أصداء

حزب الله: مليشيا أم كيان سياسي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحداث الدامية التي تلت بيان السيِّد نصر الله، أثبتت أنَّ "حزب الله" قد قرَّر القيام بما يثبت به قدرته على إحداث انقلاب على الحالة السياسيَّة اللبنانيَّة الراهنة التي امتدَّت لسنوات في ظلِّ ظروف حرب أهليَّة، وكانت إطلالتها في "الخميس الدامي".

اقرأ ايضا:
نبيل شرف الدين: لبنان.. حين يصبح الانقلاب حلاً

جواد موسى الأنصاري: حزب الله أول ضحايا "انتصاره" في بيروت

لقد أحدثت الهجمة السريعة لمليشيات "حزب الله" على العديد من مراكز السياسيِّين المنتمين إلى فريق الموالاة، وعلى وسائل الاعلام التابعة لهذا الفريق كذلك، وتهديد محطَّاته التلفزيونيَّة، وإحراق مكاتب تلفزبون "المستقبل" وصحيفته، حالة من الهلع والرعب، وأعادت إلى الأذهان صورًا اعتقدنا أنَّها صارت جزءًا من الماضي. وأثبتت كذلك أنَّ "حزب الله" لا يمكن أن يزعم بعد الآن إحجامه عن استخدام سلاحه في وجه أبناء الوطن الواحد. وقد برهن حسن نصر الله أنَّه أنهى مرحلة تحوُّله من قائد مقاومة إلى زعيم مليشيا. وما بيانه الحربي الأخير ومفرداته إلاَّ دليل على أنَّ ليس لبنان مصدر قوَّته، وإنَّما مدينة "قُم" وسيُّدها.
أظهر "السيد حسن" الانقلابي براعة في استخدام مفردات التهديد والتحقير لكلٍّ مَن لا يدين له بالولاء والطاعة. واحد سارق وكذَّاب وقاتل! وآخر عميل وخائن، لا يحبُّ لبنان ولا يدين له بالولاء! اللهمَّ إلاَّ مَن تمنحه "قُم" صكوك الولاء وشهادة البراءة! لكن "السيِّد حسن" لم يحدِّثنا من أين تأتيه الأموال التي ينفقها على مؤسَّساته ومليشياته! ولم يطلعنا سماحته كيف تمَّ تدريب أفراد مليشياته التي تكاثرت ونمت وازدهرت، وصارت غولاً يخنق كلَّ مَن يعارض "قم" أو "وكيلها الشرعي" في لبنان.
حقًا، لقد نجح "السيِّد حسن" في الإطباق على بيروت الغربيَّة، واستطاع إثبات جبروت قوَّاته التي أصمَّ مسامعنا في الحديث عن توجيه سلاحها إلى العدو الصهيوني! وكم كان يحلو لـ "السيِّد حسن" أن يتباهى بأن سلاح حزبه هو الأشرف! وها هو يتحوَّل في غمضة عين إلى سيف مصلت على الإخوة شركاء الوطن.
لم يكن من الممكن أن تخطأ الأذن المعاني التي أراد "السيِّد حسن" إيصالها إلى مستمعيه. فقد كان واضحًا في رسالته بأنَّه قادر على إحداث انقلاب حين يشاء، ومتى ترغب "قم" في ذلك. وأثبت بعد دقائق من انتهاء القاء "البيان الأوَّل" أنَّه يعلم بأن لا أحدًا من العرب قادر على كبح جماحه! فهو يعتمد على قوَّة لا يهمُّها إحراق لبنان أو أيٍّ بلد عربي آخر في سبيل الوصول إلى تسوية نوويَّة. و"السيِّد حسن" لا يملك حقَّ الاعتراض على أغراض وأهداف لا علاقة لها بوطنه وأمَّته العربيَّة.
الأفعال التي مارستها مليشيات "السيِّد حسن"، كانت ردًّا على اتِّهاماته لمخالفيه بأنَّهم "عصابات". فإذا كان الأمر كذلك! فبما يمكن أن يصف به ما فعله رجاله! إغلاق الشوارع، وإحراق الممتلكات واستعراض العضلات، أليس ذلك فعل عصابات؟
ما يجري في بيروت الآن، هو إعلان حرب كان قد بشَّرنا به "السيِّد حسن" مرارًا سابقًا. فماذا بعد؟ هل يتصوَّر "سماحته" أنَّ بإمكانه إلغاء الآخرين؟ وهل يمكن لكلماته المموَّهة التي لخَّصها بأنَّه شخصيًّا لا يودُّ المشاركة في الحكم أن تخفي حقيقة ما سعى له؟ وهل إبداء زهد الناسك عن الرغبة في السعي إلى السلطة كافية ليضلِّل بها اللبنانيٍّن؟ فماذا يريد إذًا؟ هل يريد شبكة اتَّصالات فقط! وعودة الحكومة عن قرار تغيير أحد موظَّفيها! هل على بيروت أن تدفع ثمنًا باهظًا ربَّما لا يُدرك منتهاه لقاء الإبقاء على ضابط في موقعه؟ يخبرنا "السيِّد حسن" أنَّ الحكومة حاولت مقايضته على إخلاء وسط بيروت مقابل التغاضي عن شبكته السلكيَّة! ماذا لو كان "السيِّد حسن" قد وافق على هذا العرض الذي نفاه بعض أقطاب الحكومة؟ أليس ذلك برهانًا على أنَّ الطلب ليس أمريكيًّا أو أسرائيليَّا! ثمَّ ماذا عن نزاهة الجيش اللبناني التي كرَّرها في بيانه العسكري! أليس من المحتمل أن يكون من بين أفراده من يستطيع القيام بهذه المهمة!
إنَّني أزعم أنَّ إصرار "السيِّد حسن" على الدفاع عن هذا الموظف، أو غيره من الذين يؤِّيدون "حزب الله"، يثير شبهات كثيرة حول أهميَّة "الموظِّف"، وما يفعله في ذلك الموقع!
لقد ارتكب "السيِّد حسن" أخطاء جسيمة في حقِّ بلاده، وحقِّ العرب، وأثار بوادر فتنة، يدَّعي حرصه على تفاديها. وندرك أن "السيِّد حسن" محكوم بأوضاع إقليميَّة لا يستطيع إلاَّ الخضوع لوقائعها التي هو خارج سياقها، وليس بمقدوره تغيير مجرياتها إلاَّ بما تمليه قُم! ذلك هو الواقع الذي حاول الكثيرون تجاهله، ودفعتهم العاطفة إلى تبنِّي مواقفه تحت أوهام المقاومة التي برهنت الأحداث أنَّها رهينة بيد قوى غير عربيَّة.

احتلال بيروت بتلك التمثيليَّة المسرحيَّة، ستعيد حسابات الذين سلَّموا السلاح للجيش في الماضي قسرًا أو طوعًا.
ما يواجهه لبنان الآن، هو الوقوع أسيرًا لقوى ليس لبنان من أولويَّاتها. وستكون الحرب الأهليَّة نتيجة حتميَّة لها تُفرض على الشعب اللبناني الذي لا خيار له بها.

سياسي يمني

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انه الحقد
لبناني سني -

لماذا مزق المنتصرون صور شهيد الغدر رفيق الحريري طالما ان اسرائيل هي التي قتلته و رفعوا مكانها صور بشار االاسد؟ انه الحقد الاعمى.

بان المرج
خوليو -

لقد ذاب الثلج وبان المرج، فهل وضحت الصورة أمام المخدوعين بحزب الله والشيخ حسن ؟ (المقاومة سابقاً) ، أين هي المليشيات المسلحة لتيار المستقبل ؟ أعتقد أن بداية النهاية لهذا قد بدأت وأن الشعب اللبناني الحر ومعه كل شعوب العالم سيستخدمون المكنسة بدل الكلاشنكوف .

غريب
العنيد -

غريب كلام كاتبنا حزب الله عميل وغير لبناني ومن ساعد اسرائيل واستقبل شارون ومن طالب بتفخيخ سيارة بدمشق لبناني .السيد حسن لم يطلب سحب القرارات وينتهي كل شئ الم يقتل عناصره وسب هو وحلفائه وغدر به ولم يتكلم وقال نحن ابناء وطن واحدوبين اليوم انه رجل حكيم بصبره حوالي عامين ولم يستعمل قوته الا بعد ان اجبر اما قاتل او مقتول.لماذا لم تلغي الحكومة قراريها لماذا اتصل العرب وطلبو البقاء على القرارات استفيقوا ويكفي تضليل .اين الاكثرية بلبنان او برا لبنان.

وجهان لعملة عدوة..
حسام -

كان خوفي وتخوفي دائما من حركة امل التي تضم كل العناصر الشيعية الخائنة التي كانت تعمل مع جيش لحد الاسرائيلي في الجنوب اللبناني، وقد ضمهم رئيس المجلس غير النبيل بري الى حركته وحماهم، وهم الذين هاجموا منطقة البسطة الشهيرة برجالها العرب الاحرار ونزعوا صورة الشهيد الرئيس الحبيب رفيق الحريري، وهم الذين يقومون باعمال الشغب والقتل لصالح اسرائيل... ولكن، للأسف، فانني اليوم مضطر ان اضيف الحزب الذي يغتصب اسم الله الى لائحة الاعداء، بوجهمم الفارسي. نبيه بري ورجاله اعداء بوجههم الاسرائيلي العميل. وحزب الله تحول الى عدو بوجهه الفارسي .

حزب الشر
رعد الحافظ -

اعتقد انه بات من الخطاء الكبير بل يقترب ذلك من الكفر ان نسمي العصابات باسم حزب الله..انا ادعو اخواني الكتاب والمعلقين باطلاق اسم حزب الشر او حزب ...عليه كي يصبح اسم على مسمى..فالقتل باسم الله اجرم كثيرا واقبح من اي شيء اخر..صحيح ان التسمية ليست بذات اهمية لكن استغلال لفظ الجلالة بامور ...اسوء من اي شيء.ونفس الشيء ينطبق على تسميات جيش محمد وجيش عمر وجيش الاسلام وجيش المهدي..يا اخوان لقد شوهوا ديننا اكثر مما ينبغي..

حقيقة الحزب قالها
بروكسي -

لقد انكشفت اللعبة بعد هذه الاحداث واتضح جليا ان سلاح حزب الله هو سلاح طائفي بمعنى الكلمة - والا كيف يهان ابناء بيروت من قبل عناصر الحزب وكيف يقتلون على الطرقات وتحرق املاكهم وتستباح حماهم ويؤسرون وكإنهم اعداء في حرب طاحنه - كيف تعرض صورهم بتلك الطريقة الاستفزازية التي تمعن في الاهانه بوسائل اعلام طائفيه بحته - كيف تحرق وسائل اعلام محددة وكيف تداس صورة لرئيس اعطى لنان اكثر من غيره - ماذا قدم حزب الله للبنان سوى الحروب والدمار من الذي يحمي اسرائيل حقيقة من ابناء الطائفة السنية من لبنان اليس الحزب - لقد تزعم هذا الحزب زادعى انه مقاوم والحقيقة ان تخلي اسرائيل عن المزارع هي استراتيجية معروفه ابعادها ولنرجع الى اعترافات الامين العام والمقال لحزب الله بأن الحزب حامي البوابه الاسرائيلية من الجهاديين السنه سواؤ من المخيمات الفلسطينية او اللبنانيين الشرفاء وليس غيرهم.

سطو طائفي مسلح
محمد تالاتي -

لقد اثبت حزب الله على قوته العسكرية التي استطاع عن طريقها احتلال بيروت الغربية واسكات صوت معارضيه بقوة السلاح بتدمبر وسائل اعلام تيار المستقبل بحقد مكشوف ، مثل اي طاغية لايسمح باية معارضة .وظهر ايضا مدى ارتباط العصابة بايران التي سارعت الى تأييدها مع النظام السوري المرتبط بسياسة ايران الشيعية الفارسية،في الوقت الذي لم يسطتع الحكام العرب على التحرك المطلوب والوقوف في وجه الطغيان الشيعي الفارسي الذي يحمل لواءه السيد وعصابته الذي انتفخ وتورم في مؤتمره الصحفي مستعرضا قوته الشريفة وتهديداته ضد سكان بيروت الغربية من الطائفة السنية غير المسلحة .ربما يحتفل الآن السيد وعصابته التي سطت على شوارع بيروت ،مثل سطو عصابة اجرامية على بنك،بتحقيق نصره الالهي الثاني على بيروت الغربية،وترفع تكابير نصره في قم ،لكنه نصر مؤقت وتكابير زائفة، لقد كشف الشيخ حسن عن وجهه الحقيقي ،الطائفي الفارسي، وبانت عوراته،بذلك انتهى خداعه وتضليله بان عصابته المسلحة هي فصيل مقاوم،وبالفعل هي اقوى عصابة مسلحة في لبنان تواجه مصيرها المحتوم .