زيارة ليفني: إنجاز دبلوماسي أم اختراق للمحاور العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تنطلق الدبلوماسية الإسرائيلية، أو إذا شئنا التقيد بالخطاب العربي، الدعاية الإسرائيلية العامة، عادة من منطق يقول باستغلال كل فرصة وكل منبر وكل مناسبة لطرح المواقف الرسمية الإسرائيلية الدبلوماسية، والتي تتغنى منذ قيام إسرائيل برغبة إسرائيل وتطلعها الدائم للسلام في الشرق الأوسط، وبأنها هي التي تمد يدها لجيرانها العرب لكن هؤلاء يرفضونها باستمرار، أو أنهم يبقونها، في أحسن الحالات معلقة في الهواء.
ولا تأبه الدبلوماسية الإسرائيلية، في سبيل تحقيق هدفها الأساسي، وهو كهدف كل دبلوماسية أخرى، رسم صورة متكاملة ونموذجية للدولة، بالتفاصيل الصغيرة، ولا بالفروقات والاختلافات "الجوهرية" الصغيرة منها والكبيرة، وهكذا تتحول غزة من قضية ملتهبة لشعب تحت الاحتلال، إلى مشكلة غير إسرائيلية غير سياسية وإنما عقبة في الطريق نحو الدولة الفلسطينية.
وامتدادًا لهذا الوصف "غير الدقيق"، في أخف تعبير، تتوقف الدول العربية والشعوب العربية، عن كونها طرفًا في النزاع مع إسرائيل، ويختزل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني العربي إلى نزاع بين طرفين، إسرائيل من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى ليختزل مرة أخرى من صراع بين شعب تحت الاحتلال وشعب يمارس الاحتلال، إلى نزاع - صراع بين إسرائيل المعتدلة (على كل تياراتها وحركاتها وأحزابها اليمينية واليسارية والدينية والأصولية والعلمانية) من جهة وبين المتطرفين في الجهة الأخرى ( حماس وإيران وسوريا)، ومن الواضح بعد هذا التقسيم الإسرائيلي الأميركي، أن على العرب قاطبة إذا أرادوا السلام والاستقرار في المنطقة (الغاية السامية التي تسعى لها إسرائيل!) أن يحسموا أمرهم بدعم المعتدلين.
هكذا وبكل بساطة تقوم رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية وبجرة قلم، أو بوقفة منبر بمحو الصراع الإسرائيلي العربي الفلسطيني من الوجود لترسم بدلاً منه صراعًا آخر من طراز جديد، الصراع بين المتطرفين والمعتدلين، لتدخل من باب واسع إلى لعبة المحاور العربية الداخلية عبر إعادة تقسيم هذه المحاور ورسمها من جديد بما يناسب السياسة الإسرائيلية.
والسياسة الإسرائيلية الحالية تعتمد في كثير من نشاطها على ضعف الموقف الفلسطيني الرسمي، النابع من أسباب ذاتية داخلية، كما من أسباب عربية -عربية، ولكنه نابع بالأساس من السياسة الإسرائيلية، التي واصلت منذ أوسلو التهرب من الالتزامات الإسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأمعنت في تكريس سياسة الاستيطان وتشتيت وتقطيع أوصال الضفة الغربية والقطاع، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من غزة ليس كخطوة نحو السلام أكثر مما هي كانت خطوة لإغراق الفلسطينيين في غزة وقضاياها ومشاكلها، والتفرغ لجبهات أخرى فيما الجبهة الفلسطينية غارقة في مشاكلها.
وليس أدل على أن زيارة ليفني لقطر تعكس عمليًا دخولاً إسرائيليًا للعبة المحاور العربية، من تجاهل ليفني للمبادرة السعودية لسلام شامل مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ العام 67.
وهو تجاهل تم اختيار توقيته ومكانه بدقة متناهية، في قلب الجزيرة العربية، وعلى مرمى حجر من الرياض، وعلى مسافة خطوات من استديوهات الجزيرة، وهو توقيت ومكان لهما دلالات بالغة الوضوح والخطورة في آن واحد. زيارة قد تظهر بأنها محاولة لاستمالة قطر وإبعادها عن المحور السوري الإيراني، ولمخاطبة الخليج العربي بخطاب من يشفق على ما يسمى بالقاموس الإسرائيلي "إمارات" الخليج وأمن الخليج من تفوق إيراني وسيطرة إيرانية قد تهدد الدول والأنظمة العربية في الخليج ، ولكن ليرمي بها في أحضان إسرائيل، وتحت مظلة ترسانتها وعلاقاتها، وهو سيناريو سوف يسيطر من الآن فصاعدا على الدبلوماسية الإسرائيلية تحت مسمى الأمن الإقليمي والتعاون الإقليمي على كافة الأصعدة، وأولها التعاون الإعلامي (وهذا ما يفسر تكريس الوزيرة ليفني وقتا مخصصا لزيارة مقر الجزيرة والاجتماع بكبار العاملين فيها ومحرريها كما أوردت صحيفة هآرتس اليوم، والتي قالت إن اللقاء دار بين الطرفين حول رفع وتراجع الحكومة الإسرائيلية عن مقاطعتها الجزئية للجزيرة والتوجه نحو تعاون بين الجهتين).
لكن وبسبب الأهمية الكبرى التي توليها إسرائيل للتوصل لا لاتفاقيات سلام فردية، أو جماعية مع أي من الدول العربية، دون ربطها بالقضية الفلسطينية، فإنها تطرح عادة، وكتمهيد وبداية للعلاقات بينها وبين من تقبل من الدول العربية، تعزيز التعاون بين البلدين، بعد قطع مرحلة مكاتب المصالح والممثليات الدبلوماسية المنخفضة التمثيل،التي تشكل أداة لكسر ما أسماه السادات بالحاجز النفسي، في المجالات العامة غير السياسية، أي قبل التوصل لاتفاق سلام، ريثما يتم حل النزاع الإسرائيلي العربي- الفلسطيني، لتصبح الملفات الساخنة المتبقية، هي قضايا ثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين، أو نزاعات حدودية؛ كما هو الحال مع سوريا ولبنان، بعد سلخ البعد العربي القومي من النزاع.
ويشكل خطاب ليفني أمام منتدى الديمقراطية في الدوحة، عمليًا، امتدادًا لبرنامج بيرس وحلمه بشرق أوسط جديد، يتحول فيه الوطن العربي إلى شرق أوسط جديد خال من النزاعات القومية والإثنية، ويقوم على رأس المال العربي في الخليج، والعقل الإسرائيلي، والعمالة العربية من البلدان العربية والأفريقية الفقيرة، ويكون فيه الصراع بين المعتدلين من جهة وبين المتطرفين من جهة أخرى.
زيارة ليفني هذه تضرب عصفورين بحجر واحد: وزيرة الخارجية الإسرائيلية تحصل على منبر عربي في قطر لاستعراض طروحات إسرائيل المحتلة عن الأمن والرخاء والديمقراطية بمعزل عن الاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، والتنكر للاتفاقيات والاستحقاقات الفلسطينية، وبغض النظر عن خرق القوانين والمواثيق الدولية وتدق أسفين فرقة جديد بين العرب وأنفسهم.
نضال وتد
تل أبيب
التعليقات
إرهاب اسرائيل
ابراهيم -لماذا تتم مصافحة السفاحيين الإرهابيين الصهاينة الذين يقتلون النساء والأطفال والشيوخ في فلسطين المحتلة ؟ احذروهم فإنهم لا أمان لهم . يقول الحق تبارك وتعالى ويمكرن ويمكر الله والله خير الماكرين .
عوده الوعي لإسرائيلي
عدنان احسان- امريكا -منذ اغتيال رابين , وبدايه حقبه شارون وحتى يومنا هذا خسرت اسرائيل كل مابنته على الصعيد الدبلوماسي ....بيرز تغير , وباراك , وحده نتنياهواالذي لم يتغيير , اسرائيل ليوم وعت حجم الثمن الباهض الذي دفعته بالتعلق بذنب الولايات المتحده التي خرجت مهزومه من المنطقه , ولبست معها اسرائيل ثوب هزيمه الولايات المتحده , السنوات القادمه ستشهد عوده الوعي للإسرائيل وحساب الخسائر من اضاعه فرص السلام الكثيره التي اضاعوها , والتي ستكون صعبه كثيرا على الإسرائيلين بعد ان دخلت ايران , على خط السلام العربي الإسرائيلي , ثمن السلام سيكون باهض جدا , وخسائرهم ستكون فادحه , وسيقدمون تنازلات مؤلمه بالمفاهيم الصهيونيه ,,, قبل ان يقرر الصهيانه انفسهم فكره كيفييه التخلص من الكيان الصهيويي , والذي بدات فعلا بتداول هذه الفكره في الآوسط السياسيه السهوديه والصهيونيه .... فلابد من ان نشهد في الايام القادمه انفراجا وتغيير في مفردات السياسيه والدبلوماسيه الإسرائيليه .
اوهام السلام
سهيل اليماني -صنعأ -زياره وزير خارجيه الكيان حققت هدفا سياسيا وتطبيعيا وقد سعت دوله الكيان الصهيوني الي ذلك لسنوات خلت واليوم تريد منا الدخول في محاور وتتخذ من ايران بعبعا لأخافتناأستغرب كثيرا من دور دوله قطر وبالذات وزير خارجيتها الا يكفي اتفاقيه التعاون الاستراتيجي مع امريكا لحمايتها؟؟؟
بنت العم
المتابع -هلا ومرحبا بنت العم حنا والله مش أعدائكم حنا الله يشهد أعداء العراقين هذولا الفاتحين الوطن للأمريكان وخططهم الاستعمارية بس حنا وياكم للوحة .
مبروك لقطر
علي وهاب -من يسمع بقناة الجزيرة وبرنامج الاتجاه المعاكس، يقول ان قطر هي حضن العروبة والاسلام، وها هم يحتضنون وزيرة خارجية القتلة والسفاحين، هنيئاً لقطر، تلعب حلو وتنسق بجمال وتقيم التصالحات والاتقاقات بدهاء...عيني عليكم ياعراقيين ويافلسطينيين ويا مساكين
عار علي شعب الخليج
فلسطيني -*** علي شعب الخليج الذي يري ما يفعله اميره ويبقي صامتا والشعب الفلسطيني يذبح وهو يصافح السفاحين
الى رقم 6
محمد ابو عزيز -يجب ان تصحح معلوماتك و تعرف ان شعوب الخليج لها دول ست على ضفافه وانه ليس للخليج امير واحد ام انك فلسطيني حمساوي قادتك مستفيدين من دعم الدولة التي استضافت وزيرة الخارجية الاسرائلية ولا تريد تسميتها بالاسم . ثم ان دول الخليج ذات سيادة ولسنا فلسطنيين اكثر منكم و قادتكم يتعاملون مع اسرائيل نهارا جهارا وعار عليك ان ترمي شعوب الخليج بتهم انتم اول من ابتدعها
ناقص شوية كرامة
مواطن عربي -ببساطة ...هو أذلال للعرب في عقر دارهم.
الحقيقة
راضي -كل الدول العربية لها علاقات مع اسرائيل وعلى الاقل فان قطر تلعب على المكشوف
تحيا اسرائيل
شمالي افريقي -تصرف حكيم من حكومة قطر يدل على الذكاء فالتعاون مع اسرائيل مطلوب لان اصحاب القضية باعوها فلماذا تعادي قطر اليهود
نحي المسؤول العماني
عبدالرحمن -الامارات -على رفض فتح المكتب الاسرائيلي في مسقط ما لم تقم الدولة الفلسطينية.ونحي قطر على استضافة القمة واحباط محاولات ليفني حشد الدول ضد النووي السلمي الايراني . وعلى العرب أن يكونوا أكثر تيقظا، وعدم أخذ الأمور بسطحية وعاطفة.
Levni
sattar -I would like to remind the north african that he is not arabic , we hope that you will suffer what our countries suffer from israel to know what kind of enemy we have. Non of the palestinians sold their countries it is your goverment and other arabic bad government who helped in keeping the zionism in palestine. If you really have the arabic blood or moslem you have to apply what the holy Quraan mentioned about those people. go through the histoy of the enemy and try to find one reason for the benefit of Arab and you will not find any thing more than killing and invading.People in the arabic countries have to think seriously about israel future plans in the arabic countries as we are not facing only Israel but her supporters as well.
رد للتعليق 6فلسطيني
فيصل _ قطري -على الشعب الفلسيطيني ان يتخلص من الخيانات والفساد التي بين صفوف قياداته وأن يعيد طرح السؤال القديم الجديد أين ذهبت مليارات الدولارات التي دفعتها دول الخليج والدول الأخرى كيف يستطيع الأحتلال الوصول الى المقاوميين لتصفيتهم لماذا يحمي ويحافظ على سلامةأخريين.... لماذا القضية الفلسطينية ولأكثر من ستون عام القضية الوحيدة التي لم يحقق معها النضال والتضحيات النتائج المرجوه رغم دعم الدول العربية وعدد كبير من دول العالم.. ومن ثم كيف تسأل من المسؤول عن ذبح الفلسطينيين !!
وينكم !
قارئ -الغريب بالموضوع أنا مافي أحد تكلم عن الموضوع لا جرايد ولا تلفزيون و ان صار فقليل و لا يذكر ، وين الاصوات الي تعالت على بعض الدول الخليجية والعربية اثناء دخول الامريكان الى بلدي بسبب وجيه أو غير وهاهي قطر والمشكله انهم عرب وخليجين وليسو كالمصرين وأقصد سياسيا لتطبيعهم مع اسرائيل وذلك لأسباب عسكرية وسياسية والكل عارف .. بس قطر ... !!؟؟وين الجزيرة والا خلاص خلوكم تمشون على عجين مش حتلخبطوه ؟؟
والله عجب
انا قطري -استغرب من جميع الذين ينتقدون سياسة قطر اننا واضحين ولا نلعب بالخفي بالعكس قطر صريحه وواقعيه لماذا لاتنتقدون ابومازن مثلا الذي يذهب كل اسبوع ويسلم على الاسرائليين ويتامر على ابناء شعبه نحن في قطر علاقاتنا مع الجميع ممتازه ونحن ندعم السلام ونساعد كل العرب في لبنان وفلسطين لاتنسوا مواقف اميرنا الله يطول في عمره مع لبنان ومع اهل غزه الله يحفظ اميرنا وحكومتنا من كل الحاسدين وعاشت قطر
فشل الاختراق الاخر
اوس العربي -حقق الكيان الصهيوني اختراقا لمعظم الدول العربية لكنه عجز عن اختراق قلوب ملايين العرب ومعهم ملايين ملايين المسلمين وشرفاء العالم للنظام العربي الرسمي دوافعه وهو لايمثلنا وتوقيعاته مع الصهاينة واجتماعه بهم لا يمثلنا وغير راضين عنه ونلعن كل من فتح باب او شباك للصهاينة لينفذوا منه هذا وضع مؤقت حصل مثله في التاريخ ولفترة وبالنهاية لم يصح الا الصحيح والكيان الصهيوني الى زوال وكل الذين طبعوا او تعاونوا او نسقوا معه سيذهبون معه الى مزبلة التاريخ
سيروا على بركة الله
عراقي -ياناس والله اهل الخليج ناس تفتهم وشوفو وين وصلو بالتقدم ومن يشوف هذه الامارات الصغيره خلال الفضائيات مايصدق هذه دوله عربيه هذا البناء الرائع الشامخ وشوفوا باقي الدول العربيه وين وصل بيها التخلف علما ان دول الخليج هذي كانت صحراء بينما الدول العربيه الباقيه كانت دول متقدمه بالنسبه للخليج ولكن الله اعطى العقل لشيوخ الامارات وعلى راسهم المغفور له الشيخ زايد هاي الناس التفتهم اما من ينتقدهم فهم ليسوا سوى حفنه من المتخلفين الذين دمروا وسوف يدمرون كل الدول العربيه ويبقونها بحال التخلف الدائم احترام وتقدير لرؤساء الخليجيين وسيروا على بركة الله ومنه التوفيق
بسؤالك
عبد الباسط البيك -الوزيرة ليفني يا سيد وتد إخترقت المحاور العربية لتحقق إنجازا دبلوماسيا إسرائيليا . و هذا يدل على أن تساؤلك تحقق بشطريه و ليس أحد نصفيه كما تعتقدأو كما يوحي عنوان مقالك. أي لقاء مع إسرائيل في المحافل الدولية يعد إنتصارا لها و هزيمة للعرب جميعا. إسرائيل تستغل كل المؤتمرات و اللقاءات الدولية لربط علاقات أو إتصالات مع أي بلد عربي حيث تستغل هذا اللقاء بتقديم نصيحة أو إستشارة أو خبرة في مجال ما لمن تعرف إحتياجاته التي يرغب بتحقيقها و يبحث عمن يقدمها له.و تقدم إسرئيل عرضها السخي لإرضاء المحتاج العربي على أساس إقامة علاقة تعاون متبادلة تفيد الطرفين في ظاهرها و تكسر التضامن العربي العربي في جوهرها. حضور الإسرائليين يكون مدروسا و مخططا له بدقة كي تتم الإستفادة منه على أكمل وجه, .
أنا آسف
Amir Baky -أعترف بخطئي فكنت أعتقد أن عقول بعض البلاد التى لها حضارات قديمة أفضل من عقول بلاد الخليج. فالوضع الحقيقى والمعاصر هو العكس. ويجب أن نتعلم من عقول أمراء الخليج الذين قاموا بمعجزات فى بلادهم. لقد طوروا شعوبهم والمنطقة كلها ولم يبخلوا على بلادهم و يتعاملون بالمنطق و بلغة المصالح بعيدا عن لغة الغوغاء و الشعارات. والنتيجة أصبحت كالشمس دول الخليج أصبحت فى مصاف الدول المتقدمة و دول الشعارات و الصوت العالى تنجرف نحو الهاوية.