إنه عصر المرأة من أسبانيا إلى الكويت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كائنا ً ماكانت نتائج الإنتخابات الكويتية، وسواءا ً حملت إلى مجلس الأمة نائبة ً أو اثنتين أو لم تحمل، فإنّ مجرد حرص الكويتيات وإصرارهن على الوصول إلى البرلمان، رغم الإخفاقات العديدة الناشئة عن شيوع الروح القبلية والمفاهيم الذكورية في التعامل مع الأشياء، بشارة خير تؤكد حصول هذا التطور النوعي يوما ً ما، خصوصا ً في ضوء الدعم الذي تحظى به المطالبات بالحقوق المفترضة للمرأة من قبل الحكم الكويتي، على أعلى مستوياته.
ولعل ّ في عصرنا الراهن، المزيد مما يمكن أن يقوّي من موقف المطالبة النسوية الكويتية بالحقوق المحجوبة. فهو عصر المرأة بامتياز، من أسبانيا التي " يستحوذ " نون النسوة على أكثر من نصف حقائبها الوزارية، ليس منـّة ً من رئيس الوزراء ثاباتيرو، وإنما لنجاحات باهرة حققتها الوزيرة والمديرة الأسبانية في مختلف الوظائف التي تحملت مسؤوليتها، ماأتاح لرئيس الحكومة الانطلاق من هذه النقطة إلى المزيد من تأصيل التجربة وتوسيعها، إلى الولايات المتحدة الأميركية التي توشك أن تلتحق بقطار باكستان والهند والفلبين وآيسلندا وغيرها من الدول التي حكمتها نساء ذات يوم، مرورا ً بالعراق، الذي تبذل فيه الوزيرات والبرلمانيات قصارى جهودهن لتسجيل حضوراً، قد يكون باهتا ً وهامشيا ً اليوم، لكنه لن يظل هكذا إلى أبد الآبدين بالتأكيد.
ويبدو لي، أن الكويتيات مطالبات، أكثر من " الحرب " على الجبهة الرجالية الرافضة للاعتراف بحقهن النيابي، بـ " الحرب " على الجبهة النسوية المترددة والمشكـّكة بقدرة النائبة على انتزاع حقوق الناخبات. وفي اعتقادي، أن أولى أولويات هذه " الحرب " هي تجنب الاستغراق في بحر المطاليب والاهتمامات السياسية العامة، على أهميتها، والتركيز التفصيلي - عوضا ً عن ذلك - على الحقوق النسوية المضيعة، بأمثلتها المحددة وأطرها الضيقة والواسعة على حدّ ٍ سواء.
هل هناك أ ُنموذجات عربية يمكن للمرأة الكويتية استلهام تجاربها، في هذا السياق؟ كلا ّ ونعم!
فالتجربة العراقية، مثالا ً، تزدحم أروقتها بالنائبات، لكنهن - في الغالب - بلا صورة ولا صوت. وفيما عدا النائبة الجريئة صفية السهيل، التي لايفوتها تسجيل موقفا ً مشرفا ً وباعثا ً على التقدير حيال معظم القضايا الساخنة، تبدو الأخريات متنازلات طوعا ً عن حقهن الرقابي ّ والتشريعي بخاصة ٍ في أمور تهم المرأة قبل غيرها.
وفي مصر ولبنان والمغرب، لا أشعر أن هنالك برلمانيات ( معلوماتي متواضعة: فهل ثمة نائبات فعلا في الدول الثلاث؟ ) على الرغم من الحضور النسوي القوي في النشاط الإعلامي والسياسي والمطلبي. لاحظت - على سبيل المثال - القدرات الفائقة للإعلاميات اللبنانيات على إدارة الحوارات التلفزيونية مع السياسيين المخضرمين، فهل هن على ذات التألق في البرلمان - قبل تعطـُّله - وأعود إلى السؤال الناشئ عن جهلي: هل ثمة نائبات في لبنان حقا ً؟
أشعر، في قرارة نفسي، أننا سنشهد في يوم قريب، حضورا ً ووجودا ً قويين لنائبات كويتيات في مجلس الأمة، يقفن في وجوه و " حلاقيم " الرموز الذكورية للتردّي الاجتماعي، التي تأخذ من القبيلة أسوأ مافيها من ارتكاسات، ومن الدين متشابهه دون محكمه، ومن الحياة بداوتها دون حضارتها، متناسين أن وراء أفضل الرجال، امرأة ٌ تربـّي.. أي: تقود وتحكم وتلي الأمر!
علاء الزيدي
التعليقات
أنا كويتية ولم أصوت
كويتية -أنا كويتية ولم أصوت لـ اى كويتية لأننى لم أقتنع بفكر أى واحدة منهن ،
الا في السعودية
رأي حر -عصر المرأة في العالم كله الا في السعودية فهي ما ما زالت جارية مستعبدة للقوانين الظالمة والعادات الجاهلية ، ولن تنعتق الا بنهاية الوهابية ا