أصداء

نوري المالكي وحليب سباع الولي الفقيه الإيراني؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن الطريق المسدود لمفاوضات المعاهدة الأمنية مع الولايات المتحدة و التي نفاها وزير خارجيته هوشيار زيباري بعد ساعات من النطق بها!!

لا تعبر عن حقيقة و قوة أدوات إدارة الصراع التي يتحرك بموجبها المالكي و مجمل حكومته التحاصصية المفككة و العاجزة عن الفعل المباح أو القول الصريح، فالأزمة العراقية قد وصلت لحدود كارثية بعد تزايد أزمة المعاناة الشعبية من سوء الخدمات و من التدهور الحياتي المريع و بما أدى لحالات هروب شعبية واسعة النطاق من الجحيم العراقي في ظل مسلسل توالي الأزمات و الحيرة الحكومية الواسعة في التعامل مع ألأوضاع العامة لعدم وجود البرنامج الوطني الحقيقي الذي تلتف حوله كل الشرائح و القوى العراقية من أجل إعادة بناء الوطن المدمر على أسس وطنية حقيقية تتجاوز الحالة الطائفية و العرقية المريضة، و السيد المالكي وهو يجول في دول الجوار العراقي يعلم جيدا بإن لدول الجوار إجنداتها الخاصة و هو ما يتطلب بالضرورة تنازلات بعضها مؤلم من أجل تسيير الأمور و إرضاء الأطراف الداخلية المتنازعة، و المعاهدة التي يزمع الأمريكيون فرضها على العراقيين هي من الأمور التي تتجاوز بكثير إختصاصات و قدرات و إمكانيات المالكي و حكومته المهتزة و القلقة، فالجميع يعلم أن الصلاحيات الحقيقية للمالكي محدودة للغاية فحاكم العراق الفعلي و غير المباشر هو السفير الأمريكي ( رايان كروكر ) و الذي لا يتم تعيين مدير عام في دوائر الدولة دون أخذ موافقته! هذا السفير / الرئيس الذي يمتلك ساحات واسعة من المناورة وحتى الدخول في مشاريع تجارية مع عدد من المتمولين و المسؤولين العراقيين هو من يتحكم في ملفات إدارة الصراع في الملف العراقي و المعاهدة ليست أمرا إختياريا للعراقيين يستطيعون رفضه أو قبوله أو تحديد خياراتهم من خلالها بل أنها أمر إجباري ما على الحكومة العراقية سوى إيجاد المخرج المقبول لتمريره.

و رغم أن المالكي هو قائد لحزب ديني طائفي إيراني التأسيس و الجذور و المنطلقات و الهوى و هو ( حزب الدعوة ) الذي إنتهى واقعيا و تشرذم منذ زمن طويل و منطلقاته الفكرية و النظرية و مسوغاته الشرعية و المرجعية تحرم عليه إطلاقا التفاهم مع المشروع الأمريكي إلا أنه يقود مسيرة ذلك المشروع، و يبدو أن اللقاء الأخير بين القائد الروحي الإيراني و نائب الإمام الغائب والولي الفقيه الجامع للشرائط السيد علي خامنئي و نوري المالكي و الذي إقترح فيه الخامنئي على المالكي رفض المعاهدة الأمريكية قد ترك مؤثراته على تصريحات المالكي في الأردن!، حيث تحدث عن الأذى الذي ستلحقه تلك المعاهدة بالسيادة العراقية!! وهي نكتة سمجة! لأن العراق لا يمتلك أي سيادة فعلية في ظل ذلك العدد المهول من قوات و آليات الإحتلال التي تمارس ما يحلو لها دون رقيب أو حسيب في ظل أوضاع ميدانية بائسة تخيم عليها أجواء الحرب الفعلية بشكل يومي صارخ فالعراق هو في البداية و النهاية ميدان حرب، وهو ساحة قتل معدة سلفا لأعداء الولايات المتحدة! و كل مهام الحكومة العراقية رمزية بحتة لا تتعدى تنظيم مواسم الزيارات و المناسبات الدينية لا أكثر و لا أقل!

كما أن ميزانية الدولة المنهوية قد تناهبتها الأحزاب الطائفية الفاشلة الحاكمة، و رواتب التقاعد المفروضة لكوادر حزب الدعوة من الذين اعطوهم رتبة ( الجنرال )!! أو المدراء العامين متضخمة للغاية و تشكل فضيحة ثقيلة يتم التستر عليها و لم تعرف أبعادها الكاملة بعد؟ يضاف لذلك كله ما أثير حول عقد إتفاقية أمنية سرية بين العراق و إيران قيل أنها إتفاقية للدفاع المشترك!! و لكن ضد من؟ ضد حركة طالبان مثلا!! وهي قضية لم تزل في طور التكهنات و لا شيء حقيقي حولها بعد!، و يبدو أن لنزع ربطة عنق المالكي في لقائه الأخير مع الولي الإيراني الفقيه أبعاد جانبية كثيرة ربطها بعض المراقبين بقضية السيادة الحقيقية للحكومة العراقية!! فكل شيء في العراق يسير بطريقة مثيرة للريبة، و المالكي حينما يتحدث عن رفضه للمشروع الأمريكي فإنه أول العالمين بإستحالة إستمراريته على ذلك الرفض اللفظي العابر الذي جاء بعد أن شرب حليب سباع الولي الإيراني الفقيه!!

فبعد أن طارت السكرة ( الإيمانية ) جاءت الفكرة الميدانية و التي شخصها بشكل واضح و صريح لا لبس فيه وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري الذي وضعت تصريحاته النقاط على الحروف و بددت كل الأوهام و الأحلام الوردية.. و لو فكر المالكي حقا بمعارضة الخيار الأمريكي بشكل صريح و فاعل فإن الرد سيكون عبر سيارة مفخخة في عمق المنطقة البغدادية الخضراء ستساهم في تعبيد الأمور و تسويتها..!!!، إنها لعبة الأمم الدموية التي لا تعرف الرحمة..!

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ايران وحزب الدعوه
ســامي الجــابري -

السيد البصري. مقالاتك اغلبها افكار متناقضه تؤكد شيء في بداتها ثم تنفيه في اخر المقاله, لمعلوماتك حزب الدعوه ليس ايراني التأسيس وتاريخه يمتد الى ما قبل قيام الجمهوريه الاسلاميه باكثر من ثلاثين عاما,حزب الدعوه لايرتبط بايران ولم يكن له اي انسجام في يوم من الايام مع القياده الايرانيه, حاولت ايران تمزيق حزب الدعوه منذ بدايتها وسعت الى سحب بعض قياداته وتشكيل احزاب وتيارات سياسيه اخرى بعيده عنه(المجلس الاعلى مثالا).نوري المالكي لم يكن يوما من الايام تابعا لايران ولا الى ولاية الفقيه, وحزب الدعوه لايعترف بولاية الفقيه في ابجدياته,. الاتفاقيه الامريكيه في شكلها الحالي مرفوضه من قبل كل العراقيين بجميع اطيافهم وتصريح المالكي عن الطريق المسدود ليس محاباة لايران بل لان الاتفاقيه لاتخدم المشروع العراقي الحالي, كلامك عن دولة ناقصة السياده لكون الالاف من القوات الامريكيه على اراضيها ليس له مسوغ لان اغلب دول المنطقه توجد على اراضيها قوات امريكيه ولاتنتقص من سيادتها رغم ان القرار السياسي لهذه الدول متأثر بالوجود الامريكي على اراضيها(لاداعي لذكر الدول لانك تدرك من هي). الوضع في العراق حاليا ومستقبلا بحاجه الى تفاهم مع امريكا عن وضع قواتها من خلال اتفاقيه او مذكرة تفاهم, يكفي بعد ذلك مزايدات من هذه النوع لاننا اصبحنا ندرك مغزى كل مايقال وليس الحرص على المصلحة الوطنيه هو الدافع بل ان الامور اصبحت مشكوفه اكثر من ذي قبل فلا تندفع اكثر .تحياتي

هل نحن أسياد أذن؟
فادي أنس -

المقال لم يكشف سرا حين وصف حكومتنا بمسلوبة اراده ولكن التعليق رقم واحد هو المفاجأه حيث كشف لنا بأننا نعيش في دوله كاملة السياده على أرضها ومسمائها ومياها الناضبه. في الحقيقه ياأخ الجابري وقبل أن تتهمني بأني من بقايا نظام بريمر السابق نحن في العراق بلاسياده ويحكمنا كل من بوش والولي الفقيه والدليل ألوله...شكرا لأيلاف

كارثة العراق
ابن البصره -

شكرا استاذ داوود ...هذه الحكومه وهذا النظام ليست فقط طائفيه وانما متفككه ودمويه وتابعه لايران ..فمواصفات حكومة المالكي وما قبلها والواقع المزري الذي بات يعيشه العراق هو دليل واضح على الفشل المدوي واستحالة بقاء هذه الشراذم الضاره من اشعاعات الخرافات والتخلف والاجرام متسلطه على راس العراقيين وبات النظام السابق ارحم واكثر فائده من هؤلاء اللذين هم لايشكلون شيء بوجه كروكر ..وان التخلف والتشرذم هي صفه دائمه لهذه الحكومه التي بنيت على باطل وعلى تزوير وامتهان لكرامة العراقيين ..فمن غير المنطقي ان نختزل ملايين البشر بهؤلاء الملالي باسم الانتخابات وزيف الديمقراطيه الجديده التي جاءوا بها هؤلاء الملالي

حزب الدعوة
هاشم الحسني -

مع كل الاحترام للسيد البصري لم نرى التواصل الفكري والترابط بين الاجزاء وهو يشن هجوما على حزب الدعوة وعلى شخصية السيد المالكي وللامانه انا لست من الدعاة ولا في موضع الدفاع عنهم بل لابد من ذكر الحقيقة والواقع...حزب الدعوة من الاحزاب التي تمتلك التاريخ الجهادي الطويل في الساحة العراقية شانها شأن الحزب الشيوعي العراقي وقدم الحزبين المذكورين رغم اختلاف اهدافهما وتركيبتهما الاجتماعية الا انهما كانو يلتقيان في الجهاد ضد الدكتاتورية المقيتة ونظامها الفاشي..السيد المالكي من الشخصيات السياسية التي اثبت للعالم قدرته على التعاطي مع الدولة بروح عراقية صرفة بعيدا عن الطائفية وتمكن من فرض الامن في معظم انحاء العراق وهو يحاول ايجاد توازن في السياسة بين الدول الاقليمية ومتتطلبات المشروع الامريكي وكل سياسة تتطلب التكتيك مرحليا ام طويل الامد وان السيد المالكي جدير بالثقة ان يمسك العصا من الوسط لاجل مصلحة العراق والعراقيين

المهزله
خالد بن الوليد -

طرهات هذه الحكومه كثيره واحزابها الظلاميه ونسأل اللذين يدافعون عن جيفارا المالكي الذي لايملك اي مؤهل ولاحتى شهاده ولاتجربه من ان يصبح القائد العام للقوات المسلحه ومن ثم الفشل المريع في كل خطوه لهذه الحكومه الطائفيه الرثه والمهترئه والمليشاويه والتي تظم مجاميع القتله واللصوص والدمويون والتابعين للقدس الايراني او بدر العميله ومن ثم هذه الاحزاب لم يكن لها اي دور نضالي او جهدي او حتى ثقافي سوى التبعيه والعماله والتخريب والتفجيرات التي كانت تحصل ببغداد والمحافظات قبل ان يقتلعها الشهيد صدام من جذورها ....لعنة الله على حكومة الاحتلال الطائفيه

تصحيح معلومة
عراقية -

الاخ خالد بن الوليد تعليق 5 , لا أعتراض لدي على الشق السياسي من تعليقك ولكن لتوخي الدقة و الحقيقة فأن المالكي لديه شهادة ماجستير في الادب العربي من جامعة صلاح الدين عام 1992 و قد كان المشرف على أطروحتة هو الدكتور فؤاد معصوم .وشكرا

قوى الظلام
شلال مهدي الجبوري -

يا اخ داود انت تعرف جيدا ان قوى الاسلام السياسي سواء كانت شيعية او سنية لايمكن ان تبني دولة ديمقراطية حديثة سواء كان المالكي او الهاشمي. هذه القوى تفهم الدولة بقرة حلوب لهم ولزبانيتهم وطقوس واحتفالات دينية وتعدد الزوجات وتفريخ الاطفال واستغلال مشاعر الفقراء والبسطاء والجهلة دينيا وطائفيا لكسب اصواتهم في الانتخابات. انا على قناعة تامة ان هذه القوى السياسية لم تبني دولة ما نطمح لها ونموذجهم ايران والسودان والايام القادمة ستشهد على ما نقول

الحقيقة
مازن الشيخ -

ليش لدي شخصيا اي شك بان الاستاذ داؤد البصري,شخصية وطنية,مخلص لشعبه وامته,وجدير بحمل لقب بصري,لما للبصريين الاصلاء من سمعة جيدة,واخلاق عالية.لكن المشكلة في طروحاته انها اصبحت متشابكة ومتناقظة احيانا وغير مفهومة بوضوح!السبب,ربما,شدة الصدمة وخيبة الامل والمرارة التي يشعر بها لما ال اليه حال العراق بعد ان قامت,من كان يسميها,(قوات التحرير العالمية)بتحرير العراق من ظلم وقسوة صدام ونظامه الديكتاتوري.ولاادري كيف صدق وانساق وراء تلك الاوهام,وهو الكاتب الجيد والمحلل السياسي والصحفي المرموق,لكننا لاحظنا في مقالاته الاخيرة,انه ادرك بعد فوات الاوان ان اللعبة كانت تلبية لاهداف استراتيجية امريكية,وان كل شئ كان مخطط له بعناية,وان الطريق للوصول الى الغاية الامريكية لا يمكن ان يتم الا بذبح اكبر عدد من العراقيين !لكنه لازال للاسف لايدرك ان كل اركان الحكومة العراقية الجديدة لاحول لهم ولاقوة فيما يجري في العراق,لايستطيعون منع حدوث اي شئ,بل ان العجلة تسير بدفع امريكي,ولو انها بوجوه عراقية,ان مايفعله المالكي لايمكن لغيره ان يؤدي احسن منه,انه ادرك ابعاد اللعبة,وهو يعلم انه لايستطيع ان يفعل الكثير,لكنه يقوم بكل مايمكنه فعله,وهو في الحقيقة يعمل جاهدا من اجل غسل عقله من الطائفية,وذلك واضح من سلوكه,المالكي ليس سوبرمان,لكنه ليس خاملا او لامباليا,لابد من تقدير الامور بشكل واقعي,قبل نقدها وانتقادها.

الايجابية
سلام -

الكاتب الناجح يجب ان يستوحي مقاله من الحقائق ليس من خلال التهجم خصوصا اذا كان هناك تقدم ملموس قي اداء الحكومة فاذا كان الكاتب منصفا عليه ان يبرز النواحي الايجابية وكذلك السلبية في اداء الحكومة لكي يساعد في تطويرها وارى ان مثل هذه المقالات لاتساعد بالخزوج من المعانات على العكس فانها تشوش على فكر المتلقي خصوصا اذا كان غير مطلع على تاريخ الاحزاب السياسية وتاريخ رجالاتها

مقالة متأخرة
محمد البدري -

. حزب الدعوة تأسس فى العهد العارفي ، وقاد انتفاضة صغيرة على عهد عبد الرحمن عارف فى معسكر الرشيد قام بها صغار المراتب والجنود وفشلت . وبدأ البعثيون منذ استيلائهم على الحكم فى 1968 بمطاردة أعضائه وقتلهم بدون رحمة ، أي أن ذلك كان يجرى على عهد الشاه فى ايران ولم يكن احد قد سمع بالخمينى أو أي معمم آخر . المالكي انسان شريف يحب كل الشعب العراقي بدون تمييز وقد أثبتت الأيام الأخيرة وطنيته واخلاصه.