أصداء

الشرق الأوسط حيث العلاقات المتناقضة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ثمة حاجة لإجراء تقييم جديد لعلاقات كل من تركيا بالولايات المتحدة الأميركية، وعلاقات تركيا بإيران، وعلاقات الولايات المتحدة بإيران. ولننطلق من التقييم هذا من قضية موقف هذه الأطراف حيال الشعب الكردي في منطقة الشرق الأوسط.

من المعلوم ان الولايات المتحدة الأميركية تعادي النظام الإيراني، وبعد التدخل الأميركي في العراق قال الكثيرون ان الدور جاء على ايران. الكثير من الباحثين الإستراتيجيين قالوا بان واشنطن ستتدخل في إيران ايضا. هناك الآن حاجة للبحث في العلاقات الإيرانية ـ الأميركية في ظل الواقع الجديد في المنطقة. كذلك ثمة حاجة لمتابعة العلاقات الأميركية ـ التركية. حصلت هناك أزمة في العلاقات بين الجانبين حين التدخل الأميركي في العراق. المسؤولون في واشنطن يتحدثون عن هذه الأزمة بين الحين والآخر. الآن ثمة أمور أخرى استجدت. الأميركيون يطالبون تركيا بالتحرك بشكل أكثر مرونة ولعب دور نشط ومحوري فيما يخص اي تدخل اميركي محتمل في إيران. واشنطن تطالب كذلك بدور تركي فعال في الحرب ضد حركة طالبان في أفغانستان. المعلومات تقول بان تركيا غير متحمسة للمطاليب الأميركية هذه، ومع ذلك فإن اميركا ماتزال تدعم تركيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. ويظهر هذا الدعم الأميركي كنقطة التقاء للعمل معاً ضد الشعب الكردي وتطلعاته.

وحين النظر إلى العلاقات التركية ـ الإيرانية نلاحظ بان تركيا تٌظهر نفسها كجهة ممانعة حيال المشروع الأميركي في المنطقة. تركيا تحاول إظهار نفسها وكأنها في جبهة "العداء لأميركا"، وبهذا الشكل تتبلور صورة تركيا الرافضة لمواقف ومشاريع أميركا حيث تنجح في فرض مواقفها على واشنطن. لكن تركيا تنجح في الوقت نفسه في إبقاء هذه "الممانعة" في المجال اللفظي فقط. تركيا تستغل هذا الموقف في حربها القذرة المعلنة ضد الشعب الكردي، والولايات المتحدة تمضي في مساعدتها ومدها بكل ما تحتاجه في هذا المقام. واشنطن تعتقد بانها ستنجح في دفع تركيا في الطريق الذي إختارته لها، وهي تعيش على هذا الأمل.

العلاقات التركية ـ الإيرانية قائمة بدورها على عاملين. فمن جهة تريد تركيا المحافظة على الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط مع الحفاظ على سياساتها الحالية وضمان عدم إدخال أي تغيير فيها، بينما تريد الولايات المتحدة جر تركيا الى المحور الذي تحاول بناءه ضد النظام الإيراني. هذا ينعكس على محتوى العلاقات بين طهران وأنقرة، فالجانبان لايثقان ببعضهما البعض. هناك تخوف من تحول هذه العلاقات الى حالة عداء ونفور متبادلين. تركيا تعي حاجة طهران لها لذلك فهي تحاول فرض مطاليبها عليها وبشكل خاص فيما يخص الموقف من القضية الكردية. تركيا وايران تلتقيان في عدائهما المشترك للكرد. هذا مثال للعلاقات المتناقضة في الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس نرى تقاطعاً ونقاط التقاء بين الأميركان والإيرانيين، وذلك على اساس العداء للشعب الكردي.

لاتخفى حالة العداء المعلنة بين اميركا والنظام الإيراني. والولايات المتحدة تعتكف حالياً على تشكيل معسكر اقليمي ضد ايران. واشنطن تريد ان تكون انقرة في مقدمة هذا المعسكر، والنظام الإيراني بدوره يعلم انه مستهدف من قبل أميركا وهو يناور في نطاق الممكن اقليمياً ودولياً. النظام الإيراني يعقد العلاقات والصفقات مع تركيا. يمد شباكه صوب الولايات المتحدة في الملف العراقي بشكل خاص، وثمة إجتماعات عديدة عقدت في بغداد ضمّت الإيرانيين مع الأميركيين جنباً بجنب. ورغم ان المناورة مع تركيا وأميركا ليست بالسهلة وقد لاتكون لمصلحة النظام نفسه في المدى البعيد، لكن يبدو ان النظام الإيراني لايملك الآن اي خيار آخر.

هناك بإختصار علاقات متناقضة تمتد بين اطراف تختلف وتتنابذ بنيوياً كالنظام الإيراني وكل من أميركا وتركيا. ثمة الآن محاولات لجر العراق الى شبكة هذه العلاقات المعادية للكرد والقائمة على تفعيل هذا العداء. ظهرت محاولات لإستمالة الحكومة المركزية في بغداد وجرّها إلى الصف التركي ـ الإيراني وخلق إقتتال كردي ـ كردي. هناك محاولات لخلق محور" سنتو" جديد مهمته الحد من تطلعات الشعب الكردي في عموم منطقة الشرق الأوسط. التحركات والإتصالات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران والعراق وتركيا تخلق لدينا القناعة بأن هناك اتفاقاً ومحوراً يٌراد له ان يتقوى ضد الكرد. هذه الدول ورغم حجم العداء والتناقضات فيما بينها إلا انها تتوحد اذما تعلق الأمر بقضبة الشعب الكردي. الهجمات الأخيرة التي تطال الكرد هي في الحقيقة نتيجة لتفاعل وتوطيد مثل هذه العلاقات.

طائرات الجيش التركي قصفت مواقعاً في جنوبي كردستان( كردستان العراق)، وهذه المواقع هي لقوات حزب الحياة الحرة الكردستاني. وقد أسفر القصف عن إستشهاد 6 من مقاتلي الحزب. وهذا الحزب يناضل من أجل حقوق الكرد وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران، والضربات التركية وجهت له وبشكل متفق عليه. الهجوم التركي وقع إستناداً على معلومات أميركية وإيرانية.

كانت هناك مقولات تتحدث عن تعاون اميركي مع حزب الحياة الحرة الكردستاني لتقويض النظام الإيراني في سياق حرب أميركية محتملة ضده. لكن الآن نشاهد كيف ان مواقع هذا الحزب تقصف وبواسطة معلومات وأسلحة أميركية. أثناء القصف التركي لتلك المواقع كان وفد تركي يفاوض المسؤولين العراقيين في بغداد. ثمة إذن جبهة عريضة تتشكل لمعاداة الشعب الكردي والإتفاق عليه. هناك حاجة ماسة للتحقيق في هذه العلاقات والبحث فيها. اذا كان النظام الإيراني ينكر إتصالاته مع الأميركيين من أجل ضرب وتطويق حركة التحرر الكردستانية فعليه أن يثبت ذلك. وعلى أميركا التي تنكر حدوث مثل هذا الإتفاق اثبات صحة كلامها. وعلى حكومة جنوب كردستان الإقليمية ان تثبت كلامها حينما تقول انها لن تنجر إلى اي اقتتال كردي ـ كردي بطلب من حكومة بغداد. على كل الأطراف التي تتعاون في السر على الكرد ان توضح مواقفها وتكشف عن نواياها الحقيقية تجاههم.


* قيادي ومن مؤسسي حزب العمال الكردستاني.

الترجمة من الكردية: طارق حمو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عل المقال
هفال احمد -

لماذا نسيت دور النظام السوري ام هي العودة ال محوركم القديم الجديد

اين سوريا من .....
هفال احمد كردي سوري -

هل هو زلة لسان عن دور السوري في هذا الصراع ام هو العودة ال محوركم القديم الجديد

عظيم
علي دجلة -

في البداية لا بد من توجيه الشكر الجزيل لايلاف الرائعة التي اتاحت نشر مقالات هذا القيادي الكبير وكذلك الشكر للاستاذ العزيز طارق حمو فجميل بايك هو أحد الأعضاء الخمسة في الخليَّة الأيديولوجيَّة الأولى الذين شاركوا عبدالله أوجلان، في وضع المبادئ الأوليَّة لحزب العمال الكردستاني مطلع السبعينات، وحضر المؤتمر التأسيسي للحزب عام 1978. موضع ثقة أوجلان، هادئ، متواضع، لا تستهويه الأضواء واللقاءات الصحافية. بعد اختطاف أوجلان، كان من الذين وقع عليهم ثقل إدارة الحزب. فوقف بعناد في وجهة نزعات داخليَّة كانت تهدف إلى تمييع الحزب. إنه عضو اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، جميل بايك، الذي يناديه الرفاق ضمن صفوفهم بالرفيق ;جمعة;.

تعليق مختصر
محمد تالاتي -

يرى السيد جميل باييك ان الامريكان وتركيا يلتقيان في العمل ضد الشعب الكوردي وتطلعاته،وبالطبع المقصود بالشعب الكوردي هنا هو حزبه،حزب العمال الكوردستاني،وهذا خطأ فادح،لانه لايمكن اختصار شعب باكمله في حزب واحداو زعيم واحد، حتى ان نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة في كوردستان تركيا بينت هذا الخطأ حين تبين ان حزب العمال لم يستطع ان يمثل السكان الكورد هناك،فكيف يكون هذا الحزب هو الشعب الكوردي كما جاء في كلام المسؤول الكبير .صحيح ان امريكا تعادي حزب العمال الذي هو جزء صغبر من الشعب الكوردي وليس كله ،هذا هو الصحيح في الواقع الكوردي .ثم ألا يساعد وجود قوات حزب العمال وشقيقه حزب الحياة الحرة وهو نسخة طبق الاصل منه ، في المنطقة الحدودية بين اقليم كوردستان العراق وتركيا وايران، على لقاء تركيا وايران في توجيه سلاحهما الى الكيان الكوردي الفيدرالي بغية تدميره والتخلص من (خطره الكوردي الانفصالي) على الدولتين اللتين تحرمان الكورد من حقوقهم القومية المشروعة،والا تلتقي الدولتان مع دعوة زعيم الحزبين(العمال والحياة الحرة) الاول عبدالله اوجلان العلنية لتركيا للقضاء على اقليم كوردستان العراق؟لقد لعب حزب العمال بقيادته الاوجلانية دورا مدمرا للقضية الكوردية كقضية شعب يتطلع الى الحرية في كل مكان وجد الحزب فيه، ظهر ذلك في كوردستان تركيا والعراق وسوريا وايران،والمشكلة الكبيرة مع هذه القيادة انها تعتبر موقفها دوما هو وحده الصائب والسليم وعلى الكورد جميعا ان يتبعوه، رغم ان الواقع يدل على فشله تماما،ونرى القيادة ترمي سياستها الفاشلة هذه على الاحزاب الكوردية كلها ولاتقبل اي اعتراض .هل تقبل هذه القيادة اعتراض الاحزاب الكوردية في كوردستان العراق على وجودهم المسلح على اراضي الاقليم الذي يصيب تجربته الفيدرالية باخطار كبيرة، بالطبع لاتقبل. ورغم كون هذه السياسة الخاطئة خطيرة ومضرة جدا بقضية الشعب الكوردي ، لكن القيادة تصر عليها باستمرار.

الى محمد تالاتي
خالد عفريني -

الاخ محمد تالاتي انني متبع لتعليقات القراء ولفت نظري اسمك اولا وحقدك الاعمى لحزب العمال ولزعيمه وحبك لحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق وزعيمه الرئيس مسعود البارزاني وانا معك لحبك الرئيس مسعود البارزاني وانا اشاطرك هذا الحب ولكننا نعتب عليه لسياسته الداخلية لانتشار الفساد ا في الاقليم وحسب اعترافات نيجرفان البارزاني ولا يكفي ان نقول هناك قساد دون ايجاد الحلول لها ثانيا – تقول بان حزب العمال حزب صغير وتستشهد بالانتخابات في تركيا والرد عليك هل هناك حزب اكثر شعبية من حزب العمال في كردستان تركيا اين هم انصار حزب الاشتراكي وانصار بيشنك ( حزب العمال الطليعي ) واين هم انصار الحزب الديقراطي في كردستان تركيا لذلك نستطيع القول بان هناك حزبان فقط لهما الشعبية الكبرى في كردستان تركيا يعملان بشكل منظم احدهم حزب العمال وينتهج النضالين السياسي والعسكري للوصول الى اهدافه وهناك حزب المجتمع الديمقراطي والذي ينتهج النضال السياسي فقط للوصول الى اهدافه ثالثا – غريب امرك من اين اتيت بمعلوماتك فهل يصدقك احدا من انصار حزب العمال بان الزعيم عبدالله اوجلان دعا تركيا للقضاء على اقليم كردستان فكيف نصدقك وهو القائل لا اقتتال كردي – كردي في تصريحه الاخير وهو القائل بان قوة حزب العمال من قوة الحزبين الرئيسين في كردستان العراق والعكس صحيح رابعا – اريد منك توضيحا كيف ان حزب العمال يؤدي دورا مدمرا للقضية الكردية في الاجزاء الاربعة وانني ارى عكس ذلك تماما واريد منك توضيحا كيف فشل حزب العمال بعد كل هذه الانتصارات وهذه الشعبية القوية في كل ارجاء كردستان مع العلم ان الحزب مزج دماء الاكراد في الاجزاء الاربعة والمهجر على ارض كردستان مما ادى الى ازدياد الشعور الكردي تقويتها ووحدتها خامسا – اتمنى من كردي ان يدعم كل حركات التحرر في العالم بشكل عام وان يدعم حركة التحرر الكردية بشكل خاص وان لا يشكل اخطاء بعض الحركات سببا في عدم دعمها

تحیا الی السید جوما
ابوسمیر -

اوقات سعیدا اولا اوجھ سلامی الی كاتب المقال السیدجمیل بایق والی المترجم طارق حمو وسلام خاص ھذا الموقع المحترم لنشرھ اغلب اخبار الاكراد بخصوص الموضوع اقول المستفید الاول من منجیئ التحالف الیالمنطقة ھم نضام الملالی فی طھران تخلص الایرانینمن نضامین معادیین لھما طالبان+صدام ان لا اعلم كیف نصدق ادعائات احمدی نجاد بانھ معادی لاسرائی ھذا غیر صحیح انھم یختبئون خلف ھذھ الدعایة للاسف البعض یصدقھم اما بخصوص ھجوم الطائیراتالتركیا علی مواقع پجاك الحزب الكردی الایرانیانھم یتحالفون مع این كان للقضائ علی الثوارالكرد ما عندھم مشكلة فقط مشكلتھم محاربة حركة التحرر یتحالفون مع اسرائیل بواصطة تركی الكلیتحالف ضد الكرد فقط الكرد ینتضرون غیر مبالیناما من یعتبر واشنطن صدیقا للاكراد اعتقد انھ وھم لنعود للسنین الماضیة قلیلا عام75وعام91 ماذا فعل بالاكراد الان ماذا یقدمون لولا الاكرادلھزمو المنطقة الوحیدة التی لم یقتل فیھا جندیمن التحالف ھیا كردستان رغم حتی الان المادة140لم تنفذ التی بموجبھا تعید كثیر من المناطق الیاقلیم كردستان نرة الكتاب والمثقفین الكرد یتھجمون علی الحركات المشھود لھا بلوطنیة وینھشون بلجسد الكردی وجسد مناضلیھ ومقاتلیھ امثال تالاتی والاخرین فی الوقت تدمر بلادھم منقبل الدول المعتدیة والمغتصبة لبلادھم لا یجرئونحتی مع سكان المنطقة من المدنیین كلنا رئا كیفوبیدت حیواناتھم ولم تتحرك شفاھھم اما ان یتھجمعلی الذین اصبح اصطورة فی جبال كردستان وبشھادةالعدو والصدیق اما الصداقة الامریكیا یتحدثون عنھا كثیرا