أصداء

حالة طوارئ..!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بغض النظر عن موقفك من قانون الطوارئ الذي وافق البرلمان المصري على تجديد العمل به عامين قادمين فمن غير الوارد أن تتفق مع الداعية الإسلامي وعضو البرلمان الذي دافع عن الطوارئ مؤكدا أنها سنة نبوية ومن صميم أحكام الدين!


فلم يسمع أحد من قبل أن النبي محمد أعلن حالة الطوارئ في المدينة المنورة ولا حتى في مكة المكرمة بعد الفتح، ولم نقرأ في كتب السنة أو السيرة النبوية أن الطوارئ تم إعلانها في عصر النبوة ولا حتى في عهد الخلفاء الراشدين بدعوى مكافحة الإرهاب أو لاعتبارت الحروب و الغزوات!


بل إن الدفاع عن الطوارئ بدعوى أن أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة لا محل له من الإعراب، على الأقل في الوقت الراهن، بعد أن وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل ولم تعد في رباط من أي نوع مع أي بلد آخر، اللهم إلا إن كان هذا الكلام دعوة لاستمرار الطوارئ إلى الأبد!


كنت أرجو أن يؤيد الداعية البرلماني قانون الطوارئ لاعتبارات سياسية أو أمنية أو حتى حزبية بوصفه عضوا في الحزب الوطني الحاكم. وكنت أتمنى أن يتعامل مع المسألة وفق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لكن أن يخرج علينا ليؤكد أن الطوارئ من صميم أحكام الدين فهذا آخر ما كنا نتوقعه بل إنه شيء غير مفهوم على الإطلاق.


فالطوارئ قانون استثنائي يطبق أثناء الحروب والكوارث والأوبئة العامة وفي حالات الضرورة القصوى التي يتوافر فيها تهديد للأمن العام ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالسنة النبوية أو الإسلام الحنيف.
واستمرار العمل به في مصر لمدة 29 عاما متواصلة قرار سياسي محض لا علاقة له بالدين فضلا عن أنه محل خلاف شديد بين من يرونه ضرورة لحماية الأمن القومي وبين من يرونه أداة للقمع والقهر ومصادرة الحريات.


كلام الداعية البرلماني يذكرنا بالفتاوى السياسية المثيرة للجدل من عينة تلك التي أباحت مصادرة أموال الناس بالباطل في الستينات بدعوى العدالة الاجتماعية، وعندما تقرر رد هذه الأموال لأصحابها في السبعينات خرجت فتاوى تشيد بعودة الحقوق لأصحابها. كما يذكرنا بالفتاوى التي تدعو للجهاد في أوقات الحرب وعندما يتقرر الجلوس إلى مائدة المفاوضات تخرج لنا فتاوى تؤكد أن الصلح خير!


الفتاوى السياسية لا أحد يثق فيها ولا أحد يصدقها لأنها محاولة مكشوفة لتبرير قرارات وقوانين الزعيم - أي زعيم- بغض النظر عن شرعيتها وديمقراطيتها، ومن الغريب أن الجميع يستخدمون هذا الأسلوب سواء كانوا في الموالاة أو المعارضة.
ما جرى ويجري في بلادنا يؤكد أنه لا فارق كبير بين أنصار الحزب الحاكم والمعارضون الذين يرفعون شعارات الإسلام السياسي، فهؤلاء يوظفون الدين لتبرير ما يتخذونه من إجراءات، وأولئك يستخدمونه في محاولة الوثوب إلى السلطة!


ويا عمنا الداعية البرلماني الكبير من حقك أن تدافع كما تشاء عن قانون الطوارئ لكن لا داعي لخلط الأوراق بهذا الشكل المكشوف بين الدين والسياسة!

عبد العزيز محمود

abdelaziz46@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المبرراتيه
عادل سليم -

الكل يستخدمون الدين في السياسة لتبرير قرارات بشرية وإضفاء نوع من القداسة عليها. والداعية الذي كتبت عنه ليس الأول ولن يكون الأخير. المهم أن يدرك الناس أن هؤلاء مجرد "مبرراتيه"!

واسطة
صالح المصلح -

ما الجديد الذي أتيت به إذن؟ إن حديثك هذا يذكرني بكلام صديق قديم، كان في مرحلة الشباب يقول لنا، من يريد أن يحصل على وظيفة جيدة يشوف له واسطة. الحقيقة أنك مثل من يهاجم شخصا زعم أن أسفلت الشارع لونه لبني. الحقيقة يجب عليك أن تشكر الداعية، ولا ادري لماذا وصفته بالداعية الإسلامي، لأنه أتاح لك فرصة أن تكتب وتتقعر وتستطيل وتستعرض. تبا لأمة يقتات أهلها على جياف بعضهم البعض