أصداء

مزيداً من الاعتدال.. بعيداً عن الاعتلال

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

هل يمكن الاستمرار في سياسة معتدلة لا ترى المتغيرات الدولية، ولا تتابع ما يجري حتى في داخل اقليمها، وانما هي ما زالت تنظر إلى العالم في لحظة هزيمة الاتحاد السوفييتي على يد حليفها القوي في واشنطن.

وهل يجب علينا أن نفهم الشرق الأوسط على أن اليسار العربي والقوميين المتشددين قد انتهوا لصالح رؤى الاعتدال العربي، فيما نحن نشهد منذ انهيار الشيوعية وسقوط بغداد بروز الإسلام السياسي كقوى اجتماعية حاضرة بعد ان كانوا في صف المعتدلين أيام مواجهة الشيوعية.

وأن قوى الاسلام السياسي تؤمن بالكفاح المسلح وتناضل لقضايا مجتمعه من وجهة نظر دينية بالطبع، كما كان يحلم اليسار ذات يوم، مما اعاد انتاج المشهد السياسي بالشرق الأوسط في استقطابات أكثر حدة من أيام الحرب الباردة، وخاصة أن ايران تمتلك قدرة على التفاعل مع المجتمعات الإسلامية عبر حلفائها، لم يكن بمقدور الاتحاد السوفييتي امتلاكها.

وأن هذه القوى وفي مقدمتها حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي تنتمي إلى حاضنة اجتماعية لا يمكن اقتلاعها حتى لو أجمعت كل الدول العربية على سياسة الاعتدال، في مقابل الضعف الشديد والعزلة الاجتماعية المفروضة على تيار التسوية الفلسطينية الذي تلقى أكبر الدعم السياسي والمالي من الدول العربية المعتدلة.

لا يمكن فهم الاعتدال وكأنه ثوابت فكرية وأيديولوجية لا يمكن التنازل عنها فيما الاعتدال يعني المرونة السياسية والانفتاح على جميع القوى السياسية والتيارات الفكرية، كما أن الإعتدال يحافظ على السيادة الوطنية التي ينظر إليها بوصفها مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية لا شعارات منحوتة من لغة خشبية.

بهذا المعنى نريد من الدول العربية مزيداً من الاعتدال الذي يمكنه استيعاب حميع القوى الفاعلة في مجتمعاتها والذي يعني الحفاظ على السيادة الوطنية بما يبقي على علاقات قوية ومتينة مع الدول الكبرى.

نريد مزيداً من الاعتدال الذي يعني ديمقراطية حقيقية وتعددية تشمل جميع مناحي الحياة، لا أن يكون الاعتدال قمعياً ولكنه يتميز بقدرته الخلاقة على انتقاد الدكتاتوريات الأخرى التي تتعارض مع السياسات الأمريكية.

نريد مزيداً من الاعتدال يحترم ثقافة حقوق الانسان ويعزز المكانة الحضارية والانسانية لمجتمعاتنا، لا اعتدالاً يتجاهل كل ذلك ويعرف فقط كيف ينتقد عجز الأنظمة المتشددة في احترامهم لمواطنيهم.

نريد اعتدالاً يرى بعينين اثننين، لا اعتدالاً أعور... أو مفقأ العينين، اعتدالاً يضمن لنا مجتمعاً ديمقراطياً تعددياً، يحترم مواطنيه وينتصر لحقوقهم وكراماتهم ولا يتخلى عن سياسة مرنة لا يمكن ان تتجمد وتتوقف عند لحظة تاريخية قد انتهت.

محمود منير

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مسافات الحيارى
حيران -

أنا لا اريد أن يفرض حزب الله وحماس رؤيتهما في شكل الدولة، ولكن بندقيتهما ما تزال مصوبة بالاتجاه الصحيح.

اعتدال مين
تقاطع طرق -

لا أعتقد بوجود دول اعتدال.... .

اختلطت الاوراق
رولى البلبيسي -

كلنا نتمنى اعتدالا وسطيا يرينا الحق حقا والباطل باطلا، ولكن اختلطت الاوراق وانتج القمع والظلم وانعدام الحرية الشخصية مجموعات غير معتدلة هي فقط تطلب بالحق والحرية الانسانية

أي اعتدال هذا
أبو العبد الأردني -

أي اعتدال هذا الذي جلب الذل والهوان أي اعتدال هذا ؟ والله غريب أمر مثقفي هذه الأمة الذين يسمون أنظمة الدول المنبطحة والخاضعة للارادة الأمريكية الصهيونية بالمعتدلين . أي اعتدال هذا الذي تتكلمون عنه ؟ هل الذل والهوان يعتبران اعتدالا ؟ هل خذلان الأخ والشقيق والتآمرعليه والتفرج عليه وهو يقتل ويدمر اعتدال ؟ هل استقبال أكبر مجرمي العالم علي الارض العربية والاسلامية وتقديم ما طاب ولذ من ما تشتهيه النفس البشرية لهم هو اعتدال؟ هل الساكت عن الاحتلال للأوطان العربية اعتدال ؟ اذا كان هذا السلوك السيئ والمشين الذي يوصف أصحابه بالاعتدال. فماذا يوصف من يصارع العدو ولا يستجيب لمخططاته ويقاوم قواته ؟ ويؤازر ويناصر اخوانه وأشقاءه في التصدي للعدوان الصهيو ـ أمريكي الغاشم ؟ فمن دون شك سيوصف بالمتطرف الارهابي . ما هذه هي امة الاسلام التي تقول للظالم انت ظالم وقف عن ظلمك . هذه امة عبد الأجنبي من اجل البقاء علي الكرسي حتي ولو يدمر أخي من قبل اعدائي، المهم ان أحمي عرشي او مقري الرئاسي وكسر رقاب شعبي ورعيتي، حتي وان رهنت أرضي وكل خيراتها للأجنبي عدوي او صديقي المهم ان يقول عني ديمقراطي ولا يقول عني ديكتاتوري همجي . قال الشاعر الجزائري الفحل مفدي زكريا رحمه الله : وتغري الكراسي ضعاف العقول ** كنارجهنم ترجو المزيدا وتغزو السياسة فكر الزعيم ** فيصبح فكر الزعيم بليدا هذا حال امتنا بعد ان تخلت عن دينها الذي به تهتدي للحق ولا توالي المعتدي الذي لا يراعي لا حرمة الأوطان ولا المقدسات ولا الشعوب المهم عنده تحقيق مصالحه ولو كان ذلك علي ما يتبجح به من مبادئ الحرية والديمقراطية واحترام الحقوق الانسانية . يا ناس .. يا مثقفين .. يا أصحاب الضمائر اتقوا الله وسموا الأشياء بأسمائها وقولوا للمخطئ انت مخطئ وللمحسن انت محسن، لأن كل كلمة تكتب او تقال نحن محاسبون عليها أمام الله سبحانه وتعالى الذي يقول : ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد . يا اخوان إنكم بتسمية هذه النوعية من الناس العملاء والمتواطئين والذين يريدون تحقيق مآربهم الخاصة علي حساب أوطانهم وشعوبهم وامتهم من قادة الأنظمة والحكام وبطانات السوء التي هي حولهم وزبانيتهم وحواشيم من مثقفي البلاط بالاعتدال، فإنكم تساعدونهم في الزيادة في غيهم وظلمهم لرعيتهم والتعامل اكثر مع المعتدي الظالم المتغطرس لأن هذا يعتبر وسام شرف لهم بأنهم معتدلون .. والاع