التعايش اللبناني للأزمة السياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الأزمة السياسية التي لحقت بالبلاد مؤخراً وبعد ما نتج عنها من تدهورات سياسية وأمنية، أثبت اللبنانيون أنهم أقوى من أي فتنة سياسية أو محاولات وتحريضات لإثارة الطائفية المذهبية من خلال احتفالاتهم بانتصار الوطن على براثن الحرب الاهلية التي كادت تدمر البلد. فتنفس الشعب هواء الطمأنينة بعد اتفاق الدوحة الذي توصل إليه السياسيون والذي اعتبره اللبنانيون بابا للسلام الوطني والأمان النفسي الذي خلا منه كل بيت لبناني في الآونة الأخيرة.
فزغردت النفوس الوطنية من الفرح والإرتياح بانتخاب الرئيس التوافقي ميشال سليمان وحل الوعد بالأمل والرهان عليه للخلاص من الأزمة السياسية، آملين منه إعادة الروح للوطن من خلال سيرته العادلة والمناضلة والوطنية.
وبمجرد إعلان فك الإعتصام ويوم ذكرى التحرير للمقاومة الوطنية بدأت الإحتفالات في وسط البلد وتجمع الناس من كل حدب وصوب للتنفيس عن معاناتهم متناسين النفوس المحقونة للمدسوسين بالحقد الطائفي.
وككل مرة مع بدء وانتهاء أي خطاب سياسي تتعالى أصوات الرصاص، وتبدأ لغة السلاح تتكلم، لتترجم عبر الشارع المحقون بالحقد السياسي عنفا من أتباع الزعماء السياسيين. فأولئك الزعماء مثلوا على الشعب بمصالحتهم ومعانقاتهم ومصافحاتهم الظاهرية التي كشفت عن أقنعتهم بشوارع بيروت منذ أيام؛ من اعتداءات على الشعب المسالم وإسقاط عدد من الضحايا الابرياء دون أن يكون لهم من عذر إلا أنهم يريدون العيش بسلام وسرقة لحظة فرح وأمان. وذلك يرجع بالمسؤولية إلى كل الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية على حد سواء، لردع مناصريها الذين يحملون السلاح ويصوبونه على الناس العزل التي تموت دائماً بالرصاص الإبتهاجي أو التحريضي الطائش. وبدلا من أن تهدأ النفوس كما نص عليه الإتفاق في مؤتمر الدوحة تُحقن ببعض التصريحات والردود لسياسيين ليس لهم هم إلا دس الحقد المذهبي وإثارة الفتنة والعصبيات الطائفية عبر بعض وسائل الإعلام المسيسة لمصلحة تفكيك اللحمة الشعبية والوحدة الوطنية.
وهل اعتذار متلفز يعيد البسمة لأم ثكلى بطفلتها التي لا يتعدى عمرها الأشهر!؟ أم تعويض مالي يرجع الشباب وعمرهم الندي والأمل الذي كان على وجوههم بمستقبل واعد!!؟
كفانا حقداً ولنترك السياسيين يحلون سياستهم بانفسهم وليس على دماء الشعب، ولنرجع إلى الروح اللبنانية الأصيلة لأن اللجوء إلى السلاح في كل أمر يفكك الوحدة الوطنية ويحول الإنتصار إلى خسارة مفجعة ويدمر الوطن ومن فيه..
حنان سحمراني
http://hananhanan.maktoobblog.com/
التعليقات
تعايش و سلاح
يا حبيبي يا لبنان -التعايش اللبناني السلمي ومن دون تفرقة, وحصرية وجود السلاح بيد الاجهزه الامنية .-. القاعدة الاساسية ان السلاح=دمار,قتل, تشريد, شَلّ الاقتصاد, تجويع للشعب .. وان السلام=بناء, استقرار, مستقبل زاهر, فرص عمل للمواطنين ,العيش بكرامة,... والدليل هو غزو بيروت. والدليل الأكبر هو حرب تموز ٢٠٠٦. اريد بكم ان تعودوا 50 سنة الى الوراء لو ان الجميع استمعوا للاصوات التي تحزر من ان تسليح المقاومة الفلسطينية في لبنان ما هو الا لخدمة المخططات الامريكية الطويلة الامد، لكان لبنان واللبنانين تفادوا خمسة عشرة سنة من الحرب الاهلية, هل من كان يطالب بعدم تسليح المقاومة الفلسطينية كان عميل لامريكا واسرائيل?
يا زمان الطائفية
نواف نايف نور الدين -التاجر اللبناني هل يتعايش مع اللبناني من طائفة اخرى ام يهمه من يدفع اكثر او بطريقة افضل او عندما يريد شخص ان يلزم حرفي بعمل ما هل يسال عن طائفته ام عن التزامه بالعمل والتسليم حسب الأتفاق بالأضافة السعر كم مرة غشك ابن طائفتك الذي هو بالأغلب سبعون بالمئة تعاملك اليومي يكون معه بحكم التقسيم المناطقي ليس هناك من تعايش بل هي مصالح يجب ان يدركها اللبنانيين فلك وبيدك ان ترجح مصلحتك على امير طائفتك وبيدك العكس اما انا شخصياً فأقول (من بعد غنمي ما يربى حشيش )لأنني بالنسبة لأمير طائفتي حشيشاً للدعس وليس للأكل