أصداء

المعاهدة العراقية الأميركية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فى هذه الأيام كثر الحديث عن معاهدة عراقية /أمريكية، وانهال الجميع على العراق باللوم والتقريع، والتهديد والوعيد بالثبور وعظائم الأمور اذا ما وقع معاهدة مع أمريكا. وكالعادة طلب مقتدى الصدر السباق الى اثارة المشاكل من أتباعه الخروج بمظاهرات اسبوعية بعد صلاة الجمعة، واليوم 6 حزيران/يونيو خطب الناطق باسمه صلاح العبيدي فى مسجد الكوفة مشجعا أتباع الصدر قائلا: (اصبروا يا محبي الامام المهدي ويا محبى آل الصدر فان موعدكم الجنة)!! مقلدا بذلك الرسول حينما طلب من آل ياسر الذين أشرفوا على الموت بسبب تعذيب قريش لهم أن يصبروا.


وخارج العراق انضم الى جوقة المعارضين قادة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني بقيادة السيد حسن نصرالله، وكان الأثنان قد هاجما الحكومة العراقية الجديدة منذ أول أيام تسلمها الحكم. وأما أبناء عمومتنا العرب، فمنهم من هاجم العراق لمنفعتهم الخاصة ولا يهمهم أمرالعراق ولا مصيره، فهم يلاحقون الحكومة العراقية مطالبين بتسديد الأموال التى دفعوها الى صدام لحمايتهم، والعراق مخرب وأهله بين مشرد وجائع، ومهجر ومعوق، ويحتاج الى سنوات عديدة لاستعادة عافيته. و لا يخجل بعضهم من اتهام العراق الجديد بالتقرب الى اسرائيل وفى الوقت نفسه يرفرف العلم الاسرائيلى فى الكثير من عواصمهم ويقيمون معها العلاقات التجارية. ولكن ما أن سمعوا بالمعاهدة حتى قامت قيامتهم وجندوا الأقلام والصحف الأجيرة لمهاجمة العراق والمعاهدة وهم الذين يحتضنون القواعد العسكرية الأميركية ومن أراضيهم انطلقت القوات الأميركية لغزو العراق.


وبدلا من مساعدتنا فd محنتنا أخذوا يضيقون علينا الخناق أكثروأكثر بارسال الانتحاريين المجرمين او تسهيل وصولهم الينا من أقاصي المغرب و اليمن وما بينهما، ليقتلونا ويدمرون ما بقي من بنية تحتية فى بلدنا، و يقفون حجر عثرة أمام زيادة صادرات العراق من النفط حتى يبقى البلد مفلسا تحت رحمتهم، بحجة انه قد يظهر فى العراق أحمق مثل صدام فيعيد الكرة عليهم، وهى فكرة خاطئة اذ ان الغني لا يخشى غنيا مثله ولكنه يخشى من الفقيراليائس.


ترى هل هم يتوقعون حقا من العراق المخرب أن يقول (لا) لأكبر قوة عسكرية فى العالم؟ واذا كانوا حقا يريدون ان تخرج القوات الأميركيةمن العراق، لماذا لا يبدأون بأنفسهم ويخرجوا الأمريكان من بلدانهم؟ لماذا لا يرسلوا جيوشهم لتحرير الجزر العربية الثلاث التى تحتلها ايران؟ لماذا لا يخلصوا القدس من (رجس) الصهاينة كما يقولون؟ لماذا لا يستردون لواء الأسكندرون السوري من تركيا؟ لماذا لا يستعيدون هضبة الجولان من العدو الاسرائيلي؟ ترى هل يريدون تكليف العراق بذلك نيابة عنهم؟ وهل سيرفعون شعار: طريق تحرير القدس يمر من بغداد؟!!

كيف يمكن أن يشعر العراقي بالاطمئنان وهو محاط بالأعداء والطامعين من كل جانب؟ ليت العراقيون يفيقون ويعرفون حقيقة ما يدورمن حولهم ويكونوا واقعيين، فلا يطالبون الحكومة بما لا قبل لها به. بلدهم مدمر شر تدمير، اليتامى والأرامل والثكالى والمرضى والجائعون فى كل شبرمن أرضهم، أطفالهم لامستقبل لهم، ينقصهم كل ما تقتضيه الحياة الحرة الكريمة. هؤلاء الأطفال لن يسد رمقهم الكلام الفارغ، ولن تشبع بطونهم الخاوية الشعارات والأهازيج والمقالات الحماسية. العراقيون تحت أقدامهم الثروات النفطية الهائلة، وهم حاليا من أفقر الشعوب، مثلهم مثل البعير الذى يحمل على ظهره ذهبا ويأكل الشوك والعاقول.

وللمعممين من المعارضين للمعاهدة أذكرهم بقبول الرسول لمعاهدة صلح الحديبية مع الكفاروالتى عارضها عمر بن الخطاب وقال للرسول: ألسنا يا رسول الله على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار؟ ورسول الله يجيبه: بلى... فيعود عمر ويسأل: علام نعطى الدنية فى ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ وأخيرا ثاب عمر الى الرضى وكف عن السؤال.

من واجب الحكومة العراقية وكل مسئول عراقي مخلص لوطنه وشعبه أن لا يفعل شيئا لا مصلحة للعراق فيه، ويطالب الأمريكان بحقوقنا مع الابقاء على علاقة وطيدة معهم، فانه لن يستطيع حماية العراق غيرهم، وهم لا يبتغون الا حماية مصالحهم النفطية فى المنطقة. أما موضوع القواعد العسكرية فيجب ان نترك الحساسية منها جانبا، فان دولا كثيرة فيها قواعد عسكرية أمريكية تدر عليهم أرباحا طائلة ولا تنقص من استقلالهم مثل اليابان وألمانيا وايطاليا. أمريكا تحتاج الى نفطنا الذى نبيعه لهم بأسعار السوق العالمية كما تفعل باقى دول المنطقة، فنعيد بوارداته بناء بلدنا واعادة أمجادنا الماضية، فان الذين عمروا بلدانهم فى المنطقة ونهضوا بها لتصبح من بين أرقى و أبهى دول العالم، ليسوا بأحسن منا نحن أبناء بلاد ما بين النهرين مهد الحضارات ومهبط الرسالات.

عاطف العزي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من هي امريكا؟
سامي الجابري -

لو لم تغرق امريكا العراق بالخراب والفوضى والقتل والتدمير لكنا من المشجعين لهكذا اتفاقيه لو تخرب امريكا اقتصاد العراق وتحتجز اكثر من 50 مليار دولار ودائع في بنوكها لغرض ابتزاز العراق بهكذا اتفاقيه لكنا من المؤيدين لها, لو لم تشجع امريكا مجرموا القاعده لدخول العراق لقتل وتهجير ابنائه لصدقنا نواياها باتفاقيه طويلة الامد, لكن اليس من حق العراقيين بعد خمس سنوات من القتل والتهجير والتدمير وذبح العراقيين على الهويه ان يتسائلوا عن نوايا امريكا من هكذا اتفاقيه, وهل يمكن لهكذا اتفاقيه ان تصب في مصلحة العراق والعراقيين, ثم هل يمكن لعاقل ان يحسن النيه بامريكا وهي التي اصبحت وحشا كاسرا يلتهم كل شيء اماهه

ما هو البديل
عمار السالمي -

مقال واقعي يعكس وضع العراق الحالي . المعلق السيد الجابري لا يوافق على المعاهدة ولكن ماذا يمكن عمله بالنسبة للعراق؟ هل نهاجم الأمريكان بالفؤوس والحجارة ونخرجهم؟ اذا كان المطلوب ان يبقى العراق أرضا بلا شعب (لقد غادر ربعه حتى الآن) ويبقى الأكراد وحدهم وهم حلفاء الأمريكان ويستولون على باقى العراق، نستمر على العداء لأمريكا. خلف صدام بلدا مدمرا مديونا وشعبا مشققا الى طوائف وقوميات فماذا يستطيع عمله؟ العاقل من يفكر بالنتائج قبل الاقدام على عمل قد يندم عليه

منطقيا..
رعد الحافظ -

بادىء ذي بدء ومنطقيا يجب القول..انه مادام امثال مقتدى الصدر وحسن نصرالله والنظام السوري ونظام الملالي في ايران ومن لف لفهم وحذا حذوهمهم ضد الاتفاقية..اذن فهذه اتفاقية مفيدة للعراق وشعبه المظلوم من تجار السياسة والدين.لكن عمليا يجب التدقيق فيها جيدا..ليس لان الاميركان اشرار..بل العقل الصحيح والشعب يجب ان يفهم اولا..وان يتم اجازة الاتفاقية من البرلمان او حتى تعرض للاستفتاء الشعبي ان تطلب الامر..علما اننا نعرف ان غالبية الشعب العراقي يرزح تحت نير الفقر والتخلف وغالبا سيكون القرار مرتهن بعوامل اخرى..طائفية ودينية وغيرها..اذن الموقف ليس سهلا والحل ليس بسيطا..ولو كان الامر بيدي لوضعت الامر في عهدةالصفوة الشريفة والعاقلة والمثقفة واساتذة الجامعة والعلماءوالاعلاميون المحايدون..امثال..د.احمد الكاتب د.غسان عطية د.مثال الالوسي د.وائل عبد اللطيف د.فالح عبد الجبار د.ابراهيم احمد د.زهير كاظم د.كاظم المقداديد.ليث كبة د.ابراهيم الجعفري د.علي الدباغد.اياد جمال الدين د.قيس العزاوي د.عاطف العزي نفسه وغيرهم بحيث ينتخبون لهذا الغرض فقط..مثلا 100 شخصية بهذا المستوى..

سياسة التفاوض
فادي أنس -

تم الأفصاح عن بعض بنود الأتفاقيه طويلة المدى المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحده لعدة أغراض وأهمها الأطلاع على ردود الأفعال محليا داخل العراق وأقليميا في محيط العراق وبالتحديد ردود الفعل الأيرانيه. نحن نعلم بأنك عندما تريد أن تحصل على شيء من خلال التفاوض فأنك سترفع سقف مطاليبك الى الحد الأعلى ولكنك تعلم بالتأكيد بأنك لن تحصل على كل ماتريد. صحيح أن بلدنا العراق ليس صاحب اليد العليا في المفاوضات التي تسبق التوقيع ولكن الأمريكان يدركون جيدا بأن سيناريو يتضمن دعوة بطابع الفتوى من السيد السيستاني والمرجعيه السنيه في العراق بتحريم الأتفاقيه بهكذا بنود مذله يعلمون أن تلك الفتوى لو صدرت ستكون الكارثه بعينها على الوجود الأمريكي في العراق. أقترح أن نصبر قليلا لنرى كيف تتغير البنود التي نعتبرها مذله لنا الى بنود معقوله وقابله لأن تكون بمستوى معاهده بين طرفين متكافئين...شكرا لأيلاف

شكرا ل كاتب ايلاف
العزاوي بغداد -

تتكلم الحقيقه وتتكلم عن الجرح وتتكلم وكأنك عراقي وتتكلم من داخل بيوتنا ومقاهينا وجلساتنا اليوميه فعلا ايها الكاتب الشريف العربي تتكلم الحقيقه بارك الله بك والى المزيد من هذه المقالات التي تتكلم عن الحق والحقيقه كل العالم يتكلم من اجل مصالحه هذه مصر لها مصالح مع امريكا وتستلم عليها مساعدات هذه قطر لها مصالح مع اسرائيل ومكاتبها مفتوحه في الدفنه في الدوحه للاستثمار وهذه ايران تتكلم مع امريكا في بغداد وماشاء الله القواعد الامريكيه ضربت العراق من بلاد العربي هذا اولاً ثانياً هذا مجرد كلام لتوقيع اتفاقيه ايها الناس اتفاقيه وليس معاهده او عقد اتفاقيه مؤقته فالحكومه العراقيه المنتخبه والتي انتخبها الشعب وهذا يعني ان الشعب قابل وفوضها تتعاقد وتحكم وتقرر هي التي تقرر ونحن هنا في العراق كلنا خلف هذه الحكومه ونحن واثقين انها لاتختار ولاتقرر الا لخدمة الشعب وخدمة العراق ف واجب على كل عراقي شريف ان يسند ويساعد المفاوض العراقي ويعطيه جميع الصلاحيه اما الذين خسروا وطردهم الشعب وانهزموا فلا يعجبهم العجب و لا الاتفاقيه مع الله سبحانه وتعالى موتوا في غيضكم والعراق الى الامام سائر ب فضل الله وجهود ابنائه المخلصين المالكي والعامري والحكيم والاديب والصغير وابناء المقابر الجماعيه المحرومين عاش العراق وعاش كل عراقي شريف يحب العراق واهل العراق والذل والهوان والعار على البعث واذنابه وأيتامه الباقيه من النطيحه والمترديه العزاوي بغداد العراق الجديد

نعم ولكن
سمسم -

اذا تمت الاتفاقية فحذوا من ان يلاحق عراقى من قبل امريكا 2 اتفاقية لمدة 10 سنوات كافية

كل شئ خلف الكواليس
لور -

لا تستعجلوا يا اخوان، لم نسمع لحد الان احد يتحدث ما الفائدة التي سيجنيها العراق من هذه المعاهدة، اذا كانت هي الاموال المجمدة فقط فهي لا تستحق لانها لن تذهب الى الشعب العراقي ولا لبناء ما خربه الامريكان من البنى التحتية، بل ستذهب الى مجاري الفساد التي لا قرار لها ببطون المسؤولين... الشعب العراقي لن يناله سوى الفتات وضياع الحقوق كما كان الحال دائما، انا مع معارضة المعاهدة لاننا بالنهاية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

اذا کان بیتک من زجاج
جاســـم بروشـــکی -

من کان بلا خطیئة فلیرم العراق بحجر ومن کان بیته من زجاج فلا یرمی الاحجار علی الاخرینشکرا للمقال الواقعی والمنطقی

إبعدوا عنا !!
عراقي - كندا -

أحسنت أيها الآخ الكاتب على مقالك الرصين , الواقعي , هذا واقع حال أهلنا وشعبنا في العراق الحبيب للآسف , أما أصوات العرب المستنكرة , فلا يعتد بها , فهم يقولون مالايفعلون , وليس في جعبتهم إلا الشعارات , على الاقل العراق مر بالحروب المدمرة خدمة لمصالحهم ولكن دولهم مستقرة نسبيا ومع ذلك فيها كل المصائب , نصيحتي لبعض الكتاب والقراء العرب : ( إتقوا الله في العراقيين , وكفوا عنا نعيقكم وصراخكم , فقد خبرنا نفاقكم وتأييدكم لصدام الذي أهلك شعبه وأغدق العطايا والهبات عليكم ) .

اتفاقية لكن بشروط
سامي قنديل -

نعم للاتفاقية اذاكانت لاتفرط بسيادة العراق وكرامته وثرواته نعم للاتفاقية اذا كانت لاتكبل العراق بقيود تعيقه عن الحركة والتقدم وبناء دولة حديثة يحيا بها الشعب العراقي بجميع مكوناته واطيافه , نعم للاتفاقية لانا بحاجة فعلية لها تحت ظل الظروف التي يحياها العراق الان ولكن بشرط ان تعقد بين طرفين ندين لبعظهما ويحافظ فيها كل على حقوقه لا بين بلد ومحتليه وعلى اية حال فالمطلوب هو التأني ودراسة الموضوع من جميع جوانبه باعتاد عقولنا لاعواطفنا آخذين بنظر الاعتبار النقاط التي حددها السيد السيستاني بشأن الاتفاقية واهمها ظرورة اعتمادها من خلال الاستفتاء المباشر الحر والا اذا ماتم فرض الاتفاقية بصيغتها المطروحة حاليا فان ذلك يعني عودة الفوضى والصراعات والعنف الى العراق وبشكل مدمر وعلى اية حال اقول للمفاوضين العراقيين ارفعو سقف المطالب الى حدها الاعلى ولاتفرطوا بشيئ لان التاريخ لن يرحمكم وفي نفس الوقت اقول لشعبنا العراقي و لشعبنا العربي لاتقلقوا كثيرا فان معظم بلداننا العربية هي الان تحيا في ظل اتفاقيات مع امريكا علنية وسرية وبدون ضجة اعلامية

USA
Abu Ari -

اللذين صنعو العراق الحالي بعد ان هذه الاراضي اسمها كانت الولايات الثلاث موصل بغداد و بصرةالتابعة لامبراطورية العثمانيين،بعد ثمانون سنة تبين ان العراقيين ليس باستطاعتهم ادارة الدولة ،اتو من جديد احتلو العراق لكي يعلمهم ادارة الدولة،رجاء يا اخوان لا تزعلو هذه المرة اتفقو مع الاميركان و ابنو بلدكم ولا تخلو يضحكون عليكم العرب،لانهم كلهم مع امريكا لمصلحة بلدانهم،الاردن،مصر،دول الخليج،حتى سوريا تطلب التفاوض مع اسرائيل باشراف امريكا لاعادة جولان وكلهم لديهم علاقة حتى مع اسرائيل.