أصداء

صفية السهيل نـِعمَ المرأة في غياب الرجال!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحاول النائبة العراقية صفية السهيل - من خلال مواقفها الجريئة الكثيرة - إعادة الهيبة المفقودة إلى السلطة التشريعية في بلادها. وهي إذا اكتفت - حتى الآن - بالبيانات والانسحابات، من هذه القائمة البرلمانية أو تلك، للتعبير عن موقف ما، فذلك أقصى ما يمكنها فعله، في ظل واقع تبدو فيه المرأة كائنا مهيض الجناح، يكاد يشبه يتيما على مائدة لئام، إتمـّوا " طفح " طعامهم، ثم مالوا على طعامه الضئيل ليزدردوه!


آخر مواقف السهيل، سليلة البيت المجاهر برفض الظلم حتى النـَفـَس الأخير، استثمارها حادثة " الاعتداء " عليها من قبل طاقم حماية أحد وزراء حكومة نوري المالكي في المنطقة الخضراء ببغداد، لتذكير رئيس مجلس النواب محمود المشهداني وهيئة رئاسة البرلمان وباقي النواب بأن السلطة التشريعية في أي بلد يحترم نفسه، هي صنو السلطتين الأخريين ؛ القضائية والتنفيذية، وليست أقل شأنا منهما، وخاصة من التنفيذية.


السهيل، أماطت اللثام، في بيانها، عن أن النائب في البرلمان العراقي، يعامل أمنيا في المنطقة الخضراء معاملة الموظف الحكومي الكبير ( مدير عام أو ما أشبه ) رغم كون درجته درجة وزير. فيـُمنح " باجا ً " أخضر لايحصنه من التفتيش البدني، بينما يتم منح الوزير " باجا ً " أزرق، يدخله المحمية الخضراء دون حساب!


والحقيقة، إن النائبة السهيل إنما تحاول بمواقفها هذه، التي تبدو تغريدا خارج السرب في برلمان مدجن، سد النقص " الرجالي " في هذا البرلمان المصفق! فقد أهين البرلمانيون أكثر من مرة، سواءا بالكلام أو بالممارسات، فابتلعوا الإهانات ولاذوا بالصمت. وتراوحت الإهانات المذكورة بين مايتلقونه - يوميا - من رئيسهم " المهذب جدا " ( قال ذات مرة لأحد النواب: حتى لو ظللت تنبح إلى الصباح فلن أتيح لك الفرصة للكلام! ) وما يتعرضون له من جنود الإحتلال الأميركي أثناء التفتيش قبل دخول المنطقة الخضراء، وخاصة التحرشات السوقية بالنائبات، وما ينالهم من تعال ٍ وغطرسة واستكبار من قبل بعض الوزراء " السياديين " التابعين للكتل القوية، مثل وزير المالية باقر جبر الزبيدي الذي استدعي يوما للاستجواب في المجلس، فجلس كطاووس منفوش الريش وخاطب النواب قائلا ً: سؤال واحد فقط لكل نائب! وكأنه يشارك في مؤتمر صحفي وليس استجوابا ً ومساءلة من قبل ممثلي الشعب المنكوب بأمثاله!


وفي ختام هذه السطور أقول، لا النائبة السهيل تعرفني شخصيا، ولا أنا طامع بشيء من حطام العراق، الذي لم أره منذ 27 عاما ً ولا أعتقد أني سأراه في المستقبل المنظور. لكن، إذا صمت النواب في زمن الحاجة إلى الكلام، وجاهرت نائبة بحقها وحقوق ناخبيها، انتزعت احترامنا وتقديرنا رغم أنوفنا وانوف الجميع!

علاء الزيدي

alaalzeidi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اختلاف
عراقي - كندا -

أختلف معك جذريا فيما ذهبت إليه في تفسيرك لموقف ( صفية السهيل ) , هذه المرأة للآسف تستخف وتستهين بمشاعر العراقيين البسطاء الطيبيين , وإلا بماذا تفسر كل تلك الضجة المفتعلة التي قامت بها , لمجرد أن سيارة لمرافقي أحد الوزراء قد تحرش بسيارتها أو سيارة أحد مرافقيها الكثر , أسألك : ( لماذا لم تهدد النائب المحترمة بتعليق عضويتها في المجلس إستنكارا لإحوال النازحين المزرية الذين تركوا بيوتهم هربا من القتل والإرهاب ؟؟ لماذا لم تهدد وتتوعد بتعليق عضويتها وهي ترى أعداد الآرامل والإيتام بالملايين , لذكر أزمة الكهرباء المزمنة وخاصة في صيف العراق ؟ لماذا لم تفكر بأحوال العراقيين في سورية والآردن , لماذا ولماذا ؟؟ والقائمة تطول , أنا أقول لك : الغالبية العظمى من أؤلئك النواب الغيارى لايفكرون إلا في مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة , ويعيشون بقصور أو فيلات داخل المنطقة الخضراء وبعضهم يقيم في عمان أو دبي أو لندن , غرتهم زخارف السلطة والمال والجاه فنسوا أو تناسوا الناس التي أنتخبتهم , صدقني : أن راتب الوزير هنا في كندا لايزيد عن 5000 دولار , مع عظم المسؤولية التي يتحملها , بينما هؤلاء النواب يتقاضون مايزيد عن ضعف ذلك ولديهم جيوش من المرافقين والخدم والحشم , وباتوا متأكدين أنهم وعوائلهم ومريديهم قد ورثوا العراق بكل خيراته , يستغلونه كيفما يشاؤون , وبعضهم للاسف مايزال يحمل جنسية أخرى , فهل يقر الدستور العراقي ذلك , أم أنه مجرد كلام فقط ,

اين الشعب العراقى
طارق -

نعم لااحد يذكر الام الشعب العراقى الجريح ولكن يهتم الكاتب بالسيده النائبه وبطولاتها فى مجلس النواب وهى بعيده كل البعد عن الشعب العراقى والماسى التى يمر بها فالى مزيد من الدفاع عن النواب العراقيين المحترمين