الحجاج الأقباط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"حج مبرور وذنب مغفور" و"سعي مشكور"، كلمات تهنئة للحجاج المسلمين بعد تأدية فرائض الحج بالمملكة العربية السعودية، ولكن هناك نوعين آخرين من الحجاج هم الحجاج الأقباط ومنطقياً لن تناسبهم الكلمات المعهودة "حج مبرور وذنب مغفور" و"سعي مشكور"، ليس لأنهم أقباط فقط بل لأن زيارتهم أو حجهم ليس لمكة أو المدينة، بل للسفارات المصرية في البلاد المقيمون بها. وهناك نوعين من الحجاج الأقباط.
أنواع الحجاج الأقباط:
النوع الأول:
حجاج أقباط دائمين على السفارة المصرية لهم علاقات عمل أو مصالح مع الحكومة المصرية، وتستخدمهم السفارة المصرية لنفي الاضطهاد الواقع على إخوانهم في مصر، وتجد أسمائهم على قائمة المدعوين لحضور المؤتمرات الحكومية المصرية، مثلهم مثل بعض اليهوذات أصحاب المصالح في مصر وهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر "ما لجرح بميت إيلام"!!
النوع الثاني:
بكل أسف هم نشطأء العمل القبطي وحقوق الإنسان في بلاد المهجر ومن العجيب والغريب والمريب أيضاً بعد كل عمل يقومون به من مسيرات أو مظاهرات أو احتجاجات يذهبون إلى الحج في السفارات المصرية بالبلاد المقيمين بها لتقديم مطالب الأقباط ومشاكلهم للسفير المصري فيصبح سعي الأقباط مفقود لعملهم المبروك بدعوى تسليم شكاوى الأقباط ومطالبهم للسفارة المصرية، وبذلك فنشطاء العمل القبطي يفقدوا قيمة عملهم نتيجة للأسباب التالية:-
أولاً: مشاكل الأقباط معروفة تمام المعرفة للأجهزة الأمنية والسلطة المصرية لأنها تحمل شهادة "تنفيذ وإخراج وإنتاج السلطة المصرية"، فالسلطة هنا من رئيس الجمهورية إلى آخر مواطن يعمل في الأجهزة الأمنية والحكومية، مروراً بكل وزارات مصر.
ثانياً: السفير أو مستشار السفارة المصرية هو عبارة عن ساعي أو كما يقول كبيرنا المهندس عدلي أبادير يوسف "ساعة أوميجا" لا تقدم ولا تؤخر، ولا ننسى قول السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرية في تصريح لجريدة الشرق الأوسط اللندنية "واضع السياسات هو الرئيس وكل من يخرج عن الخط يقال (يفصل)".
ثالثاً: في بلادنا التعيسة نعيش تحت حكم "One man show"، فكل أجهزة الدولة تعيش بفكر السيد الرئيس ولا يستطيع السفير أو القنصل سوى إرسال تقرير يومي أو أسبوعي بخطاب مدح للسيد الرئيس وكلمة "كل شيء على ما يرام يا ريس".
رابعاً: إن حكام المنطقة لا يخافون الفحشاء، بل الفضيحة، فبالأولى أن نـُركز على فضح النظام في المحافل الدولية بالوقوف أمام سفارات الدول القائدة للحريات في العالم لفضح التعصب والعنصرية والاضطهاد الديني الذي يعانيه الأقباط بدلاً من تسليم خطاب للسيد السفير المصري.
خامساً: السفارة المصرية تعلم علم اليقين عن أي عمل للأقباط في المهجر قبل قيام العمل نفسه سواء كان وقفة احتجاجية أو مظاهرة أو مؤتمرات "قبل البدء في العمل أو الإعلان عنه" من بعض العملاء لأن "يهوذا لم يمت"، وبذلك فإن تسليم عريضة لساعي البريد "السفير" لا تقدم بل تؤخر.
سادساً: زيارة الحجاج الأقباط للسفارات المصرية يضعف من قيمة أعمالهم العظيمة مثل من ينفخ إطار سيارته وفي لحظة بمسار يفرغه، لأن سيادة السفير هو أداة من أدوات النظام يسعى لتجميل النظام، وكل ما يستطيع سيادة السفير تقديمه لنا إظهار مشاعر تعاطف مزيفة لامتصاص الغصب القبطي في الخارج ولتهدئة مشاعر أقباط المهجر -كما يطلقوا عليهم- وهذا ليس حباً في أقباط المهجر ولكن علمهم علم اليقين بما يمكن أن يفعلوا أقباط المهجر من فضح النظام أمام العالم أجمع.
سابعاً: المستفيد من زيارة الحجاج الأقباط للسفارات المصرية رجال المخابرات الذين يسعون لتدجين العناصر المؤثرة في العمل القبطي والحقوقي والمعارضة القبطية في الخارج الساعية لرفع الاضطهاد الواقع على أهلنا في مصر.
أخيراً هناك الكثير جداً من أوجه الاعتراض على زيارة السفير المصري بعد قيامهم بأعمال قوية وعظيمة، فكيف يشكو المضطهد لآلة من الآلات اضطهادنا؟! كيف نشكي لجلادينا؟ كيف نشكي لمضطهدينا؟! كيف نشكي لمن يسعى لاختراقنا ويحاولون تشتيت الوحدة -ولا ننسى أن السفير المصري لا حول له ولا قوة؟! "ساعة أوميجا".
أخيراً فإن كلمة حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور تليق للحجاج المسلمين فقط، أما الحجاج الأقباط "حجاج السفارات المصرية بالخارج" مرحباً بهم السفير بقوله "سعيكم مشكور"، ويردد الأقباط المضطهدين بعلو صوتهم "لا ذنب مغفور أبداً.. بإذن الله"
من له أذنان للسمع فليسمع
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com