أصداء

الحية والتيس!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

العلاقة بين الحيوان والإنسان علاقة حبٍّ من طرفٍ واحدٍ, فالإنسان هو من يتطفّل و"يتسلتح" على الحيوان من خلال افتراس لحمه وشحمه.. بل وطعامه أيضاً, أو من خلال استخدامه في الركوب والحرث, أو عبر استعارة أسمائه وصفاته وأوصافه!
إننا لا نجد مثلاً تيساً يقول لولده: هيا شدّ حيلك وكن رجلاً, ولا تسمع بقرة تقول: هيا كوني فتاه مطيعة.. في المقابل نجد الإنسان يقول لولده: يا بنيّ كن ذئباً شجاعاً, وتسمع أماً تقول لطفلها: أريدك أسداً لا يغلبك أحد.


أما اتصاف الإنسان بصفات الحيوان, فهي ديوان عريض, حمله التراث لنا عبر مئات السنين, ليكون سجلاً ضخماً شاهداً على إعجاب الإنسان بالحيوان!


فالعيون الجميلة هي عيون المها, التي كانت بين الرصافة والجسر, والرشاقة كالغزال, والتناسق كالظبي, والمرأة كالفرس الخ..
إنك لا تسمع ثوراً يتغزّل ببقرته قائلاً لها: عيونك مثل عيون ليلى, أو جفون سلمى، لأن مستوى الجمال البشري متواضع, لا يرتقي لمقاييس الجمال عند الثور!


أما في الأسماء فحدّث ولا حرج, هناك من الرجال من اسمه كلب وكليب وأسد ونمر وجمل وحصان وعصفور.. لكن لا تجد حيواناً يسمي نفسه بخالد أو صالح أو سليمان أو فريد!


وطالما أن البشر يستعيرون من الحيوان الأوصاف والصفات والأسماء, فلماذا يغضبون عندما يُوصفون ببعض تصرفات الحيوان, أو يُشبّهون بشكل من أشكال الحيوان, رغم أن الأمر لا يستحق الغضب, لأنها صورة تشبه صورة, وليس عقل يشبه عقلاً!
ومثلما يقولون إن شجاعة فلان كشجاعة الأسد, لماذا يغضب بني البشر عندما يقال لواحِدهم أن لحيتك كلحية التيس, وكلا اللحيتين تنبتان بشكل فطري وطبيعي، دون أن يضيف ذلك شيئاً للحيوان أو ينتقص شيئاً من البشر!
قد يظن ظانٌ أن هذا التشبيه من إنتاج العصر الحديث, وهو ليس كذلك, بل هو مغروس في عمق الزمن, ويبلغ عمره أكثر من ألف سنة!


فهذا الإمام مالك يقول: قرأت في بعض الكتب: "لاَ تَغُرَّنَّكُمُ اللِّحَى, فَإِنَّ التَّيْسَ لَهُ لِحْيَةٌ)!
وفي كتاب "التدين والنفاق" للشيخ العاملي يقول المؤلف في صـ118: (ذُكر أن تركياً مرّ قرب مسجد في أحد أحياء "المدينة" فسمع واعظاً يُلقي موعظة يعجز عن فهمها طلاّب العلم فكيف بالتركي؟ ومع ذلك أخذ التركي يبكي بصوت مسموع, فانتبه الناس عند ذلك إلى حالته, واستفسروا منه عن سبب بكائه, فقال: أملك في قريتي قطيع ماعز, وفي هذا القطيع تيسٌ أحبّه حباً جماً, ولي في هذه المدينة مدة طويلة, ولم أر ذلك التيس.. وعندما رأيت الواعظ الآن ذكّرتني لحيته وهي تهتز بلحية التّيس الذي أفتقده كثيراً ولهذا السبب غلب على البكاء)!


اللهم ارحم أهل اللحى ومحلوقيها.. "آمين"!


أحمد عبد الرحمن العرفج
Arfaj555@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عفوا أستاذ عرفج
أحمد عبد الحميد علي -

هل قصدت في العنوان (الحية والتيس) الأفعى وذكر الماعز. أم أنك قصدت (اللحية) أي الشعر الذي ينبت في الذقن؟ يرجى التوضيح.

اللحيه والتيس
فاعل خبر -

اللحى كانت عند العرب رمز الفخر وربما تداينو الى اجل مسمى ولايجدون رهان الا بشعرات من لحاهم ياخذا حتى يفى صاحبه بدينه وجاء الاسلام وكرم االلحا ففى رواية عن عائشة رضى الله عنها قولها والله الذى زين الرجال بلحاها والنساء بشعرها اما قولك ان اللحية تنبت حتى فى التيوس والغزلان فلاغبار عليه خلق الله ولاكن الانسان كرمه الله بالعقل

مكانس البلدية
م.شيمحدي -

هذه مكانس وليست لحى ويفترض على كل بلدية الاستفادة منها لكنس الطرقات عللى الاقل نستفيد منها بدل ان تبقى اعشاش للقمل والقذارة. وقد تستعمل لصنع حبال الشعر والله اعلم

-
مقال -

و شو العبرة المرجاة من المقال أعلاه؟؟؟