أصداء

عمائم وعمائم، سيناريو التطرف الجديد في الشرق الأوسط

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لعل من يتابع تطورات الأوضاع و سير الأمور في دول الخليج العربي و العراق و النطاق الإقليمي المجاور يلمس على الفور من أن هنالك فورة حقيقية و نشاط ملموس لتحرك العمائم السياسية سوداء أم بيضاء أم ذات ذؤابة!!

ففي العراق الذي تحول بصورة شبه كاملة ( لدنيا المهابيل ) من العمائم المسيسة و التي تحولت لموديل اشبه بالوباء الشامل تتمركز و تتجمع كل محاور إنشاء الكيانات الدينية و الطائفية الممزقة لوحدة الوطن و الشعب و المعرقلة لحركة التقدم و البناء و العصرنة في ظل سيادة المفاهيم الفكرية العدمية و الأفكار الخرافية الطوباوية التي تم إعطاؤها أبعاد مقدسة في واحدة من أكبر المهازل في تاريخ الشعوب، فليس سرا إن عملية إسقاط النظام العراقي السابق التي قادها التحالف الغربي كان عنوانها الرسمي و المعلن ( تحرير العراق من جلاديه و الأفكار الفاشية )!! إلا أن النتيجة كانت مغايرة بالكامل للهدف المعلن بل و متصادمة معه في تضاد غريب و لكنه مبرمج و مخطط له سلفا و أعد ليكون مشروعا تسويقيا قابلا للتصدير لدول الجوار، فالمرحلة القادمة تتطلب نفخ الغبار و التراب عن خرافات التاريخ و تشجيع المشاريع التقسيمية و دعم الجماعات الدينية المتطرفة وفق مبدأ صراع الضد النوعي و تمزيق الساحة الداخلية لشعوب المنطقة، ففي باكستان مثلا ظهر نجم ( إرهابي ) و بعبع سلفي جديد هو زعيم جماعة حركة طالبان الباكستانية هذه المرة!! و هو المدعو ( بيت الله محسود )!! لاحظوا نغمة الإسم الغريبة و دلالاته الإيحائية! و هو نموذج مشابه بالكامل لنموذج الملا الأفغاني الهارب ( محمد عمر ) الذي يسبغ عليه جماعته القداسة و الهيبة!!

و الملا ( بيت الله ) لا يختلف عن صاحبه في شيء بل أنه يرفض التصوير مثلا و يعتبره رجسا من عمل الشيطان!! لذلك لا توجد صورة فوتوغرافية واضحة له بسبب ذلك التحريم وهو نفس حال الملا عمر الأفغاني!! رغم أن حليفهم الكبير الملا أسامة بن لادن و رفيقه أيمن الظواهري لا يجدون بأسا من التصوير و بمختلف الأوضاع لا بل أن قناة الملا ( وضاح خنفر ) الجزيرية قد تخصصت في نشر البورتوريهات الفوتوغرافية لهم!! و لا أدري لماذا يحرم أولئك ما يحلله هؤلاء!! و على نفس النمط من هذا العبث تجري العملية السياسية في دول الخليج العربي التي أضحى فيها للعمامة وجود و حضور و بدون ذكر الإسماء سواءا في السعودية أو البحرين أو الكويت التي بإنتخاباتها التشريعية الأخيرة قد دخلت مرحلة متميزة من نمو الإستقطاب الديني و الطائفي سواءا من خلال نمو الجماعات السلفية أو جماعة نواب التأزيم و التأبين ( اللي بالي بالك )!

وهما النائبان السابقان و اللاحقان عدنان عبد الصمد و أحمد لاري! دون أن ننسى أن معارك الجماعات السلفية ضد قوى التنوير في الكويت قد بدأت قبل إنعقاد الدور التشريعي الجديد لمجلس الأمة عبر التلويح برفض توزير السيدة نورية الصبيح وزيرة التربية الحالية الكفوءة و المقتدرة!! إضافة لسلسلة أخرى من الشروط التعجيزية قد تؤدي قريبا لأزمة دستورية جديدة نتائجها واضحة من اليوم!! فهؤلاء القوم لا يستريحون حتى يخربونها ثم يجلسون على تلالها!!، و هي جميعها مؤشرات لا تنبيء بخير و نعيم ديمقراطي حقيقي أو إنفراج حضاري بقدر ما تعبر عن حالة إحباط حقيقية للشعوب، فالجماعات الدينية المتطرفة مهما كانت شعاراتها براقة و زاهية لا تعبر أبدا عن أي بارقة إنفراج أو تطور ديمقراطي حقيقي و سلمي بقدر ما تعبر عن مشاريع تأزيمية دائمة و خلق لمعارك هوائية ( دون كيشوتية ) و إشغال المجتمع بتوافه الأمور و بتحديد الحريات الشخصية و فرض رقابة محاكم التفتيش الشرعية على الناس و عباد الله رغم أن تجارب الأنظمة الدينية المتطرفة الحديثة كانت كارثية فالنظام الطالباني في أفغانستان لم يستطع أبدا قمع الفساد الإجتماعي رغم عمليات الإعدام الجماعي، و نظام آيات الله من أهل ولاية الفقيه الإيراني لم يستطع بسط العدالة الإجتماعية و الدفاع الحقيقي عن مصالح المستضعفين الذين يحكم بإسمهم زورا و بهتانا و الأفظع أن ذلك النظام الديني المتعجرف برؤاه الخيالية لم يستطع أبدا محاربة ظاهرة الدعارة و الفساد الأخلاقي المستشرية هناك ؟ فعن أي شعارات أخلاقية نتحدث بعد ذلك ؟.

ما يجري حاليا من سيادة لأفكار التطرف من طنجة حتى المنامة مرورا بتونس و ليبيا و الصومال و مصر و الأردن و لبنان و دول الخليج العربية ليس سوى سيناريو تقسيمي و دموي جديد لفصول متجددة من إدارة الصراع الدولي و الإقليمي بعد إنتهاء صلاحية الأنظمة الفاشية القومية و مجيء دور الجماعات الدينية المتطرفة، العمائم المسيسة لا تصنع التاريخ أبدا، بل أنها محطة في طريق الإنفجار القادم القريب في المنطقة.!!!

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
امريكا والعمائم
ابن الرافدين -

ان ظهور اصحاب العمائم المسيسه منذ ظهور الخميتي ثم ابن لادن ثم نصر الله وغيرهم هي لعيبه امريكيه واضحة المعالم لكي تبقي امريكا الدول العربيه والاسلاميه في حالة التخلف والتعلق بماضي يعود الى الاف السنين بغية السيطره عليهم لسنين طويلة اخرى فسيطرة اصحاب العمائم البيضاء او السوداء على مقاليد الامور في الدول العربيه والاسلاميه هي خطه ذكيه لسيطرة الجهل والخرافات والاميين على مقاليد الامور سيبقى هذه الدول في هذه الحال لمئات السنين مما يتيح لدول الغرب السيطره على العالم بدون منازع

تخلي الليبراليين
يونس حميدو -

اكتساح المعممين للساحة السياسية ناجم عن فراغ هذه الساحة من قوة اجتماعية سياسية تنويرية وحداثية تنافسهم ببرامج مستمدة من تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة والمساواة. نخبتنا التي تزعم أنها ليبيرالية، ترحب بالمحتل، وتفرش له السجاد، وتشتغل مرشدة له، ومتطوعة في صفوف جيوشه لإحكام السيطرة على شعوب المنطقة. حينما يبادر أي شخص، أو اي جماعة، إلى نبذ الاحتلال، والدعوة لمواجهته والتصدي له، يجد على الفور من يتجاوب مع دعواته وينضم إلى صفوفه. ولن ينفع الليبيراليين العرب الجدد لغة التفجع والعويل، فلقد تخلوا عو واجبهم نحو شعوبهم حين قرروا التحول إلى أبواق تصدح بخطب المحتلين..

صح%
دينا -

والله كلامك صحيـــــــــــــــح

انتم السبب
AHMED -

حالة اليأس التي يعيشة المواطن العربي وفاشل باقي التيارات هو السبب الاساسي لنمو التيارات الاسلامية بجميع اشكلها.مشكلتنا ان المنضرين السياسين لا يملكون من السياسة شي .

بارك الله فيك..
ابو عامر -

بارك الله فيك العمامة السياسية سوداء کانت ام بيضاء

طيب وبعدين
علي حسن -

سبحان الله صار عندنا الالاف من المفكرين والكتاب والمحللين حتى صار عددهم يقارع المطربين والكومبارس في الفيديو الكليبات العجرمية والوهابية (نسبة إلى هيفاء وهبي)...يحللون ويكتبون وهم يعتمرون القلنسوة العبرية ويقرمشون الدجاج المقرمش ذو النكهة الامريكية من العم مكدونالد والاخت هارديز....عموما لم يتحفنا إلى الان احد من هؤلاء الكتاب بحل او فكرة لإخراجنا مما نحن فيه من وهن وضعف وانبطاح لمن حولنا من القوى المحيطة بنا....اتمنى ان يلقي هؤلاء الكتاب مافي ايديهم من اقلام فرنسية راقية ويرمون ربطات العنق الايطالية الممتازة ويشد على زناد البندقية او مقبض السيف للثأر ممن يتخطفنا ويستعبدنا من الامم بدلا من الصيح والدعاء بالويل والثبور وعظائم الامور ..اليس السيف اصدق انباءا من الكتب وفي حده الحد بين الجد واللعب..؟....ام ان ايديهم صارت ناعمة ولم تعد قادرة على الفعل...وبقيت الثرثرة الفارغة...؟؟؟اللهم انصر كل مقاومة شريفة في كل اصقاع العالم

أين الوثائق؟
salem hassun -

الأخ داود ... لقد شوقتنا في موضوع ارتباط بعض القيادات البارزة في الإئتلاف العراقي بمخابرات صدام، ووعدت بنشر وثائق ومنذ ذلك الوقت ونحن نتظر...

حتى الدعارة (محجبة)!
كركوك أوغلوا -

وتم أخفاؤها بالحجاب والبرقع ؟؟!!..من يجرأ أن يطلب منهن أظهار وجوههن في أي مكان أو يتعرف الزوج لزوجاته من قريب أو بعيد ؟؟!!..

العمائم لعبة امريكا
ابن الرافدين -

هناك نظامين اعتمدتهما امريكا لأخضاع الدول العربيه والاسلاميه لسيطرتها وهم اصحاب العمائم السوداء وهم الحمائم بنضر الامريكان واصحاب العمائم البيض وهم السنه ويعتبرون الصقور وهم اشد ارهابا وفتكا من الشيعه وفي الاخير سوف يبقى احدهما ويزول او يضعف الاخر بعد ان تتمكن امريكا من ضرب الطرفين احدهما بالاخر ليبفى واحدا منهم وهم الحمائم لكي تسمح لهم بأنشاء انظمه دينيه متخلفه مع الاحتفاظ بعلاقات جيده معها كما يحدث اليوم في العراق وسينضوي تحت لوائها النظام الايراني بعد ان تحل المشكله النوويه وعزمها الحصول على القنبله لتأمن امريكا امن اسرائيل وبعد ان تتمكن من ايران فسيتبعها حزب الله وسوريا وهكذا ستكون خارطة الطريق الجديده لأمريكاوهي سيطرة المعممين الشيعه على الشرق الاوسط والخليج الفارسي ثم السيطره على دول الخليج بعد ان تهمش باقي الدول العربيه وجعلها تحت مستوى الدول الفقيرة لتبقى تعاني من اضطرابات ومشاكل اجتماعيه واقتصاديه كما يحدث اليوم في مصر التى هي من اكبر الدول العربيه ومحاولة اخوا ن المسلمين فيها السيطره على مقاليد الحكم مستغلين مشكله الغلاء فيها والفقر لعبة امريكا اليوم هي استغلال اصحاب العمائم والاعتماد عليهم للسيطره على العالم الاسلامي والعربي

ايران = اسرائيل
اقتباس..؟؟؟ -

اعتبر النائب انطوان اندراوس بأن "إطلالات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، هي نذير شؤم على اللبنانيين بحيث ومع اي اطلالة او خطاب للسيد يدفع المواطن اللبناني الكلفة الامنية والاقتصادية وتتحول شوارع بيروت الى مرتع وهذا ما حدث بعد خطابه امس". اضاف: "لماذا لا يعلم السيد نصرالله بشار الاسد الاستراتيجية الدفاعية، ومعلمه الممانع بات على قاب قوسين من الصلح مع اسرائيل. عجباً لسيد المقاومة لقد شطح في خطابه كثيرا فإيران تتواصل مع الولايات المتحدة واوروبا بشأن المفاعل النووي وثمة تقدم كبير في هذا الاطار، في حين ان دولة الممانعة وبلسان قادة البعث تقدمت كثيراً في مفاوضاتها مع اسرائيل، بينما السيد لا يريد إلا القتال والمقاومة من لبنان الى فلسطين والعراق من دون إغفال القتال في شوارع بيروت".

ليست العمائم
خوليو -

المشكلة ليست بالعمائم بل بالنبع الذي ينهل من مياهه أصحاب العمائم والسماحة وطلاب المدارس الدينية، من ذلك النبع شرب حزب طالبان وتشرب منه كل الأحزاب الدينية في كيفية الحكم بشرع الله ، هذه هي المشكلة الحقيقية التي لايريد أحد الخوض فيها، الحل: النهل من مدارس حقوق الإنسان لتنشئة جيل عصري قادر على تفهم مشاكل هذا العصر، عندها لاتستطيع أية جهة السيطرة عليه، إذا لم يكن المرء قادراً على تشخيص المشكلة، فكيف سيحلها ؟

عمائم
ابن العراق -

حكومة العراق المنصبه ......... هي نموذج حي للرجعيه والفكر الظلامي المتأخر الذي يسخر الدين من اجل المصالح الشخصيه وجعل الشعوب قطعان تعيش على فتات هؤلاء الذين هم من زمن الافكار الطوطميه البليده

مليشيات وعمائم
خضير محمد -

شكرا استاذ داوود ...تصور ان امريكا بكل عظمتها وسمعتها وقدراتها السياسيه والعسكريه وغيرها وتتعامل وتدعم حكومه مثل مواصفات حكومة المالكي المتكونه من الايرانيين ... وتتعامل مع احزاب ايرانيه مما جعل العراق ينقلب من دوله الى مافيات ودم وتهجير وطائفيه ..اليس هذا هو من اجل مصالح امريكا البتروليه التي سوف تقوم هذه العمائم بقديم اي شيىء وكل شيىء للامريكان مقابل بقائهم على راس السلطه والضحيه هي الشعوب المغلوبه ... نحن نعيش عصر الفضاء والأنترنيت وحكومه الاحتلال تظحك على عقول الناس بالمظلوميه والعدل والمساواة والامن والاقتصاد ولكن انصدم الشعب بهذه العمائم التي ارجعت العراق الى الفين سنه ,,,,اليست هي المصالح ...شكرا للكاتب والى المزيد لفضح هذه العمائم الزائفه وجعل الشعوب تعيش بسلام بعيدا عنهم

أصبت الحقيقة
وضاح حوراني -

تحية لأبن الرافدين فقد أصبت الحقيقة التي تغشى على عيون الملايين وبكل أسف وما صنعه المقبور حافظ الأسد ووريثه حليف عمائم إيران إلاّ أكبر شاهد على ما تقول لأن ما قدمه حافظ الأسد لأسرائيل لا يحلمبه حاييم وايزمن مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة.ولقد كانت سورية واسرائيل الدولتين الوحيدتين اللتين دعمتا ايران أثناء حربها مع العراق . ودعنا نقول: ولله في خلقه شؤون. شكراً إيلاف