أصداء

تعقيباً على محرقة غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يتواصل سقوط الشهداء، ويتواصل تدمير البيوت والممتلكات، وتتواصل استغاثات المشافي بالتبرع بالدم، فيما يواصل العالم القريب والبعيد لعبة الإيغال في الصمت والتواطؤ. غزة تحترق وتُدمّر ويموت أطفالها، بينما لا جديد لدى قيادات الشعب الفلسطيني من الجهتين. فلا عباس ولا مشعل، قدّما ما انتظر شعبهما في الوطن والشتات أن يقدّماه.


وما انتظره هذا الشعب هو جد منطقي وبدهي وبسيط : أن يكون الطرفان على مستوى المسئولية التاريخية، وعلى مستوى كل هذا الشلال النازف من الدم.


مؤتمر مشعل الصحفي في دمشق لم يقدم حلولاً للمعضلة. فهو لم يتراجع عن نتائج الانقلاب العسكري في غزة، ولم يقطع الطريق إلى المنتصف، في حلّ توفيقي وسطي يمدّ يداً حقيقية للطرف الثاني. وعباس في رام الله اكتفى بتعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إلى أن تمرّ المحرقة، متجاهلاً ما تفرضه الضرورة السياسية ورغبة جزء كبير من شعبه في المصالحة مع حماس. القائدان لم يكونا على مستوى معاناة وتضحيات شعبهما. ولا على مستوى هذه اللحظة الرهيبة من التاريخ. حيث يجري، جهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وإلغاء حلم الدولة المستقلة من جانب إسرائيل.


ولعمري هذا أخطر ما في الموضوع. فتحت غطاء سيطرة حماس على قطاع غزة، وتحت غطاء مؤتمر أنابوليس للسلام، تقوم إسرائيل، وعلى نحو ممنهج ومدروس، بدق المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية الحقيقية القابلة للحياة. لذا لا يجدي نفعاً أن يكتفي أبو مازن بقرار تعليق المفاوضات، بل يجب وقفها نهائياً، ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته. فمن يرد السلام حقاً، لا يفعل ما تفعله الآن إسرائيل. وكذلك لا يجدي نفعاً أن يتمترس خالد مشعل في مواقفه الأقرب إلى عالم اللاهوت المغلق من عالم السياسة المرن والمفتوح.


إننا قبل أن نرتجي من العالم الخارجي تعاطفاً وعوناً ووقوفاً مع الحق، أولى أن نرتب بيتنا الداخلي أولاً. فلا تعاطف مع شعب مقسوم على نفسه، مهما كانت الحجج والمبررات. هكذا يعاملنا العالم، وعلينا أن ننتبه لهذه النقطة.


إنّ إسرائيل، دولة وحكومة، تلعب على المكشوف. وما عاد يهمّها ماذا يقول العالم عنها. فهي في وضع نموذجي، وفّره لها الانقسامُ الفلسطيني، لتحقق كل أحلامها وأمانيها. وأول هذه الأحلام كما قلنا، هو إنهاء حلم الدولة الفلسطينية. والتعامل مع قضيتنا، لا كدولة في الضفة والقطاع والقدس الشرقية، بل ك كانتونات معزولة غير قابلة للحياة. كيان بائس محاصر في قطاع غزة، سمّه إمارة إسلامية أو ما تشاء، ودويلة هزيلة في الضفة، تقبع خلف جدار الفصل العنصري، وتقوم على نصف مساحة الضفة وأما القدس فانسوها أفضل ! ولا بأس من عودة الرعاية الأردنية للضفة، والمصرية للقطاع. تارة على شكل تقديم مساعدات إنسانية، وأخرى على شكل تقديم خدمات كالكهرباء.
هذا ما يحدث وراء الكواليس في إسرائيل. وهذا أخشى ما نخشاه.


لقد عوّدتنا إسرائيل أنها لا تعطي لنا شيئاً بسهولة. وما دمنا ضعفاء ومنقسمين ومهلهلين، فعلى الأغلب، واحتكاماً إلى تجارب التاريخ غير البعيد، لن تعطينا إلا الفتات.


من هنا يتوجب على قيادتي فتح وحماس فضح هذا المخطط الإسرائيلي وتعريته والوقوف ضده بكل الوسائل. ولن يتم ذلك خارج فضاء التوافق والوحدة. لن يتم ذلك خارج النسيج الوطني والاجتماعي لشعبهما في الوطن والشتات.


نقول هذا الكلام، على هامش المحرقة الإسرائيلية المتواصلة فصولاً في غزة. ونقوله قبل وبعد المحرقة. فما يجري من وقائع على الأرض جد خطير. من تعاظم محموم للاستيطان في القدس والضفة، ومن قتل وحصار وترويع في غزة، وكل ذلك يتم بوتيرة عالية غير معهودة لدى الجانب الإسرائيلي.
فهل نستيقظ من أوهامنا ؟ وهم الإمارة الإسلامية في غزة، ووهم السلام المقتول في أنابوليس ؟
سؤالان موجهان إلى عباس ومشعل. والجزء الأكبر من شعبهما في الداخل والخارج ينتظر الرد!

باسم النبريص

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيف نمسك العصا
أحمد -

يبدو أن ظروف السيد باسم النبريص أجبرته أن يمسك العصا من الوسط، لا بل يمسكها من الطرفين.

ابو مازن قائدنا
الصفدي -

كيف تضع ايها الكاتب المحترم ابو مازن ومشعل بكفة واحدة وتطلب منهما معا ابو مازن قائد منتخب شرعيا وزعامة تاريخية للشعب الفلسطيني اما مشعل فهو من الاغرار بالسياسة ويا دوب يفهم بنواقض الوضوء

خدمة للآخرين
mohd -

من قال بان حماس تريد امارة اسلامية, مقولات تخدم الآخرين , مايطلبه خالد مشعل وما تطلبه حماس هو حق الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج ولكل من يتهم حماس بالامارة فهو يطالبنا كلاجئين بالتوقيع على وثيقة نقبل بها بالتنازل الكامل عن حقنا بالعودةاو الكف عن قول من نحن .نحن فلسطينون ونحتفظ بحقنا ز

أي محرقة؟
سعيد -

كفى شعارات. كفى بكائيات.إذا كانت هذه محرقة فماذا تسمي دارفور؟ وإذا كانت هذه محرقة فماذا تسمي الارهاب الاسلامي الذي قتل آلاف البشر في العراق؟ واذا كانت هذه محرقة فماذا تسمي ابادة حماة من قبل الأسد في سورية؟ وغير هذا كثير....

محرقة وأكثر
أبو عبد الله -

لا يعجبكم تعبير محرقة ؟ اختاروا إذن تعبيرا آخر المهم هو المضمون ولا يهم الإسم .

بئس الحضارة وحاملوها
عمر الشاذلي -

**من قتل نفسا,فكأنما قتل الناس جميعا**صدق الله العلي العظيم؛الشهداء في غزة المجاهدة,مدنيون مسالمون و عزل من السلاح ,فبأي ذنب يتم قتل الرضع و الأطفال و الشيوخ و النساء الآمنين ,و هدم بيوتهم على رؤوسهم قصفا بالمدافع و الطائرات ؟,إنها الهمجية الإسرائيلية التي لم ترتو بعد من دماء الفلسطينيين منذ مجازر قبية و دير ياسين عامي 1947-1948,سيسجل التاريخ و شرفاء العالم أن المذابح الإجرامية الإسرائيلية المتسلسلة في غزة في بداية الألفية الثالثة ستبقى وصمة عار على جبين كل الدول و المنظمات الدولية و هيئات حقوقية تشدقت طويلا بالدفاع عن حقوق الإنسان و حرية الشعوب, لأنها وقفت عاجزة و متواطئة مع مجرمي الحرب الإسرائيليين.نعم أصبحنا ندرك جيدا و حقيقة الكيل بميزانين,في غزة لا وجود للإنسان رغم شكله الآدمي,و بالتالي لا يستحق رفع أصوات التنديد و الإستنكار و الإحتجاج على الجرائم الإسرائيلية اليومية التي يتعرض لها أهالي غزة,و إنما التواطؤ الجبان و التجاهل,أهذه هي الحضارة الغربية التي يريدون نشر بركاتها و عولمتها على الكرة الأرضية؟,بئس الحضارة,وبئس القوم حاملوها,وبئس من يروج لها,والله أكبر,و لا إله إلا الله محمد رسول الله.

حماس ليست افضل
س. خيرالله -

من قتل نفسا في فندق او في مسجد او في مأتم او في عرس او في سوبرماركت،فكأنما قتل الناس جميعا!!!من يقتل الفلسطينين اكانوا اطفال ام نساء ام شيوخ ومن يتسبب بمقتلهم اكانوا من فتح او من حماس او غيرها كأنما يقتل الناس جميعا!!حماس لاتعترف بالعالم اجمع( عدا سوريا الاسد ونظام الملالي)ولا تطلب منه شيئا سوى الشفقة،يمثلون بجثث الاطفال ويتاجرون بها وهم شركاء لاسرائيل في الجريمة، يفجرون ويفجرون ويفعلون اكثر ما فعلته اسرائيل ،]اخذون من اسرائيل الخبز والطحين والكهرباء وكل ما يحتاجونه للحياة عدى المتفجرات والمفرقعات ولهذا هم عاتبون على العدو الاسرائيلي لانه لايعطيهم السلاح ليقاتلوه!!يريدون الحرب وتدمير اسرائيل ولم يتركوا وسيلة الا واتبعوها من اجل قتال اسرائيل من العمليات الانتحارية في مواقف الباصات والسوبر ماركتات الى دبلجة الرسوم المتحركة المخصصة للاطفال، يفعلون كل مايستطيعوا ويحتجون على القصف الاسرائيلي.لماذا لا يوقعون اتفاقية مع اسرائيل تحدد اصول الاشتباك والقتال وكيف يحرمون على اسرائيل ما يفعلوه بفخر واعتزاز.هل يعرف غزاويو حماس شيئا عن موازين القوى وقواعد القتال ام يعتقدون ان مقاتلة اسرائيل هي ببساطة وسهولة مقاتلة فتح.يفعلون ويقولون مايريدون ويحملون الآخرين المسؤلية.هم الابطال الحاجزين مقاعدهم في الجنة وباقي البشر عملاء وخونة ومارقون.يستكبرون على شعبهم ويدينون الاستكبار الامريكي ويبكون ويتفجون وينادون العرب والاسلام لنصرتهم وهم لايستشيرون احدا بما يفعلون.فليقلعوا شوكهم بايديهم قبل ان يقلعهم شعب فلسطين الصابر المعذب منهم كما من اسرائيل.والله ان اسرائيل باجرامها وغطرستها اكثر رحمة من هؤلاء الحماسيون الظلاميون المتوحشون على شعبهم قبل توحشهم على اسرائيل، فلا هم افضل من اسرائيل ولا هم ارحم منها، وقانا الله شرهم وشر اسرائيل ،محارقهم ومحارق اسرائيل انتصاراتهم وانتصارات اسرائيل.

لن تفلتوا بإجرامكم!
الـــــــــرامـــــي -

من العبث مساواة عذابات و مآسي الضحايا بجرائم الجلاد و قهقهته و عدم مبالاته,و من سخف القول مقارنة جياع و محاصري غزة بالدولة اليهودية التي تفرعنت على شعب أعزل بجرائمها المشهودة و المروعة ضد الشعب الفلسطيني منذ 1948 إلى اليوم,فمن خلال جرائم حربها و إباداتها الجماعية المستمرة لثلاث عقود ضد الفلسطينيين تريد محو كل آثار و وجود هذا الشعب المنكوب بالإحتلال و مطاليبه المشروعة في الحرية و الكرامة و حقه في العيش بأرض أجداده مستقلا كباقي عباد الله .الشعوب العربية و الإسلامية-و إن سكت قادتها-لن تسكت على هذا الظلم الإسرائيلي الوحشي ضد أشقائهم الفلسطينيين؛صحيح أنهم اليوم لا يملكون غير أصواتهم في مظاهراتهم في الساحات و الشوارع,و أصوات الشرفاء في العالم,و التي ما زالت ترتفع خجولة من هنا وهناك,و لكن عدالة قضية هذا الشعب المظلوم ستنتصر حتما في يوم من الأيام بفضل تضحيات المجاهدين و صبرهم و مثابرتهم في إبتكار أساليب مقاومة جديدة تبرهن للمحتلين الإسرائيليين ,أن ليل الإحتلال إلى زوال مهما مارس من إجرام و إنتهاك لأبسط مبادئ حقوق الإنسان و محاولة طمس حق الشعب الفلسطيني في أرض آبائه و أجداده ,التاريخ يعلمنا أن الحقوق المشروعة في الحرية و الإستقلال لا تنال بالمفاوضات العبثية الماراثونية كما يحدث في مقاطعة رام الله,و لكن بالكفاح المسلح و التضحيات الجسام و رص الصفوف حول قيادة المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها,قادة إسرائيل يحسبون حماس هي من ينغص عليهم عيشهم الهنيء باستفرادها بعباس حتى يبصم لها على كل ما تريده من أهداف: التفريط في المسجد الأقصى بالقدس و قضية اللاجئين و سلب أراضي الضفة و شرعنة المستوطنات, و إقامة المعازل الفلسطينية المطوقة بالجدران,ليأتي السياح للتفرج على هنود القرن21 و مصيرهم البائس ,القوة الغاشمة و الأساليب الإجرامية لقادة الكيان الصهيوني لن تتقدم قيد أنملة في هذا الطريق,لأن المجاهدين عاهدوا الله و شعبهم الوفاء سيرا في درب المقاومة و الجهاد.هل يستطيع الجيش الإسرائيلي إبادة شعب غزة كله؟ و لكن سيبقى خزان الشتات له بالمرصاد,أكيد أن أولمرت و باراك و أشكينازي,بعملهم الإجرامي هذا,لحقوا بجدارة و إستحقاق على لائحة مجرمي الحرب إسوة بزملائهم النازيين,و لن يفلتوا بأفعالهم الإجرامية من القصاص مهما طال الزمن!..و لا ندري,أيكون السبق لأذرع المقاومة في فلسطين أم لحزب الله اللبناني في هذا

استغراب مشروع
احمد -

لفة هذه المقالة بسيطة جدا وكذلك افكاره العادية جدا بل ايضا استنتاجاتها..وبمقارنتها مع مفالاة اخرى للطاتب كمشورة في ايلاف اجد فارقا كبيرت جدا بحيث يمكن القول ان المقالات لعدة كتاب وليس للكاتب نفسه....كذلك اسجل استغرابي من الموقف الهزيل للكاتب الذي يبحث عن اشياء كثيرة لكنه لا يعرف كيف يحصل عليها ومنها المساعدة المالية..على الكاتب ان بقف مع نفسه قليلا

فشل حماس
عراقي اصيل -

حماس لم توفر للشعب الفلسطيني ولو قطرة وهي غير موهلة لقيادة شعب اخوان اهل غزة بس يريدون ان يعيشوا وممارسات حماس دمرتهم واعطى للاسرائلين الضوء الاخضر في تكثيف هجماتهم على الشعب الفلسطيني