عام تسعين، كان نشطاؤها يحثوننا داخل الجامعة المركزية في العاصمة على الانضمام إلى معسكرات التدريب على الجهاد. وكان خط بيشاور- تونس، وبيشاور - الدار البيضاء يحمل المئات من الأفغان العرب الذين دخلوا عبر الحدود لنقل بركاتهم وتلقين تجاربهم للشباب الجزائري الناقم على السلطة. وما إن فازت الجبهة بالانتخابات التشريعية وأحسّت بالقوة، حتى قاد رجلها الثاني (علي بلحاج) مسيرةً نحو وزارة الدفاع وهو يرتدي بزة عسكرية مطالبا السلطات السماح له ولأنصاره بالسفر ل(الجهاد) إلى جانب صدام حسين، وسرعان ما اتضح أن المسيرة كانت لاستعراض العضلات وأن (الجهاد) موجّهٌ ضد السلطة.

الفرق بين الجزائر والمغرب هو أن السلطات الجزائرية استشعرت خطر الإسلامويين بعد أن وقعت الفاس في الراس، أما المغرب فقد حلّ حزب (البديل الحضاري) وتغذى بقادته قبل أن يتناولوه وجبة عشاء دسمة.

مما لا يتناطح فيه عنزان، أن الأحزاب الإسلاموية دائما ما ترفع شعارات اقتصادية و تُغلفها بتفسيرات دينية، فالعدالة والتنمية مصطلحان اقتصاديان. والإنقاذ يعني نجدة المواطنين من جحيم البؤس والفقر. وهكذا فإن تلك الأحزاب تستغل بؤس الطبقات الكادحة وشباب أحياء الصفيح لتُحوّلَهم إلى مجرد أحزمة ناسفة تقفز بين أسطح المباني.

قائمة المتورطين في شبكة (بلعيرج) تحمل في طياتها وظائف متعددة: فمن القيادي في الحزب إلى المهندس في الاتصالات إلى الجمركي والنادل في الفندق وربما إلى فتاة الليل. هذه الشبكات التي تنمو وتزدهر بالسطو المسلح والتجارة في المخدرات وتبييض الأموال أضحت أخطبوطا يلف أذرعه حول رقاب كل أفراد المجتمع وطبقاته.

أما الشعارات التي يرفعها فهي السبب في شراء ذمم بعض السّدج الذن حملوا السلاح ضد أوطانهم، وإذا كانت السلطات في المغرب و في أي عاصمة عربية تريد القضاء على هذا السرطان وإلى الأبد، فعليها أن تتولى تقديم البديل الحقيقي بنفسها، بأن تهتمّ بالشباب وتقضي على الجهل والفقر لسدّ أي فراغ يمكن أن يملأه سماسرة الأرواح باسم الحضارة والإنقاذ والتنمية والعدالة.

سليمان بوصوفه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أتفق تماما وخاصة
كركوك أوغلوا -

ما جاء في نهاية المقالة ؟؟!!00وهذا ما يحدث في العراق , حيث بعد تولي هذه الأحزاب الأسلاموية(سنية وشيعية), بدأت تحارب وتتقاتل في ما بينها والبعض الآخر على تقاسم الغنائم !!00تماما كما كان يفعل أجدادهم في الغزوات ؟؟!!00

لاتشمت غدا تدور عليك
مرتاد ايلاف -

حنانيك ايها الكاتب انتظر قليلا اصبر فلم يقل القضاء النزيه حكمه بعد في المسألة فالأمن المغربي اختطف ولم يعتقل أمين عام حزب البديل الحضاري و أمين عام حزب الحركة من أجل الأمة!!استمرارا في الحملة المسعورة التي يشنها الأمن المغربي ضد الأصوات الحرة بالمغرب تم اعتقال الامين العام لحزب البديل الحضاري الدكتور المصطفى المعتصم و الدكتور محمد أمين الركالة الناطق الرسمي لنفس الحزب، والأستاذ محمد المرواني الأمين العام لحزب "الحركة من أجل الأمة"مساء -18/02/2008- هكذا يؤكد المغرب مرة أخرى على أن منطق التعليمات الفوقية هي السائدة في البلاد فلا حقوق للإنسان المغربي و لا لأحزابه التي تبغي الصلاح فإما أن تتمخزن و إما الإختطاف و التهم الجاهزة المفبركة التي أصبح المخزن المغربي يجيدها أكثر مما يجيد المسرحي التمثيل على خشبة المسرح... لا يزال أبناء الشعب يدفعون ثمن تهور السلطات المغربية فلم تمر أيام على اختطاف رجل أعمال من وجدة و آخرون من القنيطرة و غيرها من مدن المغرب إذ لا يزال مصير هؤلاء المختطفين مجهولا عكس رؤساء الأحزاب الذي تبنت السلطات المغربية عملية اختطافهم... و سلام على حقوق الإنسان بالمغرب..

صدقت ولكن!
خالد -

نعم، على كل عاصمة عربية أن تهتمّ بالشباب وتقضي على الجهل والفقر، وأيضا لتربي أبنائها على التحليل المنصف والموضوعي، وما كتبته ـ للأسف ومع كل احترام ـ يحيلنا على أزمة النخبة والمثقفين في مقاربة الظاهرة الإسلامية، وإلا لما أعدت إنتاج الخطابات الرسمية للداخلية المغربية التي لا زالت أولية ولم يقل فيها القضاء كلمته، نتمنى أن تكون كلمة القضاء مستقلة.وأن ينعم هذا البلد الحبيب بالرخاء والاستقرار

الى الامام
رضوان المغرب -

حفظك الله يا بلدى من الاعداء و الى الامام يا شرطة اقبضوا على كل ما هو غير صالح فى المجتمع نظفوا شوارعنا من هؤلاء الذين تجرموا بسبب متابعتهم لاسوا ساتليت و هو نايلسات

الوطن يسكننا
سعاد -

صحيح ان الاهتمام بالشباب يحد من ظاهرة السخط على الأنظمة الحاكمة، لكن هذه المرة هم ليسوا شبابا و لا أميين و لا طامعين بالمال، فبعضهم دكتور والاخر موظف سامي و ....صحيح لا خير من لا يصون وطنه:لا نسكن الوطن بل هو الذي يسكننا.