أصداء

كيف أعترفت أمريكا باسرائيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قرار التقسيم
فى يوم 29 تشرين الثانى/نوفمبر 1947 صدر قرار عن الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، أعطي بموجبه 56 بالمائة من الأراضي الفلسطينية الى اليهود، الذين كان عددهم آنذاك حوالي 650 ألفا بينما اعطي الى المسلمين والمسيحيين العرب والبالغ عددهم أكثرمن مليون وسبعمائة ألف، 44 بالمائة فقط.

وكانت الأمم المتحدة مرغمة على التوقيع على القرار بسبب التحذير الأمريكي بقطع الاعانات الأمريكية (مشروع مارشال) المقررة لاعادة بناء اقتصاديات الدول الأوربية التى دمرتها الحرب العالمية الثانية والتى كانت قد انتهت قبل سنتين من صدور القرار.

رفضت الدول العربية القرار، اما بن غوريون اليهودي فقد أمر موفده الى الأمم المتحدة بالموافقة على القرار، بشرط عدم التطرق الى حدود اسرائيل. وكانت موافقة تكتيكية بارعة.
كان ديفيد بن غوريون قد ذكر بأنه سيكتفى فى البداية بجزء من الدولة الاسرائيلية، وحالما تتكامل قوتها وتتعاظم فسوف يلغى التقسيم وتسيطر الدولة على جميع أرض اسرائيل
(الأرض الموعودة).


وفورا، بدأت الميليشيات اليهودية المنظمة أحدث تنظيم، ومجهزة بأحدث الأسلحة، تحتل القرى الفلسطينية الواحدة بعد الأخرى. وقاوم الفلسطينيون الغير منظمين ولا يملكون
أسلحة مؤثرة، وهاجموا بشراسة القوات اليهودية وآلياتها دون جدوى، متكبدين خسائر فادحة.

الانسحاب البريطاني من فلسطين

قرر البريطانيون الانسحاب يوم 15 آيار/مايو 1948، واشتد القتال بين الفلسطينيين واليهود وانتشر وامتد الى الى القدس، التى كان المفروض أن تبقى تحت وصاية الأمم المتحدة. حاول
سكرتير الخارجية الأمريكي جورج مارشال اقناع الرئيس ترومان- الذي حصل على الرئاسة بعد موت الرئيس روزفلت- بعدم الاعتراف باسرائيل وان تبقى فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة
، ولكن جواب ترومان كان: ( لدي مئات الآلاف من أصوات الناخبين -يقصد اليهود الأمريكيين- الذين يريدون نجاح المشروع الصهيوني، وليس عندى أصوات من الناخبين العرب). وكان ان ربح
ترومان الرئاسة فى نهاية تلك السنة بمساعدة اليهود.

يوم 8 أيار حذر جورج مارشال، الممثل الدبلوماسي اليهودي (موشي شرتوك) بأنه فى حالة نشوب حرب مع العرب وحصول مشاكل للقوات الاسرائيلية يجب ان لا يتوقعوا اية معونة من أمريكا، وان أمريكا تساند قرار وضع فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة.

موقف ترومان ومستشاريه والمعارضة

المستشار السياسي لترومان (كلارك كليفورد) الذى يعتبر العامل الأكبر فى اعتراف الولايات المتحدة باسرائيل، اقترح على ترومان ان يعلن عن عزمه بالاعتراف باسرائيل قبل يوم واحد من انسحاب البريطانيين من فلسطين.

وعند اجتماع ترومان بكبار مستشاريه يوم 12 أيار/مايو، أنذره جوج مارشال بأنه اذا وافق على اقتراح (كليفورد) فانه سيصوت ضده فى انتخابات الرئاسة المقبلة (التى جرت فيما بعد فى نفس السنة). وكان ترومان مترددا بين الأخذ برأي مستشار البيت الأبيض اليهودي (ديفيد نايل) ورجل الأعمال اليهودي (ايدى جاكسون)، واليهودي (ديوي ستون)، واليهودي (فرانك غولدبرغ) من جهة، وبين جورج مارشال و الشخصيات السياسية المرموقة فى وزارة الخارجية الأمريكية.

وصلت الى السفير الأمريكي للأمم المتحدة (وارن اوستن) معلومات عن اعتزام ترومان الاعتراف باسرائيل ينما كان هو يعد قرارا بابقاء فلسطين تحت وصاية الأمم المتحدة، فغادر مقره حتى لا يكون حاضرا عند اعلان القرار الأمريكي، وذلك قبل 11 دقيقة فقط من الاعلان. وأسرع (دين راسك) لأقناع أعضاء البعثة الأمريكية بالتراجع عن قرارهم بالاحتجاج على
القرار الأمريكي.

أما (كلارك كليفورد)، فانه لم يتأثرمطلقا فيما بعد، على طرد سبعمائة وخمسين ألف فلسطيني من ديارهم، ولم تسمح لهم اسرائيل بالعودة، ولا نشوب خمسة حروب بين اسرائيل والعرب، ولا بقية الأحداث المؤسفة التى نجمت عن اعتراف أمريكا باسرائيل قبل رسم الحدود التى قررتها الأمم المتحدة فى عام 1947.
فى سنة 1991 حدثت فضيحة بنك القروض والتجارة العالمي التى تعتبر أكبر عملية احتيال فى التأريخ، حيث اختفى مبلغ 13 مليار دولار من الحسابات، وثبت اشتراك كليفورد فيها. ولكن بسبب تقدمه فى السن وتدهور حالته الصحية اسقطت التهم الموجهة اليه بعد محاكمات طويلة، وتمت التسوية بعد ان دفع بضعة ملايين دولار قبيل موته بأيام، حيث مات فى العاشر من اكتوبر 1998، عن عمر يناهز 91 عاما.

وهكذا فقد وقع (ترومان) على قرار الأعتراف باسرائيل ونجم عن ذلك مقتل مئات الآلاف من البشر ومئات البلايين من الدولارات التى دفعت من جيوب دافع الضريبة الأمريكي، وأدخل أمريكا فى مشاكل مع العرب والمسلمين فى كل العالم. وكان قبل ذلك قد وقع على قرار القاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي وقتل مئات الآلاف من اليابانيين. وأغلب الظن أن التأريخ سيضعه فى مقدمة جزاري البشر، وأقول (التأريخ) لأن كوارث هذين القرارين ستستمر لأجيال كثيرة قادمة.

فى سنة 1950 أصدر ترومان أوامره بغزو كوريا، ولم يطلب موافقة من الكونغرس ولا مجلس الأمن القومي ولا الشعب الأمريكي، بل استغل كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، فكانت حصيلة الحرب مقتل 142 ألف جندي أمريكي و 17 ألف جندى من القوات الدولية، و 520 ألف جندي كوري شمالي، و 900 ألف جندي صيني (لم تعلن كوريا الشمالية عن خسائرها)، فيكون مجموع القتلى من العسكريين يزيد على مليون ونصف المليون، بالاضافة الى اربعة ملايين كوري مدني.

الكاتب الأمريكي غور فايدل ذكر ان الرئيس الأمريكي كندي، قال له مرة انه فى خلال حملة الانتخابات الرئاسية سنة 1948، صعد الى القطار الذى كان يستقله ترومان فى حملته الانتخابية، صعد وكيل عما يسمى (المجتمع المؤيد لأسرائيل)، وأعطى ترومان ومساعديه حقيبة فيها مليوني دولار، وهو مبلغ كبير جدا فى ذلك الوقت. ومات ترومان بسبب هبوط فى القلب فى نهاية سنة 1972 عن عمر يناهز 88 عاما.

الحرب العربية الاسرائيلية الأولى : 1948-1949

فى فجر يوم 15 أيار/مايو 1948 أعلنت خمس دول عربية (مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق) الحرب على اسرائيل وهاجموها، ولكن الجيوش المهاجمة فوجئت بان القوات اليهودية لم تصد الهجمات وحسب، بل احتلت مدنا عربية اخرى، وفر مئات الآلاف من الفسلطينيين او اخرجوا من منازلهم ليصبحوا لاجئين فى الدول المجاورة.

وفى 1949 حققت الأمم المتحدة هدنة سمح لاسرائيل بموجبها الاحتفاظ بالأراضي التى احتلتها، واحتفظت مصر بقطاع غزة، والأردن بالضفة الغربية والقدس الشرقية.
ثم أصدرت الأمم المتحدة قرارا ينص على السماح للاجئين بالعودة والعيش بسلام مع جيرانهم ولكن اسرائيل رفضته رفضا قاطعا، وما زالت ترفضه حتى اليوم.
،

مساندة جيكوسلوفاكيا وأمريكا لاسرائيل

كانت تشيكوسلوفاكيا فى حينها تابعة للاتحاد السوفييتى الذى كان يتوق الى موطىء قدم له فى الشرق الأوسط. ولذلك أوعز اليها السوفييت بارسال ما تحتاجه اسرائيل من أسلحة ومعدات عسكرية، فكان ان أرسلوا اليها بطائرات ألمانية (مسرشمت) وبريطانية (سبتفاير)، من مخلفات الحرب العالمية الثانية التى انتهت فى سنة 1945، والتى كان لها أكبر الأثر فى انتصار اليهود على العرب، اضافة الى البنادق والرشاشات. وما أن ربحت اسرائيل الحرب الا وتنكرت لحلفائها السوفييت من أجل المحافظة على صداقتها مع حليفتها الكبرى: الولايات المتحدة الأمريكية. وفشلت مساعى السوفييت بالتغلغل فى الشرق الأوسط.

عاطف العزي

كندا

المصادربايجاز وتصرف عن:

Richard Curtiss، exec. Editor، Washington، Report of ME Affairs
A line of fire and blood، Wars and Armed Conflicts 2002
John Loftus and Mark Aarons، The Secret War Against the Jews، 2004

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معلومات ثمينة
الرقيب -

كثيرا مما قاله الاستاذ الكاتب لم أسمع به بسبب قدم القضية الفلسطينية. يجب ان نستخلص العبر ونتعلم كيف نتعامل مع العالم وخاصة أمريكا. شكرا للكاتب ولأيلاف

Historical facts
Ara Dembekjian -

Indeed, very generous historical infrmation in the article. Thanks.

الشيوعية واسرائيل
سميح -

الذي فرض الاعتراف الدولي لاسرائيل في الامم المتحدة هم الاتحاد السوفياتي والذي صنع هذه الدولة فعليا هي الشيوعية واول من اعترف باسرائيل كان الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية اما امريكا فلم تعترف باسرائيل الا بحلول عام68 بعد ان حث القومجيون اميركا حثا على دعم اسرائيل بالشتائم اليومية لاميركا اما اعتراف ترومان فلم يكن سوى تهنئة شخصية غير رسمية للدولة الوليدة