أصداء

قندهاريو الكويت.. زحف الفاشية الظلامية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن نمو الجماعات المتطرفة فكريا و سلوكيا في العالم العربي قد بلغ مرحلة اللاعودة!، وهي حالة مريعة من شأنها أن تنشر الدمار و التخريب المنهجي المنظم و تتصادم تماما مع كل ما يشهده العالم من تطورات تقدمية فكرية و سياسية و حياتية مدهشة بينما برعت الأمة العربية و الإسلامية في إستحضار كل ماهو متطرف و متحجر و عدواني في أبشع إستغلال للعملية الديمقراطية التي تحولت في عالمنا العربي التعيس لمهزلة حقيقية و لكابوس مزعج.

و ما تشهده الكويت حاليا من توترات سياسية داخلية بفضل حجم التمدد السلفي و الطائفي لا يبشر بخير و لا يوفر أي علامة أو دلالة إيجابية لصورة المستقبل، فنتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة و التي شهدت أدنى نسبة مشاركة في التصويت في التاريخ الكويتي الحديث قد أدت بالتالي لإظهار صورة مختلفة بالكامل عن الكويت المعروفة للجميع و التي كان لها سبق الفضل و الريادة و التميز في الإقليم الخليجي عبر إلتزامها بالعملية الديمقراطية و تكوينها للدولة الدستورية الحديثة و دولة الرفاهية و المشاركة الشعبية وفي عز زمن العواصف و الإنقلابات السياسية في الشرق العربي، ووصفة الديمقراطية هي وحدها من جنب الكويت أزمات عنيفة كادت أن تعصف بها و بوجودها الدولي و الإقليمي و مع ذلك بقيت الكويت و تميزت و تألقت لإصرار قيادتها على قيم الحرية التي ترسخت أسسها و جذورها منذ معركة الجهراء التاريخية في أواخر أكتوير عام 1920 .


فإسلام الكويتيين ليس موضع للمساومة أو المزايدة و لا يمكن لأي طرف مهما بلغت قوته أن يفرض على الشعب خياره الوحيد، و نمو الظاهرة الدينية/ الطائفية/ القبلية المتطرفة هو نكوص تاريخي حقيقي عن هوية الكويت الحضارية و السياسية، و التحذير الصارم الذي أعلنه أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد ضد أهل التطرف وضد الذين يحاولون زرع بذور الفتنة و الفرقة في المجتمع الكويتي هو مسؤولية كبرى و أمانة تاريخية و صمام أمان لإدارة الأمور بطريقة تحفظ صورة و مكانة و هوية الكويت، كما أن إحتجاج الجماعات السلفية المتطرفة على مسألة ما يسمى ب ( الضوابط الشرعية ) بخصوص الوزيرتين نورية الصبيح و موضي الحمود هو عملية إبتزاز سياسي و فكري واضح المعالم و لا يخدم العملية الديمقراطية التي تتعرض اليوم لغزو حقيقي من تيار طائفي و مذهبي متطرف لا يريد الخير للكويت و يسعى لتثبيت أجندته السياسية و تحويل الكويت لإمارة إنغلاق و تطرف على النمط الطالباني السقيم العقيم العدمي وفي ذلك مجازفة و خطورة لا تختلف أبدا عن الخطورة التي شكلتها عملية الغزو الصدامية عام 1990 و التي أفرزت في النهاية كل هذا الكم من أهل التطرف و التحجر و الإنغلاق الذين يريدون دون شك الهيمنة على حرية أهل الكويت و فرض حجاب التعتيم و التخلف و الأصولية المفرطة في مجتمع ما قام أصلا إلا من أجل الحرية و تعزيز قيم الخير و التسامح و السلام؟ نتساءل ما معنى الضوابط الشرعية؟ و هل تعني ضرورة قيام الوزيرتين بلبس ( الخيمة الأفغانية ) لكي ينالوا رضا أهل الذقون الطويلة السوداء؟

و هل في الكويت دولة الإمارة الدينية أم دولة الولي الفقيه؟ و كيف يتسنى لفئة مهما كان حجمها أن تنصب نفسها مسؤولة عن الأخلاق و الدين و تتجاهل الدستور و القانون و الذي بفضله وحده وصل أولئك للبرلمان؟ ما نراه اليوم تعبير حقيقي عن نمو الفاشية الدينية و القبلية على الطراز القندهاري المفجع، و تنادي أحرار الكويت لتكوين جبهة شعبية لمساندة الحرية هو واحد من أهم مستلزمات المرحلة القادمة، فمشروع تمزيق شعوب المنطقة على أسس دينية و طائفية و قبلية قد تبلورت معالمه بشكل واضح و غزو الجماعات السلفية و الطائفية قد أضحى حقيقة واقعة فالحرية في خطر و على الجميع ( تقصير دشاديشهم ).. حتى ظهور المهدي!!.. و الله حالة... و الله طرطرة؟.

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معك کل الحق
ابو عامر -

والله يا اخي داود معك کل الحق..انا لا افهم لماذا يصر المسلمون على البقاء خارج التطور الحضاري والانساني..ولماذا هم عاجزون عن اثبات رجولتهم وعنفوانهم خارج نطاق اخضاع واذلال المرأة..شيءغريب حقا

صدقت كالعادة !!
كركوك أوغلوا -

وبدون تعليق أضافي ؟؟

وجهة نظر
كروان -

الغريب في الامر أن العلمانيين والليبراليين يصمون أداننا بالديمقراطية والانتخابات الحرة وعندما يصل الاسلاميون بواسطة هده الاخيرة واكتساح المقاعد البرلمانية . يكفر هؤلاء العلمانيون بالديمقراطية ويبدؤون في شن حروبهم الخفية والمعلنة على الاسلاميين. في الوقت الدي لايهاجمون الانتخابات الامريكية التي اوصلت أكبر متطرف عرفته امريكا الدي بسببه عرف العالم الارهاب وشن الحروب وقتل الابرياء.

بل الأغرب من ذلك
حمورابي -

بل الأغرب من كل ذلك هو :أن حيز المناخ الديمقراطي الذي يتوفر في بعض الأحيان عند المجتمعات العربية نتيجة لضغوط سياسية أمريكية وغربية ، بدلا من أن يقود إلى انفتاح أكثر وتسامح فكري أعمق وإلى تماس وتفاعل حضاري أكبر مع المحيط و العالم و إلى نشر الديمقراطية بشكل الأوسع ، فأنه غالبا ما بقود إلى التطرف والتشنج و العصبية وتضييق الحريات والتقهقر نحو الماضي المظلم مصحوبا بممارسة أعمال العنف الجسدي .. فهذا يعني بالمحصلة النهاية أن اللأنظمة الديكتاتورية هي الوحيدة التي تصلح للشعوب العربية كنظام حكم مناسب وملائم.

الكويت والسلفيه
مصطفى الساعدي -

انه لامر محزن ان ترجع الكويت الى الوراء باسم الديمقراطيه وهي وصول الاسلام المتعصب والطائفي وبا دوات ديمقراطيه الم يفهم الدرس شعب الكويت من تجربه حماس وما ائله اليه الوضع مع احترامي الى الشعب الكويتي العزيز لقد لحقه بدرب الطائفيه دون ان يعلم وهذه هي الطامه الكبرى

حتى العراق أيضا
مراد فارس -

ومادا عن الانتخابات في العراق التي اوصلت أصحاب العمائم السوداء الى السلطة بمباركة من سيد البيت الابيض والدين يحكمون البلد بعقلية طائفية واوصلوا البلاد الى الافلاس بسبب الفساد ونهب تروات العراق . ام ان العراق يعيش في ديمقراطية لاتوجد لها مثيل كما يدعي الساسة الجدد وبعض الابواق الاعلامية التي اتت على ظهر الدبابة الامريكية.

الحل الوحيد
The Witness -

الحل الوحيد اخ داوود هو الهجره الى كندا حيث لا سلفيون ولا ولايه فقيه وازا قصروا الدشداشه سوف يموتوا من البرد واللحية ستملئها الثلوج هههههههههه