محاصصة ثقافية عراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دائماً وفي جميع الحقول: الذين يعرفون الحقيقة كثيرون، لكن أولئك الذين يدفعون ثمن قولها وتأكيدها قليلون.
هناك أيضاً من هم مستفيدون من إخفائها، أما أولئك الذين يستولون على الحقيقة بعد أن يكون غيرهم قد أكدها، مدعين ما ليس لهم، فهم الأكثر اجحافاً على الإطلاق.
لكن الأكثر جهلاً هم أولئك الذين يعتقدون أن بالإمكان تغيير الحقائق بالكلمات. أن هذا النمط الأخير أصبح سائداً بعد أن أصبح استسهال الكلام صفة عامة في الثقافة العربية، خصوصاً مع شيوع الفضائيات بسبب الطبيعة الموجّهة لهذه الوسيلة الإعلامية الخطيرة.
أن آخر ما تفعله الفضائيات العربية، بما فيها الفضائيات العراقية، هو قول الحقيقية. فهذه الأخيرة تُقال فقط عندما لا يعود ثمة ضرر من قولها، خاصة عندما تُصبح مشاعة ومعروفة.
أن كل هذا وغيره لم يحدث اعتباطاً، بل هو من صلب وطبيعة النسق الحضاري المنكفيء في المجتمعات العربية. وما الفضائيات وبرامجها إلا الفضيحة الأكثر وضوحاً لهذا النسق.
مساء الأثنين السابع من نيسان (أبريل) الجاري بثت قناة (الحرة أوربا) برنامجاً سياسياً بعنوان ( خمس سنوات على سقوط صدام حسين: سقط الديكتاتور، هل سقطت الديكتاتورية ؟ ). شارك في الندوة أربعة عراقيين هم ميسون الدملوجي وحيدر سعيد وزهير الجزائري وفالح عبد الجبار. أدار البرنامج محمد اليحيائي بطريقة معقولة، وأية مآخذ يمكن تسجيلها هنا لا علاقة لها بطريقة مقدم البرنامج، فهو لا يستطيع تقويل المشتركين غير ما يقولونه، رغم أنه أغدق على البعض صفات بحاجة إلى تدقيق.
يمكن اعتبار هذا البرنامج بشخوصه وآرائهم وطريقة تفكيرهم ونظرة كل منهم إلى نفسه وإلى الآخرين (( عيّـنةً )) على ما وصلت إليه الثقافة العراقية من مفارقات بعد خمس سنوات من سقوط الصنم..
مدير البرنامج أختار الأسماء الأربعة بصفتهم مثقفين يؤمنون بالديمقراطية، وهو أغدق على كل منهم صفة (مفكّر) واليحيائي نبه ميسون الدملوجي إلى كونها (تمثل الثقافة والسياسة معاً)!! أن أغداق صفة مفكّر ومحلل ستراتيجي.. الخ، لم تعد مهم بالنسبة للمشاهدين بسبب تكرارها المجاني من قبل الفضائيات العربية، ويبقى الأهم هو المصداقية، مصداقية المثقف أو السياسي بصفتهم مشتغلين بالشأن العام، والمصداقية تتأكد فقط بالنقاش وفحص نوعية الكلام ومقارنته بمواقف قائله.
أول ملاحظة ملفتة هي أن الأربعة - رغم المرارات التي يعيشها المجتمع العراقي الآن - تحدّثوا بفوقية، أي دون ملامسة الحقائق أو مناقشة الأزمات الراهنة ذات العلاقة المباشرة بموضوع الندوة، كي لا يتحملوا أية مسؤولية يمكن أن تُلحق أضرارا بمصالحهم الشخصية. وإذا استثنينا بعض التعميمات، لم يتحدث أحد عن الظاهرة الأخطر وهي (تكاثر الديكتاتور) أي تحوله من واحد إلى أكثر من عشرين ديكتاتورا يحكمون الطوائف والمحافظات والمناطق ويسيطرون على المواطنين بالرشاشات. لم يتحدث أحد عن النتائج التي رافقت تكاثر الديكتاتور، كالفساد والإفساد الذي يضرب المجتمع والدولة طولاً وعرضاً ؟ ولا لماذا أصبح العراق دولة فاشلة؟ لم يتطرق أحد لظاهرة الشهادات المزورة التي أسسها عبد حمود وعدي وصدام نفسه، وأصبحت شائعة في العراق الجديد ؟ لم يتطرق أحد لما دار ويدور في البصرة ومدينة الصدر وإصرار (جيش المهدي) ومن ورائه الأجهزة الإيرانية على تدمير ما تبقى من العراق !! ولم يتطرق أحد على دور الاحتلال الأمريكي المباشر وغير المباشر في كل ذلك، وخصوصاً في منع الجيش العراقي من التسلح الذي يتيح له المساهمة بحفظ الأمن الداخلي والحدود. وكل هذه قضايا لها علاقة مباشرة باستمرار الصدامية والصنمية وما هو أسوأ منهما، لكن لا أحد من المفكرين الأربعة تطرق لمثل هذه الحقائق، لأن إثارة مثل هذه القضايا قد يؤدي إلى دفع إثمان والمثقف العراقي، على ما يبدو، أصبح أكثر حذراً فيما يخص مصالحه الشخصية!!
لقد دار أغلب النقاش على انجازات المثقفين العراقيين في تحليل وفهم ما جرى ويجري خلال الأربعين سنة الماضية. لقد نفى أو استهان حيدر سعيد بوجود جهود فكرية مهمة بهذا الصدد، وربما كان تشخيصه صحيجاً بحدود معينة، غير أن ما فاته هو أن ظروف المجتمع العراقي ومثقفيه ضمناً لا تسمح ببروز ظواهر فكرية فاعلة ومؤثرة، فالمسألة لا تتعلق بالرغبة بل بالإمكانيات والمقومات. لكنَّ حيدر سعيد، من خلال ظهوره المتكرر على الفضائيات، يبدو واثقاً من تشخيصاته أكثر من اللازم أحياناً، وهذا ما يوقع المرء في مطبات ليست هينة، فهو بعد أن استهان بجهود الآخرين التي أشك أنه إطلع عليها كاملة، أستطردَ مؤكداً ما راح إليه بقوله ( لا يوجد تيار نقدي مثل مدرسة فرانكفورت التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية). قال ذلك بثقة تنطوي على شيء من الملل لشدة إفراطها، والواقع أن مقولته هذه تنطوي على مفارقات وأخطاء عديدة يكررها أكاديميون عراقيون شباب ظناً منهم بأن الشهادة الجامعية بذاتها تمنحهم صلاحيات فكرية لقول أي شيء يخطر في بالهم.
أن من يستغرب من عدم وجود (مدرسة فرانكفورت) بالعراق، كمن يتساءل: لماذا لم يظهر بيتهوفن في طنجة ؟ لقد فات على الأكاديمي أن (مدرسة فرانكفورت) لم تكن من نتاج مجموعة المفكرين التي اقترنت بأسمائهم، بل هي نتاج النسق الحضاري الغربي الممتد لأربعة قرون سالفة من الصراع الفكري الذي خاضته أجيال من الفلاسفة والمفكرين، بل أن أؤلئك الذين أقترنت مدرسة فرانكفورت بأسمائهم هم أنفسهم من نتاج ذلك النسق. ولم يكن بوسع تلك الظاهرة وأمثالها أن تظهر قبل لحظة ظهورها أو في مكان آخر غير الذي ظهرت فيه، فالظواهر الثقافية، سلبية كانت أم إيجابية، لا تتبلور إلا بعد أن تكتمل شروط ومقومات ظهورها داخل نسق معين. وعندما لا يُدرك الأكاديمي معنى النسق ودوره الأساسي في إنتاج الظواهر، فبأي معنى يحمل صفة (مفكر)؟!
أما السيدة ميسون الدملوجي فهي لا تقلّ ثقة بنفسها عن الدكتور سعيد، فقد ألقت بالأخطاء على بعضها دون رحمة بمشاعر المشاهدين !! أول نظرية أتحفتنا بها الدملوجي هي (كل السياسيين المشتركين بالعملية السياسية أصبحوا يؤمنون بالتبادل السلمي للسلطة) قالت ذلك دون وجل رغم أن دماء العراقيين وصلت إلى الركاب بسبب ميليشيات السياسيين المشاركين في العملية السياسية، ورغم أن هذه الأحزاب هي التي تقوم بتصفية كل من يعترض عليها مدنياً كان أم عسكرياً، وهي ذاتها التي تُدير شبكات الفساد المالي والسياسي، وهي التي زوّرت الأنتخابات بقدر ما أتاحت لها الظروف، وهي التي تتقاتل الآن لضمان حصتها في الانتخابات القادمة، وهي التي عيَّنت خريجي الأبتدائية بدرجة محافظ ووكيل وزير. وكل هذه الأعمال تندرج ضمن العنف السياسي والاقتصادي المخالف للقوانين، وهي تدل قطعاً أن هذه الأحزاب ما زالت خاضعة لثقافة الغنيمة وتحركها غريزة التسلط على الآخرين. ولم يكن وارداً بالنسبة لكل منها المشاركة بالانتخابات لو كانت الظروف تسمح لأيّ منها أن يقوم بانقلاب عسكري، وليس أدل على ذلك من أستمرار تطاحنها الدموي مستغلةً ظروف شباب العراق الصعبة بعد أن كرّست هي نفسها ظاهرة البطالة التي تدفع بهؤلاء الشباب إلى أحضان الميليشيات الحزبية.
وبعد أن كرّست الدملوجي نفسها كسياسية، متناسيةً أن لا تاريخ سياسياً لها، ولم يكن معروفاً عنها أية مساهمات في معارضة الديكتاتورية، وأن وجودها في عالم السياسية مثل كثيرين غيرها، قد حدث بالصدفة، ومن خلال انعقاد مؤتمر (الديمقراطيين العراقيين المستقلين) بلندن وقبيل سقوط النظام بأيام، وهي أصبحت وكيلة وزير الثقافة ثم نائبة جراء صدفة الحظ تلك. المهم وبصفتها السياسية هذه، ولكي لا ينافسها أحد على إمتيازاتها السياسية، فقد أتحفتنا بنظرية أخرى هي ( ليس من واجب المثقف، ولا من دوره أن يكون في مجلس النواب أو الوزارة )!! مضيفةً ما مفاده ( على المثقف أن يبني علاقات مع السياسيين ويكتفي بوضع الخطط والاقتراحات )!! والواقع أن المتابع يجد في مناقشة آراء ركيكة من هذا النوع، مجرد مضيعة للوقت، خصوصاً وأن المتكلمة تبدو غير مدركة للفرق بين المثقف والسياسي ناهيك عن دور كلٍّ منهما، وفي بلد تبدو معه وزارة التخطيط نفسها معطلة !! أما قول الدملوجي (لا أعرف المثقف المعمم من هو وكيف يعبر عن نفسه) فهي ثالثة الأثافي حقاً.
نأتي الآن على ما قاله فالح عبد الجبار وزهير الجزائري، لكن لا بد من الإشارة أولاً إلى أن الجزائري دأب منذ مغادرتنا العراق نهاية السبعينات، على الكتابة ومن موقع المعارض، عن أزمات النظام وطبيعته الديكتاتورية وعن الثقافة الفاشية وثقافة الحرب، على العكس من عبد الجبار الذي في الغالب كانت كتاباته ذات صفة بحثية محايدة لدرجة تبدو معها هذه المحايدة نوعاً من تجنب تحمل المسؤولية في فضح سياسات النظام وجرائمه المعروفة.
حين دار الحديث عن مساهمات المثقفين العراقيين في (تفكيك حكم الحزب الواحد) لم يشر الجزائري إلى جهوده السابقة ولا إلى جهود زملائه الآخرين!! في حين فاجأنا عبد الجبار برأي تخلى فيه دفعة واحدة عن حيادية الباحث الموضوعي!! متغافلاً عن حقائق وأسماء وأصدارات ومساهمات منشورة ومعروفة طوال الأربعين سنة الماضية ولا يمكن تغييبها بأية حال. أختصر فالح عبد الجبار كل جهود المثقفين العراقيين بثلاثة كتب، هي: كتاب كنعان مكية (جمهورية الصمت) وكتاب لزهير الجزائري صدر قبل أسابيع، ثم كتاب له لم يصدر بعد!
هل هي محاصصة ثقافية أم أن أن عبد الجبار يعتقد أنه إذا أشار إلى أسم معين فإنه سيدخله التاريخ أو ربما ينافسه على جائزة نوبل ؟! أين موضوعية الباحث و (مدير معهد الدراسات العراقية) ؟! أود أن أسأل عبد الجبار عن أسم واحد فقط، وبغض النظر عن قربنا أو بعدنا عن مواقفه ووجهات نظره، أسأله عن مؤلفات حسن العلوي، التي تناولت تاريخ الدولة العراقية في شتى المراحل، بما فيها المرحلة الديكتاتورية أو ما يسميها العلوي (دولة المنظمة السرية) ؟
ثم ماذا عن مؤلفات ومساهمات وأسماء عديدة أخرى يعرفها عبد الجبار أكثر من سواه؟ ماذا عن عشرات الدراسات والبحوث التي ظهرت في (الثقافة الجديدة) و(النهج) القريبين منك جداً، ودوريات أخرى عديدة، ناهيك عن مساهمات كثيرة جداً ظهرت بعد سقوط النظام، وهي ليست فقط (تلك التي أتاحت لها شبكة الأنترنيت فرصة النشر في السنوات الأخير) كما أضاف عبد الجبار.
ماذا يعني استمرار الدكتاتورية أكثر من أصرار البعض على إقصاء الآخرين وإلغاء جهودهم؟ إلا تدل نزعة إقصاء الآخرين على استمرار ترسّخ الثقافة الحزبية الشيوعية لدي فالح عبد الجبار ؟! وما دام الشيء بالشيء يُذكر، وعلى ذكر المصداقية أيضاً، ألا يحق لنا أن نسأل عبد الجبار وغيره من (المثقفين الشيوعيين) الذين تحولوا قبيل سقوط النظام ومع صعود المشروع الأمريكي إلى (مثقفين ديمقراطيين)!! كيف تم هذا التحول ؟! وعلى أي أساس ؟ على أساس موضوعي أم نفعي ؟ ثم ألا يستوجب مثل هذا التحول مراجعة للتجربة الذاتية لكل منهم!! وإذا كان تحول المواقف اعتباطياً، فأين المصداقية إذن؟ أم أن السيد عبد الجبار يعتقد بأن المصداقية هي شيء يمكن إقصاؤه أيضاً لأن (ثقافة السوق) لا تحتاج إلى قيم من هذا النوع ؟! أليست هذه النزعات والأساليب هي التي خلقت الصنم والصنمية ؟!
الصنمية لم تسقط بعد، لأن الصنم ليس صدام حسين بذاته، بل هو مجموعة المفاهيم أو الرطانات التي أنتجته، وخصوصاً (ثقافة الاغتصاب) التي يمارسها فالح عبد الجبار وسواه براحة بال تامة !!
كريم عبد
التعليقات
ملاحظات عميقة
محمد الأمين -ملاحظات كريم عبد الواردة في هذا المقال عميقة وهامة ، لامكان للمجاملة فيها ولا للمديح ،
شكرا للتحليل الصائب
رجاء بغدادي -هؤلاء يتحدثون عن النتائج ويضعون الاسباب فوق الرفوف العالية ، تحليلك صائب ومنطقي وشكرا لك
تحيه للكاتب
خلود -انت المعارض الحقيقى للدكتاتورية اما بالنسبة لميسون الدملوجى ووصولها لهدا المركز هو قرابتهامن عدنان الباججى
كاتب جميل
احمد الواسطي -اروع ما في كريم عبد انه كاتب شجاع مقدام لا يرهبه السوط ولا يرعبه او يسيل لعابه الورق الاخضر , فهو اختار دور المراقب الصامت حينا ودور المهاجم الجسور حينا آخر . كما عنى كريم عبد ان مجموع القيم الاجتماعية السفلى المتدنية جعلت الكثير من اهل العلم والمعرفة **** كما هو حال فالح عبد الجبار وزهير الجزائري والكثير من نكرات السياسة المغمورون كما هو حال ميسون الدموجي يعلون من شأنهم ويصبحون من علية القوم وهم في الاصل ليس منهم . ان هبوط النوع الاول وصعود النوع الثاني دلالة على التشويش الهائل والكبير الذي يغطي الساحة الثقافية والسياسية العراقية . اعتقد ان العراق سيستمر على هذا المنوال حتى استقرار الوضع السياسي الاجتماعي العراقي او انحطاطه الكامل حينها ستتضح الصورة الكاملة للمشهد الفكري في بلاد الرافدين المنكوبة والمبتلية بانصاف المثقفين الذين يقودون الركب الى اسفل السلم
تحية
عكموش -مقال جميل هل كل ابناء الجديدة في الديوانية رائعين ؟ هل كل ابناء فقراء محلة الجديدة متميزين ؟ تحياتي سعيد عكموش
متثاقفون ام مثقفون
مراقب -عن المقال ، هو عبارة عن مناقشة فكرية اكبر من حجم البرنامج و الضيوف الاربعة و المقدم. و اكيد فأن الكتاب بذل جهد ليجعله على شكل مقالة.عن شخصيات المقالة اولاً. زهير الجزائري ( شبوعي) و فالح عبد الجبار ( قومي - شيوعي ) هما مثقفين و يعرفون الواقع ، و لكن بسبب مصالحهم و خوفهم على مناصبهم و عملهم لم يقولوا الحقيقية و بالتثاقف هربوا من الواقع ،و هذا النهج اوصلهم الى ما هما علية من امتيازات منذ بداياتهم الاولى.اما ميسلون الدملوجي ، لا تاريخ ثقافي ، و الا اصادر و لا مقال و لا اي شي , حالها يشبة حبيب الصدر &;من بائع لاطارات السيارت الى مدير شبكة الاعلام العراقية&;، و هي من مرمم بيت اي تعمل في البناء الى و كيلة وزير ولمن؟ للثقافة هزلت الله.. اما تاريخها السياسي فقد زارت العراق عددت مرات هي و اهلها حتى 2001 لان لا مشكلة عندهم مع النظام السابق ، ولانها لم تمارس السياسة لا مع و لا ضد النظام. يعني اطرش في زفة عرس. اما الشخص الثالث فمن خلال البرنامج يبدو انه لا يختلف عن الجماعة و طروحاتهم التي تحجب الحقيقة و تزيد من سفك دماء العراقين و معاناتهم كل يوم.عن كريم عبد.. اقول قول الشاعر مظفر النواب في قصيدة عن المناظل جابر البيلسان الذي كان مصاب بالسل و يقاوم الدكتاتورية ( لو ثبت الاخرون ثباتك ياملك السل (ياجابر) لما ضاع منا العراق)كريم عبد كاتب و مثقف شجاع و نحتاج الى الكثير من امثاله لكي ننقذ العراق من القتلة و المفسدين و الكتاتوريات الصغيرة من القتلة و المليشيات و من ضلل الحقيقة من الامين امثال ميسلون الدملوجي التي لا تعرف ماذا يعني العراق. و الطيبون هم كثيرون في وطني و لكن اتمنى ان تحفزهم كتابات كريم عبد و ينتفضوا لانقاذ العراق.
نعم ولكن
رعد الحافظ -نعم يا استاذ كريم الصنمية لم تنتهي بعد..ولكن الدكتاتورية ضربت في الصميم بانهاء صدام..انت نفسك تقول ..يوجد الان اكثر من 20 ديكتاتور ..ولاحظ معي انهم كلهم ضعفاء وفي طريق الفناء كسابقهم صدام..والا ..فانت تدري اكيد ان الدكتاتور القوي ..لايبقي احد من صنفه في الطريقلكن الصنمية..والتي اعرفها ببساطة انها من عمل الشعب نفسه في تمجيد جلاديه عن طريق التماثيل والصور والشعارات والمقالات المنافقة..هذه متاصلة في شعبنا وتحتاج المزيد من التوعية للشعب وهذه مهمة الساسة والمثقفين الشرفاء..فماذا سيحدث مثلالو اصدر السيد مسعود البرزاني امر بمنع رفع صور ابيه ..او مثلا ان يقوم مقتدى بنفس الشيء..
عصر اسود
د.عبد الجبار العبيدي -هذا الذي جرى ويجري في العراق له تاريخ في سجل امة العرب والاسلام.لقد رفع محمد(ص) راية الحرية والدستور ،وبمجرد انتهاء عهد النبوة عادت الدكتاتورية والسيف بحجة الردة والفتوح واهل الذمة واليهود والنصارى والفرس، ومن لم يسلم ويستسلم واماتوا الدستور.انها كارثة حبن نحي المخلصون وحل محلهم الاقرباء المقربون،ففي عهد الامويين والعباسيين تسلق سلالم الوظيفة الثقافية والدولة من قال للخليفة انك امير المؤمنين بلا منازع، وخاب من قال الحقيقة ووقف بوجهه ليقول له،يا ظالم العصر ان الظلم فاشٍ ببابك(كسفيان الثوري وموسى بن جعفر) .نعم ،وكما يقول الكاتب ان الظواهر الثقافية الاصيلة لم تظهر الا بعد ظهور عوامل ظهورها الحقيقية،لكن كل الذين يكتبون عن العراق ينسون عراقة الفكر الثقافي العراقي حضاريا،وان العراق ولد فكرا لا عاطفة ولا دينا،والشعب العراقي منذ العهد السومري والاكدي والبابلي لم يعرف الدين والاخرة ويوم الحساب ابدا ،بل عرف القانون والفكر الثقافي الحر والقاضي والمدرسة لذا تقدم وابدع وانشأ اول حضارة فكرية في التاريخ دمرها المغول والمغول الجدد، ليمحوا تاريخه حقدا وغيرة وحسدا،لكن وعبر الزمن وكل من حكم العراق استبعد المفكرون والعلماء وقرب الجاهلون والناطقون باسم الخليفة والمصلون عليه ليل نهار. وسواءً فالح عبد الجبار او الدملوجي او الجزائري اوسعيد ،و من يكن ،كان بامكانهم وبفكرهم ان يصنعوا اتجاها سليما لبلد عانى الامرين من الخطأ والانحراف الثقافي،لكنهم لم يفعلوا،تبقى نقطة هامة ومضيئة في عمر الثقافة هي ان المثقف الحر لايماري ولا يتقرب ولا يدجل ولايخون الامانة ابدا؟فأين نحن منهم الان؟الم تكن الدملوجي وكيلة للثقافة فأين بصماتها فيها،واين الاخرين.الكل تنصل عنك ياعراق،انها بصائر لمن يبصرون.وسيبقى التاريخ يذكر هذه الفترة ومن عاصرها وتخلى عن الوطن
ملك الجقلبان
أحمد الفقيه -مقال متوازن، في الحقيقة، من الصعب جدا، أدبياً كان أو معرفياً، المقارنة بين الدكتور حيدر سعيد الذي كوّن ذاته الثقافية المقاومة في ظل صدام حسين وفالح عبد الجبار الذي بدء مشاوره السياسي ليس شيوعياً بل بعثياً وعضو نشط في الحرس القومي، ولينتهي اليوم بمكتب إستشارة سياسية.
فداك يا عراق
الحسـناوي-ابن العراق -الاستاذ الفاضل كريم عبد لا غبار على قولك الحقيقةولا نقول من هذا اليوم انتهى العراق لا زال من امثالك الخـيرين يقولون الحقيقة ويكشفون وبوضح النهار ما يعرفون- بدأ يتضح كل شىء ولا غفلة تتكرر ولا حقيقة تبقى مطمورة - فدوة لأناملك ابا محمد سير ونحن معاك ؛؛؛؛؛؛فداك يا عـــراق
إنت هم مثلهم
بصراوي -عيني أستاذ كريم. إنت شدعوة شاغل نفسك بهيج أمور صغيرة. بس يبدو إنت هم مثلهم، تتهمهم بأنهم "تحدّثوا بفوقية، أي دون ملامسة الحقائق أو مناقشة الأزمات الراهنة"، وإنت انشغلت بمناقشة برنامج عابر بفضائية. لو حان علينا شوية وسامح لعقليتك الفذة بأن تلامس الحقائق وتناقش الأزمات الراهنة. بس يبدو إنت هم ما تعرف شي عن العراق، كاعد برة، ما عندك شغل وعمل، بس تشوف فضائيات وتسوي تعليقات. يبدو إنت هم ضحية (عصر الفضائيات)، اللي على أساس ردت تنتقده. خطية