أصداء

ثقافة الترقيم عند المبتعثين السعوديين بالخارج ونتائجه السلبية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ثقافة الترقيم في السعودية - وربما في بعض الدول الخليجية - هي أن يرمي أحد الشباب رقم جواله للبنت أو لمجموعة البنات التي يستهدفهن أو يعترضن طريقهن سواء في الأسواق أو في المنتزهات أو في بعض أماكن التجمعات العائلية أملاً في الوصال أو الإتصال لإشباع رغبة أو طرح دعوة لخلوة قد تتبعها خلوات تكون نواة لعلاقة غير شرعية تدفع البنت ثمنها من أخلاقها وشرفها ومشاعرها، وقد تنتهي بها إلى الفضيحة أو حدوث الجريمة وتسقط بعدها من أنظار المجتمع وتخسر ثقة أهلها وعزوف الشباب عن الإقتران بها.. وتصبح ورقة محترقة بعد أن كانت وردة نظرة يعشق رحيقها من يعيش حولها ويطلب ودها ممن هو بعيد عنها. وبعض البنات تستجيب لهذا النداء مدفوعة بإغراءات التجربة وبتراكم المشاعر وبدافع الفضول وبالرغبة النفسية في التعرف على الطرف الأخر الذي يبقى غامضاً لاعتبارات اجتماعية وشرعية في بلد كالسعودية يُمنع فيه الإختلاط ويكون الرقيب حاضراً في كل مكان. وينتهي غالباً هذا النوع من التواصل إلى تنازلات ومُساومات تكون الصور والتسجيلات الصوتية واللقطات المرئية مادتها الأساسية لتكون فيه الفتاة بعدها كالسلعة الرخيصة في سوق نخاسة من أوهموها بالحب وسقوها الغرام وزينوا لها الحرام.. ولعل قضية فتاة القطيف وقضية برجس شواهدٌ على ما نقول.


ومع ثورة الإنترنت وشيوع ثقافة استخدامة في السعودية عند الكثير من الشباب والفتيات، وفي ظل غياب الرقيب العائلي تحول الترقيم اليديوي إلى الترقيم الإلكتروني من خلال المنتديات ومواقع الشات المشهورة كالماسنجر والياهو وغيرها حيث يسهل التعارف والتواصل، ويصبح تبادل الصور واللقطات أسرع وأكفأ ولكن تبقى النتائج متشابهة والنهاية واحدة حيث يبدأ الأمر بالإعجاب ثم الإرتياح ثم الإنشراح وتنتهي هذه الدراما بالمساومات والتهديدات التي تستجيب لها الفتاة في الغالب ظناً منها أنها تمنع الفضيحة فإذا هي كمن يشرب الماء المالح على العطش لتتوسع الفضيحة ويصبح السيطرة عليها أمراً مستحيلاً تكون فيه الفتاة هي الخاسر الأكبر في النهاية.


وفي ظل برنامج خادم الحرمين للإبتعاث الخارجي، ومع توافد أعداد كبيرة من الشباب والفتيات للدراسة في الخارج، ظلت ثقافة الترقيم مسيطرة على عقول بعض هؤلاء الشباب وتلك الفتيات ولكن بتقنيات أكبر تدعمها ثقافة المجتمع الغربي الذي يُتيح فرص اللقاء دون خوف أو اضطراب من سلطة الرقيب أو عيون الغيورين، فكانت مواقع كالفيس بوك وماي سبيس وهاي فايف وغيرها هي البديل المُفضل لتكوين علاقات ولقاءات تحت مسمى صداقات.. حيث يقوم الطرفان بإنشاء حسابات تحت أسماء وهمية وأحياناً حقيقية ليبحثوا عن الفريسة التي تملأ عيونهم وتشبع نهم رغباتهم.. فتبدأ الحلقة الأولى من حلقات التعارف التي لا يحتاج القارئ بعدها إلى جهد كبير لمعرفة تفاصيل الحلقة الأخيرة. وكم من فتاة خُدعت فتم التلاعب بعرضها، وأخرى غامرت بشرفها وكذبت على مرافقها (وهو الأب وربما الأخ) وسافرت للقاء حبيبها المزعوم الذي يلفظها بعد أن يسلب منها كرامتها وعفافها وحيائها.


وإذا تجاهلنا الشاب السعودي في مقالنا هذا على اعتبار أن الكثير منهم ربما لهم سوابق محلية أو خارجية مع بقاء الجانب الشرعي الذي يُحرم هذا العمل، فإن الفتاة السعودية المُبتعثة هي الخاسر الأكبر في هذه التجربة حيث تأتي بعضهن لوحدها لتُُصارع تكاليف الغربة وهي تفتقد للخبرة والتجربة فتقع فريسة سهلة لأولئك الذئاب الذين يدغدغون مشاعرها لتستند عليهم في غربتها ثم بعدها تأتمر بأمرهم وتصيع معهم في كل حانة أو مرقص أو ملهى.. والبعض منهن تأتي ومعها مُرافقها (الأب أو الأخ) الذي غالباً ما يكون وجوده كعدمه من حيث انعزاله عن إبنته أو أخته أو سهولة استغفالها لهما لتتعلم مهارات الإنحلال والضياع فتُضيفها إلى سيرتها الذاتية إلى جانب شهادتها الأكاديمية. ويزداد الأمر سوءاً حينما تُتقن فن الصياعة من كان الحجاب رداءها والخمار غطاءها فتكون كمن يقوم الليل بلا وضوء. والأخطر حينما تنشأ صداقة بين الفتاة السعودية والولد الأمريكي أو الأجنبي ثم تتطور هذه الصداقة لتتحول إلى علاقة استلطافية ثم عاطفية تسقط معها قيم شرعية واجتماعية معروفة عن البنت المسلمة وتتحمل بالتالي هي وزر سقوط هذه القيم.


وبعض الفتيات المُبتعثات تعتقد واهمة أن مثل هذه العلاقات والصداقات هي الطريق الأقصر للحصول على الزوج المناسب تحت مغريات الحب والتعارف والإنسجام وتنسى هذه البنت أو تتناسى أنها تتعامل مع عقلية سعودية حتى ولو كانت مُسلحة بشهادة أكاديمية من الخارج.. إذ يرفض الشاب السعودي الإقتران بطالبة سعودية وافقت على الخروج معه سراً وتبادلت معه مشاعر الحب والهيام مهما كانت العلاقة بينهما لانعدام شرط اساسي في العلاقة الزوجية وهو الثقة.. فالبنت التي تخدع أهلها وتخون ثقة مرافقها في الغربة لن تكون أهلاً لأن تنال ثقة من شاركها الغرام وتبادل معها الهيام.. والشواهد كثيرة والقَصَص أكثر.. وقد أتعرض لشئ من القَصَص الحقيقية في المقال القادم كشواهد للاثار السلبية للترقيم بأنواعة، خصوصاً الترقيم في الغربة حيث سقطت أقنعة الكثير من الفتيات وانكشف أمرهن وشاعت أسماءهن لاستمرارهن على الخطأ والإدمان عليه.


وأختم بالتذكير بالفوائد الإيجابية لتلك المواقع الإلكترونية وانها ليست شراً محضاً بل لها من الإيجابيات مالا يمكن حصره في هذا المقال.. كما أن هناك نوعية من شبابنا وبناتنا من هم مثال ٌ للإحترام والإفتخار بالتزامهم وتفوقهم العلمي والثقافي والأخلاقي والسلوكي.. فهم الإستثمار الحقيقي لبرنامج الإبتعاث.

خليل اليحيا

المشرف العام على الملتقى السعودي في أمريكا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هناك حل
خوليو -

هناك حل وخاصة إذا اتحدن الفتيات اللواتي يقعن ضحايا لهؤلاء الشباب فاقدي الأخلاق لخيانتهم للعلاقة الجميلة التي منحنها لهم الفتيات بعد علاقة حب بينهما، هو أن العار يلبس الشاب وعلى الفتيات وبدعم من أهالهن وكل نساء ورجال الحضارة، بأن لاتقترن أية فتاة بهم، لا وبل يجب نشر أسماءهم بالصحف بأنهم أسوأ كائنات تسير على قدميها ، أي أن العار سيلبسهم أكثر من لبس الفتيات، العلة هي في المفهوم الاجتماعي للعار، حيث يقع العار على النساء فقط ، يجب قلب المفاهيم ومن ثم لفظ المجتمع لكل شاب يخون العلاقة الصادقة التي منحته إياها الفتاة، هل لاحظتم، الأدب والقيم والتربية الانسانية هم الأفضل، عندما يقتنع المجتمع أن العار يلبس الرجل أيضاً وأنه غير محصن من لبسه، سيفكر أكثر من مرة في خيانة العواطف والصدق الممنوح له. العلة في تربية ومفاهيم العار وهنا يمكن التدخل للحد من عدوانية الذكور والمجتمع الذكوري ، المسألة محلولة في المجتمعات الحضارية.

true!!!!!!
Rizgar Khoshnaw -

Is it true?? ???

ثقوا بابنائنا.
امير الشرق -

اعتقد ان الامر منوط اولا واخيرا بثقافة المجتمع..والغريب في الامر ان يكون موقف المشرف العام من الفتيات عموما على هذا النحو من المغالطة وصدق من قال ان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم.. لماذا يصور الكاتب الفتاة السعودية وكانها فتاة ساذجة ستستجيب لاي نداء بحجة الفضول..لماذا نحصر فتياتنا بزاوية الاستخفاف والاحتقار والتقليل من عقولهم.. لماذا لازلنا ننظر الى فتياتنا وكانهم فرائس تنتظر الالتهام..اليست هي الام والحبيبة والاخت والزوجة والجدة .. عفوا سيدي الكتاب انك تسئ الى موقعك من حيث لا تعلم قبل ان تسئ الى الاخرين .. واعتقد انه بدلا من ان نزرع الخوف وعدم الثقة باولادنا علينا ان نبني فيهم حب العلم والتعلم والثقة بالنفس .. وكفانا احتقار المراة .. اعتقد اننا بحاجة الى تغيير منظومة القيم في مجتمعنا ولاسيما تجاه المراة .. نحن بحاجة الى الطبيبة والاستاذة والمربية والمهندسة والممرضة وغيرها من المهن.. العالم يتقدم ونحن ننخر انفسنا بمخاوف احيانا لا تعكس الا هواجس مرضية يحاول البعض اسقاطها علينا لنقبل بها وكانها بديهيات .. مع الاعتذار والله من وراء القصد

تحقير المرأه
غاضب -

خليل اليحبا يقول انكم با بنات شهوانيات وشبقات وتافهات ولا تستطيعون عمل اي شى الا بالرجل السعودي!! اتمنى من جميع المبتعثات و المبتعثين رفع قضية على كاتب المقال و الاقتصاص لشرفكم واجتهادكم في تحصيلكم العلمي. للمعلومية يبدو هناك محاولة لايقاف الابتعاث للبنات من &فلا;الاخوان..

فيه حاجات اهم
نايف تركي التميمي -

السلام عليكم يابو ابراهيم.. ياليتك تناقش مواضيع اهم من هذه الا وهي زيادة الرواتب اللي ماتكفي لنص الشهر . اخوك نايف التميمي

حلو عنهم بقى
لحظة رواق -

يا أخي حلو عن البنات السعوديات بقى ! يعني البنت ما بتصدق و بتسافر و بتطلع من السجن لبين ما تبلشوا تلحقوها حتى لبرا ، أصلا محسب حضرتك إنو في بنت سعودية عاقلة مستعدة تعمل علاقة مع شب سعودي و يمكن حتى أحيانا مع شب عربي لما بتسافر !! ماهي ناقصها يعني !! بعدين حاج حلو عنا يا لسه الشباب عبارة عن طغم من الاوغاد الذئاب اللئام و الحقراء اللذين لا هم لهم سوى قضم و هتك أعراض البنات السعوديات المحصنات ! الموضوع ببساطة هو تعارف متبادل و يحمل طبعا شيئا خاصا لانه بين جنسين مختلفين ، و متل ما الشباب متشوق البنات متشوقات ، و مشكلة البنات السعوديات و الشباب على حد سواء انهم ما عندهم ثقافة تعامل مع الاخر بالمرة بحكم تربيتهم مو لانهم فيهم شي لا سمح الله بالعكس على أصلهم و بالتالي بعتبر البنت اللي بتنجح انها تضل متوازنة بالغربة بحيث تتفتح على الدنيا و تميز بين صديق و بين زميل و بين عشيق و بين دب بعتبر هلبنت انسانة عظيمة . بقطع ايدي اذا ماكل شب وبنت بالمملكة حلم حياته انو يطلع لبرا و يتنفس شوي و يشوف الدنيا .. حلو عن الناس يا !! محسبين حالهم أدين خلق الله باختراعهم لحكايات بتجنن متل منع قيادة السيارة و المحرم الاجباري للسفر - حتى لللإيفاد العلمي ! - و آخر موضة تحليل الزواج للشباب المبتعث و حقه باضمار الطلاق دون اعلام الزوجة !! يعني الشيعة ماقالو هلحكي !! عن جد شي بيزعج !

خير من يمثل الوطن
مبتعثه -

بداية المقال كان جيد وواقعي من حيث اساليب الترقيم لدى شبابنا ومدى سيطرة الفكرة على عقولهم سواء داخل او خارج المملكة وللعلم لااقصد شباب فقط من هم مابين 20-30 ولكن للأسف ممتد الى مافوق ال40. ثم تطرق المقال إلى التهجم على الفتاة السعودية .... . أخي الكريم كاتب المقال ....اعلم انك المشرف العام على الملتقى السعودي في امريكا ( أي ان كل ماتكتبه المفروض ينقل الواقع الذي تراه وتعيشه خلال الملتقى) وأَْوكد لك اخي ان الحقيقة عكس ذلك تماما إذ لايتم ابتعاث إلا أفضل وخيرة فتيات ممكلتنا وجميعهن يمثلن صورة محترمة وفاضلة للفتاة السعودية التي هدفها الاول والاخير هو الحصول على الشهادة والعودة لخدمة وطنهابالرغم من كل المغريات والصعوبات التي تواجهها في الغربة سواء بوجود المحرم (المضحوك عليه مثل ماتصور حضرتك) أو بعدم وجود المحرم. صدقني ان خير من يمثل المواطن السعودي في الخارج هو الفتاة السعودية ولو تريثت قليلا قبل كتابة موضوعك وراجعت الملحقيات الثقافية وقارنت بين الفترة التي يقضيها كلا من الشاب والفتاة لادركت الفرق بين المبتعثه والمبتعث السعودي في الخارج. .

الي المشرف العام
ألهاشمي -

الي المشرف العام ليتك تتطرقت الي مايهم اخوننا واخواتنا الطلاب بما يخص مستقبلهم الأكاديمي والمسؤليات المناطة بهم وتشجيعهم والأخذ بايديهم وتشجيعهم والدعاء لهم بالتوفيق ... الله يهديك ويهديني... ألهاشمي

لم توفق بالموضوع
خالد العتيبي -

ياخليل اليحيى.......ليتك تتكلم عن امور اهم تخص جميع المبتعثين دون استثناء... وهي مشاكلهم الاكاديمية مع الملحقية وضرورة مرونتها مع الطلبة والجامعات وليس ان تضع انظمة غبية وكلما سالنا الملحقية عن هذه الانظمة وعدم ملائمتها للوضع بامريكا يجعلون السبب الوزارة..اي تخلف يوضع على الوزارة!! اي ملامة توضع الوزارة!!المشكلة الثانية وهي مشكلة قديمة جديدة مستمرة الى ان الله يفرجها وهي المخصصات المالية للمبتعثين من متزوجين وغير متزوجين.اما انك ياخليل اليحيا تاخذ لي حالة معينة يمكن انك ماشفتها بعينك ولم تطلع بتفاصيها ولكن سمعت عنها ووضعت منها قصة كبرى وذات تاثير كبير على المبتعثين والملحقية وربما حتى الحكومة الامريكية....ياعزيزي انت تتكلم عن امر يحدث في كل مكان سواء بالوطن او خارجه..ومن واقع اعايشه اقدر اقولك ورايته بام عيني طوال السنين اللي قضيتها بامريكا انه الامر اللي تتكلم عنه هو شئ يحدث بنسبة 1-1000 يعني شف كم مبتعث عندك خمسة عشر الف..اتوقع الحالة اللي تتكلم عنها لاتتجاوز الخمسة عشر الى عشرين حالة.