صديقتي العزيزة في شرق بيروت

إنه اليوم الخامس على بدء إحتلال قوات "المقاومة" الباسلة "لتل ابيب" العرب بيروت، اليوم قررت الخروج من بيتي المحاصر تحت رحمة عملاء أبطال المقاومة من شبّيحة هذا الزمان.

و ذنبي فقط انني اعيش في منطقة محسوبة على" التيار العميل "التيار الذي يسلح أبناءه بدعم من الكيان الصهيوني. وهو" تيار المستقبل".

كان الخروج صعبا بمكان، بيروت تغير وجهها، الأعلام الحزبية في كل مكان فقدت تلك العاصمة بهاءها فصور" أبو بهاء "داستها أقدام أبطال المقاومة، أردت الخروج من منزلي لأتنفس حرية وإذا بي في السجن الكبير، طرقات مقطوعة، ومجموعة من الفتية يقطعون الطريق بكرسي أو ببضعة أحجار وأفراد من الجيش اللبناني يقفون أمامه لا حول لهم ولا قوة. ووجوه الجنود ضاحكة ببلاهة فهم يمارسون سلطة أعطيت لهم من غزاة العاصمة.

كانت الطريق طويلة وطويلة جداً وفيها ظلام دامس مع أن الساعة لم تكن تتجاوز العاشرة صباحاً. كنت برفقة السائق الذي تعود أن ينقلني الى مقر عملي أخبرني وهو الساكن في منطقة بشامون أنه عندما عبر حاجز الجيش اللبناني أول من أمس وهو بإتجاه منزله أوقفه الحاجز ليفتش سيارته وكان الى جانبه مسلح من "المجاهدين" نعم يا عزيزتي القوى الشرعية تستقوي على العزل وتؤازر المعتدي.

أعود بك الى شوارع عاصمتي الحبيبية التي يطلق عليها ابطال المقاومة "تل ابيب"، الكل ساكت صامت وغاضب.. إنه الغضب الأبكم الذي وإن تفجر يوماً سوف يحرق الأخضر واليابس. سيدة على جانب الطريق دخل المسلحون الى بيتها يبحثون عن سلاح تابع لتيار المستقبل، بالمناسبة يا عزيزتي السيدة إستقبلت خلال عدوان تموز عائلة من الجنوب في منزلها وهي تعيش وحيدة ولكن الأشاوس قرروا الإستقواء عليها لأنها تجرأت ورفعت صور سعد الحريري.

سعد الحريري الذي أصبح منزله بين ليلة وضحاها مستباحاً، سعد الحريري إبن رفيق الحريري يا عزيزتي صور قاتله في شوارع بيروت في رأس النبع حيث أجبر مناصروه بعد أن تم تقييدهم وإركاعهم بالقوة على شتمه وشتم والده.

يا عزيزتي
انه يوم الغزوة الكبرى، الشوارع شبه خالية لم تعد الى الآن الى طبيعتها كركول الدروز، البسطا، النويري، المنلا، راس النبع، برج ابي حيدر، وغيرها من المناطق البيروتية شبه خالية.

لاتصدقي يا صديقتي أن الجيش قد قضى على المظاهر المسلحة هذا وهم كبير موجود فقط في وسائل الاعلام.
كان الوصول الى المنطقة الشرقية يبدو وكأنه مغامرة أو سفرة طويلة، طرق مقطعة بأمر من سيد "المقاومة".
جسر فؤاد شهاب وأوتستراد بشارة الخوري مقطوعين.فكان من الضروري أن نتجه نحو المرافىء ومن هناك الى الأشرفية ومنها الى حيث وجهتي.

بالمناسبة لا يزال موظفو تلفزيون المستقبل يتعرضون للتهديد، أرجو أن تنقلي ذلك الى كل الاعلام الحر، ووسائل إعلامية أخرى سوف أوافيك بأسمائها لاحقاً.

عزيزتي
لك مني كل تحية لقد عدت الى بيتي في المنطقة المحاصرة اشتريت جريدة المستقبل احتفالاً بيوم صدورها الأول، وأضات شمعة عن روح الرئيس الحريري.

لقد سبق لي ونقلت اليك رسالة شفهية من الإعلامية الزميلة سحر الخطيب "الناس ومعاناتهم" هي أمانة بيد كل الأحرار من أمثالك تحياتي لك وتصبحين على حرية

نغم عبد الله
صحافية محاصرة
من بيروت الأبية