أصداء

خيارات اردوغان المرة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يجمع المحللون الاتراك على ان الوضع في البلاد بالغ الحساسية ويضعها امام منعطف حاسم لا يمكن التكهن بنتائجه السلبية وما يمكن ان تفرزه من مخاطر تهدد طموحاتها الاوروبية ومستقبل الديمقراطية.


اردوغان يشعر بهذه الخطورة ليس على حزبه ومستقبله السياسي فقط، وانما على مسار الدولة وكيانها المؤسساتي، مما يفسر اختياره الاعتدال، وتخليه عن لغة المواجهة التي اعتمدها في بداية الازمة التي نشبت مع طلب مدعي عام التمييزحظر حزبه ومنع اكثرمن 70 قياديا فيه من العمل السياسي، و تراجعه حتى الان عن اجراء تعديلات دستورية و عرضها على استفتاء عام رفضته القوى العلمانية لانه برأيها يمثل استفتاءا على علمانية الدولة وهو يعتبرخطا احمر ليس من المسموح تجاوزه مهما كانت الاحوال و مهما بلغت الاثمان السياسية والبشرية.
قال اردوغان امام حزبه" ان من المهم ان تربح تركيا ولو خسرنا نحن"مضيفا" ان الدعوى ستأخذ مجراها و انها ليست مسألة شخصية و لاحزبية، بل هي مسألة تعني كل تركيا".


موقف اردوغان التهادني مع خصومه اثار عدم ارتياح، بل و خلافات داخل قيادة الحزب الحاكم، اذ انتقده رئيس كتلته النيابية احمد تورك قائلا" لو استخدم الصلاحيات التي منحها له الشعب لما وصل الى هذا الوضع، ولو اعطى المعركة مع قوى الامر الواقع حقها لما كانت الديمقراطية في خطر".
ويواجه اردوغان بحسب جريدة " ميلليت" ثلاثة خيارات هي:
-اجراء تعديل دستوري محدود في البرلمان بدعم الاحزاب الموجودة يصعب من اجراءات حظر الاحزاب السياسية،بحيث تستلزم مثل هذه الخطوة موافقة البرلمان المسبقة على دعوى حظر اي حزب و اسقاط الدعاوى القائمة الان في المحكمة الدستورية.
-التوجه الى اجراء استفتاء عام على التعديل المقترح بعد حصولة على اصوات 330 نائبا على الاقل.
-الالتزام فقط بالمسار القانوني للقضية،وتقديم الحزب دفوعاته امام المحكمة الدستورية و التسليم بالحكم الذي ستصدره حتى و ان كان الحظر، واللجوء الى تشكيل حزب جديدوخوض انتخابات جديدة مبكرة.


ويرى المراقبون ان الخيار الاول ليس سهلا، فالحزبان الوحيدان اللذان يوفران كل على حدةمع نواب العدالة و التنمية غالبية الثلثين367 صوتا المطلوبه للتعديل الدستوري، يعارضان هذا التعديل بالطريقة التي يطرحها الحزب الحاكم، والاثنان يتفقان على اخراج اردوغان من العمل السياسي.
والخيار الثاني هو الاخر غير ممكن التحقيق، وصدرت تحذيرات من قانونيين تعتبر اي تعديل دستوري قد يؤثر على مسار قضية موجودة في المحكمة ولم يصدر حولها اي حكم، هو تعديل غير دستوري سواء في البرلمان او في استفتاء شعبي عام.


ويواجه الرئيس غول وضعا مختلفا بعض الشئ، فلقد اكد خبراء في القانون الدستوري في انقرة ان اي حكم يمنع رئيس الجمهورية من العمل السياسي لن يؤثر على بقائه في الكرسي الرئاسي، ولكن في حال انقضاء فترة حكم رئيس الجمهورية قبل انقضاء مهلة السنوات الخمس، فلا يمكن للرئيس ممارسة السياسة قبل اكتمال مهلة الخمس سنوات، وبما ان فترة الرئاسة سبع سنوات بدأت في الصيف الماضي فلن يؤثر اي حكم قضائي لخمس سنوات على رئاسة غول ولا بعد انقاضها.


المحلل في جريدة" يني شفق" المقربة من الحزب الحاكم علي بيرم اوغلو اعتبر قرار المحكمة قبول الدعوة بالاجماع، هو حكم مسبق بحظر الحزب واصفا اياه بانه " قرار سياسي بامتياز يطلق مرحلة 28 فبراير جديدة" مشددا على ان المعركة الان هي معركة حماية السياسة و الديمقراطية"، فيما حذر المحلل الشهير جنكيز شاندار في " حرييت" اردوغان من مصيدة خصومه الساعين الى اقحامه في معركة شخصية " ونصحه بأن يحولها " المعركة الى الدفاع عن الديمقراطية و المعايير الاوروبية".


ان اختياراردوغان المهادنة و المصالحة يمثل الخطوة الاولى نحو تسوية سياسية بين الاطراف المتصارعة لانقاذ البلاد من ازمة ربما تستدعي العساكر للتدخل معيدة الى الاذهان التأريخ الاسود للانقلابات الذي لا تحتاج اليه تركيا الان بعد ان حققت هذه الطفرة الاقتصادية الكبرى، وبعد ان بدأت تسير في الطريق الصحيح للاصلاحات السياسية التي تقربها اكثر فاكثر من مجتمع الحداثة و التطور الحضاري.

محمد خلف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ولو من قبره ؟؟
الايلافي -

لكن العلمانية الاتاتوركية المتطرفة لا تريد حتى ولو هرب المستثمرون وجاع الشعب المهم يبقى الرجل اتاتورك يحكم الاتراك ولو من قبره ؟؟؟

لا خيار ابد
برجس شويش -

لا اعتقد بوجود اي خيار امام الشعب الكوردي سوى الكفاح المسلح الى جانب السياسي مادام تركيا تحكم من خلال القبر المنحوت لاتاتورك، لا افهم كيف صنم في تركيا من بدايات القرن الماضي رجال في القرن الحادي والعشرين انه يعني بان تركيا لن تكون مستعدة للاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي في ظل دستور جامد وصنم يحكم ولا من رجل تركي يستطيع ان يحرر العقلية التركية الجامدة وبالتالي التحرر من الصنم، انه يشبع الحال الذي كان فيه الاوائل يعبدون الاصنام من الحجر والاخشاب والتمور، في اي زمن نحن؟؟؟

ديمقراطية اتاتورك؟!!
نوزاد عارف -

تحاول الولايات المتحدة الامريكية تسويق تركيا على انها دولة ديمقراطية وعلمانية ؟ ويوما بعد يوم يكتشف الجميع بان الديمقراطية ليس الا ديكورا للعسكر في تركيا ، والعلمانية في تركيا هي من يهدد الديمقراطية فيها ، فالعلمانية المتطرفة لاتسمح بالتعبير عن الهوية الاسلامية للبلد ولا تسمح بالمصالحة مع الذات واعطاء الاقليات حقوقها ؟؟

ألم يتعظ أردوغان بما
كركوك أوغلوا -

حدث لأربكان ؟؟!!00أنها حرب الحجاب بأمتياز 00

وجه اخر من التطرف
وسام غازي -

كما اسقط التطرف الديني الدولة العثمانية سيئة الذكر فان التطرف الاسلامي والارهاب الذي يلفه ستسقط تركيا من قائمة الدول الى قاع الهاوية فالتطرف لا يعرف دين او ملة لكن التطرف الاسلامي ابشعها جميعا

دولة المنظمة السرية
اوس العربي -

الدولة التركية مختطفة من قبل فئة مصلحية متطرفة لا تقبل لا الاسلاميين ولا غير الاسلاميين وهذه الفئة التي تفرض وصايتها على الشعب التركي تشكل دولة داخل الدولة وهي منظمة سرية اخطبوطية متغلغلة في مفاصل الدولة التركية كل من يشكل خطرا عليها وعلى مصالحها سواء كان علماني او قومي او اسلامي تسعى الى تشويه وتهديده واغتياله اذ استوجب الامر