أصداء

ايام العيد في العراق.. آلام واحزان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

العيد في العراق بات موسمًا مقتصرًا على الاحتفاء بالشهداء واقامة الصلوات في الكنائس والمساجد والجوامع واماكن العبادة المتنوعة، كما يعتبرها العراقيون فرصة يستغلونها عند زياراتهم المتبادلة للسؤال عن احوال اهالي واطفال المغدورين الأبرياء، وعن امور واحوال من هجروا او من عادوا ليجدوا ديارهم خربة او منهوبة.


العيد الذي ينتظره المؤمنون لا اعتقد ان نهاره وليله سيخلوا من أصداء الرصاص الذي يختلط بدقات النواقيس الحزينة او منادات المساجد والجوامع وغيرها من دور العبادة، ذلك الرصاص الذي يمزق اجساد المخلصين والمؤمنين الأبرياء كل يوم، كما ان ايام العيد لن تخلوا من انفجار عبوة هنا او انفجار سيارة هناك ولن تخلو من قتيل هنا ومخطوف هناك، ايام العيد في عراق اليوم، تختلف حتما عن ايام أعياد أغلب البلدان الآمنة والتي تتسم بالبهجة والفرحة، اليس كذلك يا اولياء العراق!

منذ اول ايام العيد سيتوجّه العراقيون كعادتهم إلى المقابر لزيارة شهدائهم، وخاصة الشهداء الذين سقطوا غدرا جراء العنف الطائفي والذي طال الأبرياء والمخلصين، لقد أضحت مقابر الشهداء مقاصد للجميع من أجل الترحم على أرواحهم والتسليم على ذويهم.
في العراق وقبل الغزو كان العراقيون ومن مختلف الأطياف ايام العيد يملئون الشوارع والساحات العامة، اما اليوم فايام العيد في العراق هي ايام حزن وبكاء ونحيب، وان الكثير من الأسر العراقية اما قد فقدت حبيبا لها او اجبرت على ترك دارها ولذلك فلن تتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالها لأشاعة البهجة في قلوبهم.


واليوم وفي الموصل حيث مشاعر الحزن على وداع المطران الجليل بولس فرج رحو الذي قتل على يد مجرمين حاقدين عنصريين لا يريدون سلامة وحدة العراق قد ترك ظلاله على مشاعر العراقيين عامة واهل الموصل خاصة،فقد اضاف هذا المصاب حزنا اضافيا لمآسيهم، حيث تحولت الموصل الى ما يشبه خيمة حزن تجمع فيها اهلها المخلصين معبرين فيها عن الألم العميق الذي يعتصر قلوبهم لوداع المطران الجليل رحو، فبعد سقوط عشرات الشهداء على أيدي قتلة استغلوا ضعف القانون والأنفلات الأمني في كافة ربوع العراق يطل علينا نفر مجرم حاقد ومتخلف لينفذ ابشع جريمة قتل لتضاف الى سجلهم الأسود حيث طالت اياديهم الحاقدة الجليل المؤمن المطران بولس رحو ليفسدوا بذلك فرحة المؤمنين بقدوم ايام العيد التي كانوا بانتظارها، اما اولياء وسادة العراق ومن يدعون انهم حماة أمن شعب العراق لم يسكتوا عن هذه الجريمة انما عبروا عن أسفهم واستنكارهم فقط، ولا يخفى على احد بان غالبية جرائم القتل والأختطاف تسجل ضد مجهول حيث اصبح ذلك أمرا طبيعيا.


هذه هي الأجواء السائدة في ايام العيد، وما زال الوجوم يرتسم على وجوه العراقيين مسلمين ومسيحيين من الذين صعقوا بحجم الجريمة البشعة التي ارتكبها نفر ظال متخلف بحق المطران الجليل بولس رحو والذي لطالما دعا في خطبه الى وحدة اراضي العراق ووحدة شعبه مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين، الرحمة لك والدعاء الى الله الذي أصبح هو السبيل الوحيد الذي نتحصن به نحن ومع المخلصين من ابناء الشعب العراقي على اختلاف اديانهم ومعتقداتهم لمواجهة الأعداء والحاقدين والمتخلفين، نعم ان الدعاء هو الوحيد الذي يدخل الطمأنينة في قلوبنا وقلوب جميع العراقيين،
في ظل وضع لا نجد فيه سبيلا لرد اعتداءات العصابات والجماعات المتنفذة على رموزنا الدينية والعقائدية والفكرية والفنية العراقية، اليس من حق العراقيين سؤال اولياء امرهم ......ايها السادة المنتخبون من المسؤول عن حماية ارواحنا...اين الأمان.rlm;

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سقوط صدام
بشرى -

سقوط صدام وتحرر العراق من ظلم صدام اكبر عيد والعيد الاكبر هو يوم اعدام صدام انه عيد مركب عيد الله وعيد اعدام الطاغيه اه لو عشتم ايام حكمه لعرفتم من هو صدام ولكن الذي يحب ويدافع عنه ادعوا الله ان يسلط عليهم حاكم مثله ولكم في الكويت اسوه واسئلوا اهل الكويت ان كنتم لاتعلمون وعندهم الخبر اليقين

عراق بلا احزان
حميد -

ارتبط الحزن بالعراق بسبب قادته الجهلة امثال صدام صدر وبرزاني عراق بلا احزان يعني ضرورة غياب هولاء عن المسرح السياسي العراقي

بحاجة الى قارئ جيد
ماهر سامر -

من يرغب بالأستفادة من الفسحة الديمقراطية التي وفرتها لنا ادارة موقع ايلاف المحترمون بالتعليق على المقال اعلاه يجب عليه اولا قراءته قراءة نقدية دقيقة حيث ان الكاتب اوضح بصدق ما يحدث اليوم في العراق من احزان وآلام, اما من كان في عقله شئ ولو كان بسيطا من الكراهية او الحقد او الطائفية فان قلمه او قلمها حتما لن يكون حبره الا طائفيا حاقدا اسودالله يسامحه , نحن بحاجة الى ثقافة الود والمحبة ..تحية لك ايها العراقي الوطني القدير كاتب المقال .