عبادة البشر في محكمة القرآن الكريم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الإنسان ذلك الكائن العجيب الذي إنطوى له الكون بأكمله أرضه وسمائه ومائه وهذا الكائن الذي فضله تعالى على كثير من خلقه وجعل تفضيله مفرعا ً على تكريمه حين دخوله في ركب المسيرة المتمثلة في [ بني آدم ]...
حيث قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلفنا تفضيلا ) الإسراء 70... فتكريم الإنسان على ضوء هذه الآية الكريمة يتمثل في كونه منسجما ً مع ركب المسيرة الآدمية باختلاف إتجاهاتها ولكن الإستثناء جاء ليحدد مشروعية هذا التكريم عند الله عندما يكون متلبسا ً بلباس التقوى بغض النظر عن النسب والجنس واللون وغيرها من المسميات لذلك قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13.... والآية تشير إلى أن أصل الخلق البشري القادم من الذكر والأنثى أضيفت له صفة الجعل التي قسمته إلى شعوب وقبائل وكانت العلة كما مبين في الآية الكريمة هو التعارف بين أبناء البشر فأصبحت هذه الآية مقيدة للإطلاق الذي ورد في آية سورة الإسراء رغم إنفكاك الجهة لأن قيد التقوى هو الذي يرسم التفاضل بين الناس لا أنسابهم وألوانهم كما أسلفت.... لأن الإنسان حين يتجرد عن التقوى لا سبيل إلى قربه منه تعالى ولو تتبعنا جميع الآيات القرآنية التي تذكر الإنسان نجدها تشير إليه توبيخا ًوتقريعا ً لأنه كلما ذكر هذا اللفظ يعني الإنسان المجرد عن التقوى والإنسان من حيث الخلقة التي لا يدخلها تنظيم بعد....... كقوله تعالى ( خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) النحل 4... وقوله ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) الإسراء 11... وكذلك قوله ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) الكهف 54.... ولكي أختصر عليك الطريق فهناك ستا ً وخمسون موضعا ً في القرآن الكريم عن الإنسان ولا توجد آية واحدة تصفه بالحسنى قبيل الدخول إلى ركب التقوى فلا يمكن أن يفضل أو يكرم لأنه إبن زيد أو صهر عمر.... لأن هذا التكريم عند الله تعالى سالب بانتفاء موضوعه...
من بعد هذه المقدمة يتضح لنا إن العبادة مفهوم كبير يتشعب إلى مصاديق كثيرة وقد يتبادر إلى ذهن المتلقي من العنوان الذي وضعته للمقال أن المقصود بعبادة البشر هو الإتيان بتفاصيل العبادة المتجسدة بأهم أركانها وهي الصلاة وبذلك يكون بعض الناس في هذا العالم يسجد لهم ويكونوا محلا ً للتقديس من قبل آخرين... لا أريد أن أثبت أو أنفي هذا وإنما العبادة الموجهة للبشر والتي أريد أن أتكلم عنها تأخذ مصداقا ً عرضيا ً للمفهوم المتمثل بالطاعة التي هي من أكبر مصاديقه كما قال تعالى ( ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) يس 60... أي لا تطيعوا الشيطان فأطلق العبادة وأراد بها الطاعة.. ولو تأملنا الموارد التي كان الشيطان يذكرها أثناء حديثه مع رب العزة لوجدنا أن هذه الموارد هي التي نفذ من خلالها إلى النفوس التي ليست لها حصانة والتي تكون مهيأة في كل حين لإغواء الشيطان الذي قال تعالى على لسانه ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) الأعراف 17...
والجهة اليمنى التي ذكرها الشيطان أحد وجوه تفسيرها يتمثل في الدين ودعاته المزيفون وطاعة هؤلاء من أهم أسبابها هو الجهل بهم وهذه هي الطامة الكبرى فضعاف الناس أو أمية هذا القرن ولا أقصد أمية القراءة والكتابة وإنما أمية الجهل كما وصفهم الإمام علي ( ع ).. بأنهم ينعقون مع كل ناعق والذين باعتقادهم إن كل من يرتدي الزي الديني يكون هو وريث الأنبياء فهؤلاء هم الذين يجب أن نضع النقاط على حروفهم وللأسف فإن هذا النوع من الناس ما إن يرد ذكر أحد المعممين إلا وجعل له نصيبا ً من الله وكأن المذكور هو الذي يجب أن يعبد وقد أخذ الحصة الكافية من العبادة التي لم يترك أي من أجزائها لله تعالى... [ تلك إذا ً قسمة ضيزى ]... وهذه هي الجهة التي أغواهم الشيطان من خلالها... وهناك صنف آخر من الأمية يعتقد إن العمامة هي أمر وراثي متناسيا ً أن النسب والصهر أمر مذموم في القاموس الديني بصفة عامة فهذا إبن نوح الذي ظل عن طريق الحق وقال لأبيه حين الطوفان.. ( سآوي ألى جبل يعصمني من الماء ) هود 43.. عندها قال له نوح.. ( لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ) هود 43.. ثم عقب تعالى.. ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) هود 43.. وعند إنتهاء الطوفان نادى نوح ربه.. ( فقال رب إن إبني من أهلي ) هود 45.. فقال له تعالى.. ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) هود 46.. ولكن أمية هذا الزمن كما أشرت قد جهلوا أو تجاهلوا الحقائق القرآنية معتقدين أن من كان أبوه ولو فرضنا جدلا ً من المقربين كان لزاما ً أن يكون الإبن نسخة منه حسب إعتقادهم وهذه حقيقة العبادة لهذا السنخ من البشر والله تعالى يؤكد على إن النسب والصهر لا تتعدى حدوده طرق التقوى لأنها اللازم الوحيد لدين الله لذلك قال تعالى في معرض حديثه عن النسب.. ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون ) المؤمنون 101.. نعم صلاح الذرية والآباء والأزواج قد يجمع الله بعضهم مع بعض في الجنة كما قال.. ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) الرعد 23..
فهل يوجد أعظم من هذا الكتاب الذي فيه تبيانا ً لكل شيء فلماذا لا نستجيب للقرآن لتجنب أخطاء ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ما أنزل الله بها من سلطان.. فلماذا كل هذه العبادة وإضفاء ألقاب ودرجات دينية بعيدة عن شرع الله فحين يصرح القرآن [ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ] للأسف نجعل التقوى آخر مراحل التكريم فبدل أن نهتم لما يكتب العلماء من كتب ومؤلفات نهتم بصورهم ونسبهم الذي لا يعادل عند الله تعالى جناح بعوضة متبعين مسوغات أخرى ودرجات لا تمت للواقع بأية صلة ولا تمثل أكثر من رهبانية إسلامية فمنذ متى كان رجل الدين لا يمشي في الأسواق إلا بوجود حماية ومعقبات من بين يديه ومن خلفه ويجب أن يؤدى له السلام وتحية مشابهة لما يتعلمه الجند في مواقع تدريباتهم ناهيك عن الأموال التي تجمع لهؤلاء تحت مسميات يحسبها الجاهل من الدين وماهي منه... في حين أن هناك الفقر المنتشر في جميع أنحاء الأرض التي وضعها الله للأنام.. والحقيقة أن خطاب هؤلاء لا يجدي نفعا ً لأنهم لا يقرأوا أو يسمعوا لإنغماسهم في ملذاتهم وتنعمهم حتى إنهم فاقوا الشيطان في إغواء الآخرين... كما قال الشاعر.. وكنت أمرأ ً من جند إبليس فارتقى.......... بي الدهر حتى صار إبليس من جندي.... فلو مات قبلي كنت أحسن بعده.............
طرائق كفر ليس يدركها بعدي.. إذا ً الخطاب مع هذا النوع لا يجدي نفعا ً ولكن علينا توجيه الخطاب لمن تطأ أقدامه الأرض خلف هؤلاء الأنبياء الجدد وأخيرا ً وليس آخرا ً يحق لنا تصحيح المقولة الإسرائيلية القديمة [ إذا أردت أن تكون ملكا ً فكن ضابطا ً في الجيش العراقي ].. إلى [ إذا أردت أن تكون ملكا ً فكن معمما ً في العراق أو لبنان وهلم جرا ً... ] وصدق الله تعالى حين قال على لسان إبراهيم.. ( رب إنهن أضللن كثيرا ً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) إبراهيم 36.....
عبد الله بدر إسكندر المالكي
التعليقات
مفارقة
خوليو -إذا كانت التقوى باللغة القرآنية تعني الإسلام،وتحوز كما هو واضح في الآية الأفضلية عند الله، فما نشاهده اليوم هو أن الإنسان المسيطر على البر والبحر والجو لاتتوافق صفاته مع هذه التقوى، بل على العكس بعيد كل البعد عن هذا النوع الخاص من الإيمان، وأن أصحاب التقوى بالمفهوم القرآني يسيرون في الصفوف الخلفية ولايملكون أي مفتاح سيطرة لا في البر ولا في البحر ولا في الجو، مفارقة جديرة بالإنتباه أليس كذلك؟
الأخ خوليو .. توضيح
وسام محمد -التقوى ليست الإسلام ولكنها قيمه أساسيه يدعو لها الإسلام .. ثم ما علاقه أفضليه الإنسان عند الله تعالى بسيطرته على البر والبحر وغيره ؟؟.. أما تخلف اللذين يدّعون التقوى من المسلمين فأتفق فيها معك لأسباب ذكرها الكاتب فى مقالته .. مع الإحترام .
الحداثة والاسلام
مسيحي معتدل -انت تطالب بالحداثة وتستنكر التبعية الدينية , حتى وان لم تقصد ذلك , وما تطالب به جيدا ودليل على رقي بالتفكير الا ان القرآن والاحاديث والسيرة النبوية والصحابة , تطالب بتبعية في السلوك ان كان بالثوب القصير ومد اللحى والزعامة الدينية , فمن كان في زمن الاسلام يستطيع مخالفة او مناقشة صحابي في امور عادية , فهم كانوا في منزلة من الترف والكبرياء لهم الحق في القاء الاحكام كما يريدون بحكم السلطة الدينية , وهناك قصص ان هناك من سب الرسول يقتل , وغيرها من قصص الزعامة خاصة لدى عمر بن الخطاب , فالموضوع موروث غير مخلوق حديثا
نداء الى احباءالمسيح
قاريء ايلاف -ادعو اخوننا في الانسانية المسيحيين الى التزام ادب الحوار خاصة وانهم اكلوا من لحم المسيح وشربوا من دمه ولذا فكل مسيحي هو المسيح ذاته يمششي على الارض ارجو الالتزام بوصايا السيد المسيح ومعاملة الناس على هذ الاساس وشكرا
أستفسار من الكاتب ؟
كركوك أوغلوا -لماذا تكلم الله بلسان أنبياء ,نوح ويونس وأبراهيم مثلا ؟؟!!00وكأنبياء لماذا لم تكن لهم رسالة للبشرية كغيرهم ؟؟!!00
الى قارىء ايلاف
مسيحي معتدل -اخي العزيز كيف تحكم علينا بالتزامنا بادب الحوار , ونحن اهل الحوار , وهل تطاولنا على الاسلام لتقول هذا , كل ما قلناه هو موجود في تفاسيركم وسير الصحابة , وربطنا السلطة الدينية اليوم انها موروثة من بداية الاسلام , اين الخطأ في الموضوع وما تعليقك , فانا اكتب عن دراسة لا عن همجية وتهجمية , ثم انظر لنفسك وانت تستهزأ وتقول اكلنا لحم المسيح وشربنا دمه , وكلامك يدل عل جهل في فهم الدين المسيحي كأغلب المسلمين , وخذها قاعدة نحن نفتخر ونؤمن ان كفارة خطايانا يجب ان تاتي من عظيم وفداءنا يجب ان ياتي من عظيم ولا اعظم من فداء يسوع صورة الله في الجسد , الذي صلب من اجل فدائنا لان الله يقدر الانسان فبعث المسيح بلا خطيئة وصلب ناسوته وبقي لاهوته الى ابد الابدين امين ,
عصبية لا عقلانية
مرتاد ايلاف -عقيدة التثليث والفداء والخلاص والخطيئة ولحم المسيح ودمه والتطهير والتعميد وكرسي الاعتراف الخ ليست في المسيحية الحقيقية في شيء انما هي من وضع اليهود.... لهذا نرى ان الغربيين انفضوا من المسيحيية لانها غير مقنعة وذهبوا الى الاسلام او الى ملل ونحل اخرى ....وحتى اسالوا القسس و الشمامسه من المسيحيين المشارقة الذين دخلوا الاسلام
تأليه البشر 1
عبدالعليم -يقول نظمي لوقا وهو مسيحي مصري شريف ما كان [محمد [صلى الله عليه وسلم]] كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل [عليهم السلام]، وهمة البطل، فكان حقًا على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيّي فيه الرجل 2). [ 2 ] لا تأليه ولا شبهة تأليه في معنى النبوة الإسلامية.. وقد درجت شعوب الأرض على تأليه الملوك والأبطال والأجداد، فكان الرسل أيضًا معرضين لمثل ذلك الربط بينهم وبين الألوهية بسبب من الأسباب، فما أقرب الناس لو تركوا لأنفسهم أن يعتقدوا في الرسول أو النبي أنه ليس بشرًا كسائر البشر وأن له صفة من صفات الألوهية على نحو من الأنحاء. ولذا نجد توكيد هذا التنبيه متواترًا مكررًا في آيات القرآن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف 110]، وفي تخير كلمة (مثلكم) معنى مقصود به التسوية المطلقة، والحيلولة دون الارتفاع بفكرة النبوة أو الرسالة فوق مستوى البشرية بحال من الأحوال. بل نجد ما هو أصرح من هذا المعنى فيما جاء بسورة الشورى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ} [الشورى 48]، وظاهر في هذه الآية تعمد تنبيه الرسول نفسه [صلى الله عليه وسلم] إلى حقيقة مهمته، وحدود رسالته التي كلف بها، وليس له أن يعدوها، كما أنه ليس للناس أن يرفعوه فوقها 3). [ 3 ] رجل فرد هو لسان السماء. فوقه الله لا سواه. ومن تحته سائر عباد الله من المؤمنين. ولكن هذا الرجل يأبى أن يداخله من ذلك كبر. بل يشفق، بل يفرق من ذلك ويحشد نفسه كلها لحرب الزهو في سريرته، قبل أن يحاربه في سرائر تابعيه. ولو أن هذا الرسول [صلى الله عليه وسلم] بما أنعم من الهداية على الناس وما تم له من العزة والأيادي، وما استقام له من السلطان، اعتد بذلك كله واعتزّ، لما كان عليه جناح من أحد، لأنه إنما يعتد بقيمة ماثلة، ويعتز بمزية طائلة. يطريه أصحابه بالحق الذي يعلمون عنه، فيقول لهم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله، فقولوا عبد الله ورسوله. ويخرج على جماعة من أصحابه فينهضون تعظيمًا له، فينهاهم عن ذلك قائلاً: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا 4).
تأليه البشر 2
عبدالعليم -[ 4 ] ماذا بقي من مزعم لزاعم؟ إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يفاء عليه بالنصر وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع. لم يفد. ولم يورث آله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض أي قالة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذ المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين 5). [ 5 ] ;أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من (أبي القاسم) [صلى الله عليه وسلم] الذي حول الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان، ولم يفد من جهاده لشخصه أو آله شيئًا مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام؟ 6). [ 6 ] كان [محمد [صلى الله عليه وسلم]] يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا يعد في نقائصه. لم يكن [صلى الله عليه وسلم] معطل النوازع ولكنها لم تكن نوازع تعصف به، لأنه يسخرها في كيانه في المستوى الذي يكرم به الإنسان حين يطلب ما هو جميل وجليل في الصورة الجميلة الجليلة التي لا تهدر من قدره بل تضاعف من تساميه وعفته وطهره. وبيان ذلك في أمر بنائه بزوجاته التسع [رضي الله عنهن ;(7). ---------------------------(1) د. نظمي لوقا Dr. N. Lukaمسيحي من مصر. يتميز بنظرته الموضوعية وإخلاصه العميق للحق. ورغم إلحاح أبويه على تنشئته على المسيحية منذ كان صبيًا، فإنه كثيرًا ما كان يحضر مجالس شيوخ المسلمين ويستمع بشغف إلى كتاب الله وسيرة الرسول عليه السلام. بل إنه حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز العاشرة من عمره. ألف عددًا من الكتب