أصداء

لماذا يترك «المالكي » مستشاريه في العراء؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما وصلت سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى نقطة حرجة، صنع فيها من أحد مستشاريه نجماً إعلامياً بإمتياز، أو تركه في العراء. تتجسد الحالة الأُولي في شخص علي الدباغ إذ أصبحت صورته ملاصقة بالنشرات اليومية للأخبار والمؤتمرات الصحفية، أما الحالة الثانية والتي تتسم بشيء من سياسة "كشف الظهر" فهي تتمثل في ظاهرة إطلاق تعابير مثل "الرأي الشخصي " للمستشار. وهي بطبيعة الحال إبعاد للتصدع عن رأس الحكومة كما يفهم. فقبل فترة قصيرة خرج مسشتاره السياسي "سامي العسكري" من جلده وانتقد كل من وزارة الخارجية والداخلية نقداً عنيفاً، بل وحتى شخصياً لوزير الخارجية هوشيار زيباري، إنما كان توضيح مكتب رئيس الوزراء حول تصريحات العسكري ( الشخصية كما تمت الإشارة )جاهزاً ونشر قبل ردود فعل كل من الوزارتين المذكورتين. وقبل فترة ليست بقصيرة تكررت الحالة ذاتها مع " مريم الريس" إذ قالت في تصريح صحفي بأن موقع رئاسة الجمهورية هو موقع تشريفي وفق الدستور العراقي، وقد كلف ذلك التصريح " الريس " فقدان منصبها كمسشارة لرئيس الوزراء.


لنبدأ بحالة علي دباغ وحضوره الدائم على الشاشة الصغيرة للتعليق على القضايا العراقية، ونقول " التعليق " تحديداً، ذاك ان إتخاذ المواقف في العراق الحالي مؤجل بطبيعة الحال إن لم يكن معدوماً. والغريب في الأمر لا يقول السيد المسشتار بأن للسيد رئيس الحكومة موقف مفاده كذا وكذا، بل يتحدث وكأنه سياسي مستقل ولا تربطه أية علاقة برئاسة الحكومة. ولكن ماذا يقول ولماذا لا يشير إلى موقف رئيس الحكومة من تلك المسائل التي " يُعلّق " عليها؟ لا شيء سوى معاقبة الإقليم على خلافاته في مسائل النفط بأدوات غير عراقية.


لعل المسألة الأبرز في المشهد السياسي العراقي الراهن هي الإجتياح العسكري التركي لإقيلم كردستان حيث قال عنها السيد المستشار بأنها تجاوز على الحدود العراقية. أما الأهم في المسألة ذاتها فهو سفر رئيس الوزراء إلى العاصمة البريطانية لندن لمعالجات طبية - وهل يحثه رئيس الوزراء البريطاني براون مرة أخرى للعودة إلى بلاده بغية متابعة الأوضاع - تاركاً وراءه مستشاريه للعراء السياسي في العراق حيث الإجتياح التركي والأوضاع الأمنية المتردية والمشاكل اليومية التي يواجهها المواطن. وقد صار معتاداً في الحياة السياسية لرؤساء الدول ورؤساء وزرائها ان يقطعوا إجازاتهم الشخصية وزياراتهم في الأوقات الحرجة التي تمرّ فيها بلدانهم ويعودوا إلى قلب الحدث، أما في الحالة العراقية فترك البلاد في الأوقات ذاتها فهو أحسن الحلول كما يتبين في السفرات المكوكية للمسؤولين الحكوميين.


لقد كشف المسؤولون في حكومة إقليم كردستان في خلال تصريحاتهم الأخيرة بأن الإتفاق غير المعلن بين أنقرة وبغداد وواشنطن حول النشاط العسكري التركي - ضد العمال الكردستاني كما تدّعي تلك الأطراف - أّبرم قبل نهاية عام 2007، وفيه، تم تحديد الفترة الزمنية نهايتها شهر كانون الأول للعام ذاته. وجاء الموقف التركي مناقضاً لذلك إذ قامت بالإجتياح العسكري للإقليم وتدمير بناه التحتية. لم يشر "تعليق " الحكومة العراقية إلى هذا التخريب المتعمد كما لم يدين العملية العسكرية وبقي بالتالي في إطار هزيل يرثى له حقاً.


أغلب الظن، ان السيد نوري المالكي ترك لمستشاريه مواجهة المواقف الصعبة بأدوات وأفكار لا توفر لهم المنطق السياسي حتى في الدوائر القربية منهم، فكيف في القرى والمناطق الكردية التي تعرضت للقصف والتدمير والتهجير، وفي الأوساط الكردية عموماً.تجدر الإشارة بأنه يريد زيارة مدينة "حلبجة" في الأسابيع القليلة القادمة، أي في عامها العشرين بعد قصفها بالأسلحة الكيمياوية المحرّمة دولياً من قبل نظام صدام حسين عام 1988.والسؤال هنا، كيف يخاطب السيد رئيس الوزراء أهل حلبجة والإقليم، أيقول لهم انه كان في زيارة ولم يطّلع على الأوضاع كما يجب؟ أليس من الأجدر أن يرسل أحد مستشاريه إلي هناك ويتركه في العراء أيضاً؟

خالد سليمان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المستشارون والمالكي
د.سلام مجيد العنبكي -

يبدو ان الاخ خالد سليمان لم يطلع على البنية التحتية لمستشاري رئيس الوزراء ،يقال والعهدة على الراوي المتأكد من ان المالكي لدية 100 مستشار،ابتداءً بعلي الدباغ ومرورا بعلي العطار وانتهاءا بسامي العسكري ،المستشارون المهمون هم الذين يرافقوه في سفراته المكوكية ومنهم من هو صلة الاتصال بينه وبين الاسياد في الشرق والغرب.المستشارون لا يأخذون المرتبات وانما مرتباتهم مفتوحة على طريق خلفاء بني العباس،هو يترك لهم التصريحات ليتستر بالخطأ اذا ما حصل ،والرسول الكريم يقول (خاب من كثرت مستشارية)ويقصد ان الاراء الكثيرة تدخل المرأ في دوامة الخطأ ،على من تعتب على حكومة لا ترى الشعب،حكومة مهزومة في المنطقة الخضراء وباقية على اخبار المستشارين ،هو ومستشاريه ليس في رؤوسهم الوطن او الناس كما في الشعلان وبدران والسامرائي ومن لفط وهرب، الهاربون منهم والباقون وغيرهم كثير، وما هي الا ايام ستراهم يهربون باموالهم وما يملكون ليلتحقوا بعوائلهم المصونة في لندن وباريس وواشنطن وسلام على من اتبع الهدى.مسكين ياعراق،امريكا من جهة وايران من جهة والكويت من جهة ومستشاري المالكي الذين لا يشبعون من جهة اخرى ،من يرحمك ياشعب؟

مع حبي
عمر عثمان -

تريد ان تقول ان على العراقيين ان يمتشقوا سلاحهم ويتوجهوا الى الشمال العراقي الذي لا يسمح للعراقي غير الكردي بالدخول دون ان يكون عنده كفيل كردي!!تريد من الجندي العراقي ان يحارب تركيا لانكم تأوون حزبا كرديا ارهابيا وتمدونه بالسلاح والمال لضرب الناس الآمنين في تركيا , اي ان نتحمل اوزار اخطائكم وندفع مزيدا من شبابنا من اجل تحقيق حلمكم الوردي. واسألك اخيرا هل استشرتم الحكومة المركزية قبل ان تتعاونوا مع حزب العمال كي تطلبوا منهم الآن تحمل التبعات. الجندي العراقي لا يدفع دمه للدفاع عن اناس حرقوا العلم العراقي وسجنوا من رفعه ورقصوا ودبكوا لتدمير الفلوجة البطلة ومدينة النجف الشريفة. تحياتي للبيشمركة قرة عيونكم.

اتركوهم لمصيرهم
عبد القادر الجنيد -

موضوع الأكراد قضية خاسرة ورؤساؤهم يدركون ذلك جيدا .اذا هادنتهم تركيا يستأسدون على العراقيين، واذا بدأت تركيا بقتال ا فى (كردستان الجنوبية!!!) يطلبون النجدة من حكومة العراق. لقد ضيع العراق خيرة شبابه هناك وصرف من أمواله فى الحروب مع الأكراد ما أن لو استعملت فى بناء العراق لصار درة الشرق. أتركوهم لمصيرهم وتكفينا مشاكلنا.