طارق عزيز بين الدبلوماسية و التجارة ألغاز سلطوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الملف الجنائي الذي يحاكم بموجبه نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز حاليا في قضية إعدام عشرات من التجار العراقيين عام 1992 ضمن وجبة من المتهمين ضمت مسؤولين أمنيين سابقين من أمثال وطبان و سبعاوي الحسن و علي كيمياوي و عبد الحميد حمود السكرتير الشخصي السابق لصدام حسين يحمل من عناصر الغرابة الشيء الكثير، فالإتهام لا يتناسب إطلاقا مع طبيعة المهمة التي كان يقوم بها طارق عزيز في مؤسسة النظام العراقي السابق وهي مهمة حزبية محضة ذات جوانب ثقافية في البداية ضمن جهاز التثقيف الحزبي ثم إعلامية ضمن مؤسسات وزارة الإعلام العراقية التي يعتبر طارق عزيز واحدا من أبرز وجوهها على المستوى العربي، فالرجل بصرف النظر عن كل شيء كان يمثل واجهة سياسية و إعلامية لنظام البعث العراقي و كان معروفا على المستوى القومي بدءا من أقاصي المغرب و حيث نسج علاقات مهمة للغاية مع الأحزاب الوطنية و اليسارية المغربية كجماعة الإتحاد الإشتراكي و جماعة محمد آيت يدر و مع السلطة المخزنية المغربية في نفس الوقت و كان تصريحه الشهير و نظرته للإعلام من خلال مقارنته بين قيمة و سعر دبابة و تمويل الإعلام المؤيد و المساند يمثل النظام الأساسي و التوجه الستراتيجي لنظام البعث العراقي الراحل، فكان طارق عزيز من كبار المانحين للكثير من وسائل الإعلام العربية التي رسمت وجها باسما و مشرقا للنظام العراقي لدى الشعوب العربية، كما كان المتحدث الرسمي و الدائم بإسم النظام العراقي لوسائل الإعلام و محطات التلفزة الدولية و خصوصا الفرنسية و الأميركية و خلال سنوات الحرب العراقية / الإيرانية إستطاع أن يدافع عن ملفات نظامه و أن يرسم خيوط ستراتيجية مهمة لتشكيل علاقات عمل حقيقية مع إدارة الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان في أوج سنوات إندلاع الحرب العراقية / الإيرانية بل دخل البيت الأبيض في عام 1988 و أتذكر أنه عندما قصفت الطائرات الحربية العراقية المدمرة الأميركية ستارك في شمال الخليج العربي و قتلت أكثر من 37 عسكريا أمريكيا لم تمتعض الإدارة الأميركية بل جاء الإعتذار من طارق عزيز بقولته المشهورة:
It was mistake!!!
و إنتهى الأمر عند ذلك الحد و ذهب الجنود الأمريكان ضحية لخطأ عسكري عراقي ربما كان مقصودا أم لا المهم أنه حدث، لذلك فإن طارق عزيز في مهامه الدبلوماسية العديدة و التي بلغت الذروة مع قضية غزو دولة الكويت و جولاته الدبلوماسية الماراثونية و التي كات أشهرها لقاء الفرصة الأخيرة في جنيف في التاسع من يناير عام 1991 أي قبل أيام من حرب تحرير الكويت وهبوب عاصفة الصحراء و المباحثات الواسعة و العويصة مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر كان منت الإنشغال بحيث يصعب التصور أنه يحمل هموم و ملفات أمنية داخلية لا علاقة له بها و بمفرداتها من قريب أو بعيد خصوصا و أن ذلك الملف كان من إختصاص الحلقة الداخلية المحيطة بصدام حسين وهم من العائلة أو أقرب المقربين و ليس من ضمنهم عزيز بالطبع الذي إصطفاه صدام حسين شخصيا و فضله على الكثير من قدامى البعثيين و بالضد تماما من إرادة الرئيس العراقي السابق أحمد حسن البكر الذي لم يكن يخفي عدم إرتياحه بل كراهيته لطارق عزيز لأسباب عديدة بعضها خاص و عائلي جدا لا نرى من المناسب توضيحه في هذا المقال العابر، و لكن كانت لصدام حسين حساباته الخاصة في إختيار معاونيه، و طارق عزيز رغما عن كل شيء هو أحد أبناء مؤسسة حزب البعث و لعب دور في الصراع على السلطة بعد الإنقلاب على اللواء عبد الكريم قاسم عام 1963 و كان شاهدا على الإنشقاق الكبير الذي أطاح بسلطة الحزب في خريف ذلك العام لصالح مجموعة الضباط القوميين بقيادة المرحوم الرئيس عبد السلام عارف الذي كان يتهكم على طارق عزيز و يصفه ب ( نزاح المراحيض )!!، كما أن طارق عزيز أعتقل في سجن الحلبوني الحزبي في دمشق عام 1966 بعد هروب قريبه الضابط العراقي الطيار منير روفا لإسرائيل و تسليمه طائرة ميغ روسية للإسرائيليين!! ثم أطلق سراحه بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 ليعود للعراق و ليدخل السلطة بعد هيمنة صدام عليها و تسلله لمساربها عام 1969 و بعد أن تم إبعاد العديد من القياديين البارزين في حزب البعث ومن بين جميع المسؤوليات الحزبية و الإعلامية و الدبلوماسية التي تقلدها طارق عزيز لم تكن من بينها أي مسؤولية أمنية و لم يعرف عنه أي دور في أقبية التعذيب السرية كما هو حال العديد من الرفاق السابقين و أبرزهم محمد سعيد الصحاف الذي لعب دورا إجراميا كبيرا في جريمة أعدام العديد من السياسيين و المعارضين العراقيين في قصر النهاية في يناير / كانون الثاني عام 1970 وهي الجريمة المنسية التي لم يسأل لا الأمريكان و لا النظام العراقي الذي جاء بعد إنهيار النظام السابق الصحاف عنها أبدا بل أنه يعيش اليوم لاجئا و سعيدا على ضفاف الخليج العربي الساحر بعد أن أفلت من جرائمه التاريخية الشنيعة!! ومحاكمة طارق عزيز على مسؤولية النظام الصدامي عن إعدام التجار العراقيين يمكن إعتبارها مهزلة حقيقية لأن عزيز يملك معلومات غاية في الأهمية عن شبكة العلاقات الدولية والعربية للنظام السابق لم يقدر لها أن تظهر للعلن بينما يحاكم ببلاهة عن تهمة يستطيع نفيها بسهولة رغم مسؤوليته كعضو قيادي في مجلس قيادة الثورة السابق وهي مسؤولية إعتبارية تشمل الجميع و لا تختص به وحده فمسؤوليته الحقيقية تتمحور حول العلاقات الوثيقة التي كانت تربط العديد من الدوائر في الغرب بالنظام العراقي وحيث تخلت عنه تلك الدوائر بعد أن إستغلته لأبعد الحدود، فلعبة الأمم لا تعرف الرحمة أبدا.. المحاكمات الحالية بائسة ككل شيء بائس في عراق الفشل العظيم، فلا شيء لخدمة الحقيقة و التاريخ أبدا بل أن كل الجهود مكرسة للإستعراضات الفارغة.
داود البصري
التعليقات
طارق عزيز
wijdan Malik -الاخ داود البصريمقالك منطقي جداً واظهرت الحقيقة كما هي عن السيد طارق عزيز وفعلاً ايام عبدالسلام عارف كان المسيحي غير محترم وهجرة المسيحيين بدأت في عهده مع العلم ان عزيز علماني حتى العظم ولا يعرف التفرقة في موضوع الدين وصحيح ان السيد عزيز كان في النظام السابق ولكن لم نسمع انه قتل او او.. وكل واحد في الحكم الان يريد ان يراه ميتاً مثلاً الحكيم سرق بيت عزيز وطبعاً عزيز اذا خرج بريئاً سيطالب ببيته والمالكي من حزب الدعوة هو الذي اراد قتل عزيز في المستنصرية وبقية المجوس الموجودين في الحكم مع الاسف همهم قتل كل شيء اسمه بعثي وشريف .مع الشكر انت تكلمت من قلبك العراقي وليس الديني وهذا شرف لك . مع التقدير.
تصحيح
ziad -الاستاذ البصري ..تحية ....للتاريخ ان والدي لم يعتقل في سجن الحلبوني انما اعتقل في سجن القلعة لفترة قصيرة ومن ثم نقل الى سجن تدمر في الشهر الرابع من عام 1966 وولدت انا في العراق في العام 1966 واول مرة التقى بي كانت في سجن تدمر ..ان الشخص الذي هرب بالطائرة العراقية ليس هناك صلة قربى لا من بعيد ولا من قريب ولكن الجميع يقع في نفس المغالطة لا اعرف ان كانت مقصودة كونه كان مسيحيا ويحاول البعض لصق تهمة الخيانة بهم او لسبب اجهله انا لانه دائما عندما يذكر والدي بأنصاف تذكر هذه الحادثة التي اصبحت طبيعية الان مع الذين يديرون العراق الجديد.. لا اريد التعليق على الصفة البذية المذكورة من قبل عبد السلام عارف لانها لاتستحق الرد ..
أهي لغه جديده أم ..
فادي أنس -الكاتب داود البصري المحترم, أود بصدق أن أعرف سر اللغه الجديده في كتاباتكم. هل وصلتم الى الجقيقه التي نراها كالشمس وهي أن ماحصل بعد 2003 لم يكن لتغيير الواقع المر الذي عاشه ويعيشه أهلكم العراقيون منذ زمن بعيد؟ بل أن ماحصل من تغيير كان لأجل تدمير العراق وتجزئته وتمكين أسرائيل وأيران من كسر شوكة العراق التي ظلت عالقه في حلقيهما ردحا من الزمن؟...شكرا لأيلاف
احسن سياسي عراقي
حمدان -انا ايضا اعتقد كلما جاء في هذا المقال صحيح. ان طارق عزيز ليس فقط برئ بل هو كنز من العلم والمعلومات في الحكم والسياسة الدولية التي كان يجب الاستفادة منها من قبل اللصوص والحرامية الحاليين اللذين نصبهم الامريكان حكامنا علينا مع الاسف الشديد.
طارق عزيز
محمد خلف الدليمي -الاستاذ داوود ، لقد شاهدنا طارق عزيز على شاشات التلفزة اثناء شهادته في محاكمات الانفال ، والتي لم تكن متصلة من بعيد او قريب بجرائم الانفال ،والتي حقيقة ضربت مصداقيته-اذا كانت له مصداقية اصلا- فقد ادعى ان الايرانيين هم الذين ضربوا القرى الكردية بالسلاح الكيمياوي ، وان النظام لم يكن يملك تلك الاسلحة وهذه كذبة مفضوحة جدا ، وكان الاجدر به عدم الخوض في هذا الموضوع لان كل العراقيين الذين عاشوا الاحداث يعلمون ماذا حدث وكيف تم قتل الاكراد بدم بارد وبكل الاسلحة ، وصلت دفنهم احياء في القبور الجماعية ، سيدي العزيز تفاصيل القتل ليس موضوعنا ولكن الحقيقة تقال بان طارق عزيز كان عضوا في مجلس قيادة الثورة وانه يتحمل تبعات قراراتها ، لانه لم يكلف نفسه اثناء شهادته ان يعتذر او يدفع بنفسه انه كان خائفا ذليلا وانه كان يخاف جبروت صدام بالعكس فقد دافع عن الجريمة وبرر لها، وفي جرائم الابادة الجماعية و جراءم الحرب وجرائم ضد الانسانية الذي يؤخذ به ان الشريك يتحمل العقوبة وان المشارك ومنفذ والمحرض ، والمكذب للجريمة او المبرر لها ( وهي المرحلة الاخيرة من مراحل ارتكاب جريمة الابادة الجماعية ) لا تلغي عن المحرض او المشارك (في حالةطارق عزيز كان عضوا في المجلس الذي قرر ابادة الكرد) او قتل التجار ( قتل مجموعة او جزء من مجموعة) حسب تعريف الجينوسايد فهو شريك ويتحمل تبعات كونه عضوا في المجموعة التي خططت وحرضت ونفذت القتل ، مع بالغ شكري لايلاف.
سيده المجرم
رعد الحافظ -بغض النظر عن ما اذا كان طارق عزيز قد قتل بيديه وهذا مستبعد او شارك في اصدار احكام اعدام على تجار كبار بامر من سيده وهذا محتمل جدا..اقول انه يجب ان يقدم للمحاكمة العادلة..لان صدام نفسه كان له سياسة معروفة لكل العراقيين وهي ان يلطخ ايدي كل من يعمل معه اوتحت امرته بالدماء حتى يغرقهم في القذارةفلا يجرؤن مستقبلا على مخالفته.
السرسريه !!!!!!!!!!!
ابن العراق المهجر -لم اقرأ ما كتبت يا استاذ داود ولكن كتابتك على التيار الصدري والمظلومين والمحرومين من اتباعه ووصفك لهم بالسرسريه وانت لا تعلم واقع حالهم ايام النظام السابق وايام الاحتلال.جعلني مغتاض منك كثيرا فالواجب علينا ان ننصف الحق والحقيقة وان نقول للمحتل واعوانه كفاكم قتل للعراقيين تحت اي حجة او مبرر وماذا فعلتم لهؤلاء المحرومين والمظلومين قبل ان تعدوا العدة لقتالهم بالصواريخ والقنابل والقناص.علما يا استاذ انا ليس منهم ولم انتمي الى اية جهة لانني لا ارى في العراق اتجاه صحيح يمكن ان اتبعه.ولا انكر افعالهم ولكن من لم تكن له جرائم او اخطاء.فعليك الاعتذار لترضي ضميرك
احد رموز
محمد تالاتي -لم يكن المسؤولون الكبار ،وطارق عزيز أبرزهم، في نظام الطاغية الراحل موجودين في مناصبهم نتيجة امكانياتهم الذاتية،وانما لولائهم المطلق للطاغية قبل اي شيء آخر، وكانوا يعملون لارضاءسيدهم الطاغية،ولم يكن يهمهم مثل عليا في وظائفهم التي كانت تخدم سياسة النظام البعثي،ولم يكن غريبا عليهم ارتكاب اي جريمة يراها خدمة لسيده المطلق، وقد رأى العالم هذا الرجل في المحكمة حين ادلى بشهادته في جريمة الدجيل وقد دافع عن جرائم الطاغية،وهؤلاء المسؤولون الكبار كانوا الحلقة التي تمسك دفة دولة الطاغية وتشترك في تصربف اعمالها الاجرامية.كان وزير الاعلام(الصحاف) وجه النظام الثقافي والاعلامي البارز البعيد بحكم ظاهريا عن جرائم التعذيب وسفك الدماء،مع ذلك كان اشترك في جرائم اعدام خصوم النظام في قصر النهاية، كما يقول الكاتب،فلماذا يستبعد احد ابرز وجوه نظام من احتمال اشتراكه في جرائم مماثلة؟
تأكيد !!!
محمد الهاشمي -جاء في الرد ماقبل الأخير ل رعد الحاقظ : (صدام نفسه كان له سياسة معروفة لكل العراقيين وهي ان يلطخ ايدي كل من يعمل معه اوتحت امرته بالدماء حتى يغرقهم في القذارة فلا يجرؤن مستقبلا على مخالفته.) ...وللتأكيد على صحة هذا القول انه كان صدام يكرر قوله عليهم باستمرار : ولكم لو آني أروح ... تصيرون مثل ) ... وصدق قوله ... الواقع أثبت بأنهم ......اختاروا الحفر
زمار صدام
سورى قرفان -طارق عزيز من مجرمى نظام صدام وكان من صناع القرار فى جميع حروب صدام ومن الممكن انه عميل امريكى الان . يجب محاكمته ومعاقبته كونه كان من الذين ساعدوا صدام على الاستمرار فى الحكم.
الرجل الوطني
عمرالعزي -حقا ان السيد طارق رجل دوله وطني اصيل خدم وطنه بما املاه عليه الضمير الحي وظل مخلصا وفيا لقائده ووطنه حتى وهو في اسره وما محاكمة اليوم الا هي من مهازل التاريخ والسخريه السياسيه التي اتى بها المحتل واعوانه سيذكرها عليهم بالخزي والعار ياحسافه على القدر الذي جعل صاحب الدبلوما سيه والفكر النير خلف القضبان مع هذا هي تزكيه لتاريخ الرجل بالوطنيه المشرفه فك الله اسرك وخلصك واخوانك من جحيم الانتقام ياابا زياد البطل.
الى رقم 8
سمر -ومن هم القتلة بعد سقوط صدام؟ارجو ان تذكر اسمائهم الثلاثية لانهم يعدون على اصابع اليد مع الشكر.