أصداء

الصولات العسكرية وصراع العمائم الثقيلة في العراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لعل أكبر الظواهر و الإفرازات التي تمخضت عنها سلسلة المعارك الأخيرة الممتدة من البصرة و التي شملت كل مدن الجنوب العراقي وحتى وسطه هو بروز التناقضات المريعة بين الجماعات و الأحزاب و القيادات الشيعية في العراق، وهي صراعات بلغت درجة عالية من الحدة و التناقض بل و العداوة المفرطة، إضافة لإختلاط الأوراق الفظيع الذي شوش الصورة المشوشة و المضطربة أصلا و التي تنم عن ضعف بنيوي حاد و متأصل في التركيبة السياسية العراقية الهشة، فقد كانت المعارك الأخيرة حربا أهلية شيعية حقيقية لا علاقة لها بالمباديء و القيم ولا بشعارات و أخلاقيات أهل البيت التي أهينت و أصيبت في مقتل!، كما أن تلك الصراعات لم تكن أبدا من أجل مصلحة الوطن العراقي، بل من أجل مصالح ذاتية و شخصية و عشائرية و عائلية محضة إتخذت زورا صفة الصراع الوطني، و الغريب أن جميع الأحزاب الشيعية تتبادل الإتهامات بالخيانة و العمالة لصالح الأجنبي؟ لا بل أن بعض الدعايات و الروايات و الأقاويل تعتبر التيار الصدري من التيارات الوطنية ذات البعد القومي العربي؟ وفي ذلك خدعة سمجة و كذبة كبيرة، و مهزلة عظمى، فمقتدى الصدر و زعيمه الروحي الحائر كاظم الحائري كانا يقودان العمليات و يصدران التوجيهات و يخوضون المفاوضات من قاعدتهم في إيران؟

أي أن النظام الإيراني هو الماسك الأوحد بخيوط لعبة الدم و الطائفية في العراق، و رغم الدعم الإيراني الواضح و هو دعم تقني و لوجستي قوي للغاية يريد أن يخلق من جيش المهدي العراقي ( حزب الله ) لبناني جديد، و من مقتدى نسخة أخرى من حسن نصر الله!! رغم صعوبة ذلك بل و إستحالته لأن إمكانيات مقتدى المنغولي الأبله و شبه الأمي لا يمكن أن تصل لمستوى حسن نصر الله الذي يمتلك كاريزما شخصية و منطق فكري لن يصل مقتدى لمستواه أبدا مهما حاول الإيرانيون إجراء عمليات تجميل و ترقيع عليه فمقتدى هو عنوان للبؤس العراقي الشامل و للتخلف المقيم في بعض الأوساط العراقية، و الطريف أن مقتدى و جيشه المكون من عتاة ( السرسرية ) و الشقاوات و سقط متاع القوم يتهم حلفائه السابقين في الإئتلاف الشيعي المفكك بأنهم عملاء لإيران..!! بينما كل صيغ و صور العمالة تنطبق عليه أولا و أخيرا، ظاهرا و باطنا، فهو هارب لإيران و يحظى هناك بحماية من حرس الثورة و أتباعه يعالجون في إيران، و كل الدعم الصاروخي و اللوجستي قادم من إيران و مع ذلك لا يخجل البعض من التزوير في محضر رسمي عن طريق الإدعاء بأن تيار الصدر هو تيار عروبي!! و في ذلك قمة المهزلة؟

فتاريخ التيارات العروبية لا يتضمن أبدا وجود جماعات طائفية خرافية تهلوس بأحاديث الخرافة و تصدقها و تحاول تصديرها للآخرين، و قد إنتابني العجب و الضحك و أنا أقرا بيانات إحدى المواقع الشيوعية العراقية ( جماعة الكادر ) و هي ترفع شعارات المهدي المنتظر؟!! ربما يقصدون لينين أو ستالين المنتظر أما قائم آل محمد فلا أعتقد؟ لأنه ببساطة حين يعود إن كانت هنالك ثمة عودة فإنه سيبدأ بقطف رؤوسهم بإعتبارهم من المنافقين!! فتأملوا تشابك الصورة العراقية!.

آية الله فاضل المالكي و بيانات التحريض

ولعل واحدة من أغرب قضايا التشابك الطائفي هو موقف الخطيب المعروف جيدا في دول الخليج العربي وخريج ( جامعة السوربون ) الفرنسية! و المجتهد الشيعي آية الله فاضل المالكي المقيم في قم الإيرانية من عملية ( صولة الفرسان ) و صراعه الشديد و بياناته الحماسية ضدها و دعوته للشعب العراقي للثورة و الإنتفاض ضد من وصفهم بالأغراب و اللصوص و الجهلة من الطبقة الحاكمة حاليا!!، رغم أنه شخصيا متصاهر معهم فهو متزوج من سيدة من آل الحكيم، و هو مقيم في إيران منذ سنوات طويلة و لكنه للأمانة و التاريخ من المنتقدين للدور الإيراني وهو إنتقاد يمتد ليشمل عمق التاريخ، و أتذكر جيدا نني شخصيا كنت حاضرا في قضية خلافية كبرى إنتشرت في الوسط الشيعي العراقي في إيران منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، ففي عام 1985 تحديدا برز خلاف حول مسؤولية أهل الكوفة ( العراقيين ) التاريخية حول مقتل الإمام الحسين بن علي ( رض ) و ثلة من أهل بيته في مأساة كربلاء المعروفة، فكان هنالك في الوسط الطائفي العراقي في إيران تيار يحمل العراقيين كامل المسؤولية بينما برز تيار قاده آية الله المالكي يضع المسؤولية التاريخية على فرقة من الفرس كانت مجندة في الجيش الأموي هي التي قاتلت الإمام الحسين و قتلته! و كان الصراع على أشده بين ( الحسينية النجفية ) في قم التي كان خطيبها فاضل المالكي و بين حسينية مسجد الإمام الرضا ( كربلائية )!! و خطيبها جابر آغائي!!!، و كانت أيام لا تنسى أبدا شكلت أولى معالم الخلاف الفكري الذي يبدو أنه تجذر اليوم بشكل واضح و أتخذ شكلا آخر من أشكال تصفية الحسابات، لذلك فإن فاضل المالكي معروف منذ البداية بميوله العراقويه و لكنه مؤخرا إبتعد عن جادة الصواب بوصفه لتيار مقتدى بالتيار الوطني وهو يعلم علم اليقين مقدار إرتباطاته بالأجهزة السرية الإيرانية، كما يعلم جيدا طبيعة الجرائم و المخالفات التي إرتكبتها عناصر قيادية في جيش المهدي و في التيار الصدري الذي أصبح محطة إستراحة و تكية لكل شذاذ الآفاق في العراق، و الطريف أن مخالفي فاضل المالكي ينعتونه بلقي ( آية الله البعثي )!! و هو إتهام كان مسلط على رقبة الرجل منذ الثمانينيات كما أسلفنا، كما أن هنالك عمائم أخرى تقف بالضد تماما من العمائم الحاكمة مثل آية الله المؤيد و آية الله الحسني... و آيات أخرى حتى تحولت مدافع آيات الله العراقية لصدور بعضها البعض في ظل صولات و جولات لم تحقق الإنفراج بل عمقت الجرح الطائفي و خلقت معسكرات تقاتل على أساس الضد النوعي، فالشيعة ضد الشيعة و السنة ضد السنة!! و الجميع ضد الجميع في مشهد عبثي لا نظير لفرادته في الشرق الأوسط، التقاتل سيستمر لأن مستنقعات التاريخ لم تزل تفرز روائحها العطرة!! و بدون قيام نظام مدني علماني معتدل في العراق، فلن تقوم للشرق القديم قائمة.. تلك هي الحقيقة، فقد تحولت العمائم من ملاذات روحية لمواقع فتنة و تقاتل... و تلك هي المعضلة...!!.

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مع حبي الشديد
مراقب -

لم أكمل قراءة المقال لانه ببساطة لايحمل نفس كاتب او محل او شيء من ذلك. اخي العزيز اذا كنت تريد ان تصل افكارك التي تطرحها فعليك ان تحترم حتى اعدائك فضلا عن عقول قرائك لانهم يحملون ولو جزء بسيط مما يحمل اعدائك من افكار. فاذا كان السيد مقتدى اشبه بالمنغولي فليس شكلك بالجميل لتسوق افكارك به.

ان كنت
ابن العراق المهجر -

من الغريب جدا ان ايلاف تنشر شروط النشر في حين نقرأ كل هذه الشتائم على مقتدى من قبل داود. اقول من هم العراقيين الوطنيين من وجهة نظر داود هل هم الفرسان الذين لا نعرف من اين جاء بهم نوري والفساد يخنق الداخلية والدفاع ولماذا يحل للفرسان يستعينون بالمحتل ليقصف المدن والاهالي ويحرم على مقتدى الاستعانة بالايرانيين.طيب واذا كان مقتدى كما وصفت فهل تستطيع ان تجمع لنا الف عراقي من غير السرسرية كما وصفتهم.الرجل صحيح غير متمكن في السياسة والشيطنه مثل العملاء والخونه الذين يستعينون بالمحتل على اهلهم ووطنهم لكنه رغم كل شئ هو افضل ما موجود على الساحة العراقية واتباعه هم العراقيون المظلومون والمحرومون من صدام الى نوري.()

أفتقدناك أيها البصري
كركوك أوغلوا -

تعودنا على المصداقية والوطنية الأصيلة منك !!00أتفق تماما ما جاء في السطرين الأخيرين !!!00نعم بدون ذلك كالحرث في الخليج الفارسي (عفوا العربي ) ؟؟!!00

الحقيقة
كريم شغيدل -

هناك أشخاص يتهجمون على مجاميع انسانية عانت ما عانت من ظلم على يد صدام حسين .والتيار الصدري رمز للعراقيين بالرغم من وجود السلبيات التي وقع فيها التيار الصدري وهذه المأساة التي خلقها المالكي مع الاحتلال مع مجلس الرئاسة لتزرع الفتنة في صفوف ابناء الشعب الواحد .

كلام مستهلك
عبدالمجيد الدليمي -

سئمنا التحليلات التي تحاول إلصاق كل شي في الخارج ، فهذا تابع لايران وهذا تابع لسورية وذاك للاردن وذاك لامريكا، الحقيقه التي لا يريد البعض أن يعترف بها تتمثل بأن كل الذي يجري اليوم هو بأيدي عراقية خالصه ولا يزايد أحد على الآخر بولائه ولكن المشكله هي نظرة العراقيين للآخر العراقي ، وحتى يتم الإتفاق على عقد سياسي مرضي للجميع فآن لنا أن نترك هذة التهم السمجه التي لن تقدم ولا تؤخر لأن العراقيين في الداخل توصلوا الى قناعة تامة بإستحالة إلغاء الآخر ، وآن لعراقيي الخارج أن يفكروا بعقولهم وليس بعواطفهم

داوديات بصرية
ابو شليلة -

شوف اكلك اخوية واكولهه للكل انو العراق اليوم تحكمه مجموعة سرسرية وشلون سرسرية الله على العراق اللى ابتلى ابهل اصحاب العمايم السود والبيض وحثالات البشر من موت اللى يكرفهم ويخلص العراق منهم ويعيش مثل باقى الامم المتحضرة النا الله

لازم يطلع الفجر
عبد السلام الدليمي -

يا اخي والله العراق يعيش بلوه كبيره الكل يزايد على الكل الحكومه تقول نريد ان نبني عراق ديمقراطي والصدر وجماعته يريد طرد المحتل والفاعده تريد طرد المحتل والصحوات تريد تخلص العراقيين من ظلم القاعده والامريكان ناصبيين علينه لا كهرباء ولا بنيه تحتيه المعممين يكذبون علينه باسم الدين واحنه المساكين بس نتلفت حولنه كل من يجي يضحك علينه المهم الامور صارت واضحه وخلاص العراق مثل ما تقول يا استاذ حكومه مدنيه وعلمانيه لان جربنا كل الهياكل الكارتونيه

الحرب لقادم من ايران
ابوسامر -

تسلم يا سيد داوود والله يحميكم من المد الايرانى العنصرى وارجوا ان تواعوا شعبكم من الخطر الايرانى والبلا الفارسى القادم نحو كل العرب فا اليوم الفرس يفكرون فى ثارات القادسية وحتى فى افغانستان اخذوا بثأرهم من الزعيم الافغانى محمد افغانى الذى دمر اصفهان المدينه الفارسية قبل قرون وما ان سنحت الفرصه حتى تعاونوا مع الامريكان ضد الافغان وسوف يدمروا سوريه وربما الخليج العربى لولا يوضع لهم حدا والله المستعان وسينتصر العراق العريق من الاحواز العربى

أخطأت يا داود
إحسان -

أخي داود: صحيح أن هناك أشخاصا غير ملتزمين ولا يمتلكون أدنى المعايير الأخلاقية بين جماعة مقتدى التي تضم أشخاصا من كل الأجناس، بمن فيهم المجرمين وأتباع النظام السابق،لكن الأهم في جماعة مقتدى أنهم الفقراء والمسحوقون المتذمرون من النظام الحالي، نظام السراق والفاسدين التابعين للولي الفقيه الإيراني... التيار الصدري هو التيار العراقي الوطني الوحيد، بالإضافة إلى حزب الفضيلة، بينما المجلس الإيراني الأعلى وبدر ومشتقاتهما والدعوة ومشتقاتها وتفرعاتها كلها مجموعات تعمل لصالح إيران وبتوجيه ودعم من إيران... أما مقتدى فقد يحصل على دعم إيراني كما تحصل عليه الأحزاب السنية والقاعدة، لكنه ليس عميلا إيرانيا... لذلك فإن وقوفك ضد التيار الصدري هو في الحقيقة وقوف إلى جانب زمرة بدر والمجلس الإيراني الأسفل وبالتالي إيران... فلا ترتكب هذه الخطيئة يا داود وأنت الرجل الوطني المعروف بوقوفك ضد إيران وعملائها في العراق منذ زمن بعيد.