أصداء

من لا يملك طعامة لا يملك حريتة وارادتة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اذكر هذة العبارة الحكيمة للرئيس مبارك فى بداية عهدة فى الحكم .. قالها الرجل عن قناعة تامة لابناء شعب مصر منذ عشرين عاما او اكثر محذرا المصريين بان بلدهم ان لم تستطيع توفير وتلبية احتياجات ابناءها من الغذاء فانها لن تستطيع امتلاك حريتها كاملة او استقلاها.وقد سعى الرئيس فى بداية حكمة لتحقيق هذا الهدف الا وهو الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية ولكن مع الزيادة الخطيرة المستمرة فى تعداد السكان فشلت هذة المحاولات فشلا ذريعا لدرجة انة صار الاعتماد على ما تنتجة الاراضى الزراعية والفلاحين المصريين من سابع المستحيلات اما الاعتماد على دول العالم الخارجى لاستيراد الغذاء فقد صار امرا لا مفر منة او بديلا عنة فى الوقت الراهن او المستقبل القريب.


واليوم وبعد مرور عشرين عاما او اكثر على تصريح الرئيس نجدة للاسف بدلا من الاعتراف بعجزة وفشل نظامة ووزراءة فى معالجة الاسباب الرئيسة التى ادت الى ازمة الغذاء الخطيرة التى تتعرض لها مصر حاليا .. نجد سيادتة اليوم يلقى باللوم والمسئولية على دول الغرب وتحميلهم مسئولية ما تتعرض لة مصر وافريقيا من مجاعات وازمات غذائية !!


لقد احسن الرئيس مبارك عندما حذر شعبة فى بداية حكمة من عواقب عدم تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء ومغبة الاعتماد على الدول الاخرى من اجل توفير الطعام لهم ولكن بحكم موقعة والسلطات الدستورية والقانونية والتنفذية المخولة الية فانة بغض النظر عما صرح بة او حذر منة يظل المسئول الاول والاخير عما يتعرض لة امن مصر الغذائى حاليا من مخاطر وصعوبة حصول الغالبية العظمى من المصريين على السلع الغذائية الرئيسية والضرورية باسعار مناسبة تتماشى مع دخولهم المحدودة المتواضعة.


لقد كان من الواجب على نظام الرئيس مبارك العمل بكل جهد وقوة على زيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر وفى نفس الوقت التصدى لمشكلة زيادة السكان التى كانت ولا تزال من اخطر المشاكل التى تواجهها مصر .وقد كان اولى بالرئيس مبارك بدلا من تحميل مسئولية الارتفاع الكبير فى اسعار المواد الغذائية على الدول الغربية القاء المسئولية على الدول المصدرة للبترول التى رفعت اسعارة بطريقة مجنونة ادت الى زيادة رهيبة فى تكلفة المنتجات الزراعية وشحنها الى اسواق العالم.


لقد كانت الدول الاوروبية واستراليا وامريكا وكندا يصدرون اللحوم والسلع الزراعية والنتجات الغذائية الى دول العالم والدول ومنهم مصر باسعار معقولة للغاية لعشرات السنيين الى ان فوجئنا منذ عام او اكثر بالارتفاع المجنون فى اسعار البترول فبعد ان كان البرميل يباع بعشرين او خمسة وعشرين دولار منذ اعوام قليلة وصل اليوم لاكثر من 150 دولار .. ومن ثم لم يكن هناك مفرا امام الدول المستوردة للطاقة سوى رفع اسعار المحاصيل الزراعية وبقية المواد الغذائية بالمقابل.


اننى كنت اتمنى لو قام الرئيس مبارك بالدعوة الى مؤتمر عالمى لحل مشكلة الارتفاع الحاد فى اسعار الوقود او على الاقل مناشدة الدول المنتجة والمصدرة للبترول وفى مقدمتهم دول صديقة لة مثل السعودية والكويت وليبيا وغيرهم بخفض اسعارهم العالية لان هذا الارتفاع الغير معقول يعد من اهم الاسباب التى ادت الى ازمة الغذاء فى كثير من دول العالم ومنهم بالتحديد مصر التى اصبح الكثيريين من ابناءها يجدون صعوبة فى الحصول على رغيف الخبز او سلعة شعبية مثل العدس او الفول المدمس.


والحقيقة يبدوا ان الرئيس مبارك وسط مشاغلة الكثيرة محليا وعالميا وبصفة خاصة انشغالة بايجاد حل لمشكلة اخوتنا الفلسطنيين منذ ان جلس على عرش مصر فى عام 1981 وحتى الان ..يبدو انة لم يعد يتذكر او يذكر ما قالة فى بداية حكمة الا وهو ان من لا يملك او ينتج طعامة لا يملك بالتالى حريتة وقرارة .. ولو كان سيادتة كتب هذة الكلمات البليغة الحكيمة التى قالها لشعبة وووضعها فى برواز وعلقة على حائط مكتبة لما كان حال مصر هكذا الان من ذل وفقر وهوان.

صبحى فؤاد
استراليا
sobh@iprimus.com.au

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نحن ........
هايم نايم -

مشكلتنا اننا لا نحس بالباقي ... نريد زيادة اسعار النفط الذي وهبنا الله به ويخرج من باطن الارض طواعا ... ولا نقبل ان يزداد سعر الدواء والمكائن والعدد والدراسة والغذاء ... مع انه لا نقبل ان نزرع ولا نتعب ... بل نطالب ونشجب ونلعن ونبكي فقط اذا ازدادت الاسعار ... كل شيء اصبح علم حتى الزراعة التي اوجدناها نحن لا زالت عندنا بدائية واصبحت عندهم علم متطور جدا ... وهذا موضوع طويل وشائك لا يتحمل هذا التعليق ....

نفط وطعام وخمر
مفارق الدجل -

كنت أتمنى من السيد صبحي أن يتحرى الدقة في المعلومات التي يلقي بها في وجوهنا، فسعر الدولار لم يصل بعد مائة وخمسين دولارا للبرميل، ولا علاقة لارتفاع سعر البترول بارتفاع أسعار الغذاء، ولعله إذا كان تابع مؤتمر روما الذي بدا أمس، يعلم أن ارتفاع أسعار الغذاء عالميا له اسباب أخرى غير تلك التي تحرق قلب السيد صبحي حقدا على السعودية، ولاأدري ماعلاقة الرئيس مبارك بارتفاع اسعار النفط جتى يناشد الإخوة في الرياض بتقليل سعره، يا عم صبحي، الرئيس الفنزويلي شافيز قال قبل شهور إن سعر برميل النفط أقل من سعر برميل الخمر، فهل تريدون الوقود ام الخمر؟

الشماعه
طارق -

وضع الكاتب أصبعه على نقطه هامه: الاعتماد على النفس و الهدف أو الأمنيه التى لم تتحقق. بالطبع هناك الكثير مما لم يتحقق فى عهد مبارك. أما الشماعه الجاهزه فهى اتهام الآخرين سواء الدول المنتجه للغذاء أو الدول المنتجه للوقود و سيادة الرئيس يتهم و يوجه الغير بينما هو عاجز عن تحقيق نهضة شعبه. و مقارنه بسيطه بتقدم الصين و الهند و البرازيل و كوريا الجنوبيه و حتى ماليزيا و سنغافوره الخ فى زمن رئاسة مبارك لمصر و تقدم مصر, يثبت فشله التام.