أصداء

لماذا كان الصحابة أكثر جرأة منا؟!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل لو عاد الصحابة إلى عصرنا الآن، كان سيرضيهم حال المسلمين السيئ، من صحوة دينية كاذبة مع غياب كامل للعقل والحكمة الدينية والدنيوية معاً؟هل كان سيرضيهم تمسكنا بقشور ديننا بعيدين عن جوهره ومقصده لسعادة البشرية؟ هل كانوا سيسعدون بما يروه من تطويل للحي وتقصير للعقول، وارتداء للنقاب والحجاب، ومن إعلاء لأصوات الميكروفونات للصلاة، وإذاعة الصلوات الخمس في الميكروفونات وصلاة التسابيح طوال ليل رمضان، إلى افتراش الطرقات كل يوم جمعة أمام المساجد وتعطيل حركة سير المرور لأداء الصلاة؟هل كان سيرضيهم النصب الإقتصادي المتعمد من المتأسلمين بإدعاء أن فوائد البنوك حرام، لدفع الناس لوضع أموالهم عند النصابين المتأسلمين في "بنوك التقوى" لسرقتها؟ هل كان سيعجبهم حال المسلمين من تكميم لأفواه المفكرين والمبدعين وتهديدهم الدائم بسيف الردة البغيض، وترويج لثقافة الكراهية وإصدار فتاوى إراقة عباد الله، واحتقار المرأة وجعلها قاصرة أبدية و"ناقصة عقل ودين"؟.


الرعيل الأول من الإسلام كان أكثر منا ذكاءً وفطنة لمقاصد الشريعة، وفهموا أن المصلحة هي المحك والمعيار حتى ولو تعارض ذلك مع ظاهر النص، لأن مقصد الشريعة هو الصالح العام للناس، ولعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ، وأم المؤمنين عائشة، ضربوا لنا أروع الأمثلة على ذلك-في حين أنه لم يفصل بينهم وبين عهد النبوة إلا وقت قصير- فنسخوا الآيات التي لم تعد صالحة لروح عصرهم لمسايرة عجلة الزمان التي لا تكف عن الدوران، فكانوا أكثر جرأة منا في نسخ الآيات لأن علم أصول الفقه لم يكن قد وضع أصلاً، فهذا العلم قد وضع بعد ذلك بفترة طويلة، ووضعه الفقهاء تحت ضغوط سياسية وإجتماعية عليهم، فلماذا نقتدي بالفقهاء الذين قيدوا الإسلام بفقههم، وضيقوا علينا واسعاً، ولا نقتدي بسلفنا الصالح الذي تربي في مدرسة النبوة وعلي يد الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة؟.الصحابة الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم: "أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم اهتديتم"، نعم يا رسول الله سنقتدي بسنتك-قبل أن تعبث بها يد العابثين والمنتفعين المتاجرين بالدين-و بصحابتك الميامين، فأبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، نسخ آية المؤلفة قلوبهم رغم وجود النص الصريح لهذا الحق في قوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم". وقدم لذلك حجة عقلية رائعة، بأن الإسلام قد قوى وليس بحاجة لإستئلاف قلوبهم. وكذلك فقد خالف عمر سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في إيقاع الطلاق ثلاثاً بلفظ واحد باعتباره ثلاث طلقات لا طلقة واحدة، برغم أن الآية القرآنية واضحة وصريحة في قوله تعالي"الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ففي عهد رسول الله كان الرجل إذا طلق ثلاثاً في مجلس واحد اعتبرت طلقة واحدة، أما في عهد عمر وعندما استخف الناس بالطلاق وأصبحوا يكثرون من إيقاع الطلاق ثلاثاً بكلمة واحدة، فخرج عن سنة الرسول ورأي زجرهم بإيقاع الطلاق ثلاثاً بائنا قائلاً قولته المعروفة: "إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم. فأمضاه عليهم".وموقف عمر من عدم قطع يد السارق والسارقة في عام المجاعة، رغم وجود الآية صريحة "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" فلماذا لم يتهم أحد أبوبكر وعمر لنسخهم لآيات كان معمولاً بها في عهد الرسول بالتآمر على الإسلام؟ لأنهم كانوا يعرفون أن النص متفاعل مع الواقع وليس منفصل عنه، وكانوا يدورون مع العلة وجوداً وعدماً.


وأزيد المزايدين من المتأسلمين بعض الأمثلة لباقي الصحابة، الذين قال عنهم المبعوث رحمة للعالمين"بأيهم اقتديتم اهتديتم"، من تأخير إمام المتقين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه توقيع القصاص على قتلة عثمان، ولا من قصاص عثمان من عبيد الله ابن عمر لقتله الهرمزان، وما روي عن زيد بن ثابت من أنه لا تقام الحدود في دار الحرب، فقد روي عن علقمة قال: غزونا أرض الروم ومعنا حذيفة وعلينا رجل من قريش فشرب الخمر، فأردنا أن نحده [أي نقيم عليه الحد] فقال حذيفة: تحدون أميركم وقد دونتم من عدوكم فيطمع فيكم".


وروي أن عثمان رضي الله عنه، رفض ترك قصر الصلاة في السفر، رغم ثبوت ذلك بالسنة قائلاً:"بلى ولكنني إمام الناس فينظر إليّ الأعراب وأهل البادية أصلي ركعتين فيقولون:هكذا فرضت". حتى عائشة أم المؤمنين رغم وضوح أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدم منع النساء من الذهاب إلى المساجد بقوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "الحديث، فلما مر الزمان وتغير حال النساء قالت عائشة:"لو أدرك رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ما أحدثت النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل". فقد رأت أم المؤمنين أن الواقع يقتضي تغيير حكم الرسول السابق، ولا يخالف ذلك الشريعة حرصاً على مصلحة المسلمين، بل إن إبنا لإبن عمر يعارض أباه وهو يستشهد بحديث الرسول-صلى الله عليه وسلم- "أئذنوا للنساء في المساجد بالليل" فيقول:"والله لا نأذن لهن فيتخذنه دغلا، والله لا نأذن لهن".


هذه الجرأة لم تكن تطاولاً لا على الله ولا على رسول الله ولا على دين الله، ولكنها كانت حرصاً على مصلحة المسلمين، وتغير أحوال المسلمين-وهي المتغيرة دائماً- دونما خوف أو اتهام بالكفر أو التطاول على دين الله كما يروج متأسلمي اليوم، فهل نملك جرأة وحصافة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة رضوان الله عليهم وننسخ كل ما تقادم من آيات قرآننا الكريم، من إلغاء لفقه النحر والإنتحار، وفقه تحقير المرأة لمساوتها بجميع نساء العالم، إلى نسخ كل الآيات التي تحث على كراهية الآخر لنساوي المسلم بغير المسلم في الحقوق والواجبات، أم إننا عندما نطالب بذلك سنتهم بالعمالة والخيانة للإسلام والمسلمين؟! ولماذا لم يتهم المسلمون الأوائل الصحابة بالخيانة وهدم الدين، عندما نسخوا كثير من الآيات في وقت قصير، وهم الجيل المؤسس والذي حضر فترة التنزيل، كما نتهم نحن الآن؟لأن المتأسلمين الذين عوضوا حزب المنافقين بقيادة عبد الله بن سلول لم يكونوا موجودين في ذلك العصر؟

أشرف عبد القادر
Ashraf3@wanadoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما هذا يارجل
عادل عباس -

انك تقدح من حيث تمدح ، انك تقول ولكن بطريقه غير مباشرة بان من الصحابه من غير شرع الله وخالف الرسول . ثم ليس كل الصحابه نجوم وبمن نقتدي نهتدي ،

مقال رائع
ابن رشد -

بارك الله فيك, هذا هو الاسلام الحقيقي وليس اسلام المتحجرين الرجعيين

تصحيح لا بد منه
عبدالعزيز -

تحياتي للكاتب ، الإمام علي لم يؤخر القصاص من قتلة عثمان لأنهم بالأساس لم يكونوا تحت قبضته حتى يؤخر القصاص منهم ، أما حديث أصحابي كالنجوم فهذا (حديث) يحتاج الى (تأمل)؟ بسبب إن ليس كل النجوم توصل مقتديها الى الهدى وخصوصاً إن العرب في الصحراء وحتى في البحر كانوا يتبعون نجوم معينة فقط لتدلهم على الطريق ؟ ولا تنسى إن الرسول محمد قضى نصف عمره في السفر وحتماً إنه يعرف إن بعض النجوم هي التي تهدي وليس كلها؟ فهل حقاً إن الرسول أوصانا بإتباع كل النجوم؟؟ حاشا لرسول الله أن يفعل ذلك؟

اتق الله
احمد -

لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .إنى أتساءل ما قصد الكاتب من وراء كتابة هذا المقال هل هو ان نترك الصلاة فى جماعة ام اننا نخالف امر الله ونترك الحدود ولا نقيمها ام نعتمد على المال الربوى الذى هو ربا ظاهرا كفانا اكل الحرام ولتأمر بالمعروف وتنه عن المنكر بدلا من قولك هذا واتق الله فى قولك.وانظر الى حال المسلمين بعد ان عصوا الله وتركوا شريعته كيف حالهم وانظر كيف كان حالهم بتطبيق الشريعة.

قانون مدني
nabeel -

هذا يدل على ان القوانين المدنية العلمانية و التي تتفق مع العقل و العصر العاصر جيدة جدا لتطبيقها في القرن الواحد و العشرين و ان الشيخ و الداعية الاسلامي جمال البنا له الحق في الذي يقوله

العصيان
محمد البدري -

ذكر المعلق السيد أحمد عبارة طالما يرددها من يعجبهم القاء اللوم على العصيان بأن الأحوال المتردية هي بسبب عصيان الله ورك الشريعة (وانظر الى حال المسلمين بعد ان عصوا الله وتركوا شريعته كيف حالهم وانظر كيف كان حالهم بتطبيق الشريعة.) فهل يظن المؤيدون لهذا الحكم ان الغرب قد تقدم علينا بمراحل كثيرة لأنهم يطيعون الله ويطبقون شريعته؟؟؟

افهم جديد
رأي حر -

الصحابة فهموا روح الاسلام والمقصد من الشريعة، ولم يخروا صما وعميانا على النصوص القرآنية فيفصلوها عن واقعهاالمعاش.الاسلام أنزل لعبادة الخالق تعالى، ووضعت شرائعه لمصلحةالانسان وتيسير حياته، وحيث أن الحياة تتغير وظروفها تتبدل، كان لا بد من فهم النص بناء على قراءة الواقع. ونحن جميعا نعرف أن القرآن أنزل منجما حسب أحداث وقعت،و نزلت الأحكام المتعلقة بشؤون الحياة وفقا لوقائع محددة سؤل فيها الرسول فنزل حكمهاوحيا عليه في حينه.ولاننا نقول أن القرآن صالح لكل زمان ومكان فان الأحكام المتعلقة بدنيا البشر يجب أن توافق واقعهم ، والا أنتفى صلاحه لكل زمان ومكان ، ويبقى جامدا.

امريكا والصهيونية
محمد السكري -

ان المخابرات الامريكية والصهيونية العالمية هما اللذان جعلا الصحابة يغيرون من الاحاديث. انها مؤامرة علي الاسلام من جورج بوش منذ بداية الاسلام, وان كنت مش مصدقني اسأل ايلافي ومرتاد ايلاف هم عالمون ببواطن الامور. ان هدف الكاتب من هذه المقالة ان ينشر الفجور بين نساء المسلمين. طبعا البعض منكم سيتهمونني بالجنون لان الذي اكتبه لا علاقة له بالموضوع. مرة ثانية اسأل ايلافي ومرتاد ايلاف فمعظم ردودهم سمك لبن تمر هندي. انا نسيت ان اقباط المهجر هم ايضا كانوا الذين يسهلون الطريق للصحابة في تغيير الاسلام. مش عارف اذا كنت نسيت حد ارجو المعذرة.

كان غيرك اشطر ؟!!
اخون عبدالصهاينة -

والله حيرتنا معاك مرة الصحابة نجوم يهتدى ويقتدى بهم ومرة تخسف بهم الارض على يبدو انك انتقائي انصحك ان تعود في كل مرة الى ماسبق ان كتبته حتى لايكون هناك تناقض في كلامك على كل حال كل هذه الشنشنه مكشوفه ومفضوحة انت تريد اسلام يتساوق مع الامريكان والصهاينة كان غيرك اشطر ان هذا الدين محروس من الله ومحروس بمهج الاحرار والاشراف من المخلصين لله ورسوله .

قشور الفقه
الشفيري -

غيرتك على الوضع العربي الإسلامي جعلتك تتسرع في إصدار الأحكام فأسأت من حيث أردت ان تحسن فتشخيص الداء لبد أن يتم من طرف الخبير الذي يحدد أسبابه و يفسر ظواهره من تم يتحدد العلاج الذي يقوم به مختص في الميدان و لكن اسمح لي أن أقول لك ما أنت بمختص و ما أنت بخبير ذلك أنك أجهزت على المريض و كنت مثل من أراد أن يعالج مريضا بقطع أحد شرايين قلبه ليضعها في رجله فاتق الله و اذكرك بقوله تعالى : " و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولائك كان عنهم مسؤولا " أرجو ان تتفهم فإني لك ناصح أمين

من انت حتى تغير
باسم -

تقدح من حيث تمدح ....لعبة مكشوفة ونفاق صريح ... تريد ان تقول ان الدين غير صالح ... قل حبيبي ايش تحب نغير .. ايش اللي شايفه غير صالح في الشرع المنزل من الله سبحانه؟ لو اخذنا بكلامك كان سلخنا الدين سلخا ويبقى اسما ... لا حول ولا قوة الا بالله ... اللهم اهدنا لما تحب وترضى جميعا

اتق الله
احمد صالح -

لو كان سيدنا عمر حي لما نطقت حسبي الله ونعم الوكيل

احكام الله الابدية
خديجة -

لايجوز لاحد استبدال او انساخ ايات اواحكام الله عز وجل..وتاذي بدل او انسخ يكون حسابه مع الله..فهل اخطا ابو بكر وعمر..

اتق الله يا علماني
محمد عاصم -

أري انك مستشرق ممن يحرفوا شرع الله والحمد لله كلامك هذا كله لايطرف لنا رمشا لانه كلام سمعنا عنه قبل ذلك من السابقون وأسأل الله ان يهديدك للاتزام واعلم علم اليقين انك ميت ومسؤل عن كل كلمه من هذا الكلام واحذر ان تغفل عن النار وعذابها ولا تنسي قوله تعالي وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "لان كل الحياة المراد منها عبادة الله وحده وان كنت تتكلم بهذا الكلام فلسفه فلن تغني عنك شيا من الله

تأليف بعض الكتاب ؟؟
اخون عبدالصهاينة -

لا نقول ان ابوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم خالفوا ولكننا نقول اجتهدوا غير صحيح ان عمرا قد نسخ الايات او الغى ولكنه اوقف حد السرقة لشبهة المجاعة هكذا فهم عمر الشريعة بالنسبة للمؤلفة قلوبهم اجتهد وقال ان الاسلام اليوم قوي فلا حاجة لتأليف قلوب زعماء القبائل لكننا اليوم والاسلام في ضعف يمكننا اعادة سهم المؤلفة قلوبهم لدرء خطر اعداء الاسلام من الكتاب وغيرهم فنعطيهم منه اسكاتا لهم واشباعا ؟!!