كتَّاب إيلاف

حكومة الدكتوقراطية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ فترة وأنا أفكر في إعتزال الكتابة السياسية، وأن أنصرف الى كتابة مواضيع أخرى أنفع لي وللناس، متمثلا بشطر الآية الكريمة ( وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ). فبرغم أنني صرفت شطرا من عمري في خدمة شعبي بجبال كردستان، والشطر الآخر في تقويم أخطاء السلطة الكردية التي سالت من أجلها أنهار من الدماء، إعتقدت أن الوقت قد حان الوقت لكي أتمتع بما بقي في عمري، هذا إن كانت فيه بقية، وأن أتقاعد عن السياسة ومفاسدها، وعن الكتابة ومتاعبها، فالسياسة والكتابة لا تورثان إلا الصداع ووجع القلب وكدر النفس..

فما نكتبه نحن كتاب هذا الزمن لتقويم الأخطاء، والإشارة الى بعض المظاهر الشاذة في مجتعمنا والتي هي بمجملها من إفرازات عصر الدكتاتورية، لا تلقى لدى الحكام أي نصيب من الإهتمام.


في البدء نهمس، ثم نستغيث، ثم نصرخ بأعلى أصواتنا لمعالجة تلك المظاهر الشاذة، وفي مقدمتها ظاهرة الفساد وقتل أحلام الشباب والكف عن إمتصاص دماء الشعب وقهره وكتم أنفاسه، ولكن كما قال شوقي " ورب مستمع والقلب في صمم "؟.. فهم يسمعون صرخات المحرومين، بل وحتى همس الثكالى والأيتام، ولكنهم لا يتدبرون لأن على قلوبهم أقفال غليظة؟!..


كدت أن أكسر قلمي، وأعلن إستسلامي أمام هذه السلطة الحاكمة في كردستان، بعد أن مللت الكتابة في مظاهر الفساد والدكتاتورية التي تتغلف بواجهات ديمقراطية مزيفة، لولا أن إستفزني حديث أحد قادة الحزبين الحاكمين في كردستان يوم أمس في مؤتمر صحفي معلن في شاشات التلفاز المحلية والفضائية، ودفعني حديثه دفعا لكتابة هذا المقال.

فكان السيد القائد يغمز من قناة بعض الأحزاب الكردستانية الهامشية الذين ينتقدون السلطة الحاكمة ليرينا العين الحمرة، فيهدد بالويل والثبور لكل من تسول له نفسه أن يوجه إنتقادات لا ترضى عنها السلطة الحاكمة في كردستان بسوء العقاب إن لم يكن بسوء العذاب؟؟!!!.
يتحدث السيد القائد عن الأحزاب الكردستانية الهلامية التي أستخدمت وما زالت تستخدم لتزيين واجهة السلطة التي ينفرد بها الحزبان الحاكمان في كردستان منذ عقود طويلة، ويحذرها بالقول " أنه لا يجوز لهذه الأحزاب أن تكون لها قدم في السلطة، وتضع الأخرى في المعارضة؟؟!. يستكثر السيد القائد على هذه الأحزاب مجرد توجيه بعض الإنتقادات البسيطة للسلطة الحاكمة؟.


ويشترط سيادته على تلك الأحزاب الصغيرة، أنه في حال مشاركتهم في الحكومة القادمة المنتظر تشكيلها منذ أربعة أشهر، أن عليها أن تكف لسانها عن قول الحق، وتصم أذانها عن أنين الثكالى، وتعمي بصرها عن رؤية مشاهد جامعي القمامة، وأن تجرد أحاسيسها ومشاعرها عن مظاهر الفساد وإنهيار القيم الإنسانية في هذا المجتمع الكردستاني؟!.


يدعو هذه الأحزاب الصغيرة ما دامت هي مشاركة في العملية السياسية بكردستان أن تتحدث فقط داخل قاعة إجتماعات مجلس الوزراء؟!. ولمن لا يعرف فإن بناية هذا المجلس محاط بعشرات المتاريس وآلاف الأطنان من الكتل الكونكريتية والعديد من نقاط التفتيش المسلحة دائر ما دارت البناية، فلا يمكن لأي مواطن أن يقرب منها مهما كبرت معاناته وتعاظمت مآسيه بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها.

ولا يتحرج السيد القائد أن يذكرنا بإنجازات سلطته الحاكمة، ويعيب علينا إعلان ندمنا وتبرؤنا من كوننا مناضلين سابقين بسبب هول ما نراه اليوم من تجاوزات السلطة على حقوق المواطنين، وإثقال كاهلهم بظروف معيشية قاسية جدا، فيما يتنعم أرباب السلطة وماسحي أكتافها بالنعيم المقيم في كردستان؟..


حتى الندم لا يقبله منا السيد القائد، وأنا أحد النادمين على كل ما قدمته من أجل نيل الحرية لشعبي، هذه الحرية التي تحولت الى وبال على هذا الشعب المظلوم، فما كاد يتنفس هواء الحرية الحقيقية بعد زوال الدكتاتورية الصدامية الجاثمة على صدره، حتى تحولت تلك الحرية الى كابوس يخنقه كل يوم رغم إنهمار مليارات الدولارات على رأسه من بغداد؟!. نعم.. الحرية التي سالت من أجلها أنهار من الدماء الكريمة تحولت الى نقمة للشعب، ولكنها أصبحت نعمة نازلة على رؤوس حفنة من الفاسدين يستغلون الظروف الحالية للإثراء على حساب الشعب.


والمشكلة أن الحزبين الحاكمين أعلنا منذ يوم أمس وعلى عناد كل من يحلم بالتغيير ويعقد الأمل بعودة قيم النضال والثورة، أنهما سيخوضان معا الإنتخابات البرلمانية القادمة وتلك التي تلحقها وتينك التي تليها، الى آخر الدهر لأنهما مرتبطان كما قال بإتفاقية إستراتيجية بعيدة المدى، ولا أدري بأي وجه يتحدثون عن الديمقراطية ويرفعون شعارها وهي تعني ببساطة شديدة أن أساسها هو تداول السلطة؟!.


ويبرر السيد القائد الإتفاقية الإستراتيجية بين الحزبين بضرب المثل بالإنجازات الكبيرة والعظيمة التي تحققت للشعب في ظل هذين الحزبين بالأمس واليوم وغدا؟!. ولكن من يقرأ تقارير الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية وغيرها المدافعة عن حقوق الإنسان، قد لا يشعر بتلك الإنجازات العظيمة التي تحققت ببناء عدد من العمارات السكنية أو قاعات الحفلات أو إنشاء فنادق الخمس نجوم، أو قرى سياحية ألمانية وسويسرية وتركية وهي بمجملها لأصحاب الكروش المنتفخة؟!..


فقبل بضعة أسابيع فقط، نشرت بعثة الأمم المتحدة في العراق ( يونامي) تقريرها النصف السنوي لإنتهاكات حقوق الإنسان في العراق، ولم يخل سجل إقليم كر دستان عن ما يشين ويدين تلك الإنتهاكات لحقوق الإنسان الكردي، وقبله كان تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي رصد إنتهاكات فظيعة لحقووق الإنسان في كردستان، وبالأمس كان آخر تقرير صدر عن منظمة الصداقة الأمريكية الكردية المعروفة بـ(آسك ) والذي تحدث عن التدخل السافر للسلطات الحزبية في شؤون القضاء بكردستان، منها حتى التلاعب بالأوراق التحقيقية قبل إحالتها الى القضاء؟!.


يتبجح السيد القائد بالقول" نحن نقبل النقد الهادف والبناء" ويكمله باللاحقة المعروفة في النظم الدكتاتورية " ولكننا لن نقبل بالإنتقادات التي تخدم مصالح الإعداء الخارجيين". وبالمناسبة أنا كنت أحد الذين إنتقدت مسؤولا بنقد هادف وبناء، لكن صدر هذا المسؤول لم يكن رحبا بدرجة السيد القائد وهو من نفس لون حزبه، فأحالني الى المحكمة بتهمة القذف والتشهير، ورغم ذلك فأنا شاكر له تلطفه معي بإذاقتي سوء العقاب وأنه لم يسومني سوء العذاب؟! ففي هذا البلد هناك من يسومون معارضيهم سوء العذاب قبل أن يذيقونه سوء العقاب، وللحليم أن يتمعن في المعنى..

شيرزاد شيخاني

sherzadshekhani@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
SHEXANE
HAMID MAJID -

IT IS RIGHT RIGHT 100% 100%

من الملفت
برجس شويش -

من الملفت بان السيدين شيرزاد شيخاني وعلي سيريني يتناوبان الكتابات للهجوم على القيادة الكوردستانية وليس من باب النقد كما يدعون ولغاية في نفسيها. يكتب السيد شيخاني: وأنا أحد النادمين على كل ما قدمته من أجل نيل الحرية لشعبي. وفي مكان اخر: قد لا يشعر بتلك الإنجازات العظيمة التي تحققت . على ما اعتقد هذا يكفي بانه وبنفسه اظهر حقيقة امره فهو لا يريد كوردستان ان تكون حرة ويريد ان تكون تحت وصاية من استعملوا السلاح الكيميائي ضد شعبه، اما عن الانجازات فهو يرى كل ما حققه الشعب الكوردستاني من تسير مصيره بنفسه مجرد انتكاسات ومصائب ، اي انه لا يثق بشعبه في ادارة شؤونه وهذا يعني انه يريد القول يا ابناء عوجة( صدام وعلي الكيميائي) انتم احق بحكم الكورد. يا سيد شيخاني اذا كان هنالك بعض التقارير السلبية فايضا يوجد الكثير منها تصف الوضع العام في كوردستان بايجابية, ويبدو ان الكاتب ينسى بان العراق في حالة حارب مع الارهاب و عدم الاستقرار فهل يعقل ان تكون القيادة الكوردستانية ديمقراطية مع الارهابين الذين يفجرون سيارة واحدة ليتلاشى مئات الجثث من الابرياء

lier
rizan -

anta lista kurdien bal anta turki

برجس شويش
ابو الليل -

والله عيب يا برجس شويش ان تكتب وتزايد على شيرزاد الذي ظل عشرين سنة بيشمركة يواجه نظام صدام. ثم انت ياخي كردي سوري ماعلاقتك باكراد العراق هم يعرفون مشكلتهم جيداً ويستطيعون ان يشخصونها. يكفي مزايدات يااخي والله انتم صرتم مثل البعثيين بس يحكي واحد على النظام تصرخون في وجهه بانه خائن وعميل للأستعمار. خليك في اميركا وفي غرف مناقشات الانترنت التي تناضل من خلالها ودع شيرزاد وعلي يفضحان الاخطاء في اربيل. فالأثنين يعبران عن نبض الشارع الكردستاني المكبوت، بينما انت والتلاتي تذكران الكرد بعهود صدام وكل شي تمام ياسيدي.

غيرة!
حسن صالح -

أنا بصراحة أغار من جرأة و شجاعة هذا الكاتب و هو يعلن رفضه للفساد و إحتكار السلطة و الظلم الذي يلحق بالناس في كردستان السعادة و الحرية و تكافؤ الفرص و الديمقراطية...الخ. أغار من جرأته و أخاف عليه من غدر البطش به إن كان يعيش في كردستان السعيدة بالبنايات الجديدة و فنادق سبع نجوم و البطالة المقنعة. هنالك كتاب يكتبون نقداً للسلطات الكردية لكنهم مثل القراء من أمثالي يعيشون بعيداً في الغرب أو خارج كردستان. لذلك فإن ما يقوم به هذا الكاتب هو عين الجرأة و الشجاعة التي يستلزم أن تتوفر في كل كاتب ذو ضمير إنساني حي. تحية لك و لنقدك و لقلمك و شجاعتك.

نعم انها الحقيقة
كوردي -

بوركت ياشيرزاد شيخاني نعم انا تابعت التصريح الذي صدر عن المسؤل الذي تحدثت عنه انك فعلا وضعت النقاط على الحروف وانا من داخل اقليم كوردستان واعرف ما يجري فيها ؟

حنانيكم
أبرويز خالويه -

أخالف الكاتب في ما ذهب اليه, والحقيقة أننا نحمل الدول الكردية الوليدة أكثر مما يمكن تحميلها في مدة زمنية قياسية وللحقيقة والتاريخ مساهمات الأكراد في الحضارة الانسانية أكثر من أن تعد وتحصى فهم أول من اخترع الأبجدية والزراعة والصواريخ العابرة للقارات و الأكراد بالواقع اكتشفوا أمريكا قبل فرديناند دوليسبس ب 400 سنة على يد المستكشف الكردي الشهير برجس شويش, ومعلومة أخرى قد تكون بمثابة صدمة معرفية للجميع وهي أن أول انسان هبط على سطحي القمر والمريخ كان كرديا معدلات النمو الهائلة التي حققتها دولة كردستان في السنين الخمسة الماضية فاقت بأضعاف مضاعفة كل معدلات النمو التي حققها الجنس البشري منذ بدأ الخليقة وحتى اليوم.قدرات الشعب الكردي العقلية والجسدية هي بحق قدرات خارقة و أسطورية وتتفوق على قدرات جميع شعوب الأرض قاطبة.

رواية !
ريبوار مصطفى -

يا سيد شيرزاد، دعك عن التعب والكد، ولا تدع لليأس ان يتسلل الى خلايا يراعك الجريئة بسبب ما تعانيه وما تعتريه من الهموم والغموم والويلات! يبدو انّ الفساد واللاعقلانية سينخر كيان الاقليم عما قريب وستحطم ذلك البنيان للحزبين رويدا رويدا كالعظام النخر!! انّ الانتهاكات والامتهانات والاهانات التي تتجسد في هيكل كتف حكومة الحزبين! ستقوي حتما ظهر يراعكم وستصمد هكذا اقلام في ساحة الوغى ضد الفساد حتى آخر الرمق الى انْ ينبلج الفجر... فسيروا على بركة الله نحو انشودة النصر والسيطرة على الفساد المستشري ولا تيأسوا.. فالقلم الذي لم ينثن ولم ينتكس في دائرة تينك الدوامتين اللتين نخرتا جسد امتنا الكوردية ستجني الاعناب وستكسر الاغلال التي في الصدور والسلاسل في الاعناق! ستكتب لاحقا يا استاذ شيرزاد ملحمة .....وستخلّدها !!!!!!!

حكي خالويه
رشيد خوشناو -

جميل جداً تعليق الاخ خالويه.. ضحكت كثيرا من هذا الاسلوب الذي يتمتع به خالويه! خاصة عندما عرفت لاول مرة مسكشفا عالميا داخل امتنا!!! .. لم هذا التملق، شنو معنى ذلك يا برجس؟! وكأن القيادة الكردية منحك ما تريد من الالقاب! غير الذي كناك به وسماك خالويه (المستكشف الكردي الشهير) هنيئا لكم جائزة نوبل !!

الى ابرويز خالويه
شيرين -

اسلوب السخرية هو اسلوب المفلسين. على الاقل الكورد حرروا لكم فلسطين وبلاد الشام على يد صلاح الدين الايوبي وانتم الان .... ولاتقدرون على اسرائيل ولاتقدرون تحرير فلسطين والظاهر انكم مازلتم تنتظرون كورديا اخر لتحريرها لكم ولكن هذه المرة ستتتظرون طويلا لاننا خبرناكم وعرفنا معدنكم وراينا رد الجميل في حلبجة والانفال وغيرها.

مهلا
برجس شويش -

الكورد شعب متواضع وله اسهامات كبيرة في حضارة المنطقة بشكل عام والاسلامية بشكل خاص، ولكن مهلا، المانيا وحدها ناتجها القومي يفوق انتاج الامة العربية مع العلم مساحتها نصف مساحة العراق، واسرائيل كان 2,5 عندما هزم جيوش العرب في خمسة ايام واحتل جولان وسيناء والضفة الغربية، وكوردستان ليست دولة مستقلة ودمرها القوميون العرب وهي تابعة للعراق والعراق كان دولة مستقلة منذ زمن بعيد، وارجو من المعلق رقم 7 ان يقارن بواقعية الوضع في العراق وكوردستان وليكتب لنا النتيجة التي توصل اليها، والسؤال الذي اود ان اسأله من سيسبق الاخر في مجال التطور والتقدم ضمن المعطيات الحالية، واذا ظلت سوريا محكومة بنظام البعث فبكل تاكيد كوردستان ستتقدم على سوريا بعشرات السنين، نحن الكورد نعمل ونناضل من اجل حقوق شعبنا المشروعة ولا نعادي اي شعب او قوم او دولةفقط نريد ان نكون اسياد انفسنا حسب شرع الله وامم المتحدة وكل المبادئ الانسانية

الى برجس وشيرين
هفال هولير -

والله اني افضل علي الكيمياوي على السورييين ....خاطر الله اتركوا العراق ايها السوريين لاصحابها فنحن اعلم بحال بلدنا وسوف نتعامل مع المجرمين في الوقت المناسب اخيرا اقول ان الحلوى يجلب الكثير من ........

ثمن السخرية
برجس شويش -

ان دماء شعوبنا يسيل وارواح ابنائه يزهق في كل يوم فهل هنالك اي داع او مجال للسخرية والاستهزاء والدخول في مهاترات لا معنى لها