السنّ كالوالد.. الصفة زوج!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تعتبر الحياة الزوجية رابطا مقدسا يمثل العلاقة الإنسانية بطبيعتها بين الرجل والمرأة اللذين يعيشان من خلالها حالة الهدوء والإستقرار الروحي والفكري والجسدي، عبر الإنفتاح على حياة الآخر بكل جوانبها الخفية والظاهرة.
وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالتوافق بين الزوجين من ناحية تناسب العمر ومستوى الثقافة والظروف الإجتماعية الملائمة التي تضمن نسبة نجاح كبيرة لحياتهما واستمراريتها..
لكننا نرى في مجتمعنا العربي كثيراً من الرجال ممن يملك عقدة خوف من الزواج بالمرأة التي تتميز بالمعرفة والوعي والتجربة المطلة على الواقع وفهم حقيقة الحياة وثقافتها وسبل التعامل معها. فيعتبرون أن هؤلاء النساء لهن شخصية قوية لا يستطيعون معهن الإمساك بزمام الأمور أو السيطرة بأفكارهم عليهن، فيتأخرون في الزواج أكثر من المألوف ليعيشوا حالة من الصراع مع أنفسهم ومع مجتمعهم الذي يحيط بهم، ليصبحوا حديث هذا المجتمع لعزوفهم عن الزواج وخاصة إذا كانت مؤهلاتهم الزوجية موجودة مثل السكن والوظيفة والوضع المالي الجيد..
وكذلك هناك من يكون لديه عقدة الظن ويضع في فكره أنه لا يوجد فتاة دخلت سن العشرين وما فوق إلا وكانت لها علاقة ما!!!
ويرجعون بتفكيرهم المريض هذا إلى عقدة عدم التأقلم مع الإنفتاح على ثقافات متعددة في مجتمع محافظ على قيمه واعرافه واخلاقه الدينية وما هذا إلا محض افتراء لأنه لم يصل بنا الحد إلى الفلتان الأخلاقي والسلوكي وإتباع تقاليد الغرب بحذافيرها واساليبها الفاسدة..
وأيضاً هناك نوع من الرجال من ينسى نفسه بجمع المال والثروة فيعزف عن الزواج ويصل إلى مرحلة من العمر تحتاج رجولته المحافظة على كبريائها أمام مجتمعه الذي يعيره بعدم زواجه، فيصبح عنده عقدة التحدي والإثبات وأنه ما زال شابا مرغوبا به لدى الفتيات الجميلات الصغيرات!!
ولأجل ذلك نرى أن كل هؤلاء الرجال يتجهون بأنظارهم للزواج من الفتاة الصغيرة بالسن ظناً منهم أنهم يستطيعون إدارتها وتربيتها كيفما شاءوا وأنها ستكون المرآة المعكوسة لشبابهم المهدد بالشيب والزوال، متناسين المخاطر التي ستنتج عن هذا النوع من الزواج، وأنهم سيعيشون آفة إختيارهم إما بالطلاق أو بالندم طوال الفترة التي سيدوم فيها زواجهم..
لأن التفاوت في العمر بين الزوجين فيه فروقات عديدة من الوعي والتطلعات والاحلام والتجربة وأساليب الحياة والتعامل معها وكذلك العلاقات الإجتماعية من الصداقات لكل منهما وتأثيرها السلبي عليهما..
فحين يتزوج هذا الرجل فتاة صغيرة سناً تكون دائماً ضحية الضغط والإجبار من قبل الأهل بسبب حالة أهلها المادية فيغريهم بثروته أو مركزه الإجتماعي ويتوهمون أنهم يضعون إبنتهم في الجنة وأنها ستحققق احلامها وأمانيها بهذا الزواج، وبدل أن تعيش عمرها وشبابها مع من يناسبها سناً تجد نفسها مجبرة أو مضطرة لدخول الحياة الزوجية مع من يقارب أباها سناً، فيسلخها من مجتمعها واصدقائها ونمط حياتها الشبابي ويحجمها داخل بيئته التي لا تتناسب مع عمرها لأن برأيه علاقتها بهم لا تتناسب مع مجتمعه الناضج فيسبب لها مع مرور الوقت هذا الأمر كثيراً من التوترات النفسية والعصبية وخاصة إذا أصبحت أماً لعدة أولاد وهي في سن غير مؤهل بعد لفهم كيفية تربيتهم فتنتابها حالات الإكتئاب وتسيطر على تصرفاتها حالة العصبية التي تنعكس على أولادها ويؤدي ذلك إلى النفور من زوجها وتلعن قدرها وظروفها التي رمتها بين أحضان رجل أكبر منها بكثير فتكره نفسها وتيأس من حياتها لتنغص عليه حياته فيؤدي ذلك إلى الطلاق، أو أن تخضع له ولأوامره وتغرق في بحر الإحباط والكآبة وتكون له في جسد شابة لكن في عقل عجوز يمحي شبابها ومراحله الندية.!!!
نورا فتاة في السادسة عشر من عمرها تتمتع بجمال أخاذ وهي تبهر كل من يراها بسلوكها الموازي لجمالها.
تنتمي إلى عائلة فقيرة وبسبب ذلك اضطرت لترك تعليمها الدراسي لمساعدة والدها بإعالة اخوتها فعملت بائعة في محل تجاري كبير في وسط المدينة وبسبب كثرة الزوار المترددين على ذلك المحل أعجب بها ذات مرة رجل يقارب والدها عمراً فأرادها للزواج به وأصر على ذلك بملاحقتها بانتظار جوابها، وعندما اخبرت أهلها بذلك سارعوا إلى إقناعها به لأنها بإعتقادهم فرصة لا تتكرر في العمر!!
ولأنه رجل ثري ومغترب ويملك كل المواصفات التي تحلم بها كل فتاة تطمح للعيش برفاهية وحتى يتخلصوا من فقرهم على حساب عمرها ضغطوا عليها وأجبروها على الزواج منه، ضاربين عرض الحائط بعمر ابنتهم الندي الذي سيذوب إلى جانب من غزا الشيب رأسه وبانت ملامح الكبر عليه!!!
وأوهموها أنها ستنسى فارق العمر بجانب الجاه والمجوهرات وما ستؤمنه حياتها في الخارج من سعادة..
ولأنها فتاة لا تملك أي تجربة لصغر سنها سارت مع الاحلام والأوهام لتتزوج وتسافر معه إلى بلد الإغتراب ولكن الحلم لا يدوم وحتماً سنستيقظ منه ونتفاجأ بالواقع.
وبطبيعة الحال ولأن فارق العمر كبير وبسبب جمالها داهمت الغيرة والظنون حياتهما وأصبح يمنعها من الخروج وحدها أو التحدث مع الجيران وإستقبال من يماثلها عمراً لدمجها مع مجتمعه ومع اصدقائه المقاربين لعمره فتجد نفسها ضائعة بينهم وغريبة. وكانت كلما تعترض على طريقته في معاملتها يشتمها ويضربها ويعيرها بأنه إنتشلها من فقرها هي وأهلها.
فإتصلت بأهلها تخبرهم بحالتها ومعاناتها وتناشدهم أن ينقذوها لكنهم لم يصدقوها وإتهموها أنها تضخم الأمور ونصحوها أن تغير معاملتها معه وتسايره حتى لا تنقطع عنهم المعونة المالية التي يرسلها الصهر العتيد لهم!!
لكن ما زاد الأمر سوءا إكتشافها لخيانته لها وعلاقاته المشبوهة خارج نطاق الزواج، فأصبحت الحياة جحيما معه لتفر منه ومن إقترابه منها فإزداد عنفاً عليها وحبسها في البيت.. ومع مرور الوقت صارت تأخذ أدوية لتهدئة أعصابها أدت إلى مرضها لتنتابها حالات هستيرية بسبب الحزن والكآبة التي بها. فأدخلها مستشفى للأمراض النفسية ليرسلها بعدها إلى بلدها بعد أن وجد حالتها ميؤوس منها. طلقها فغادرت حاملة معها ألمها الذي لا يتحمله عمرها الندي، تاركاً في نفسها خوفاً من المستقبل وإحساسا بعدم الامان بسبب تجربتها المريرة التي جعلتها عجوزاً بجسد فتاة شابة!!!
حنان سحمراني
http://hananhanan.maktoobblog.com/
التعليقات
............
الأوراسية -وأنا أتابع مقالتك عن أحد الأوجه البائسة واليائسة في تاريخ الرجل العربي أحببت أن أسرق وأختلس ما بين يديا عن رواية (( الأرواح المتمردة )) لجبران خليل جبران الذي رفع لنا بصدق هذه التجربة المؤلمة (( فارق السن بين الزوجين )) وعلى لسان أحد أبطال روايته مخاطبا هنا الرجل في قوله (( ما أتعس الرجل الذي يحب صبية من بين الصبايا ويتخذها رفيقة لحياته ويهرق على قدميها عرق جبينه ودم قلبه ويضع بين كفيها ثمار أتعابه وغلة اجتهاده ثم ينتبه فجأة فيجد قلبها الذي حاول ابتياعه بمجاهدة الأيام وسهر الليالي قد أعطي مجانا لرجل آخر ليتمتع بمكنوناته ويسعد بسرائر محبته )) ومن جانب آخر مخاطبا المرأة في قوله (( وما أتعس المرأة التي تستيقظ في غفلة الشبيبة فتجد ذاتها في منزل رجل يغمرها بأمواله وعطاياه ويسربلها بالتكريم والمؤانسة لكنه لا يقدر أن يلامس قلبها بشعلة الحب المحيية ولا يستطيع أن يشبع روحها من الخمرة السماوية التي يسكبها الرب من عيني الرجل في قلب المرأة )) لقد وصف لنا وصفا دقيقا مشبعا للمجاعة الروحية للزوجين ليس فقط بسبب (( فارق السن )) بل أيضا الافتقار لكثير من نواحي التوافق بين الطرفين وهو أكيد مآله الانفصال (( أحب كثيرا خليل جبران وأحب دوما أن أكرر روائعه و للابنة الأرز والوردة الجورية حنان سحمراني دمتي بكل ألق )) مع التحية .
زواج فاشل
درية -لقد عايشت تجربة قريبة من اللتي ذكرتها فقد جاء ابن خالي من الاوروغواي بعد غياب 20 سنة اي قبل ولادتي بست سنوات وكان ينوي المكوث لمدة شهر وهو كان قد تزوج سابقاً من برازيلية ولديه اربعة بنات اكبرهم بمثل سني فأقنعته امه بالزواج بي وكان الأمر بالنسبة لاهلي اكثر من رائع فتزوجته وسافرت معه خلال عشرة ايام ومن قريتنا ولغاية وصولنا لمونتيفيديو لم نتكلم الا بضعة كلمات وعند وصولي الى البيت كانت الصاعقة فوجئت بوجود شاب يشبه نفسه بالبنات في البيت فأخذني الى غرفة جانبية وقال لي لا دعوة لك به انه سيقيم معناونا تزوجتك لكي ارضي امي وخلال شهر كنت انام في غرفة وهو في اخرى ولم يكن يكلمني الا ليطلب شيئاً ولكن في هذه الأثناء تعرفت على جارتنا الفلسطينية في الطابق الاول واخبرتني ان زوجته السابقة قد تركته بسبب معاشرته لهذا الشاب عندها لم اتمالك نفسي وقلت لها اني سأهرب فعرفتني على خالتها حيث تقيم في مدينة فكنت اقوم بأعمالهاالمنزلية واعمل نهارا في سوبر ماركت ومع تعلمي اللغة تحسنت احوالي المادية وحصلت على الطلاق بعج 10 سنوات وتزوجت شاب عراقي بنفس سني
لا للزواج المبكر
نعيمة الماغوط -ان تزويج فتاة دون الثامنة عشر ليس جائز
ما معك حق
ام محمود -انا بقول انو الكتيبة عبتظلم المامايات والبابايات كتير شنو هني بيهمن انو بنتن ما تعنس وبعدين اعتبري انو المرا اهترت وبعدو جوزا مشبشب مو بيتجوز عليها فا من الأحسن تكون التانية مو الاولانية اسألوني انا زتني انا والولاد وركض ورا وحدي عمرا16 سنة من جيل ابني حمودي
شجاعة
عائشة الماغوط -تحية الى الكاتبة الرائعة التي اتابع كافة مقالاتها جميع مقالاتها في ايلاف وفي المطبوعات التي تكتب فيهاواجدها تتناول مواضيع هي غاية في الحساسية بكل جرأة فهي شجاعة ومن اقتدى بأم المؤمنين عائشة لن يخاف من شيء وهذا هو مصدر شجاعتها