أصداء

العربيزية بدون معلم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كنت أتحدث مع بروفيسورة لغة عربية وكانت تلعن ظاهرة (العربيزي )التي انتشرت بين الشباب،وهي الكلمة التي نحتت من كلمتي عربي وانجليزي لتعبرعن هذه اللغة الجديدة التي انتشرت سريعا.

كانت البروفيسورة تنعي اللغة العربية وعن ضرورة تبني جميع الغيارى قضية محاربة هذه اللغة المسخ،لكنها لم تسأل نفسها ما الذي وراء هذه اللغة وكيف نشأت؟

اللغة التي تتحدث عنها البروفيسورة هي باختصار:كتابة اللغة العربية بحروف لاتينية،وبما أن لغتنا الجميلة هي لغة الضاد والصاد والحاء والخاء والطاء والعين وغيرها من الحروف التي ليس لديها ما يشبهها في الحروف اللاتينية،فقد تم ترقيع هذا الخلل عبر الاستعانة بالأرقام الانجليزية ليعبر رقم اثنين عن الهمزة ورقم ثلاثة عن حرف العين والسبعة عن حرف الحاء والسبعة مع فاصلة عن الخاء والثمانية عن القاف والتسعة عن الطاء هكذا.

ولأن معظم التواصل أصبح بين الناس عبر رسائل الجوال والماسنجر وحل محل الحوار والتواصل الحي والحقيقي فكان لا بد من ادخال لغة الجسد للتوضيح أكثر، فتمت الاستعانة بالوجوه المعبرة حتى يعرف المتلقي ما هي حالتك المزاجية،هل أن تمزح أم غضبان فعلا أم مندهش؟ليحل هذا الولد الأصفر محل وجهك الحقيقي وتعبيراته!!؟.

لغة جديدة تخلق نفسها بنفسها حسب الحاجة،ابني اذا أردت (خلعه )من الماسنجر يقول لي:"لحظة ماما بس أكتب
g to g
وهي اختصار ل
got to go
ومرة قال لي اخترعنا أنا وصديقي مختصرا آخر
wayd
وهو يعني
what are you doing?

هكذا تنمو اللغة الجديدة وتضاف اليها المصطلحات وتتطورغير آبهة بلعن اللاعنين، الكل يضيف لها حسب ابتكاره وحاجته دون الحاجة الى دراسة قواعد أو نحو أو اعراب أو العودة الى مجمع لغة أو غيره

أساس هذه اللغة بدأ عندما ظهرت الأجهزة والجوالات ولم تكن تحوي لوحة مفاتيح عربية لأننا -كالعادة- نستورد الحضارة ولا نصنعها فكان التغلب على هذه المشكلة عبر الكتابة باللغة العربية ولكن بحروف لاتينية وأرقام ووجوه وعبارت وكلمات مختصرة

في تصوري أن الخوف على اللغة العربية مبالغ فيه فهي محفوظة بحفظ القرآن الكريم،والمهم هو ما يقال بهذه اللغة فرسائل بن لادن والظواهري تكتب بلغة عربية فصيحة وسليمة تشكيلا واعرابا، لكنها تبث ما تبثه من فتن وسموم في حين هذه اللغة التي تؤرق البروفيسورة ساهمت في تواصل وحواروعلاقات انسانية.

باختصار:محاربة هذه اللغة الجديدة لن يجدي والأفضل لنا بدلا من محاربتها هو أن:
nata3allamha!!

ريم الصالح

reemalsaleh.blogspot.com

thepuzzle4@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لغتنا الجميلة
رعد الحافظ -

انا اتفهم يا سيدتي انزعاج البروفيسورة صديقتك على حال اللغة العربية..وبالنسبة للكثيرين تعتبر اللغة العربية اجمل ما عندهم فلا تاريخنا ولا افعالنا بجمال لغتناوغناها..هذا ليس تحيزا مني فقد ايقنت ذلك بعد تعلمي للانكليزية والسويدية.فالمرء يشعر بغنى مفردات وجمالية العربية..لكن من جهة اخرى لو كانت ظاهرة العربيزية كما اسميتها مفيدة وعملية فهي ستجد طريقها الى الانتشار شئنا ام ابينا حتى لو شعر رجل مثلي بثقل دمها وسخافتها..لاتخشي ان يحاربها احد فالحياة تتسع لكل الاشكال والانواع..

أمحق جيل
علي -

يا أخ رعد عبد الحافظ.. وهل أن تلك البروفيسورة وحدها هي المنزعجة ؟ إن كل من له أدنى غيرة على لغته وثقافته يجب أن ينزعج. أما قولك بأنها إذا كانت مفيدة فإنها ستفرض نفسها وتنتشر، فهل كانت الظواهر الأخرى التي انتشرت مفيدة أيضاً!!؟ لا أريد أن اسمّي تلك لظواهر ..... هذا الجيل يعيش حالة غريبة من التناقض إذ تراهم يدعون للجهاد ضد الأمريكان الغزاة الكفرة بينما يتسمّر أحدهم أمام الكمبيوتر لساعات متصفحاً المواقع الإباحية الأمريكية، ونراهم يدّعون الثقافة وحب الثقافة والدين وحب التدين، بينما ((ما خفي كان أعظم)) خلونا ساكتين.. أمحق جيل