أصداء

السلوك الدفاعي.. يقتل عفوية الحياة ومتعتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعيش المواطن العربي بأستمرار في حالة دفاع عن النفس بسبب عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي... فالفرد تجده في حالة استنفار وقلق ووسواس مدمر!

وأضرار هذا السلوك الدفاعي كثيرة على الانسان، فحالة الخوف والترقب والتحسب والوسواس..هي بالضد من الحياة العفوية الطبيعية للانسان، وهذا الاضطراب المزمن في حياته هو قتل للعفوية والتلقائية.

فالشخص الخائف بأستمرار من الفقر والمرض والأعتقال وتعدي المجتمع عليه... شخص يعيش سجين مخاوفه ولايستطيع القيام بمبادرة ما، وانما هو فقط متخندق في سجون دفاعته وتوقعاته حدوث الأسوء.

والأستمتاع بمباهج الحياة يتطلب التحرر من المخاوف والعفوية، والشخص الخائف فاقد لنعمة تحسس جماليات الحياة والبشر والمعاني... وهو كان غير متفاعل ولايرى غير قلقه ومخاوفه.


والسلوك الدفاعي ناتج عن أمراض نفسية عصابية أنزرعت منذ الطفولة في اللاشعور وحصلت هذه الامراض غالبا بسبب سوء التربية، وعقد الطفولة، وتخلف المجتمع، واصبح لها سطوة قاهرة على العقل والارادة، وصارت هي من يتحكم بالفرد وليس صفاته وغرائزه الطبيعية.


ان الشخص الذي يعاني من مرض السلوك الدفاعي.. أشبه بالمحارب الذي يختفي بموضع القتال ويده على البندقية وينظر في الظلام ويتوقع في كل لحظة هجوم العدو عليه وعندها يفقد الاحساس بروعة الحياة والانسان والطبيعة والافكار والمشاعر... فياله من جحيم!

خضير طاهر

kodhayer1961@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الوسواس القهري
حداد- برلين -

نعم ايها الكاتب أصبت في مقالك المختصر والشيق هذا ما نعانيه حاليا حتى في الغربة...كأننا كما في مسرحية (مكبث)للكاتب شكسبير نغسل أيادينا وبأستمرار بالماء مرارا وتكرارا خوفا من تلوثها في حالة لمسها لابسط الاشياء وهذا طبعا مبالغ فيه ويرجع الى الامراض العصبية والنفسية الكامنة في اللاشعور منذ الصغر والتي ورثناها من بلداننا الغير المستقرة.....

الثقة بالنفس
رعد الحافظ -

اولا..هناك خطا بسيط ربما املائي في نهاية المقطع الرابع..وهو كان غير متفاعل..والمقصود حتما وهو كائن...ثانيا..مقالة وتحليل صحيح ومطابق للواقع.ومن اين ستاتي الثقة بالنفس عند المواطن العربي وخصوصا المسلم..اذا كان منذ طفولته يتعرض لكلمات مثل عيب..حرام..ممنوع..كفر..خطا..خطيئةاشراك..خروج عن الملة..وغيرها من المفردات التي تربينا عليها والتي تكفي لهز اي شخصية ما لم ينهض الشخص بنفسه قليلا عبر القراءة والاطلاع..ليس فقط الانظمة والحكومات الدكتاتورية هي المسؤلة عن ذلك انما التربية السلبية هي الاهم في تاثيرها..