أصداء

النظام الايراني والحصاد المر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

النظام في إيران بين مطرقة الداخل وسندان الخارج


بدأ الإعداد الإيراني لبث نفوذه في المنطقة العربية منذ نجاح ثورة عام 1979 ووصول الخميني الى السلطة، بشعارات لا يخطئها الإدراك الصحيح حيث كانت ترجمة للتهيئ المبكر لانشاء إمبراطورية إسلامية جديدة على النمط الإيراني (الشيعي). واستمر الإعداد على مدى عشرون عاماً من خلال أحداث متتالية شهدتها المنطقة ولا تزال. وربما كان للتحولات الدولية الكبرى.. كإنهيار الاتحاد السوفيتي والإرتباك العام ألذي ساد العالم والمنطقة والذي لازم هذا الإنهيار، وسيطرة القطب الواحد، عاملاً مساعداً في دفع وترسيخ هذا النشاط وخلق مراكز نفوذ مؤثره لإيران في أكثر من منطقة عربية وإسلامية.


ويبدو اليوم بأن إيران مضطرة الى الحصاد المبكر لهذا الإعداد الذي لم يحن اقتطافه بعد، في ظل الأحداث المتسارعة التي بدأت تعصف بالمنطقة منذ مطلع القرن الحالي. في صورة بدت وكأن إيران ومشروعها هي المستهدفة في النهاية من جراء أحداث كانت بدايتها أسقاط نظام طالبان في افغانستان شرقي إيران، وتكثيف التواجد العسكري الأمريكي والغربي فيه بحجة حفظ الأمن ومحاربة "إرهاب القاعدة وطالبان"، وايضا إحتلال العراق غربي إيران وتحويله الى أكبر قاعدة عسكرية، فضلاً عن التواجد المكثف للقطع الحربية الأمريكية في الخليج العربي. ناهيك عن التهديدات المتواصلة بضرب حلفائها ومراكز نفوذها في كل من سوريا ولبنان وفلسطين، الأمر الذي دفع بإيران الى تنشيط مراكزنفوذها، ولعب أوراقها السياسية في اطار تهديد أمن المنطقة للحد من الضغوط التي تمارس ضدها من كل حدب وصوب. ومما لاشك فيه فان حزب الله في لبنان وبعض الميلشيات الشيعية في العراق المدعومة من قبل الأجهزة الحكومية الإيرانية كالحرس الثوري والاستخبارات (اطلاعات).


وفي هذا السياق أصبحنا نسمع عن أنشطة سياسية لأقليات شيعية في بعض دول المنطقة تستمد قوتها من إيران ومراجعها الدينية أكثر من اعتمادها على مشروعيتها الوطنية، فضلا عن بروز بعض الخلايا التي قامت بأعمال تخريبية في بعض دول المنطقة لإعلان عند نفوذها المشروع الطائفي الإيراني على حساب انتمائهم الوطني وذلك قبل اكتمال نموها.


هذا في وقت الذي نشطت فيه آلة القمع الإيرانية في الداخل منذ بداية الثورة بحيث سحق كل ما هو شأنه أن يصبح عائقا امام استئثار المؤسسة الدينية بالسلطة أو يؤثر في هوية إيران المبنية على اساس وطن الأمة الفارسية الشيعية الواحدة.
في حين لا يخفى على أحد بان التركيبة الأثنية الإيرانية تتميز بتعدد الشعوب والاعراق وان الفرس ليسوا إلا شعب من هذه الشعوب لا تتعدى نسبتهم الـ 35% من السكان كما ان الشعوب الأخرى ليسوا كلهم على المذهب الشيعي وذلك عكس ماهو مترسخ في أذهان السواد الأعظم من الشعوب العربية وسائر الشعوب نتيجة للدعاية الرسمية التي حرصت على إظهار الدولة الإيرانية بمظهر فارسي محض.


ان الفسيفساء القومية في ايران تتكون من الترك الأذربيجانيين والتركمان والكرد والعرب والبلوش واللور والجيلك وآخرين وان هذه الشعوب والقوميات تشكل 65% من السكان. كما ان كافة هذه الشعوب والقوميات كانت ولا تزال في صراع مستمر مع سلطة الشعب الواحد لكي تحفاظ على هويتها القومية المهددة من جراء سياسة التفريس ومحاولات طمس معالمها الثقافية.
ومن الناحية المذهبية يشكل المسلمون السنة نسبة تتراوح بين20%-15% من السكان في ايران وهم ينقسمون إلى ثلاث قوميات رئيسية هم الكرد والبلوش والتركمان وقليل من العرب في اقليم الاهواز(عربستان) على حسب احصائية عام 2002 لمركز دراسات الأهرام المصري.


وتسعى إيران الى بسط نفوذها في دول المنطقة مستغلة وجود بعض الاقليات الشيعية العربية عبر العزف على وتر الطائفية و تحت مسميات من قبيل دعم المستضعفين في الوقت الذي تضطهد فيه القوميات والطوائف لديها وتستضعفهم وحتى الشيعة منهم كالعرب والآذربيجانيين، بل تسعى الى إلغاء وجودهم وهذه حقيقة دأبت دولة الشعب الواحد على ممارستها منذ ظهور الدولة الصفوية، وتزداد اليوم وتيرتها، وفي المقابل تتهم السلطات الإيرانية نشطاء الشعوب والقوميات بأنها جيوب عمالة لأعداء إيران.


وعلى ما يبدو فان الشعارات الإيرانية لكسب الشارع العربي والإسلامي لايؤيده الواقع. فالدور الإيراني في تأزيم الأوضاع في العراق أصبح مفضوحاً ومستهجناً حتى لدى الشيعة العراقيين الذين بدأوا يرتبون اولوياتهم الوطنية للحفاظ على مصالحهم اولا. وان دور إيران في تأزيم الحياة في لبنان وبث الشقاق فيه، ومحاولاتها الفاشلة في زرع بذورالفتنة في بعض الدول الخليجية واليمن، ماهي إلا لإظهار قدرتها في التأثير على المصالح الغربية في هذه المناطق الحيوية.


فمتابعة إيران لعملية الاعداد لاستعادة امبراطوريتها سوف تصطدم بالواقع وسيتبدد هذا الحلم بفعل الظروف الموضوعية التي تفرض نفسها على التطورات في المنطقة وستكشف حقيقة المساعي الإيرانية ويسقط أوراقها واحدة تلو الاخرى.

إبراهيم الأهوازي
Karoon2005@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قرائة صحيحة عربية
ياسر الاسدي -

المقال جدا مهم ولو انهم ملخص الا ان الكاتب اشار الى الخطوط العريضة التي من خلالها يمكن فهم السياسة الايرانية و استراتيجياتها المخيفة في المنطقة.و هذا المقال و عشرات و بل مئات من المقالات و الكتب تنشر في العالم و توضح الخطر الايراني المحدق على المنطقة و خاصة العرب لكن يبدوا ان العرب يسمعون و لا يقراؤن و اذا يقرؤن لا يقراؤن النصوص و يكتفون بالمطلع المقال و ينسون القرائة بين السطور.للاسف العرب يعتمدون على الشعار اكثر مما على العمل.فاذا ينظر المرء الى العمل الذي يقوم به النظام الايراني في المنطقة سوف تبدوا للعرب الصورة الحقيقية لهذا النظام و لكن في غياب مراكز دراسات عالية عربية و فقدان الوعي القومي العربي لدى الشارع سوف تبقى صورة النظام الايراني لماعة عند العرب.

تونس
فتوح بن الأغلب -

التحقت إيران بالدول العظمى وهذا يكفيها فخرا في الوقت الذي تمعن فيه الدول العربية صرف أموالها على تنمية اقتصاد الدول الغربية وشراء أسلحة لن تستخدمها

ايران دولة عنصرية
سامي -

ايران دولة عنصرية وما قيل بالمقال قليل جدا ونرا الواقع في العراق والكويت ولبنان اللهم احمي العرب والمسملين من شر الانظمة في ايران شكرا لصاحب المقال على المعلومات

الى فتوح
ابن العرب -

ايران متى التحقت بالدول العظمى والشعب ايراني 43% عاطلين عن العمل و51% تحت خط الفقر الى تكفي هذه الاحصائيات لكي تحكم عقلك يا الغلبان العرب لما تصرف اموالها على الغرب تستهلك بضائعها على شعبها الشي الثاني يا سيد الغلبان اليس ايران تحتل جزر عربية وتحتل الاحواز وتحتل نصف العراق والضاحية الجنوبية من لبنان متى تفتحون البصيرة والبصراصحوا ياعرب ايران تريد تلتهم وتبلع الخليج وتشكل ندوات ومحاضرات على تغيير اسم الخليج العربي لكن لا حياة لمن تنادي

قوميات
هندي -

من كلام الكاتب نفهم ان جميع القوميات غير الفارسية في ايران تصارع الفرس بطرق سلمية وبدون عنف باستثناء العرب لهذا السبب جميع القوميات الايرانية حسنت ظروف معيشتها الا العرب

احتلال والله احتلال
جمال الكعبى -

مستغرب اخ عربى من تونس ومن طريق الاعلام يحكم على دوله عنصريه بلاقتدار فانا ايضا فى التلفزيون التونسى رايت بان فى تونس لا يوجد فقر وكل الناس يعيشوا فى نعيم وانها دوله عظيمه وصاحبه اقتدار ولديها افضل زعيم عربى فى كل العالم وسطح البطاله 10% فهنيا لكم بهذة الدوله انا هذا الشى سمعتوا من الاعلام فياريت بانه صحيح انا فرح لذلك ولكن بان اسمع دوله حاقده على العرب والمسلين(ايران) على مدى كل العصور تطور نفسها على حساب الشعوب وعلى حساب الدول المجاوره هذا الشى الذى يزعجنى ويزعج كل شخص صاحب ضمير حى من اى عرق او من اى دين كان فالانسانيه لايغيرها شى ومن عاش حرا يفكر حرا ويموت حرا و سلمت ايها الكاتب العزيز وعاشت الاحواز وفلسطين حره عربيه وندعوا بتحرير لبنان والعراق وافغانستان من الاحتلال الفارسى

نصيحة لاخي جمال الكع
مهدي الكعبي -

انصح جمال الكعبي ان يقيس ايران الان باكتفاءها الذاتي في كثير من المنتجات بجاراتها الخليجية و كم نسبة الحريات في بلد مثل تونس و بين ايران مع الاشكالات الموجودةفيها و عليها,اخي الكعبي زر تونس و تعرف علي انتشار الدعارة و الفساد و كبت الحريات , هل تستطيع ان تصلي في مسجد بلا مراقبة المخابرات و لا حمل بطاقة خاصة بالمسجد؟اااااااااااه ثم الف ااااااااه علي مثفينا الذين يكتبون و يتكلمون بالعواطف و الاحاسيس فقط و لا يوجد عندهم تامل و روية بل و لا تحليل للامور,انظر الي الحريات في دول الخليج و العائلات الحاكمة منذ ان خلق الله الارض و من عليها و شكرا

شكرا عل نصيحه
جمال الكعبى -

مرحبا انى حبيت انور بعض الاخوه ان لا يحكموا عل مظاهر وحسب ما تفضلت اكيد حضرتك زاير تونس انى مازرت تونس ولكن نطرتى الى تونس من طريق الاعلام ورويتى الى بعض الدول عن طريق الاعلام اريت حكم الاعلام ازعجك اكيد لهذا ارجوا من بعض الاخوه لا يقدسوا ايران من غير ان يزوره ويلمسوا الحرمان والظلم الذى فيه والمخدرات فكل الشعب مخدر واهم من هذا سطح الفساد الذى موجود فى طهران يفوق لوس انجلس وهذا عين الواقع وملموس لدى كل من زار شمال طهران فانا مسوؤل على ما اقول والله خير شاهد لهذا ارجوا ان تحكموا ضميركم لا احاسيسكم ولا تنفوا مظلومية شعب باكملة من خلال شاشة التلفزيون او الاعلام وارجوا منك ان تزور ايران فى شهر رمضان الكريم فاذا وجدت اى علامه على وجود هذا الشهر الكريم فى ايران (انا رقبتى اليك سداده )مثل شعبى احوازى جرب وسوف تتفاجاء ف ايران بلداخل لايعرفوا الدين وسوف تترحم على الدول العربيه لا اقل الناس تذكركلمه لااله الا االله فى هذة الدول وشكرا