أصداء

لا نكذب نحن النساء لكنا نتجمل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

للكذب أيضا فلسفة!

نستخدم مساحيق التجميل إضافة إلى كوكتيل من فنون الدلع والدلال لجذب انتباه الرجل في عملية خداع أنثوية يذهب ضحيتها محترف آخر للكذب هو الرجل الذي يستخدم بدوره مئات من أبيات الشعر والكلمات المعسولة لجذب انتباه المرأة ودغدغة مشاعرها.. فهل حقا يعشق الرجل بعينه والمرأة بأذنها؟
وهل نعجب أن أصبح الجمال للمرأة هاجس والغزل للرجل حرفه؟
نستطيع أن تستنتج أيضا أن المرأة تحتاج إلى رجل سطحي لينبهر بجمالها كما يحتاج الرجل إلى امرأة غبية لكي تصدق إطراءه وتأكل طعم صنارته!
وإذا كان الرجل عاجزا في معظم الأحوال عن تذوق جمال المرأة بعيدا عن مظهرها الخارجي فهل علينا نحن النساء أن نكون جميلات ونصمت ؟
في الأغلب نعم..
كوني يا سيدتي جميلة واصمتي..
وكن أيها الرجل في المقابل كاذبا وكفى..
بذريعة أن الكذب ليس سوى فلفل الحياة فأكثر منه ما شئت، لم لا وما زالت ملايين المشاهدين لا يمانعون في متابعة فيلما هنديا لم يترك الكذب فيه للحقيقة ما يحفظ حتى ماء وجه السينما.
لكن إياك أن تشكو فساد الطبخة أو انقلاب المائدة عل رأسك إذا ما صادفت امرأة ملت من الكذب الذكوري حتى كرهته..
ففي نهاية المطاف ليس للكذب أرجل طويلة إلى أبعد مما تريده هي.
وبعيدا عن لعبة الحب..
يبقى الكذب كما يقول ابن المقفع بأنه "رأس الذنوب" لما ينتج عنه من أذية وما يفقدنا في هذه الحياة من بهجة الاستمتاع بتفاصيلها عندما تتحول إلى مجرد كذبة!
فإلى أي حد نعني ما نقول بصدق وإخلاص ؟ وهل انقرض الصدق في القول والأمانة في العاطفة ؟
من منا ينكر أن للحظات الحياة مذاق أكثر من رائع عندما تكون حقيقة بلا رتوش.
لكنا نكذب؟؟
لماذا؟
هذا السؤال بسيط حد السذاجة وعميق ومعقد حد الحيرة..
فنحن غالبا ما نرفض الكذب وندين الكذابين في الوقت الذي نكذب سرا وجهرا، خفية وعلانية..
نغضب عندما يكذب علينا الآخرون وننسى أو نتناسى أنا عندما نكذب عليهم نكذب براحة بال وضمير بل ليست سوى (شطاره) !ّ
إلا أن حقيقة الأعمال بالنيات..
فما أكثر المبررات والتسويفات المناسبة لنفلسف الكذب بكل ألوانه ليصبح مقبولا ومستحسنا.
هذا هو حالنا مع قيمنا الأخلاقية التي حيرتنا واحتارت معنا!
الأغرب أن الحيوانات أو الكائنات الحية الأخرى لا تكذب فلماذا يا ترى يبدو الكذب صنعة بشرية بامتياز ؟
لماذا يحتاج ابن الإنسان إلى عملية تربوية معقدة للوصول إلى تحقيق الفضائل وتعزيز قناعته بضرورتها ؟
والى أي مدى يمكن أن تكون كذبة نيسان خفيفة في الميزان ؟
ثم هل من فلسفة يمكن أن تحول الكذب إلى مزحة لذيذه أو فضيلة أحيانا ؟
اغفروا لي تمجيدي الفلسفي للكذب احتفاء بكذبة ابريل ليس إلا، فالكذب لا يخلو من بعض الفوائد وهو ما خلصت إليه دراسة اجتماعية أجرتها جامعة كاليفورنيا الأمريكية حين أكدت أن الصدق بمعناه المطلق قد يضر أكثر مما يفيد تحديدا بين الأزواج وأن هناك صدقا قبيحا أو مدمرا على حد قول "سيزو كينث" المشرف على هذه الدراسة. تماما كما في الجانب الآخر مواقف وحالات لا ينفع فيها هذا الكذب الأبيض كالأزمات المالية والصحية.
بدوري أتساءل.. إلى أي حد يمكن أن تنطبق نتائج هذه الدراسة على مجتمعاتنا الشرقية؟
وهل هناك كذبا مباحا وآخر غير مباح ؟
هل للأمر صلة بمدى قدرتنا على التسامح مع أي من هذه الأكاذيب؟
الأهم..
أننا اعتدتنا أو درجنا على الاعتقاد بأن حبل الكذب أو عمره قصير وأنه بلا أرجل..
فهل هو دائما كذلك في بياضه كما في سواده ؟
أم أن له أرجل وأيدي وحبال قد تطول إلى ما لا نهاية؟
سؤال محير أتمنى لو أطرحة على من يحترفون الكذب على أرض الواقع بإصرار احسدهم عليه..
على أن لا تكون الإجابة مجرد " أكذوبة واقعية"!!
وفي يوم آخر لا يمت إلى أول ابريل بصله.


حنان بديع
youhanan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال ظريف
جهاد توفيق -

ورقيق وواقعي ولكن اريد القول اننا نعيش في عالم قاسي ولكننا نحاول الهرب من الواقع بمشاهدة فيلم هندي او رومانسي مبالغ به او نسمع كلام الجميل لا نسمعه في البيت. الكذب هو اسلوب حياة. انا كرجل لا استطيع ان اقول لزميلة لقد ازداد وزنك ولماذا تضعي نصف طن من الماكياج. لذا من الأسلم ان اقول شيء ايجابي وهي ترتاح وتبتسم لي واتقي شرها.

عالم تحكمه النساء
إنجي -

أتيت لمقال الأستاذة حنان-هرباً من عراك دائم لتعليقات السادةأيضاً(رجال)!!-وأضحكني جداً قولاً بالمقال-إذ تقول الكاتبة(الأغرب أن الحيوانات أو الكائنات الحية الأخرى لا تكذب فلماذا يا ترى يبدو الكذب صنعة بشرية بامتياز ؟)فأقول مازحة..كيف عرفتِ أن الحيوانات لا تكذب!؟-أو كيف تأكدتِ من صدقها!؟-فبماذا تفسرين خربشات بين قطتان مثلاً!؟-أما عن النساء ولغزهن الصعب-فقد طرحت سؤالاً من قبل على الأصدقاء-به إفتراض بأن العالم كله تحكمه النساء-أي تكمن قبضته بأيدينا-فترى على أي حال سيكون عالمنا!؟-أم أنه عالم بالفعل تحكمه النساء ولكن تقدنه كلهن من خلف ظهور الرجال؟!ملاحظة..تعليقي أشاكس به الرجال والنساء معاً-مع هذا فإن كانت المرأة حاضنة للحياة-فإن الأنثى إكتشاف رجل!-مع تحيتي0

غياب الثقة
فاطمة -

أعتبر كل ماورد في المقال الذي ينقل صورة واقعية للأسف عن مانعانيه من تزييف في المشاعر وتزوير في الأحاسيس وترجع أسباب نهج أسلوب الكذب إلى انعدام الثقة وسوء النية،وغياب شروط المعاشرة الصافية فأنا من جانبي أرى أن الرجل والمرأة ينهجان الكذب من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود من تلك العلاقة،حيث يلاحظ أن أغلبية العلاقات أصبحت تنبني على الغش والتزوير والطمع،فلهذا فكل واحد من جانبه يحاول أن يخفي الحقيقة وبالتالي نجد جل العلاقات تتوج بالفشل

الاخلاق
عيسى -

تستطيع المرأة ان تتجمل ويستطيع الرجل ان يكذب ولكن ضمن الأخلاق حيث لاتؤذي المرأة احدامن الرجال ولا يؤذي الرجل احدا من النساء فأذا فقدت الأخلاق حلل الأنسان كل شيئ من المعاصي والنذالة ولا ادري كم بقي من الأخلاق في مجتمعاتنا؟