أصداء

الامتداد الإيراني والانكماش الخليجي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد معاناة قاسية امتدت لخمس سنوات، من دمار وعنف وارهاب، شهدتها الساحة العراقية بفعل تدخلات الدول المجاورة، وباشراف من سلاطين جائرين من أهل الحكم لتلك الدول، ذبحوا العراقيين وأرادوا أن يقضوا على الوجود العراقي، خاصة من دولة إيران، التي مدت الجماعات الارهابية والمسلحة بكل أشكال الدعم، لتعيد أمجاد امبراطورية داريوس، مشاركة مع دول عربية لذبح وقتل النفوس البريئة من العراقيين، بعد أن نالوا حريتهم واستعادوا كرامتهم مع سقوط صنم الاستبداد والطغيان، بعد معاناة طويلة استرد العراق عافيته.


أجل، بعد خمس سنوات أثبت العراق صلابته في امتصاص التحديات الكبيرة التي وجهت له، وأثبت العراقيون وطنيتهم العالية وتمسكهم الخارق بالوطن الواحد والامة الواحدة، فاخذ العراق ينهض من جديد، مستندا الى مرتكزاته الوطنية والدستورية، هذا العراق بدأ يخرج مرفوع الرأس ليعيد بناء كيانه، وبناء امته على اسس جديدة للحياة مستندة الى نهج انساني ونظام ديمقراطي تعددي فيدرالي.


هذا النهوض، يأتي في وقت، استعمل بعض العرب كل أوراقهم الماسخة الغارسة في الجرح العراقي، واستعملت إيران كل أوراقها القذرة لافتعال الفتن والحروب الطائفية، لكن مع النهوض المتسم بالحيوية العراقية، بدأت كل تلك الأوراق بالتساقط، وبدأت تعري أصحابها وتظهرهم على حقيقتهم المتسمة بالشر ونكران الجميل.
ومن باب المنطق، نقول ان هذه الحقائق لا نسردها من فراغ، بل من حقائق أخذت ترسخ نفسها على أرض الواقع، والمشهد الأخير لاحداث البصرة وبغداد بخصوص جيش المهدي والمجموعات المسلحة المارقة، أثبت بأدلة دامغة التدخل السافر للدول المجاورة بالشأن العراقي، واتهام وزير الدفاع عبد القادر العبيدي جميع دول الجوار بالتقاسم في عملية دعم الجماعات المسلحة في العراق، وتأكيده إن معظم دول الجوار تسلح وتمول مجموعات مسلحة عراقية بأسلحة ثقيلة أو تقوم بتدريب أفرادها أو تمويلهم، لم يأت من فراغ.


ورد المتحدث باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا في مؤتمر مشترك مع الادميرال دريسكول الناطق باسم القوات متعددة الجنسيات حول سؤال لـ "الصباح الجديد" البغدادية عما اذا كانت القوات العراقية قد عثرت على اية ادلة تثبت التورط الايراني في الاحداث قال انه " تم العثور على اسلحة ايرانية المنشأ في مناطق مختلفة من بغداد وكذلك الحال في البصرة ".


هذا في وقت سابق، قال الأدميرال مايكل مولن قائد هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي إن العمليات العسكرية الأخيرة في البصرة أظهرت تورط قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دعم المسلحين، وأنه إطلع على معلومات إستخبارية بخصوص الأسلحة القادمة من إيران.


هكذا نجد ان تدخلات الدول المجاورة في الشؤون العراقية مكشوفة ومفضوحة، خاصة لايران، وهذه التدخلات، والحمدلله بدأت بالتراجع بعد أن وصلت الى ذروتها، بفضل صمود العراقيين، وتقديهم ضريبة غالية من دمائهم وأرواحهم الزكية، ولكن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الأيدي وأن نكتفي بالموقف العراقي ضد التدخلات الإيرانية، وان يقف العرب متفرجين على الساحة بينما الامتداد الإيراني بدأ يضرب بالعمق، في العراق ولبنان وفي سوريا وفي الخليج، بينما الموقف العربي منكمش ومتراجع، خاصة الموقف الخليجي، الذي بدأ بالإنكماش من فترة طويلة، ولم يكتف الخليجيون بهذا، بل يصرون على بقاء الديون واستقطاع التعويضات من العراق في ظل الواقع المرهق الذي يمر به.


لذا أجد من باب أولى، ومن باب الحكمة، ان يفيق العرب من سباتهم وان ينهض أهل الخليج من انكماشهم، للوقوف بوجه الهجمة الايرانية الشرسة على العراقيين وعلى العرب، والتي تسببت في نزف وهدر أرواح أبناء أمة بلاد الرافدين طوال السنوات الماضية، وحان الوقت للنهوض بصحوة خليجية وعربية موازية للصحوة العراقية العامة التي دفع بالعراق ان يستعيد عافيته وقدرته، ولكي تكون هذه الصحوة مستندة الى مواقف عملية، نجد من الضروري الاستعانة بالآلية التالية:
* دعم العراق بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي لتعزيز نهوضه، للوقوف بحزم امام كل التدخلات الايرانية والعربية في الشؤون العراقية.
* دعم العراق في تقديم أمراء الحرب والشخصيات التي تعمل بتوجيهات خارجية الى المحاكم، لنيل الجزاء القانوني جراء مواقفهم وافعالهم الشريرة بحق العراقيين.
* العمل الدبلوماسي المكثف في الاوساط الاقليمية والدولية، لكشف الدور الإيراني الخبيث في العراق، ودفع الجهات الدولية، كمجلس الامن الدولي، الى اصدار قرارات وبيانات تدين التدخلات الايرانية.
* العمل على دعم المعارضة الإيرانية والتعامل بالمثل للتأثير على الواقع الايراني من الداخل.
* العمل على تشكيل جبهة عربية مناهضة للدور الايراني في الشرق الاوسط للوقوف بوجه امتداداته ونفوذه المخرب في المنطقة، خاصة في لبنان وفلسطين.


هذه الآلية الموجزة المطروحة، تشكل أرضية مناسبة للاستناد اليها، لتحديد موقف جدي وحازم من التدخلات الايرانية التي بدأت تنخر بالمنطقة من فترة طويلة، لان هدف التوجه الإيراني متعمد هو لنخر البنيان التحتي لشعوب وبلدان المنطقة، ولولا الموقف العراقي الصامد، لوصلت المنطقة الى مرحلة انهيار شاملة، لهذا لا بد من الاستفاقة، ولا بد من ازالة الانكماش الخليجي لقطع دابر الامتداد الإيراني تجاه شعوب المنطقة، وعسى أن تكون هذه الاستفاقة والصحوة قريبة، لان الوقت قد حان لاطلاقها.

د.جرجيس كوليزادة
Gulizada_maktab@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يحبون العرب.
حمد بن خالد - قطر -

يا أخي من الواضح أن الحكومة العراقية الحالية لا تحب العرب وبالأخص الخليجيون وتفضل الإيرانيون عليهم وحتى معظم الشعب يشاطر الحكومة في هذا الرأي.

ايران ايدز الامه
صاحي -

خلت الدنيا 10 اعوام لهذه الدوله ان تقوم من وراء الخفاء مسطنعه تلك الوجوه البريئه وتحتها المسخ وتجاوزت المظلوميه الى دور يزيد الظالم كما يدعون في قصهم الخرافيه التي استغل بها الفقراء للبكاء على الامام الحسين ع .. وهذه هي انشودة الكذب الفاجر حتى بالرب والقدره الالهيه انهم اشوه من الكفر ..ومن خلال قضية الامام الحسين سرقوا القضيه المشرفه لهذل الامام الطاهر .. ليكونوا قضية وجود.. وتباكوا وكان هذا الامام ينام بسلام في العراق واليوم اغتصبوا العراق وسرقوا العراق ونهبوا العراق زوقتلوا كل الكفاءت العراقيه وجندوا كل الارهاب .. من المجرم قمي السفير المحتل الى فيلق شارون الملقب فيلق القدس .. وسوف يحتلون العراق بصاية الحسين ع ..ولو تشاهدون اسماء فيالقهم نفس اسلوب المجرمين امثال صدام وغيره ليلتحفوا بالوطنيات المزدوجه بحق الشعوب .. اليوم لينهض كل العراقين اولهم الشيعه اسمحو لي ان اقول هذه التسميه واسف لها.. والاخرين بلدنا يحتل من اقذر محتلولقذر من اليهود في احتلالهم للقدس.. الحسين لنا والعراق لنا والشعب لنا.. ولانعلم ماذا يفعل القزم هناك هل ليدرس ام ليساعدهم في احتلال العراق كما يفعل الغبي حسن كفر الله..الفقراء يقتلون باسم الوطنيه العراقيه الذي اكتشفها مقتدى وغدا نكشف قصة رجاله وجرائمهم البعثيه وبالاسماء واليوم جعلوا انفسهم قادة اليوم يتباكون كيف سيذهب منهم منجم الفقراء للسرقه ورواتبهم الامريكيه ونصفهم عملاء للقاده الامريكان ويزودوهم باسماء البسطاء ليلقى اكثرهم حتفهم ..هذه ايران التى تحمل النصل وتطعنه في الجرح العراقي بكل قسوه وجرم ومبروك لك ايها المبتدى وسوف تنال الخبر اجلا ام عاجلا الشيوخ البعثيه التي جندتهم ايران لتمزيق العراق من خلال ذيول البعث المجرم صنعوا جيش المهدي واسفا لهذا الامام الطاهر من هولاء المجرمين كم نال من سوء في موته وحياته وبنفس الطريقه ذاتها عملاء ايران واذنابهم جيش المهدي السابق في غيبة الامام وقضية الغيبه اعتقد انه وجد العملاء والاذناب معا .. ورحل في تلك الغيبه اليوم كما يدعون افسدوا بالارض كي يظهر الامام ولا اعلم اي غبي ابتدع هذه البدعه.. الامام يظهر يوم تغيب ايران والاذناب ويشفى العراق من مرضه الايراني القديم .. ليفهم العرب الايدز قادم من مصدره ايران فتيقظوا يا اولي الالباب العراق لن يقتل كما قتل علي ع والحسين ع والصحابه انهض يا شعب العراق ولعن الله الطائفي

ايران جبل من نار
الزهيري -

من الناحيه الاستراتيجيه لن يوقف التمدد الايراني الا القوه الرادعه وهي موجوده تأريخيا في العراق فقط وان عدم السماح بأقامة نظام قوي في العراق بعد اسقاط نظامه السابق سيبقي المنطقه تحت رحمة التهديدات الايرانيه الى ان يستوعب العرب المعادله التي لعبوا بها بشكل سيء ودمروا الدوله التي كانت تحميهم.. والله المستعان

ايران الفتنة
ابوسامر -

ايران لن تتوقف من تدمير الدول العربية ونحن العر ب مع الاسف نيام نشكر الكاتب على هذا المقال الحقانى والصحيح

افيقوا ياعرب !!!!
رحال -

كيف للعرب ان يأمنوا ايران بنظامها العنصري الملئ بكره العرب واحتقارهم قسم بالله رغم أن عرب ايران شيعة إلا النظام يمعن في اذلالهم واحتقارهم ويحاول قدر الامكان طمس هويتهم العربية فقام بإلزام الزبالين بلبس الزي العربي في الاحواز ومنع تسمية الاولاد والمحال التجارية بأسماء عربية وغير اسماء المدن والقرى العربية إلى اسماء فارسية وجلب الفرس ليعملوا في المشاريع البترولية وطرد العرب واذلهم حسبي الله ونعم الوكيل . ان ايران لاتسعى لتحقيق اي مصالح للاسلام البته وانما تستغل الاسلام والجماعات الاسلامية لتحقيق اهداف الفرس الخبيثة .افيقوا افيقوا فايران تضمر الشر والشرور للعرب .