أصداء

هل يستحق أبناء الإمارات هذا الرأي؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم نستغرب أن ينشر مقال في صحيفة "الوطن" السعودية مليء بالاستخفاف بالإمارات وشعبها، حيث ادعى الكاتب ياسر سعيد حارب أنه أجرى استطلاعاً للرأي على مجموعة من أصدقائه في الإمارات، وتبيّن له من خلال أجوبة هذه المجموعة أن الإماراتيين ليس لهم رأي في القضايا الحيوية مثل قضية الجزر والتركيبة السكانية والصراع بين الولايات المتحدة وإيران. وأضاف أن الإماراتيين يهتمون فقط بالحديث عن ازدحام الشوارع في دبي، واستغرب عدم وجود كتّاب إماراتيين في باب الرأي في الصحف المحلية إلاّ ما ندر.

ولا بدّ من التساؤل، أولاً، عن هوية هؤلاء الأصدقاء الذين استطلع الكاتب آراءهم، وهل هم كبار في السن أم مراهقون صغار، وكيف حصل على آرائهم؟. الواقع أن تحديد هوية هؤلاء تبيّن لنا طبيعة الكاتب لأنه صديق لهم وطالما أنهم لا يعرفون شيئاً عن القضايا الحيوية التي تهم الدولة والمجتمع في الإمارات، فإنهم حتماً من الناس الذين لا يقرأون كثيراً من الصحف ويعزفون عن القراءة الجادة ذات المضمون الفكري والسياسي. وبالتالي، فإن آراءهم هذه لا يعتدُّ بها، لأنهم لا يمثلون إلاّ مجموعة صغيرة من أبناء مجتمع الإمارات الذين تغيروا بفضل تغيرات العصر السريع، وأصبحت وسائل قراءتهم الهاتف والإنترنت. ومن الحظ العاثر لهذا الكاتب أنه نسب نفسه إلى صداقة هؤلاء وأصبح، بالتالي، مثلهم لا يعرف شيئاً عن القضايا التي أشار إليها، بل يسعى إلى تشويه صورة أبناء دولة الإمارات، وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عليه بأي حال من الأحوال، إذ لا يمكن فهم مغزى هذا المقال المنشور إلاّ في هذا الاتجاه. ولعل أخطر ما يهدد الأمة في حاضرها ومستقبلها، هو وجود من يتنكّر من أبنائها لكل الإبداعات التي تقوم بها في الحياة. فلا أحد كان يتصور أن شعب دولة الإمارات الذي كان يعيش قبل نحو 40 سنة في فقر وجهل ومرض، قد تحوّل الآن إلى أحد الشعوب المتطورة في العالم.

وقد يقول قائل، إن النفط هو الذي صنع هذه المعجزة، وقد يكون هذا الكلام صحيحاً، لكن لا شك أن وجود الثروة لا يكفي، لأن الثروة تحتاج إلى عقول كبيرة تعرف كيف تحافظ عليها وتستثمرها في صالح الأمة. وقد قيّض الله لدولة الإمارات قيادة حكيمة ورشيدة ومحبة لشعبها، عملت على تسخير الثروة لصالح إنشاء بُنية تحتية عمرانية واقتصادية متطورة. كما ركّزت جهودها على بناء الإنسان، من أمثال الكاتب، من خلال إنشاء المدارس والجامعات، وابتعاث الطلبة والدارسين إلى جامعات العالم العريقة ليعودوا منها حاملين معهم شهاداتهم العلمية التي تخولهم خدمة وطنهم على أحسن وجه. وبفضل الجهود الكبيرة التي بُذلت، أصبحت دولة الإمارات تنعم بالأمن والرخاء، حقوق الإنسان فيها مصانة، والحريات العامة مضمونة، وتفتح صدرها بترحاب لكل قادم جديد. ويُشكّل اشتداد الزحام في أم المدائن "دبي" دليلاً على أن هذه المدينة تجسّد نمط المدينة العالمية بامتياز، وأن دولة الإمارات التي تُعدّ دبي جزءاً منها، تمثل درّة الخليج وجوهرة الشرق العربي، ولا مبالغة في هذا الكلام. فالقادم إلى الإمارات يلحظ هذا الأمر منذ الوهلة الأولى، ويلمس مساحة الحرية الموجودة في هذه الربوع.

وما تفخر به الإمارات هو تلك الصحافة الحرّة التي تدفع الكثير من المثقفين والمفكرين العرب والأجانب لاختيار الجرائد الإماراتية كمنابر لنقل أفكارهم وآرائهم إلى العرب في كل مكان. وكاتب المقال يرى هذا الأمر ظاهرة غير صحيّة، ونحن نراها من أصحّ الظواهر في الإمارات والعالم العربي. فما العيب إذا كان هناك كتّاب عرب وأجانب يكتبون آراءهم في جرائد الإمارات إلى جانب الكتّاب الإماراتيين. إننا لا نرى في ذلك عيباً ولا انتقاصاً من كرامة الوطن وأبنائه، وعلى الجميع الاعتراف بجمال الواقع وقول الحق والحقيقة.

محمد خليفة

كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: medkhalifa@maktoob.com
الموقع الإلكتروني: http://www.mohammedkhalifa.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليس لهذه الدرجة؟
طارق الخطاب .مصر -

انا اؤيد الكاتب هنا في رده جزئيا علي الاقل علي الكاتب سعيد حارب لانه بوضوح اننا كلنا في الهم سواء ولكن قد تختلف الاسباب فمشكلة الجزر هل يعرفها شعب الامارات ام لا ؟؟؟؟؟؟وبالمقابل نسال كل شباب العرب عن كل مشكلة تخص كل قطر فسنجد هناك فراغ تام فاللبنانيين مثلا ما رايهم في مشكلة مزارع شبعا والعراقيين حدث ولا حرج حول افكارهم عن بلادهم وما الحقوق في شط العرب مثلا ؟؟ ونحن المصريين ماذا نعرف عن كامب ديفيد وهل هناك بنود سريه ام لا وما هي هذه البنودوما قوتها اوهناك السوريين والغاز حول كل شيء حول الجولان ولماذا لاتعود وهل تنازلوا كما يقول وليد جنبلاط عن مزارع شبعا ؟ بصراحة كلنا في الهم سواء ام عن الاسئلة عن الحياة اليومية وهي الشغ الشاغل للعرب جميعا وليسوا الامارتيين وحدهم فمن يهتم لاي قضية كبري وخطيرة كتزوير الانتخابات مثلا في كل العالم العربي يمكن يكونوا 3% ؟ لكن تسعين في المائة يهتمون بالخبز والحليب واسعار اللحوم وخلافة اذا الخلاصة كلنا في الهم سواء

معك وضدك
راشد احمد -

لا احب مقالات الفتن بين الشعوب العربية ولا اتفق مع الكاتب ياسر في طريقتة لكن انا شخصيا زرت الامارات اكثر من مرة ولي اصدقاء جامعيون لم ار كتاب اماراتيون يكتبون في الشأن السياسي او نقد الحكومة وخلافة بل ان اكثر ما شاهدت وذلك في جريدة مثل البيان اغلب الكتاب اجانب , واما اصدقائي فهم لا يتعاطون السياسة ويخافون بالمعنى الحرفي من ذكر اسماء شيوخ الامارات علنا وكأن في ذلك قدحا لهم !!!

جواب
عراقي -

الى طارق يا اخي ان كنت تريد الحديث تكلم عن نفسك وشعبك لا تكن ضمير المتكلم للاخرين وكما نرى كيف ان الكاتب رد على شخص ادعى المعرفة باراء الاماراتيين. فلا يمكنك معرفة او احصار افكار واراءهم ولا تنسى دائما هناك فوارق في التفكير لو تشابه الجميع لما استطعنا تميز المثقف من غيره. الاخ الكاتب المحترم، دائما ما تبنى الاراء على اشياء سطحية ولا نبحث في العمق, ودائما نغتر بالمظاهر وهذه صفة عامة، ولكن بمرور الوقت ينكشف كل شي ويصح الصحيح وان كتب اليوم احد هكذا فلا تستغرب ان يكتب غيره شئ اخر. لكن المهم ان يوجد اشخاص مثلك يظهرون الحقيقة ويناقشون ويكون لهم صوت وراي مسموع.

الامارات نموذج جميل
ابن الكويت -

تعتبر دولة الامارات العربية المتحدة نموذجا جيد للتطور في الشرق الأوسط , خصوصا إمارة دبي بما فيها من معالم سياحية وعمرانية هائلة لم يسبق احد بالمنطقة الوصول اليها , ولكن يجب الا يقف الاخوة في الامارات عن الاستمرار في مسيرة التطوير والتعديل , ولا شك انها تبدأ من الانسان نفسة المواطن , الذي يعد اغلى واهم عنصر في التطوير , حيث لا غنى عن الكوادر الوطنية في تلك العملية ولا شك ايضا ان الانسان صانع الحضارة هو من يدمرها في كثير من الاحيان ولنا مثال ما يحدث في بيروت التي كانت عاصمة الثقافة والفن والسياحة في الشرق الأوسط وبفعل الخلافات السياسية للأسف هدمت كثير من تلك الانجازات في لحظات الامارات نموذج كبير للوسطية السياسية وعدم الدخول في نزاعات لا تغني ولا تسمن من جوع ولكن اكرر " التطوير يبدأ وينتهي عند الانسان نفسة " ونرجو لهم كل التوفيق ودوام العز اخواننا في دولة الامارات العربية وجميع دول المسلمين والاصدقاء في العالم دام عزج يا الامارات في ظل قيادة حكيمة تسعى للخير للجميع والسلام اخوكم بوعزيز - الكويتbo_3zizan@hotmail.com

يستحقون
عمر مروان -

نعم يستحقون هذا الرأي, كأجابة على سؤال الكاتب.

شجرة مثمرة
بنت كل العراق -

عزيزي الكاتب الشجرة المثمرة هي التى ترمى بالحجارة

السكوت أبلغ
صريح جدً -

اتمنى عدم التعليق على المقالات التي تهدف إلى الشقاق العربي.الأخت بنت كل العراق كفيتي ووفيتي, أصيلة من بلد أصيل

نعم يستحق
khalid Abdullah -

نعم يستحق، نعم يستحق شعب الإمارات أن لا يستخف به أحد. وأنت وحدك الذي تقول أن - مقال صحيفة &;الوطن&; السعودية مليء بالاستخفاف بالإمارات وشعبها-، على العكس يا أخي فالمقال لا يستخف بل يكشف أن شعب الإمارات لا يغمض له جفن على كل هموم بلده. هل تنكر أهمية قضايا مثل التركيبة السكانية والجزر والصراع مع إيران؟ وهل عملك في الإعلام والاتصال يدفعك للتهرب من الحقيقة؟

الامارات فخر للعرب
رمضان - ليبيا -

اتركوا الامارات و اهلها الطيب والتى اعتبرها فخر لكل العرب. دولة متقدمة اقتصاديا وكون بعض الامارتيين لا يهتمون بالسياسة فمعنى هذا انهم منشغلون بما هو اهم. استمروا ياهل الامارات الى التقدم وراعاكم الله

تحيه للامارات
واحد -

يكفيه فخر بان شعبها محترم في جميع البلدان ولم تلصق بهم تهمة ارهابي لا من عربي ولا من اجنبي ويكفي بانهم شعب متفتح ويقارن بجميع دول العالم في كثير من النواحي ليس عكس البعض الذين لا يعرفون الا هذه بدعه وهذا كافر وهذا مرتد وبفرضون على العباد ما لم ينزل الله به من سلطان يعني بالمختصر ناس عايشين في سلم وسلام وكثير من الناس تحسدهم على هذا

سعيد حارب هو اماراتي
tareq -

على فكرة..الكاتب سعيد حارب هو اماراتي فلا تدخلوا السعودية بالموضوع يعني اماراتيين مع بعضهم!

كلنا بالهوا سوا
جورج جبور -

يحكى ان شخصا امريكيا كان يعاير شخصا سوريا بمدى الحرية التي يتمتع بها الامريكان في بلدهم فقال له: هل تعلم انني استطيع ان اشتم الرئيس جورج بوش ساعة اشاء امام البيت الابيض؟؟؟ فاجابه السوري: وانا ايضا استطيع ان اشتم الرئيس جورج بوش ساعة اشاء امام قصر الشعب في دمشق.....

أقرأ المقال بإيجابيه
داوود الفلسطيني- دبي -

إلى 1.طارق الخطاب : نعم كلنا سواء نحن العرب ، فسياسة التجهيل سواء مقصوده أم لا هي السبب فكما ترى ديمقراطية العمائم الجديده كلما تحدثت بكلمه هاجموك وبلدك ورفضوا مبدأ الرأي الآخر ، تتباين رؤانا تباينا مرضيا وليس صحيا ، فأنت لا تجد إجماعا على أبسط القضايا البسيطه ، يجب على المسؤولين إطلاع المواطن على ما يحدث بطرق عده كالمؤتمرات الصحيفيه وهو ما يمارسه الغرب ، وحينها يكون تباين الآراء صحي لأنه يكون على بينه . بالنسبه للموضوع فأنا أقرأ الموضوع بنظره إيجابيه فهدف الكاتب هو النقد الإيجابي الذي يحث أبناء بلده على زيادة الوعي لديهم من أجل حماية مكتسبات ومنجرات بلدهم ، وحفظ الله الإمارات والعرب من كيد الكائدين.

العز والفخر للإمارات
الثائر -

((( فلا أحد كان يتصور أن شعب دولة الإمارات الذي كان يعيش قبل نحو 40 سنة في فقر وجهل ومرض، قد تحوّل الآن إلى أحد الشعوب المتطورة في العالم)))) الحمد لله والشكر علي تحولنا الي أحدي الشعوب المتطورة بفضل الله سبحانه وتعالي وبفضل الحرية اللتي ننعم بها في ظل شيوخناوقادتنا الأوفياء لبلادهم و لناالفخر علي تميزناعلي من سبقونا من حضارات والحمد لله علي السلم والسلام وإذا كان رأي بعض الشباب علي هذا النحو فهم من صلب قيادة حكيمة وأبناء الشيخ زايد رحمة الله عليه .فكلنا فداء لللإمارات حرة أبية .

رد على رقم 11
واحدين -

يا عزيزي يبدو أنك لا تقرأ جيداً الأسم المذكور عن صاحب المقالة هو ياسر سعيد حارب وليس سعيد حارب ومن قالك إن سعيد حارب يكتب مقالات ؟؟؟؟

اركدوا
شامخ العنزي -

ما ارى ان هناك عيب في المقال المنشور لأن غالبية الشعوب في مشارق الارض ومغاربها لا تعبأ بالسياسة بل أن مايهم غالبية الناس هو تحصيل أرزاقهم ورعاية أبنائهم ودراستهم والسياسة تقدمها لهم وسائل الأعلام بغض النظر عن ماهيتها أو مايراد أن يصل لهم أو مايراد أن لايصل لهم فلا يغضب أخي الأماراتي وللكل خالص تحياتي

إلى شعب الإمارات_1
شب سوري مغترب -

إلى جميع الإماراتية, يا أحلى ناس شعبا و قيادة, يا شعب الشيخ زايد رحمه الله, ............, إن كانو الإماراتية لا يناقشون السياسة فهذا لأنهم شعب متقدم و تنزه عن هكذا ترهات, كل الشعوب المتقدمة لا تناقش بالسياسة كالنرويج و الدنمارك فهي مضيعة للوقت و المال و الفكر!

الى كاتب المقال
اماراتية -

يبدو ان الموضوع قد فسر بطريقة انفعالية من قبل الكاتب فالحقيقة مثل الشمس لا يمكن ان تغطى بالغربال، واذا استعرض الكاتب الاماراتي ياسر حارب واقع حال بعض الشباب فهذا ليس نقدا عاما يوجه للمطلعين والمثقفين وانما هو يناقش انسحاب البعض من الاهتمام بالقضايا المؤرقة فلماذا كل هذه الثورة غير المبررة فالمزايدة على حب الامارات مرفوضة جملة وتفصيل ولا تحقق اضافة دام الكاتب في حقيقة الامر يهدف الى غاية نبيلة ، فأرجو من الكاتب محمد خليفة ان يتيح فرصة النقد البناء للاخرين عل وعسى تحرك الساكن من الوعي السياسي لدى بعض شبابنا .

الامارات
مصريه في أبوظبي -

ملقوش في الورد عيب قالوا يا احمر الخدين ... الامارات شعبها و حكامها ناس متحضرين لحد كبير و الحمد لله ان الامارات مافيهاش مشاكل و الشعب يحب الحكام لأنهم بيضعوا المواطن و احتياجاته في المقام الأول يبقه ليه ميكونوش راضيين و مبسوطين؟؟؟ حفظ الله شعب الامارات و حكامهم و عقبال باقي الدول العربية