أصداء

عذرية المسلمات في شباك الإسلاموفوبية الجديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما الذي يجعل الإعلام وجزء من المثقفين و السياسيين الفرنسيين يقيمون الدنيا و لا يقعدونها من اجل قضية ''بطلان زواج'' رفعها شاب مسلم على زوجته بعد أن اكتشف ليلة الدخلة أنها ليست عذراء كما زعمت.


هل أصبحت الحياة الشخصية لمواطن عادي مُهمة لهذه الدرجة حتى تحتل صفحات الجرائد وأخبار القنوات، وتستدعي تدخلات السياسيين و رجال القانون و المجتمع المدني..؟ أم لأن الخبر يتّعلق بمسلم و مسلمة و عذرية و أشياء من هذا القبيل.


استعجبت حين رأيت هذا الخبر يأخذ كل هذا الحّيز من الاهتمام، فالبلد يغرق في مشاكل البطالة و تدهور القدرة الشرائية و الإضرابات ووو..و الصحافيون لا حديث لهم سوى ذالك المسلم الذي طلقّ زوجته لأنها ليست عذراء.. حيث خصصت صحيفة عريقة ك''لومند'' صفحتين كاملتين لمعرفة ما إذا كان الإسلام يمنع فعلاً زواج المسلمين من غير العذارى، أما ''لوفيغارو'' فخصّصت مثلهما لتحقيق حول انتشار عمليات ترقيع غشاء البكارة التي تزعم أن الفتيات المسلمات أصبحن يلجأن لها ''بكثرة''، كما فتحت الإذاعات أمواجها لشهادات مواطنين مذعورين، هالَهُم أن تأخذ محاكم الجمهورية بعين الاعتبار عقليات المسلمين وتقاليدهم البالية. بينما ضّحى بعض المسلمين بعرض تفاصيل حياتهم الخاصة على الهواء لكي يبرهنوا أنهم ليسوا أقل تحضراً من أحد حين يتعلق الأمر باختيار شريك الحياة.


وكان من الممكن أن تمُر هذه القضية دون ضّجة، كمئات قضايا بطلان الزواج التي ترفع في المحاكم الفرنسية منذ سنوات لأسباب مختلفة كما تّنص عليه المادة 180 من قانون الأحوال الشخصية الفرنسي، كإخفاء عاهة أو مرض ما، أو الكذب حول المهنة، أو المستوى الاجتماعي الحقيقي لأحد الزوجين، وهو الحق الذي استعمله محامي الشاب المسلم لطلب إبطال الزواج، ليس لأن الفتاة ''غير عذراء'' كما ينقل الإعلام بل بسبب انعدام الثقة ولأنها ''كذبت'' عليه حول واحدة من الصفات التي كان يظن أنها متوفرة فيها، و إن كنت لا أشاطر الشاب رأيه حول مواصفات ''الزوجة المثالية''، إلا أن لا أحد بوسعه منع أي شخص من اختيار شريك الحياة حسب المواصفات التي يراها هو ''أساسية''. و قد حدث و أن أُصدرت أحكام ببطلان زواج لأن أحد الزوجين أخفى جنسيته الحقيقية عن الأخر أو لأنه أخفى عن الأخر زيجة سابقة، فلماذا كل هذه الضّجة حين يتعلق الأمر بقيم خاصة بالمسلمين؟؟


الظاهر أن من يهُمهم تقديم المسلمين بمظهر المتخلفين، القروسطيين، لم يُفوتوا الفرصة و لم يرتاحوا إلا حين ضربوا ضربتهم مرة أخرى ليقيضوا الأحقاد و يذكروا الفرنسيين أن لا مكان لهذه الديانة في الجمهورية وانه من المستحيل اعتبار المسلمين مواطنين عاديين كغيرهم.و الواقع أن هذا الحدث ليس معزولاً، بل هو ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل الإسلاموفوبيا، الذي أصبح يجتاح العالم الغربي منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. حيث شهدنا بدايته مع الرسوم الدنمركية المُهينة و بعدها السويدية، الفرنسية ثم الفيلم الهولندي، بينما تتّجلى مظاهر هذا التّوجس كل يوم في الحياة اليومية لمسلمي أوربا بمجرد أن تطأ أقدام محجبة أو رجل ملتحي باب المؤسسات الحكومية.

إن كنت أتّفهم منع القطاع الحكومي توظيف نساء محجّبات لأن البلد علماني وله تقاليده، فإني لا افهم أن ترفض مشاركة طفل في حصة العاب تلفزيونية لأن اسمه ''إسلام'' أو أن يطلب من أمهات متّبرعات للمشاركة في نشاطات مدرسية أن ينزعن الحجاب إذا أردن مرافقة أطفالهن، في ماذا يهّدد هؤلاء علمانية الديمقراطيات الغربية.. ما تغاضت وسائل الإعلام عن نقله هو أن الشاب المُدعي مهندس فرنسي الأصل اعتنق الإسلام منذ فترة، فهل من علاقة مع ما نشرته تقارير وزارة الداخلية الفرنسية مؤخرا عن نمو الإسلام في فرنسا، والأرقام تتحدث عن 3600 حالة دخول في الإسلام سنوياً و من 50 إلى 70 ألف خلال العشرية الأخيرة فقط؟ أنا شخصياً لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ببساطة لأن الغرب أكثر تحضرا ًوهو نفسه من فتح أبوابه لملايين المسلمين: أعطاهم كامل حقوقهم و بنى لهم المساجد، إلا أني لا أملك إلا أن ألاحظ أن الخوف من الإسلام السياسي الذي أثارته العمليات الإرهابية قد تعّداه الآن إلى الخوف من الإسلام كدين حتى أصبحت كل رموزه و قيّمه محّط تشهير وانتقاد، و هي الموجة التي تركبها تلك الجهات المتطرفة التي تنظر بعين القلق لصعود أجيال جديدة من الأوروبيين المسلمين. فمن يجرؤ بعد هذا بوصف ''الإسلاموفوبية'' بالأكذوبة الكبيرة.

أنيسة مخالدي
anissa.mekhaldi@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Not the complete pic
أردني -

طبعا في صورة غير منقولة في المقال اريد اثارتها للامانة....الطفل اسلام الذي تكلم عنه استضيف من قبل وزيرة فرنسية على التلفزيون التي عبرت عن رفضها للمعاملة التي تلقاها الطفل....فما اريد ان اقول ان الصحافة تلحق الخبر المثير الغريب....و هذا ما حدث في خبر العرسان

go back home!!!
free man -

if you are in the east you should wear hijab and follow the way they dress so why not do the same in the west!why if you are asked to follow the culture you are living in and want to be part of that society.if you do not like it why you are still there you can go back to your country

لاتنفعلوا
ابن رشد -

لم تذكر الكاتبة السبب الرئيس الذي سبب الضجة الا وهو التفرقة في المعاملة بين الفتيات والشباب لانه غير مطلوب من الشباب ان يكونوا ( عذرين) بمعنى انهم لم يمارسوا الجنس سابقا خارج نطاق الزوجية. ولقد سمعت الكثير من الفرنسيين الذين يتسائلون لو ان العريس ابلغ عروسته انه لم يمارس الجنس سابقا وثبت عكس ذلك فهل كان القضاء سيلغي الزواج؟ . نقطة اخرى ان اكثر المعارضات لهذا الاجراء هن من المسلمات امثال الوزيرة فاضلة عمارة. واخيرا يجب علينا ان نعرف ان العلمانية هي حمايتنا الوحيدة في اوروبا وان تقوية الشعور الدين بين الاوروبين سيدفع ثمنه الاقليات الدينية ونحن اولهم.

يا للعجب
fared -

"فالبلد يغرق في مشاكل البطالة و تدهور القدرة الشرائية و الإضرابات ووو..و" ناقص ان تقولي ان الفرنسيين يقفون طوابير امام الافران للحصول على الخبز....... كما في البلدان العربية ....

الرؤوس في الرمال
بدر العراقي -

حتى تكون الكاتبة محقة في كتابتها يجب ان تذكر معاملة المسلمون لغير المسلمين من سكان البلاد الاصليين والذين ساعدوا المسلمين في احتلالهم لاراضيهم ظنا منهم بحسن نية المسلمينلتتكلم الكاتبة عما يعانيه غير المسلمين من الصابئة والمسيحيين في العراق ومصر والجزائر ناهيك عن دول الخليج

عذرية الرجال
saleh -

من حق المرأة أن تعرف علاقات زوجها وأن ترفض الاقتران برجل عاش حياته على حل شعره!!!

تعليق
ayeh -

لم لا تشيرين الى فرض الحجاب على كل من يدخل اراضي بعض البلدان الاسلاميه؟؟؟حتى على المسيحيين بل وحتى الاجانباليس هذا مستهجن؟؟؟؟؟ثم كما ذكر الاخ ابن رشد هم يركزون على موضوع التفرقه بين الجنسين لم يحق للذكر ما لا يحق للانثى

الحجاب ليس حلا
خديجة بنت حارث -

الحجاب والنقاب ليس ضمانا وفي بعض الحالات النقاب يستعمل لاخفاء ممارسات غير اخلاقية كما وجدوا في ليبيا وقرروا منعه.

إلى بدر العراقي
فاطمة علي -

نحن في الخليج مملنا من نغمة إن الديانات الأخري غير الإسلام يعانون من إضطهاد و تعسف في دول الخليج.. في قطر يبني فيها أكبر مجمع كنسي في العالم وفي دولة الإمارات لا يمر يوم إلا ويعلن عن بناء كنائس و صار سماع الأغاني الفاحشة و التعري والأكل في نهار رمضان و تقديم الخمور في الحفلات أمرا مشاعا و ذلك إحتراما لحاجات أبناء الديانات الأخري.. و تم منع إذاعة صلوات التراويح على المنابر في رمضان و إقتصارها فقط على السماعات الداخلية للمساجد و ذلك تماشيا مع رغبات أبناء الديانات الأخري في دولة الإمارات.. و سمح للجالية الهندوسية برمي رماد موتاهم في مياة الخليج العربي.. تعال و شاهد حرية ممارسة الأديان في دول الخليج ثم إحكم بنفسك على ما تراه في دول الغرب و من حق المملكة السعودية فرض اللبس المحتشم على زوارها ففيها أقدس بقعة من بقاع الأرض قاطبة ولا أظن أن من يزور الفاتيكان أو المناطق المقدسة في العالم يذهب بلبس فاحش غير محتشم بل يحترم المكان الذي فيه ويرتدي ما يستره.

الى فاطمه علي
ayeh -

ليس صحيحا ما تقولين، هي مساله فرض قيود وتحكم بالمراءة ولو كان كما تدعين التعلل بوجود الحرمين فما بال ايران تفرض زيها على كل من يخطئ ويطئ اراضيها.الم تملوا من تطرفكم يعني اما ان تخنق المراءة نفسها بهذا الحجاب او ان تتعرى؟ لا يوجد وسط؟؟؟

الغرب منافق
زهية ساحي -

الفرق بين الغرب و الشرق هو أننا واضحون و الكل يعلم أننا نحمي الإسلام و نخشى على أبناءنا من التأثيرات الخارجية، بينما يدعي الغرب حماية الحريات الشخصية و ينبذ الاضطهاد بكل أنواعه، لماذا تمنع إذن الفتيات من الدراسة إذا كن محجبات، أليس هذا اضطهاد؟؟؟

المبالغة
منى -

الى فاطمة علي قطر يبني فيها أكبر مجمع كنسي في العالم؟ من اين جئت بهذه المعلومة الخطيرة؟ يعني اكبر من الفاتيكان؟ لا ادري لم يلجأ العرب دوما الى المبالغة! خير أمة و اكرم الشعوب و اشجع الشجعان و الخ...و الحقيقة المرة شديدة المرارة, تقبلوا النقد و ان انتقدتوا انتقدوا بالمثل بلا تشنج و مبالغة.

الى ayeh
آخر زمان -

واضح يا سيدة(أنك)تحملين على الأسلام وكل جوانبه وأطيافه بل والقائمين عليه أي كانوا بغض النظر عن جوهره الذي كان ولازال وسيبقى يجذب اليه الآلاف من الأديان الأخرى ببساطة وشفافية ومنطق كامل متكامل،أن القيود التي تتحدثين عنها على المرأة باتت شبه منقرضة، لقد بدأت تضمحل وتخبو خاصة في الدول العربية وبشكل خاص في دول الخليج العربي.لو زرت كندا مثلا" لوجدت الهدوء والأنسجام بين الطوائف ولرأيت فتيات محجبات في الصف الرابع والخامس الأبتدائي بشكل طبيعيفي المدارس العامة والخاصة(مثلا")وماهوالمانع؟ ان حرية الأديان تقتضي ذلك فهي جزء من الحرية العامة،وربمااستغربت؟من هذا العدد الكبير من المسلمات المحجبات بكل أناقة وسلام واحترام في مجتمع مسيحي ولكنه بنفس الوقت ديموقراطي.يراعي كافةالأديان وطقوسها وعاداتهابما في ذلك اليهودية وخاصة اليهودفي فرنسا انهم يصولون ويجولون الرجال بلحاهم الطويلة جدا"ولباسهم التقليدي وتجمهاتهم،برغم الريبة والهيمنة والأموال الهائلة لكن لاأحد يجرؤ على انتقادهم أبدا" حتى الفرنسيين أنفسهم، هناك أيضا"تنوع وتناغم بين اتباع الطوائف المختلفةبشكل ودود ومسالم لكن الملفت للنظر أمثالك كيف يودون أن تخترعوا قضية اضطاد من العدم وتتحدثي عن فرض قيود على المرأة ،،؟!! بالله عليك أرني ملآمح مثل هذه القيود اليوم.السيدة تعمل أكثر من 10 ساعات وتركب سيارتها وتقود لمدة ساعتين وأكثر ليس لأجل الدعم أو المساهمة المادية في أسرتها أو لتعاونها مع زوجها(لا سمح الله)بل لأجل المزيد من الزينةوالفخامة وتكاليف التجميل والأناقة المفرطةوالمظاهرالكاذبة وتذهب الى الصالونات والكافتيريات(مقاهي الشيشة)والمطاعم لوحدها لو شاءت أو مع أقرانها وأصحابها وزملاء العمل أحيانا"في أي وقت فراغ تشاء.وتختار لباسها أيضا" على زوقها وتبعا" للموضة ومصممي الأزياء (اللذين نعتقد ان معظمهم مخنثين-آسف للتعبير)وتقوم بتغيير عملها كما يحلو لهاووقت مايحلو لها ومنهن يتعاطين الدخان في ألأماكن العامة والكحول أيضا"على مرأى الناس جميعا" وبحضور أزواجهن أحيانا" أو في غيابهن.هذاتحديدا"في الامارات أو بعض دول الخليج الأخرى.بغض النظر عن أديانهن مع العلم أن الغالبية منهن مسلمات (ويا للفخر)هل هذا تحكم أو هل لازلت تلمحي أي طيف للقيود على المرأة وتصرفاتها في مجتمعاتنا اليوم ونحن مجتمعات مسلمة،

موتوا غيظا
الايلافي -

ما جاء في بعض الصحافة الفرنسية بهذا الخصوص وتعليقات صبية الكراهية الكنسيين والالحاديين دليل على الغيظ والحقد الدفين على الاسلام خمسين سنه فقط وتصبح اوروبا بحيرة اسلامية موتوا بغيظكم

الى اخر زمان
ayeh -

انا لا اتحامل على الاسلام، بل بالعكس هو ديني واؤمن به وبكل الاديان ولكني اتحامل على كل المتطرفين من امثال الايلافي الذين حددوا الاسلام في اطار الحجاب والارهاب لا هم لهم سوى تغطيه المراءة الى حد جعلها مخلوق شبحي ملفوف بالسوادلم لا تشير الى النساء اللواتي يفنين اعمارهن في خدمه بيوتهن وتربيه اولادهن وهن كثر.ما سيتفز في خطابكم هو الاتي اما الحجاب او التعري،لا يا سيد اخر زمان توجد الكثير من النساء المحترمات المحتشمات من غير زيف الحجاب وهنا لا اقصد الاساءة الى جميع المحجبات ولكن اقصد ان الحجاب ليس هو عنوان العفه وليس فيه خلاص المجتمع، هذا هو السخف بعينه بل اصبح شعار الاسلاميين واشاره لمدى نفوذهم في المجتمع لهذا تراهم يصابون بنوبات من التشنج والهيجان عند التطرق الى ذكره.