أصداء

سَجنْتُم المسيحيين، لكن ماذا عن الصينيين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مشهدان، أريد من القارئ أن يتأمّلهما ثم يمكنه أن يحكم بكل استقلالية:

1) تشهد محكمة الجنح في مدينة (تيارت) غربي الجزائر محاكمة ستة مسيحيين -ارتدوا عن الإسلام- وتحولوا إلى مبشرين، إضافة إلى متهمة جزائرية أُلقيَ عليها القبض - مُتلبّسة - بتوزيع الأناجيل دون رخصة حكومية. النيابة العامة طالبت بتغريم المتهمين وحبسهم سنتيْن سجنا نافذة، هذه القضية أثارت ضجة إعلامية دولية.

2) عناوين الصحف الجزائرية في كل مرة تزفّ لنا أخبار دخول صينيين -يعملون بالجزائر- إلى الإسلام، ونتشر تفاصيل إعلانهم الشهادة في أحد المساجد وسط ترديد عبارات التكبير والتهليل.

بهذا المنطق المقلوب فإن الداخل إلى الإسلام، إنسانٌ حرٌ في معتقده وبطلٌ عالمي. أما المبشرين بالمسيحيين فهم مرتدون خونة وجبت محاكمتهم، والسيف المُسلّط على رقابهم هو: القانون الجديد الذي سنّتْهُ وزارة الداخلية الجزائرية والذي يُحدد التّعامل مع الديانات السماوية غير الإسلام.

إذا طُبّق هذا القانون في بريطانيا على سبيل المثال فإن أي مسلم يحمل مصاحف القرآن الكريم يكون معرّضا للمساءلة وللسجن. وأيُّ رجل أعمال مسلم يشتري كنيسة بنيّة تحويلها الى مسجد وجَبت ملاحقته!

هنا أتساءل عن ردة فعل المسلمين المرتقبة حول العالم إذا عكسنا الآية؟ خصوصا مع موضة التباهي باعتناق الغربيين للدين الإسلامي فرادى وجماعات.

لا أريد هنا بأن أدخل في الجدل حول ما أُطلق عليه شعبية الإسلام المتنامية بعد أحداث سبتمبر- أيلول، لأن أي عاقل يعلم جيدا أن أغلب المتأسلمين (خصوصا المتخرجون من الجامعات) مكلفٌ من طرف مخابرات بلاده باختراق الجماعات الإسلامية فهذا ليس موضوعي اليوم.

أعود إلى إسلام العمال الصينيين في الجزائر الذي ثبُت وبالوثائق أن اعتناقهم للإسلام ماهو إلا التفاف على القوانين الجزائرية التي تمنع الأجانب من حق التّملك، وتحرم غير المسلمين من الزواج بالجزائريات، فالدخول إلى الإسلام يفتح الباب أمام الزواج ببنت البلد وامتلاك العقارات والمحال التجارية، وهذا التحايل على القانون من المفترض أن يؤدي إلى السجن وتحمّل غرامات مالية.

المتثاقفون أمطروا الجماهير بتحليلات تفتقد إلى الدقة والموضوعية وبرروا سجن المسيحيين بحجة أن العدو اللدود للإسلام وللجزائر: فرنسا، هي التي تقف وراء حملات التبشير في الجزائر لخلق أقليات مسيحية بغرض زعزعة شأن الدولة العظيمة.

وهنا لا يسعني إلا أن أسرد بعض المعلومات المتوافرة عن علاقة السلطات الصينية بالديانة الإسلامية:

تقول مصادر حقوقية وأكاديمية إن الصين من أكثر الدول معاداة للإسلام في العالم ولها سجل كبير في قمع الأقليات الإسلامية في قُطرها. أما عن تحالفها مع النظامين الإيراني والسوداني فهو من قبيل المصالح التي تفرضها السياسة الدولية ومحاولة استغلال مناطق غنية بالثروات الطبيعية خارج دائرة النفوذ الأمريكي. وبما أن نظام بكين يتبنى الثقافة الكنفوشيوسية (نظرية تقول إن الليبرالية والديموقراطية الغربية غير صالحة لحكم الشعوب في آسيا) فهي تقمع أي حركة دينية تُنافسها الزعامة في الحكم أو يلتف من حولها المواطنون.

من أكبر الأقليات المسلمة في الصين:(الوغيري)، التي تسكن في إقليم كسينجيانغ، والتي تنحدر من أصول تركمانية يبلغ تعدادها سبعة ملايين مسلم، ويتعرض أفرادها لقمع وحشي من طرف السلطات التي لا تتوانى في نشر كاميرات مراقبة في كل جوامع الإقليم لملاحقة من تشتبه في ولاءاته.

الصين ليست عدوة الديانة الإسلامية لوحدها فهي لاتريد المصالحة مع الفاتيكان ولا تسمح له بتعيين أساقف كاثوليك. وتنعت زعيم إقليم التّبتْ بالإنفصالي، لأن سلطة (الدالاي لاما) الدينية تنازعها في الحكم.

أيها المتثاقفون: إن الصينيين لم يدخلوا الإسلام حبا فيه (على الأقل في هذا الظرف) والجزائريون لم يعتنقوا المسيحية خيانة لوطنهم، فالحكم العاطفي على الأحداث هو الذي أبقانا في قاع الجهل والظلمات،

ومن المفترض أن تقوم النخبة بقيادة وترشيد الشعوب وليس العكس، ومصلحة شعوبنا تكمن في إعطائها مجالا واسعا من الحرية لفهم الواقع الذي تعيشه بعيدا عن نشر الكراهية بين الديانات أوالتطبيل والتزمير لأوامر البلاط.

سليمان بوصوفه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تطبيق بدون تفكير
سعيد السالم -

مشكلة أغلب المسلمين أنهم خاضعين لسياسة التلقين، ويتوارثونها اباً عن جد فهم يحاسبون ويعاقبون بدون ادنى تفكير وكأنهم كاملين، وحقوق الانسان طبعاً معدومة في جميع الدول العربية الا ما ندر.الشكر للكاتب.

كما في مصر وبقية
كركوك أوغلوا -

الدول العربية , فالحكام يتساهلون مع المتأسلمين للأحتفاظ بكراسي الحكم بدون الطعن في شرعيتهم ؟؟!!..

المعامله بالمثل
مسيحي -

قبل ا يام قرأت على ايلاف ان كردينال من الفاتيكان احنج على الاتحاد الاوربي بسبب منحه تأشيرات دخول للمسيحيين دون المسلمين وطلب منهم عدم منح هذه التأشيرات على الهويه الدينيه الاتحاد الاوربي رفض الانصياع لمطاليب كنائس وجمعيات واجزاب دينبه لمنح المسيحيين العراقيين اللجوء الى المانيا وفرنسا ومساوات الجميع دون النضر الى ديانة اللاجىء فعلينا ان نجد الفارق الكبير مابين تعامل الدول الاوربيه والفاتيكان مع المسلمين وكيف تتعامل الدول العربيه مع الذي يعتنق الديانه المسيحيه في الجزائر على الاتحاد الاوربي الاخذ بنضر الاعتبار مثل هذه المعامله السيئه مع المسيحيين في الجزائر ومع من يعتنف هذه الديانه والتعامل مع الجائر ومواطنيها بالمثل لأن التسامح الى هذه الدرجه لاينفع مع هؤولأء الناس وعليه نطالب الاتحاد الاوربي اعطاء الاولويه للمسيحيين طالبي اللجوء الى اوربا قبل غيرهم

...........
الأوراسية -

لا نريد التبشير والتنصير وإعطاء ملكية الأراضي للأجنبي في أرضنا يا سي بوصوفة فما أنت فاعل ؟؟؟

الى الاوراسي
ابراهيم -

اذاً يحق لفرنسا ان تمنع التبشير الاسلامي ومنع تملك الجزائري وطردهم الى بلادهم. انتبهوا يا جهلة لانكم تعتقدون ان الاوروبيين غير قادرين للرد على هكذا مواقف ولكنكم مخطئون لانكم بكل بساطة جهلة ومتخلفون

هذا الموجود......
محمود شاكر -

والله اخي هذا الموجود ... نحن العرب والمسلمين نريد الدنيا لنا فقط وليذهب الباقون الى الجحيم ... نطبل ونزمر اذا دخل ديننا احد .. ونقتل ونذبح اذا غادرنا احد .... حتى ولو كان مجرما او فاشلا او مريض نفسيا ... اهم شيء ان لا يغادر الاسلام ... وكأن الاسلام متوقف عليه ...

حد الردة
زنفل -

لا يوجد في اي دين في العالم ما يسمى بحد الردة سوى في الدين الاسلامي ، و الغريب ان كثير من المتأسلمين يتشدقوا بحرية العقيدة ، اي انسان من حقه الدخول في الاسلام ، و من حق المسلمين الدعوة للدين الاسلامي حتى في اوروبا و امريكا ، و لكن لا يحق لاحد ان يدعوا لدينه في بلاد المسلمين ، ما هذا المنطق المفلوط ، لماذا كل هذا التعالي و التمييز بين الناس ؟ .

هكذا انتشر الاسلام
مدمن ايلاف القبطي -

يستغل المسلمون منذ بداية الدعوة تسامح الاخر وانشغالة بمصالحة لسيطرة ايدلوجيتهم والتاريخ يعيد نفسة وسينتصرالمسلمون لانهم يعملوا بروح واحدة والباقي منشغل بمشاحناتهم مع بعضهم بعضا واصبح للمسلمين في العالم قوة سياسية بترودلارية وهو ما يهم الغرب الذي الحد من زمان والامل الوحيد في عودة المسيح ولا شئ اخرز والارهاصات والدلائل كما تنباء بها المسيح تحدث تباعا زلازل وفيضانات واعاصير وبراكين واضطهاد للمسيحيين وهذا ما يحدث وما قالة المسيح تماما في كل الاناجيل

مغرض
مسيحى -

من يقول هذا الكلام مغرض فانا مسيحى و اعيش فى مصر و بعيد عن الحكومه نعيش فى حريه مثل المسلمين و بل اكثر من بعضهم المتشددين الذين يلاقوا عنفا و تميزا من الامن اكثر منا و كذلك نتعايش مع المسلمين فى حب و وئام نأكل و نشرب معهم و اعز اصدقائى مسلم لم يطلب منى ان اترك دينى و لم اطلب منه ترك دينه و الحقيقه ان المشكله فى مثل هذا الكاتب و من على شاكلته من المسلمين المتشددين و المسيحيين الاوصوليين ....شكرا

دين الله واحد
مواطن -

إن الله لم ينزل الديانات السماوية تباعاً كي نتنازع ونختلف فيما بيننا، بل عندما يبتعد البشر عن الله وينسوا تعاليمه، ينزل الله الديانات رحمة منه حتى تهديهم إلى الطريق الصحيح..... المشكلة هي في التعصبات التي تعمي أعيينا ولا تجعلنا نرى أبعد من أنوفنا، أزيلوا كل هذه التعصبات حتى تستطيعون ن تروا بأعينكم لا بأعين رجال دينكم.