أصداء

فيرتزلهم و فيرتزلاتنا!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جوزيف فيرتزل، الاشهر من نار على علم حاليا و المتصدر لواجهات مختلف صحف و مجلات العالم عموما و اوربا خصوصا، أصاب القارة العجوز بصدمة غير عادية ليس بالامکان أبدا نسيان إنعکاساتها و تداعياتها. و لا يزال هناك الکثيرون من الذين مازالوا لا يکادوا يستوعبوا الحادثة أو يفهموا کل جوانبها، إنها أشبه بقصة أغرب من الخيال أو حدث فوق مستوى العقل الانساني کما شبهه البعض من الالمان الذين علقوا على هذه المأساة الفظيعة.


فيرتزل، مجرم و مدان بکل المقاييس و الاعراف و القوانين و الاديان، وليس هناك إنسان "سوي" واحد يقف الى جانب هدا المسخ و ينبري للدفاع عنه، و ما فعله الاعلام الاوربي بهذا الرجل قد طير صوابه و طفق يطلب عبر محاميه أن يکف عنه ذلك الاعلام و أن لا يهول الامر، لکن حرية الصحافة و الرأي المکفولة في اوربا تعطي الحق برجم هذا الرجل بکل مافي الجعبة الانسانية من مفردات قاسية و نابية، رغم ان الاعلام هنا في اوربا يسلك سبلا تجنح الى الموضوعية و العقلانية وهي بإنحيازها العقلاني المفرط الى جانب المظلوم، فإنها تقوم بإتخاد موقف عقلاني ضد الظالم أيضا وبينهما تحاول مد خيوط الحقيقة و کشفها أمام القراء، وقد تکون بضعة إطلاقات أو طعنة سکين أو رمية من علو شاهق، أرحم بحال فيرتزل من الذي يجري بحقه الان، إذ أن الاوربيين يمتلکون أحاسيس و مشاعر خاصة تجعلهم حساسين جدا في مواجهة العديد من الحالات الاجتماعية و النفسية، ومن هذا المنطلق فإن هذا الرجل يعاني الان من وضع نفسي صعب جدا سيما وهو مطارد من قبل هذا الاعلام"العملاق" ولو تيسرت له السبل لما توانى هذا الرجل للحظة واحدة و أنهى حياته.


فيرتزل النمسا، أو بتعبير آخر، فيرتزل الغرب، ليس بالامکان سحبه على اوربا او النمسا کلها، إنها حالة، وأية حالة، حالة شاذة فريدة من نوعها وقد صارت بمثابة درس بليغ لکل بنات اوربا القاصرات مثلما صار ناقوسا لکل الآباء الغربيين. لکن، ماذا لو تحدثنا عن فيرتزلاتنا؟ إذ نحن أيضا نملك هکذا"وحوش"لکن بجيفة و نتانة قد تکون أتعس أما کيف فدعونا نبدأ: قبل بضعة أيام، إعتقلت السلطات المغربية في الدار البيضاء معلما متهم بالاعتداء جنسيا على ثماني تلميذات قاصرات من بينهن إبنته. وقصة هذا الفيرتزل المغربي لا تنتهي عند هذا الحد، إذ إعترفت إبنته بأنها قد تعرضت لإعتداء جنسي من قبل والدها الذي يعتدي على تلميذات أخريات و أيضا على تلاميذ ذکور!!! والمشکلة کما کشفت عنها صحيفة"الصباحية"المغربية إتخذت أبعادا أخرى حين توافد ذوي التلاميذ الآخرين على عيادات الاطباء و المستشفيات لفحص أطفالهم و التأکد من عدم تعرضهم لإعتداء من جانب هذا"المسخ"الشرقي الذي هو متزوج و أب لثلاثة أطفال و زوجته معلمة معه في نفس المدرسة!


أما في الجمهورية الاسلامية الايرانية، العدو اللدود للغرب و المقارعة الاولى للحضارة الغربية في مختلف المجالات، فإن التقارير الصحفية الموثوقة لعامين سابقين، قد ذکرت بإن هناك بضعة آلاف من ملفات الآباء المعتدين على بناتهم أمام المحاکم، لکن الانکى هو ما تذکره الصحافة الايرانية في داخل إيران عن حالات إعتداء جنسية غريبة تقع من جانب الآباء بحق بناتهم و تروي قصصا يقشعر لها الابدان سيما عندما تسلط الاضواء على أولئك الرجال المدمنين على المواد المخدرة و عددهم حاليا بفضل البرنامج النووي الايراني قد تجاوز الاحد عشر مليون مدمن، هؤلاء الرجال لا يکتفون فقط بالاعتداء على بناتهم جنسيا، وإنما يجبروهن على ممارسة الدعارة من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المادة المخدرة وحتى ان العديد من هؤلاء قد عودوا بناتهم وفي مرحلة لم تکد تتجاوز الطفولة على الادمان على المواد المخدرة الواقع المزري في إيران سيما في جنوب طهران يروي قصصا مأساوية فظيعة عن رجال لم يعد للإحساس الانساني من وجود في أعماقهم والصورة هنا تجسد لوحات في منتهى المأساوية و حتى قد يعجز الانسان عن وصفها.
فيرتزل النمسا کان"کما ذکرنا"حالة فريدة شاذة، أما تلك الحالات التي تتکرر في بلدان الشرق و في کل مرة تصعق المجتمع، فإنها ليست بحالات شاذة بل و حتى إنها تکاد تصبح حالات عادية لکثرة تکرارها.


هناك مثل الماني يقول صعقة مع نهاية لها، أفضل من صعقة بلا نهاية، فيرتزل کان بمثابة صعقة قوية لجميع بلدان اوربا، لکنها کانت بنهاية، أما في شرقنا فإن صعقاتنا ليس في هذا المجال"الحساس"فقط وإنما في کل المجالات، ليست بلا نهاية!

نزار جاف

nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المفقود
رعد الحافظ -

في حالة المسخ النمساوي فيرتزل هناك شيء لم اجد له جواب بعد قراءتي للصحف السويدية التي نشرت الخبر وحتى الصحف الاخرى وذلك هو..اين دور الام ؟لماذا سكتت عن ذلك ولم تمنعه اوتبلغ عنه حتى لو ادى ذلك الى موتها.ثم نفس الضحية.هل فعلا خلال ربع قرن لم تستطع الافلات مرة او الهروب او حتى الدفاع عن نفسها ولو بسكين؟كل شيء في هذه القضية يثير التقزز والاشمئزاز..لكني اتفق مع الكاتب بان ما خفي كان اعظم في بلداننا الشرقية.وقد سمعت بنفسي مثل تلك القصص مرة في مستشفى العلوية للولادة في بغداد عام 1985..فهل سنبقى نتبع سلوك النعامة خجلا من العار الكامن في مجتمعنا؟