أصداء

أعراض الشيخوخة في الجزائر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من أعراض شيخوخة الإنسان، ثقَلُ السمع. فالشيوخ والعجائز يحتاجون إلى سماع ترديد العبارة أكثر من مرة لاستيعابها. وإن لم يستوعبوها فسّروها حسب أهوائهم، وذلك عادة ما يتجلى في سلوكاتهم التي تُناقض تماما ما تردد على مسامعهم.

ومن أعراضها أيضا ضُعف البصَر وبُطء الحركة والثقل في الاستجابة وكثرة الأمراض والإصرار على التمسك بالعادات وإن كانت سيئة، والتشبت بالدنيا وحبُّ تملّك الأشياء رغم تقلص المسافة بين حالة الوجود واللاوجود.

كثيرا ما سمعتُ: أنه من الأولى لذلك الشيخ أو تلك العجوز بأن يتركوا مشاغل الحياة لأبنائهم وأحفادهم ويركنوا إلى العبادة والاستغفار كي يتركوا أثرا طيبا بعد رحيلهم. فالتّسلّط على الأسرة التي تعيش عصرا غير عصرهم من شأنه أن يُفقدهم احترام الجميع حتى وإن كان رصيدهم التاريخي مليئ بالانتصارات.

حاولتُ إسقاط هذه الأعراض على النظام الجزائري فوجدتُها مُطابقةً لحالته، مُفسّرةً لسلوكاته. ويبدو أن العبارات التي رددها الشباب بعدما انتفض مُعبّرا عن غضبه في شوارع عدد من المدن، لم تصل مسامعه. وبالتالي ردّد النظام ما يريده هو.

الشباب ردّد عاليا شعارات تدعو إلى القضاء على البطالة وإلى توفير السكنات ومحاربة الرشوة.

النظام سمع شعارات رياضية تدعو إلى دعم فرق القدم المهددة بالسقوط إلى دوري القسم الثاني، وسمع شعارات طائفية تدعو إلى تصفيات عرقية، تقف خلفها منظمات دولية غير حكومية!

ثم وضع يده على أذنه،وصاح: ماذا؟ أنتم مع العهدة الثالثة وترشّح الرئيس!

السياسي المخضرم وابن النظام، السيد عبد الحميد مهري قال إن النظام الجزائري شاخ ولا بد من تغييره، ولم يتحدث عن نوعية التغيير هل بأن يقوم طواعية بتسليم المشعل إلى الأجيال الجديدة، أم ينتظر انتفاضة عارمة ينتهي بعدها في دار العجزة؟

النظام يكره اثنين من السيناريوهات ويلجأ إلى أحدهما كلما أحسّ بالخطر: أولهما فرض إصلاحات جذرية وعميقة على كل الأصعدة لضمان استمرارية الدولة وهذا الطرح غائب. أما الثاني فهو تغيير الواجهة بعد أن تكون قد استُهلكت محليا ودوليا.

بروز وجوه عسكرية في الآونة الأخيرة على التلفزيون الحكومي وهي تقف مع بعض الساسة ماهي إلا رسالة مشفرة إلى الطاقم الحالي بالاستعداد للرحيل لأن الآلة الحادة التي تفرم السياسيين المدنيين منذ الاستقلال لتبديل جلد النظام لم تعد قادرة على الفرم. ببساطة، لم يتبقّ شيء لاستهلاكه.

وهذا السيناريو هو الذي يقف حجرا عثرة أمام الإعلان الصريح للرئيس الحالي بالترشح للعهدة الثالثة.

ومن الممكن جدا أن يلجأ صانعو القرار إلى إعفاء الواجهة من المهام، متحججين بأعراض الشيخوخة الظاهرة للعيان. فهل ستسْلم الجرّة هذه المرة أم أن اليد الخارجية التي كثيرا ما خوّف بها النظامُ الشعب، ستزيح الستار من خلف الواجهة وتكشف المستور.

فلكلّ حساباتُه ولكلّ مقياسه، وإن كان هناك من يُحدّد شكل الواجهة فهناك أيضا من يُحدّد مدة صلاحية آلة الفرم.

سليمان بوصوفه

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
...........
الأوراسية -

الوجوه العسكرية التي ظهرت في يتيمة حمراوي امتدت قبل ذلك للصحافة المكتوبة ويبدو أنهم أعطيوا إشارة خضراء من قبل وكلنا يعلم الصحف التي تديرها الأخيرة وبعيدا عن نظرية المؤامرة من يحرك الغليان الشعبي في الجزائر من خلال الكثير من المناطق كبريان ووهران والمسيلة والطارف أشك أن له علاقة بأطراف خاريجية كما يوهمنا وزير الداخلية زرهوني الذي يعلق دوما شماعة الأخيرة ولم أسمع منه البارحة عبر التلفزيون غير جملته المخدرة للشعب ( إنها الأطراف الخاريجية ) والواقع أن الوضع المعيشي المتعفن وصل أوجه من بطالة وغلاء رهيب في أسعار المواد الغذائية والأساسية تحديدا مع أن سقف البرميل لم يصل يوما في تاريخ الجزائر المستقلة كما هو الحال عليه اليوم ( ومأرحمك يا أيام الشاذلي ) تبقى نقطة إن كان الشعب يرى أن عهدة ثالثة لن تزيد من الوضع الداخلي غير المزيد من التعفن والقيح فلماذا لا يسقط هذا النظام أم الانتخاب في صندوق الشفافية مآله معروف . فحتى المعارضة أصبحت اليوم في تطبيع وتمييع كامل للنظام ألم نكن نسمع لحزب العمال معارضته الشديدة حتى انقلب وأصبح هم رئيسته العويل من الإمبريالية العالمية وسياسة دبليو بوش وتأييد تشافييز بعد أن أثقلتنا بالأمس من عويل الخوصصة وخليدة تومي التي كانت من أشد المعارضين حتى أصبحت اليوم كالحمل الوديع في حضن النظام و التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أصابته الذلة الذليلة وبدأ نواحه من البيت الأبيض يطلب نجدة الكفرة ألا تكون هناك عهدة ثالثة مع أنه يعلم أن حلم أمريكا هو زعزعة الاستقرار وستجدها على طبق من ذهب فحلم القاعدة العسكرية في الجزائر يغازل أنوفهم إلى أبد الآبدين وقائمة المنبطحين طويلة .

......
مراد -

مقال رائع ورمزية عالية في التحليل

------------
أبو خفص الهواري -

الجزائر تتجه رويدا رويدا نحو الهاوية منذ استيلاء الجبهة على الحكم....فهل من منقذ؟؟فرنسا عادت الى قواعدها كما كانت قبل 1971وامريكا ستقيم لاول مرة قاعدة عسكرية بالجنوب لمراقبة القاعدة- عفوا- آبار البترول والغازوالحركى واليهود عادوا ولم يبق سوى الترسيمكل ما بناه الراحل بومدين تهدم في عشرية واحدةوالشعب الجزائري وحده يدفع الثمن