الليبراليون وإصلاح الدينفي الكويت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المجتمع الكويتي، الذي يصفه الكثير من المحللين السياسيين والاجتماعيين بأنه مجتمع محافظ ومتعلق بمفاهيم دينية أصولية تعادي في كثير من الأحيان مفاهيم الحداثة، كالليبرالية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، يجب على الخطاب الليبرالي الكويتي أن يركز جل جهوده على تغيير المفاهيم السائدة وتبديلها لجعلها تتناسق مع الفكر الحداثي ومفاهيم الحداثة. فإصلاح الفهم الديني الأصولي وتغييره بطرح فهم جديد قادر على التعايش مع مفاهيم الحداثة، يعتبر من أبرز القضايا التي من شأنها أن تساهم في "لبرلة" المجتمع الكويتي. لذلك تقع مسؤولية تجديد الخطاب الديني وتغييره على عاتق التيار الليبرالي قبل أي تيار آخر. كما أن الفهم الديني غير المعادي لليبرالية وغير المناهض للحداثة، سيساهم في تغيير الواقع الاجتماعي الكويتي. فلو ساهم الخطاب الليبرالي في الكويت في ظهور ما يسمى بالإسلام المستنير، المستند إلى رؤى لا تخالف الليبرالية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان وتقبل التعددية الثقافية والفكرية والدينية، إسلام التجارب الإيمانية المعنوية التي تضفي على العمل السياسي والاجتماعي استقامة أخلاقية، بديلا عن الإسلام السياسي المؤدلج الذي يؤطر الحلول لمشاكل المجتمع في قوالب فقهية جاهزة مسبقا (تاريخية) وغير قابلة للتغيير إلا بواسطة الفقه والفقيه.. لو ساهم الخطاب الليبرالي في ذلك يكون قد خطا خطوة مميزة باتجاه "لبرلة" المجتمع الكويتي وانتقل نقلة نوعية نحو الحداثة.
فالخطاب الديني الأصولي الإيديولوجي يمارس هيمنته على الهوية الدينية والاجتماعية للمجتمع الكويتي. في المقابل، لا يستحوذ على اهتمام النخب الليبرالية في الكويت سوى ممارسة النقد اللاذع المتطرف ضد الأصولية الدينية من دون تقديم بديل متمثل في الفهم الديني المستنير القادر على أن يحل محل تلك الأصولية التقليدية. لذلك استغل الأصوليون الخطاب الليبرالي الناقد، لتأليب الرأي العام الكويتي ضد الفكر الليبرالي بوصفه فكرا معاديا للدين الإسلامي (وليس معاديا لفهمهم للدين) مما ساهم في صد الكويتيين عن الفكر الليبرالي ونفورهم منه.
فالخطاب الأصولي في الكويت لا يزال ينهل من الفكر التاريخي، ولا يزال يعتمد على الفقه والفقيه في تفسيره لقضايا الحياة ووضع حلول لها، مما جعله معتمدا على منبع فكري واحد، ما لبث أن أوحى هذا المنبع لجمهوره بأنه يحمل حلولا "نهائية" معلبة في قوالب غير قابلة للنقاش إلا في الإطار الفقهي، أو بعبارة أخرى حلولا "أيديولوجية تاريخية".
إن المدرسة الفقهية التقليدية التاريخية تحتضن الخطاب الأصولي، وأبرز ما تسعى إليه هو الرد على أسئلة الحاضر بإجابات تاريخية ماضوية، بينما على المدرسة الدينية "المستنيرة" المحتضنة لخطاب التجديد الديني، أن تتبنى حلولا وإجابات حديثة لأسئلة ومشاكل الواقع، وتلك الحلول تستند إلى فصل العقل الديني عن العقل الطبيعي أو فصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية، بمعنى أنها تعتمد على العقل الحر ولا تشترط حلولا للحياة من الدين لكنها ليست بالضرورة ضد الدين، أي أنها تواجه الواقع بسلاح العلوم البشرية الحديثة أكثر من مواجهته بسلاح الدين. لذا نرى تبنّي المدرسة المستنيرة لقضية "التجديد" الديني، الذي يستدعي التجديد في الفقه وفي علم أصول الفقه وفي علم الكلام، وذلك من أجل طرح فكر ديني جديد لا يخالف الواقع الحديث فحسب بل يجاريه إلى أبعد الحدود. وعلى هذه المدرسة أن تثبت عدم جدوى مزاعم التجديد في الفقه التي لا تدير بالا للتجديد في علم الأصول وفي علم الكلام. فطرح مفهوم "الإسلام صالح لكل زمان ومكان" إنما يعني أن ذلك الدين يستجيب للتاريخ ويتطور معه، وأن الخطاب الديني إنما هو خطاب بشري لا خطابا مقدسا، وكما يقول محمد أركون "يهدف منظور علوم الإنسانيات الحديثة إلى إخضاع النص القرآني لمحك النقد التاريخي المقارن وللتحليل الألسني الحديث وللتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعنى وتوسعاته وزواله، وذلك من أجل تجاوز المرتكزات المعرفية للعصور الوسطى التي ما زالت تؤثر في تفكير البعض منا حتى اليوم".
لا يمكن زعزعة مكانة الفكر الأصولي في المجتمع إلا بمواجهته بفكر ديني آخر يتفاعل مع الحداثة وفق القضايا المعاصرة ويهز الأركان الفقهية التاريخية المؤدلجة ويكشف نواياها الوصائية الإلغائية التكفيرية والحلول الماضوية التعجيزية لمشاكل الواقع الراهن. صحيح أن الأصولية الكويتية أقل تشددا في مواقع متعددة من أخواتها الأصوليات الأخرى في المنطقة إلاّ أن ذلك لا يلغي تشددها، فهي أثبتت أنها متناقضة إلى حد كبير في وصف - مثلا - ظاهرة الإرهاب. حيث تنظر للعمليات الانتحارية لقتل المدنيين في منطقة من المناطق بأنها إرهابية في حين ترى الإرهاب في منطقة أخرى بأنه من أعمال المقاومة المشروعة ضد الغزاة. هذا التناقض، والتأكيد على شرعية قتل المدنيين، كاف للتدليل على خطورة الأصولية، وضرورة ظهور فكر ديني حداثي يهيئ الساحة السياسية والاجتماعية لقبول الليبرالية والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان بوصفها مفاهيم لا تتعارض مع الدين بل ترضى به وتتماشى معه وتدافع عنه، لكنها لا تدافع عن الديكتاتورية والاستبداد والوصاية والإلغاء واللامساواة والتشدد والإرهاب والتكفير الديني، وبعبارة أخرى لا تدافع عن الفكر الديني الأصولي الإلغائي.
إن عدد ليبراليي منطقة الخليج، ومنها في الكويت، كما يشير المراقبون، في تزايد، وهذا الأمر يزيد من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تبني خطاب ديني حداثي يستطيع مواجهة الخطاب الديني الأصولي. ولقد أشار الكاتب شاكر النابلسي إلى ذلك مؤخرا بالقول أن "أكبر دليل على تقدم الليبرالية العربية في السنوات الخمس الماضية، هو ظهور كثير من الليبراليين النساء والرجال في الصحراء العربية ومنطقة الخليج العربي. فمن كان يظن، أن هذه المنطقة من العالم العربي هي ساحة رمّاحة للأصوليين فقط، فهو خاطئ. ولعل ليبراليي هذه المنطقة من العالم العربي، هم من أكثر ليبراليي العالم العربي حماسة وشجاعة وإقداماً. ومن يقرأ الصحافة الورقية الخليجية الآن، يرى أن تسعين بالمائة منها ذات توجه ليبرالي، تنادي وينادي كتابها - وهم الأكثرية - بضرورة النقد الذاتي، وفرز التراث، واحترام حقوق الإنسان، وبالمساواة بين الرجل والمرأة، وبحرية الرأي والرأي الآخر، ورفع الرقابة كليةً عن الثقافة، وبالمساواة بين كافة المواطنين بالحقوق والواجبات بغض النظر عن جنسهم، ولونهم، وطائفتهم".
فاخر السلطان
كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com
التعليقات
اصلاح الدين
ميخائيل -بسم الله الرحمن الرحيم.. يقول المولى الكريم(اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا)..لقد أكمل الله, الخالق, العالم, الحكيم, لأمة الاسلام و الايمان دينها, و الكمال هو الوصول الى الغاية المطلوبة لكل عمل تم..و أتمّ الله, المنعم, الكريم, الجواد, نعمته على الامة الامسلمة بأن يعملوا بهذا الدين لخير الدنيا الذي فيه خير الدنيا الاخرة,في الكسب والاعمار والخلافة والتمتع بكل ما سخره الله لعباد من الطيبات في حرية مطلقة لا تتعدى حدود معينة, ليتجنب جلب الضرر على نفسه و جنسه..و لعلمه(الله) بأن عقل الانسان محدود الفهم والادراك و متفاوت من شخص الى شخص, أطلق له التفكّر و التدبّر في الكون كله لاصلاح شؤونه لان هذا الكون مسخرّ من الله للانسان بحيث لا يضر نفسه و بيئته.فجعل له قوانين ضابطة بسيطة لا تتعارض ما منطقه و تعد بالاصابع, بحيث لا يستبد بعقله المحدود الادراك. و على المخلوق أستحداث الادوات و السبل لاصلاح دنيته و في أمورها بحسب مصالح و احتياجات الانسان و متطلبات الزمان و المكان بحكم المتغيرات . على أن يكون الاسلام هو منبره و مشكاته و عنوانه .و الدين لم يقيّد هذه الامور طالما حافظت على ناموس الطبيعة و قامت بحفظ حق الفرد والاسرة و الجماعة و الامة في تناغم و ديموقراطية..فلا يضر بنفسه و لا بغيره..أمّا الامور العقائدية والتشريعية والايمانية المفروضة على الانسان طبعا,المؤمنين الذين آمنوا بأن الله أمر فأطاعوا لارضاء المولى المنعم ربهم ..فلا يستطيع أحد أن يتعامل معها بالتغيير و العبث(الاصلاح) والا أصبح الاسلام مثل الاديان السابقة التي تعرض لها الناس في أزمانها بالتحريف و التبديل و الالغاءفلم تصلح بعدها لأحد..مثلما يريده اللبراليين والعلمانيون في هذا الزمان فحرفوا و بدّلوا كلام الله!..(واذا قضى الله و رسوله أمرا فليس لهم الخيرة من أمرهم)..و لا أدري ما هو الذي يقهر(يجبر)اللبراليين والعلمانيين و أشباههم على أعتناق شىء لا يناسبهم بل ويتعدوا على أختيار الناس في اختيار المعتقد و يجعلون أنفسهم قائمين على الله و البشر..طبيعة سيئة.. من شاء فليمن و من شاء فليكفر..لايوجد شىء في الدين للاصلاح فهو صالح لكل زمان و مكان..و عليكم بالاطلاع و النظر و الابصار.. فدعوا للناس حيزا من الحرية, فهذا عهد بيننا و بين الله(ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة)..الاسلام دي
خطابكم فاشل
المطيري -وكنتم تروسا في ماكينية المستبد الشرقي ؟!! صرتم تتكلمون عن الخطاب الاسلامي المهيمن ؟!! لقد اصطففتم مع الباطل مع الغزاة الامريكان وسوقتم لهم وسوقتم لهم وبررتهم فنبذكم الناس ومن ينبذ الناس سوى العملاء والخونه ؟؟
ليبراليون في و انيت
مطر -خطأ ، اللبراليون في الخليج لا يملؤن حتى وانيت في كل بلد يبدو انكم كذبتم وصدقتم كذبتكم ؟!!
ايها اللبراليون
مطيري -عندما تسمون المقاومة ارهابا .... الناس وينظرون اليكم كعملاء فاحذروا ..
هذا هو الفرق
مطيري -شيخ من مشايخنا يحتشد اليه الالاف انتم لاتستطيعون حشد عشرات
اتحداكم
المطيري -اتحداكم في جمع من الناس العاديين ان تقولوا عن القرآن العظيم انه منتج ثقافي قابل للنقد اتحداكم اتحداكم ..
كان غيركم اشطر
المطيري -كان غيركم اشطر حاولوا نفي الاسلام تحوير الاسلام تمييع الاسلام في روسيا والبانيا واليمن الجنوبي وعاد الاسلام اقوى واثبت
مع كل مستبد
المطيري -اللبرالية والعلمانية لا يمكن فرضها الا بالاستبداد وقهر الناس عليها بالقمع بعض مظاهر اللبرره والعلمنه في دول الخليج مفروضة على المجتمع لم يشارك في ارسائها برلمان ولا رأي عام انتم تصفقون وتصطفون مع كل مستبد هذاهو تاريخكم
ردا على المطيري
علماني -اليسا ونانسي عجرم تحشد الالاف من كل العالم وفي الكويت منعتموهن لانكم تعرفون الحشد الجماهيري الذين سيحضرون ... فهل هذا قياس النجاح ؟؟؟؟ منعكم ومحاربتكم للفكر العلماني والليبرالي هو دليل على جهل اصحاب الفكر الديني والا لماذا تحابون الكتاب وتمنعون الكتب الليبرالية .. واضح انكم ضعفاء وخاوون فكريا
نعم للعلمانية
عبداالله - الكويت -المد الليبرالي ات للكويت باذن اللله، فكل المواقف الحالية دليل سيطرة الليبراليين على الساحة السياسة. الناس ملت من الخطاب الديني السياسي. موعدنا يوم الانتخابات
فكر خاو فاشل
المطيري -فكركم العلماني اللبرالي خاو فاشل لن يشتريه احد ولو تركتموه على قارعة الطريق ؟!!!
كفوك 2
المطيري -نحن نتكلم عن الحشد الفكري وانتم تتكلمون عن حشود الهشك بشك ؟!! كفوك ؟!!!
رأي مغربي
رضوان -صوت الليبراليين غير مسموع ولن يستطيع مواجهة القوى الديمقراطية الحقيقية والاسلاميين المعتدلين في الشارع وكلام هؤلاء الليبراليين سيبقى حبيس فنادق الخمس نجوم والقاعات المكيفة التي يحضرها بضع عشرات