أصداء

كمد عراقي يشعل حرائق الحزن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

صورة من صور الواقع العراقي


على الرغم من السنوات الخمس التي مرت على العراق، وقد حملت اليه قسوة هي الاشد (ربما) في تاريخه كله، لكن الروح العراقية ظلت مفعمة بالمشاعر، وان حاولت الاحداث ان تثلمها او تستبيح رهافتها، فالحزن بكل سيوله الجارفة وفيضاناته الشديدة الهول، الا ان الوجد العراقي لم يفقد احساسه وحبه للحياة، وتلك العلاقات الانسانية الحميمة، وان كنا قد قرأنا في تاريخنا العربي رثائيات الاباء للابناء، فما سأنقله هو رثاء غير عادي ويمثل حالة عراقية لا يمكن للدموع ان تتكفكف ولا تجف، ولايمكن للوعة الا ان تضع نفسها فوق اعلى ميادين الحكايات، معبرة عن وجع رثائي اقوى من أي رثاء ولوعة.


في تفجيرات حي الكرادة الشرقية (وسط بغداد) الاخيرة سقط عشرات الشهداء، وكان من بينهم الشاب (قصي بن علي حسين السراج)، الشاب الكادح من اجله اسرته، ومع الحزن الذي عم على الشهداء وعلى قصي تحديدا من ناسه واهل مدينته، تم التسبيح بحمد الله الذي لايحمد على مكروه سواه على ما جرى،لانه تعبير عن الواقع العراقي الاليم الذي يذهب ضحاياه العراقيون على مختلف اعمارهم وطوائفهم، واقيم مجلس الفاتحة على روح المرحوم قصي بحزن فائض، وكان ابوه واخواه الاثنان يتلقون التعازي وتشعر بملامحهم تتفجر احزانا اسطورية، فقد رحل الابن الاكبر لابيه، الذي كانت سيماؤه تتهدج وتتصابر وتكابد رحيلا مفاجئا، ومضت ايام المجلس قاتمة، ولكن ما انتهى اليوم الثالث من مجلس الفاتحة، الذي طالما يكون قبل صلاة المغرب، حتى حملت ساعات المساء خبرا هز الجميع، وارتعدت له المهج، حملت خبر وفاة (ابو قصي) بالسكتة القلبية كمدا على قصي، الشاب الجميل الخلق والاخلاق، كبير ابيه وحامل مسؤولية البيت، جاء صوت الناعي ليشعل حرائق الحزن في بيوت المدينة، وخيم الاسى، اعلن ذلك امام المسجد القريب بصوت متهدج يرتجف وجعا فوق طيات المساء، وتراكضت الناس الى بيت الفقيد،كان الجميع يردد: ( اي قلب تحمل يا أبا قصي، اي فزع راودك ليلة وجدت نفسك من دون قصي، اي دم كان يركض في عروقك، ليفجر قلبك الانساني الطيب)، قيل: ان في تلك الليلة خلا الرجل الى نفسه بعد تفرق المعزون من الابعدين والاقربين، ليلة لاتقاس بليالي الفراق الطويلة المعروفة، كان الرجل صامتا لايتكلم سوى وجهه الباذخ بالوجع، كنت اسمع البكاء والعويل يتصاعدان الى عناء السماء، يتطلعان الى وجه الرجل، تارة رثاء له وتارة رثاء لولده الذي كان سببا في اعلان رحيل والده.


وسرعان ما استبدلت قطعة النعي السوداء التي حملت اسم الابن بقطعة اخرى تحمل اسم الاب، وليس هنالك من كلام.


انه الكمد العراقي السخي بمشاعره، انه صورة من صور الواقع العراقي التي ارتضيناه، انه رثاء لا اعظم منه، رثاء الاب للاب رحيلا.

عبد الجبار العتابي
بغداد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العراقيون قرابين
حمدان العبل -

يستمر مسلسل القتل والتضحية بالعراقيين كقرابين على مذبح الأوباش الذين يريدون تحرير العراق من العراقيين فيما يقبل أبطال المقاومة النشامى بساطيل الأمريكي المحتل ويقبضون رواتب صحواتهم منه، وينشغل النواطير النشامى من الساسة الافذاذ عن الضحايا ,,,,,والمقاولات وتكريس امتيازات النواب ...

انا لله وانا اليه را
ابو سليمان -

الحمدالله الذي لا يحمد على مكروه سواه وانا لله وانا اليه راجعون هكذا يدفع ابناء بلدي العزيز خيرة شبابه ورجاله في سبيل ان يحكم هؤلاء العملاء الذين جاؤا الى العراق واحرقوا الاخضر واليابس في بغداد والعراق اجمع فلقد خلقوا الفتنة واشعلوا نار الطائفية بعدما كنا نعيش في امن وامان اخوة متحابين

العراق الحديث.......
ابنة العراق الجريح . -

ويظل الوطن نغماتك إلكل جيل ...عصاته إعليه .....يتوجّد ! أزفك للوطن عريس بالتابوت ...وإرتاح بلحد بترابه تتوسد !! الحرب في العراق تكتب نفسها كل يوم، قصص تتراكم وحياة تفلت من زمامها وتحلّق في أزمنة خاوية . الموت يفضي الى موت آخر، وذاكرات الناس تضج بالصور، وكل صورة تستنسخ الأخرى. جيوش احتلال، سقوط نظام، حرب اهلية، قتل، تجويع، قهر، مليشيات ، انتهاك حرمات، تدمير بيوت الله، سرقات، نهب الثروات، فتهجير، وشتات، فمعاناة، واكليلها التنكيل بالاطفال .... هذا باختصار تاريخ العراق الحديث، التاريخ الذي سيحفر في قلوب ابناء العراق، ابناء الجيل التائه في البلدان العربية، الكبار كبروا لا خوف عليهم واصبح القهر خبزهم اليومي، لكن الاطفال كيف سنزرع بقلوبهم وردة الوطن الجميل وهم يرون صور اترابهم العراة المقهورين في كل مكان الذين هجروا حتى اسرّتهم وافترشوا عري الراض ليذوب عريهم في برد السكون، يكذب من سيقول انه لا تاثير والصور ستنسى...انها محرقة القرن الواحد والعشرين وكأن هتلر بعث حيا ليكمل ما بدأه، لكن للاسف هذه المحرقة وقودهارجال ونساء واطفال العراق والوقادون غرباء افتقدوا القلب بيولوجيا وحسيا ومشاعريا..العار الذي كتب وكتب عنه لن ولم يكف، الصور مهما كانت قاسية ومؤثرة تبقى شحيحة في نيران الفضيحة الكبيرة...

سقوط صدام عيد
العراقي الوفي -

اكبر انجاز واعظم يوم في تأريخ العراق هو اسقاط ابن ..... وزمرته القاتله الأن لو يحكم العراق بوش او هتلر ارحم واحسن من صدام المجرم مليون امريكي ولابعثي ومهما يدور ويجري هذه كلها مخلفات صدام واليوم نحن بخير مادام صدام ولى وانهزم وان الذي يده في النار ليس الذي يده في الماء اسئلوا العراقيين عن اجرام صدام واسئلوا الفلسطينيين عن اجرام شارون واسئلوا الكويتيين عن اجرام صدام هؤلاء هم اهل الخبره وسوف تعلمون ثم سوف تعلمون الله لايعيد تلك الايام السوده ايام الرعب والقتل والارهاب والمخابرات البعثيه الشعب لهم بالمرصاد

مفجوعه حتى النخاع
لانا -

ماهذه القصه الواقعيه المؤلمه من اول كلمة قراتها وقلبي يتمزق الما وحزنا على هذه العائله ويالها من فاجعه انا نفسي لم اتحملها وبكيت بكاءا مريرا الله يكون في عون العائله ويلهمهم الصبر والسلوان اه كم صعب فراق من تحب ومن عشت معه ومن كان امام عينيك دائما وبلمحة بصر لاتجده امامك انها الفاجعه الحقيقيه انا عن نفسي اتمنى الموت لنفسي ولا احب سماع وفاة اي شخص.ولو الموت حق علينا جميعا ولكن ليست بالطريقه الذين يموتون فيه العراقيين .ياكاتبي الرائع ومراح اكدر انام اليوم لان بس راح افكر بهذه العائله واتمنى من الله ان يمكنني من زيارة هذه العائله.اريد ان ااتي الى العراق واصرخ باعلى صوتي واقول لا لكل هذه الجرائم الوحشيه ولكن لمن؟ لاحياة لمن تنادي.فعلا فجعتني يالعزيز عبد الجبار انا اعشق مقالاتك لانها من صميم الواقع العراقي.الله يحفظكم جميعا وانا لله وانا اليه لراجعون.الحزينه جدا المغتربه

لستُ أدري
سماء صافية -

لماذا تجري هذه المشاهد الحزينة المؤلمة لأبناء بلدي العراق لنقل انهم جماعة صدام ماذا يريدون هؤلاء ؟ الرئيس لا يبقى رئيسا الى مدى الحياة اذا هو ذهب يأتون غيره لماذا هذا الحقد على الشعب العراقي وان كانوا غير جماعةصدام فلا الدين ولا الانسانية تقبل بهذه الجرائم التي تحصد ارواح ناس ابرياء والتي تترك عوائلهم في حزن والم لا ادري هل تحول قلب الانسان من قلب لحم الى قلب حجر لا يحس لست ادري

الى العزيزة ( لانا )
عراقي - كندا -

مشتاق أسمع أخبارك , أنت والله العراقية الصادقة المحبة والوفية لبلدها , وأنت من تمثلين المرأة العراقية بنقائها ووفائها وتضحياتها , أرجو أن أسمع أخبارك بين فترة وأخرى , تحياتي الصادقة إليك .

الى العراقي الوفي
عراقي مغترب -

أحسنت على تعليقك الذي يدل على أن بلدنا الحبيب مازال شامخا ونابضا بالحياة , طالما أن أبناءه بمثل محبتك للعراق وغيرتك عليه , ولكن أخي العزيز لاأتفق معك في نقطة ذكرتها عن الفاسطينين الذي يعرفون إجرام شارون , أنا لاأعتقد ذلك , تجاربنا بالعراق محبطة ومخيبة للآمال مع الفلسطينين , فهم في الداخل ( الضفة والقطاع) عبيدا للمقبور صدام , وقد أقاموا سرادق العزاء للمقبورين عدي وقصي , وكذلك للطاغية بعد إعدامه إمعانا منهم في تحدي مشاعر الشعب العراقي الجريح , بعضهم أتخذ هذا الموقف , ليس حبا بصدام بالضرورة , بل لآسباب طائفية بحتة ونلاحظ أن أغلب كتابهم وإعلامييهم , النبرة الطائفية واضحة جدا في مايكتبون ولايتورعون أحيانا عن الافتراء والتدليس ضد أهم مكونات الشعب العراقي وهم الشيعة , نحن لم نكن نعرف الطائفية وأمراضها الخبيثة , حتى دخل علينا المرتزقة الارهابيين يزرعون الموت والدمار في أرضنا الطيبة , لذلك أنا أقول أن الفلسطينين للآسف لو كانوا يعرفون معنى الظلم والقهر , لوقفوا الى جانب العراقيين ضد طاغيتهم وجلادهم المقبور , لكنه مازالو للآن يكيلون له المديح وصفونه بأوصاف الآنبياء والصالحين , وماهو إلا ظالم نال جزاؤه , وهذا للآسف ديدن الفلسطينين , عندما يحلون في أي أرض , يؤيدون الظالمين ويكونون عونا لهم على أبناء البلد , أرجو النشر وشكرا .

سنراهم غدا
جاسم جدوع -

لا تحزن يا عتابي على الشعب العراقي ،صحيح دفع الثمن غاليا،لكنها سحابة صيف ستنقضب وترىغدا اليافطات البيضاء التي تبشر بعراق متحرر من العمائم القذرة ورجال الدين وامثال باعة الوطن وسترفع الرايات البيضاء فرحا يوم نراهم معلقون في ساحة التحرير.

لا عزاء للآباء
سمية بغدادي -

لقد حدث الشئ نفسه تماما مع عمي رحمه الله , فقد قتل ابنه البكر في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات وكان خيرة ابنائه ودرة العائلة وشغاف قلب ابيه, وما ان رفع شادر العزاء حتى فارق عمي الحياة كمدا على فراق ابنه واعيد الشادر وتواصل العزاء .

مخاض عصيب
عراقي وبس -

ولادة الامم العظيمة لاتتم الا بمخاض عصيب..وسيرى الجميع اي امة سوف تولد من بين كل ركام الحزن العراقي هذا..رحم الله قصي وابيه وجميع مظلومي العراق الذين رحلوا قبل الاوان

مخاض عصيب
hasson -

هذا..رحم الله قصي وعدي وابيهما شيخ الشهداء وجميع مظلومي العراق الذين رحلوا قبل الاوان

اخي عراقي_كندا
لانا -

اشكرك اخي العزيز لكلماتك الجميله بحقي وانا بخير والحمد لله وبإذن الله واخيرا سأرى عراقي الجميل بعد فراق دام 13 عاما قضيته بمراره وحزن والم بعيده عن عراقي الغالي واهلي.ومرة ثانية اقول رحم الله الشهيد قصي واباه وانشاء الله مثواهم الجنه.الغالي العتابي شعلت النار بينه على كيفك علينه.ولو هو هذا واقع عراقنا ولكن انشاء الله الفرج قريب بإذنه تعالى.المغتربه

الفعل لاالقول فقط
عراقي -

الوضع المزري الذي يعيشه العراقيون اليوم والذي يمثل المأساة الانسانيه بكل معانيها لاادري مالذي جاء به الحاكمون الجدد وماهو الذي فعلته امريكا بعد احتلالها العراق واذاحتها الطاغيه صدام من الحكم ماهي الاشياء التى لم تكن متوفره في زمن لطاغيه الاول ووفره لنا طغاة اليوم ومعهم المعممين من العمائم السوداء او البيضاء هذه هي البصره ثغر العراق الباسم امتلأ بدعاة الدين المزيفيين وبالاحزاب الدينيه الشيعيه التابعه لحكام ايران او حسن نصر الله بالأمس تم اغتيال احد الاطباء من ذوي الاختصاصات النادره ليلحق بالاف الاطباء والعلماء والاساتذه والمثقفين من هذه البلاد وكان التهديد الذي اعلنته النقابه وهو في حالة عدم تمكن الحكومه من حمايتهم فسيقومون بهجره جماعيه من البصره وهذا مايجب ان يفعلوه وان يكون حقيقه وليس تهديدا فقط للضغط على القتله والمجرمين من انهم سوف لن يجدوا يوما من يعالجهم او يعالج اطفالهم نحن نريد الفعل لا القول فقط وليفهم ذلك المعممين قبل غيرهم

الشهداء
يحيى العراقي -

رحمة الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته. يا اخوتي العراقيين في داخل العراق وخارجه واجب علينا كابناء للعراق الحبيب بان نكون يد واحدة وان نقف صفا واحدا من عراقنا الواحد.

ما أضيق العيش لولا..
فؤاد البصراوي -

أوافق الجميع على ما كتبوه,فحب العراق متجذر في الأعماق, و الذين تطحنهم ماكنة الإرهاب المجرم سيكونون شهداء ينيرون الطريق للآخرين لكي يمروا ليبنوا العراق من جديد,الشهداء مكانهم في القلب, و دوام الحال من المحال , و مثلما ولّى صدام و عصابته المجرمة سيذهب كل الذين يظلمون الشعب الى مزبلة التاريخ مهما تنوّعت على رؤوسهم العمائم وعلت على صدورهم النياشين. تعازيي القلبية للعائلة الكريمة و تحياتي للكاتب العزيز.

الله يعين العراقيين
شوشوالمغترب -

فعلا انها قصه مدميه للقلب ويوميا تتكرر مثل هذه القصص الواقعيه والمفجعه والله يكون بعون اهليهم ويصبرهم على مبتلاهم ويحفظ دماء العراقيين وانا عن نفسي تألمت قبل فتره لاحد اصدقائي في بغداد ذهب الاب وابنه الاصغر الى فاتحه لاحد الاشخاص في منطقتهم والي قتل بانفجار وبينما هما في الفاتحه واذا بشخص يسلم عليهم ويتوسطهم بالجلوس ويفجر نفسه بينهم ويجعلهم اشلاء ولحوم متطايره وكم حزنت حزنا شديدا وبكيت الما للمتوفين وقبلهم ايضا حادثه اغتيال خالتي وابنها وزوجته وبدون ذنب سوى انهم كانوا في طريقهم لزياره اقاربهم راجعين من الحج واذا هم بطريق الرجعه ويسمعون اطلاقات ناريه من قبل قوات الحرس لسيارتهم وقتل وتناثر دماغ ابن خالتي وخالتي توفيت ايضا برصاصهم وزوجته في حاله خطره وكتب الله لها الحياه ولكن اي حياه هذه وزوجها توفي وقتل وهي لم يمضي على زواجهم سوى 4 شهور.كان الله بعونهم ورحمنا ورحمهم يارب.وللاخت لانا لاتتمني الموت فان الرسول الكريم قال لنا بان لانتمنى الموت وندعوا لنا بالحفظ والستر والعافيه ولانتمنى لقاء العدو ايضا.حمانا وحماك وحمى جميع العراقيين في كل مكان..شوشوالغيرمغترب