عزّة الإنسان الغربي وذلّة الإنسان الشرقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تجد الإنسان الغربي مزهوّاً، يثق بنفسه، عزيزاً مقداماً، غير ذليلٍ ولا هو بخائف. ينطلق في الدنيا وإليها، يختبرها ويبدع فيها كمَلِكٍ يريد الإستحواذ عليها، وتلوينها بالألوان التي يحبها.
الآفاق مفتوحة أمامه، والمدى له رحبٌ، يصول فيه ويجول.
لا يمرّ يوم إلا والإنسان الغربي يحقق إنجازاً، ويبلغ مراماً، ويثبت تفوقاً في جلّ ميادين الحياة، ما يوجب إعجاب الأعداء قبل الأصدقاء.
الإنسان الشرقي يستفيق صباحاً، وغيوم ثقيلة من الواجبات اليومية تحوم فوق رأسه.
هموم تضغط على روحه وتكاد تخنقه. الخبز، إطعام الأولاد، هموم الفقر، هموم الخدمات المعدومة، الرشوة، الفساد، الواسطة لدى السلطة، الكآبة والضجر والقهر، ومن ثم فوق ذلك الإحتراس دوماً والبقاء على يقظة جد مستنفرة، أن لا يبوح بشئ ممنوع يثير سخط السلطة، وأزلام الدكتاتور القابع منذ الأزل في قصره مثل إمرأة حامل، هنّ بعض وجلّ ما يعاني منه الإنسان الشرقي الذي يحجز منذ أمدٍ بعيد مقعد الإحتياط في الحياة، ويعيش الموت جلّه قبل آوانه.
الدول الغربية وخصوصاً الأوروبية، لا تتمتع بالثروات الطبيعية كما الدول الشرقية تتمتع بها، ولا تملك بيئة لطيفة مثلما تملكها دولنا الغارقة في البؤس.
الدول الشمالية الأوروبية، تعاني حتى من نظام أوقات الليل والنهار. فلا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار. ناهيك عن هطول ثلوج كثيفة فوق شعوبها، والتي تحوّل الحياة إلى برد شديد على الدوام.
كما أن الأعاصير والفيضانات، تضرب سواحل أميركا وأستراليا، بين فينة وأخرى.
ولكن الإنجاز والتقدم والإبداع، مستمرٌ ولم يتوقف يوماً!
أستراليا لم تستخدم بعد ثروتها النفطية في باطن الأرض، كما الحال مع أميركا التي تستخدم كمية بسيطة من إحتياطها النفطي.
لكن مع ذلك أنشأت هذه الدول حياة كريمة وحرّة لمواطنيها، ويتمتع الفرد في ظل أنظمتها بأعلى معدلات الدخل في العالم.
هذا الكرم والعطاء ليسا مرفقين بالمنن والتكبر والأبهة، من جانب الحكّام في وجوه مواطنيهم. لذلك فالمواطنون الغربييون لا يخافون حكّامهم وسلطاتهم، ولا هم يرفعون أسمى آيات الشكر والمديح لحكّامهم، ولا هم يخافون مواكبهم إن مرقت بالشوارع والطرقات. وما ينعمون به يعتبرونه حقاً شرعياً لهم، وليس هبة من الحكومة أو الأحزاب.
حكّام الغرب بسطاء مع شعوبهم ولطفاء. لكن والحق يقال، أصحاب عزّة نفس عظيمة، وجلال وهيبة، قبالة الأجانب من الأصدقاء والخصوم. لقد ربّوا على الحرية، والإعتماد على النفس، وعدم مخافة الآخرين.
أما حكّامنا فهم كالبرق، كالضرغام، كالفارس المغوار، كالفيل المرعب، كالموت والخوف أمامنا نحن، المواطنين البسطاء المساكين.
في طلّتهم يشبهون أبطال الأفلام، حيث موكب مهيب، وحرّاس ذوي الطقوم والنظارات السوداء، لا يتجرأ مواطن من الدنو والإقتراب!
لقد أنزلوا الشعوب منزلة العجماوات، لا حق لها في الحرية وحق العيش الرغيد، والتمتع بثروات أوطانها، دعك عن المسائلة والمحاسبة، فتلك قسمة ضيزى في مراتبهم، ليس للمواطنين فيها حساب، وهي من الجذر إلى الجذع من أملاك خزائن حكّامنا الأبديين في العرش.
ودولنا تُحلب بشراسة، ويُستخرج خيرها ونفطها دون رحمة، لكننا نعاني الجوع وشحّ الضوء، وندرة الخير، وقلّة الحظ!
ما إن يلتقي زعيمٌ من زعمائنا، بمسئول أو زعيمٍ غربي، حتى كأنّ اللقاء واقعٌ بين درويشٍ ذليل أمام شيخه المطاع!
بل والصورة أكثر خجلاً، إذا ما كان أحدنا يعير المشهد طرفاً بسيطاً من الملاحظة. فأغلب المشاهد التي يظهر فيها زعماء الشرق أمام زعماء الغرب، يشبه حضور القطة أمام الأسد!
المسئول الغربي يجلس مرتاحاً بسيطاً يضع رجله على الأخرى، فيما تعتري المسئول الشرقي نوبات ضغط وهلع، وكأنه يعاني من مغص في الأمعاء، وينزل الخجل والإحراج على جداول وجهه، كما مراهقٌ خجول يجلس قبالة رجلٍ رشيد ذي أبّهة وجلال!
الزعيم أو المسئول الغربي إن زاد في جعبته درهم، جرّته محكمة الدولة إلى قفص الإتهام والمسائلة. أما زعماؤنا، فمع أنهم يفرّغون خزانة الدولة على هواهم، حتى تمتلئ جعبتهم أكثر من وزنها وحملها، لكنهم لن يرضوا بسكوتنا عن ذلك فحسب، بل يريدون منّا أن نهتف بألقابهم ونمدح إنتفاخ صولتهم، وهم يذيقوننا ألوان العذاب والمذلّة!
ومما يزهدنا نحن الشرقيين في بلادنا، هو حقاً تلك الألقاب والأسماء الفخمة للزعماء والممالك، فيما بلادنا تتحول في ضفة منها إلى خرائب نلطم باليأس فيها أرواحنا، وفي الأخرى أراضي مملوكة للزعماء يحرثون فيها، فيقطفون الثمار ويدعونها في خزائن الأجنبي، في حسابات يختمونها بأسمائهم، تكهناً بنائبات الزمن وعوائده البئيسة، فليكن للأهل والأبناء ما يرفههم إن ضاع الملك والخراج.
وعلى هذا تُترك ميادين الحياة للفوضى والتخلف والدمار، يدور فيهن الإنسان الشرقي كالقطب، بل وكالحبوب بين فكي الرحى!
لذلك فالطب الصحيح هو ذلك الذي يقوم في الغرب. والهندسة الراقية هي الموضوعة في رقعة الغرب. والإقتصاد المزدهر هو ذاك الذي دنت ثماره على رؤوس الغربيين أجمع، دون فرق بين زعيم وعامل بسيط.
الدراسة المتطورة التي تتوسع، وتحقق الإنجاز والإكتشاف، هي تلك التي أرست قواعدها في بلاد الغربيين.
لذلك كلّه، وغيره كثير أصبح الغرب في مخيلتنا نحن، الجنّة الموعودة التي إن وصلنا إليها أذلاء خاشعين منيبين للتمتع بنعيمها، حتى كان ذلك خلاصاً لنا، من لعنة جهنم بلادنا وزبانيتها!
الغرب غربٌ يا صاحبي، جيشٌ وعتادٌ وعدةٌ لا تُستعمل إلا للأجانب الغرباء، بعيداً جداً من البلاد، في حملة جهاد مستمرة عبر السفن والجيوش التي ترابط بلاد الشرق، وتحيط بها من كلّ جانب. وإذا كان الإسلام يحث المسلمين على المبادرة بالجهاد ضد الأعداء الذين يلونهم، ليجدوا فيهم غلظة، كيما يبدوا لهم منعهم من شرّهم ومكيدتهم، فإن الغرب هو الذي يطبق هذه الوصية بدقة فوقانية عظيمة.
فها هي جيوش أميركا ومعها دول الغرب، تنتشر في بلادنا وتضع وتشيل من حكّامنا الهرر، وتضع موازين الحياة، ومنها أسعار البترول وتصانيف الأسماء والألقاب للموالين والمعارضين: هذا ديموقراطي ولطيف، وذاك إرهابي وسخيف!
ويخيفوننا بقوتهم المطهمة والباسلة، ويعرضون في إعلامهم، لشعوبهم، أنهم جاءوا إلينا لتخليصنا من الشرّ والظلم والفقر!
هكذا يتصرف الغرب في شؤوننا، ولهم الحق!، فهم في بلادهم أحرص على مصالح الجميع، في نظام راق أين منه ظلم وذلّة أنظمتنا المنحطة؟!
المثقف الغربي عزيز النفس، لا يدنو من السلطة والأحزاب ليوظف إمكاناته ليزيّنهما بهالات التقديس، وبرقع الإطراء، بالرغم من توفير جميع الخدمات له في طريق بحثه وإبداعه من قبل حكومته.
في تسعينيات القرن الماضي، كنت أتردد على مكتبة المتحف الألماني في بيروت، والتي تعج بألوف الكتب القديمة والنادرة، في التراث العربي والإسلامي والشرقي.
التقيت هناك يومياً بشباب ألمان دون سن الخامسة والعشرين، من ذوي الأعين الزرق والشعر الأشقر يتقنون العربية أفضل من العرب، ويسبحون في كدّ وتعب داخل كتب التراث الشرقي، ويحضرون البحوث تلو البحوث لدرجة الماجستير والدكتوراه!
كان واحدهم يحصل ما لا يقلّ عن مائة وخمسين ألف دولار سنوياً، فضلاً عن مصاريف إضافية، في رحلة الدراسة.
أما أنا وإثنين من أصدقائي لم نقدر من مواصلة الدراسة في أرخص جامعة هناك، الجامعة اللبنانية، بالرغم من عشقنا للدراسة، التي كان علينا دفع مائتي دولار سنويّاً لرسومها، فضلاً عن مائتي دولار لشراء الكتب، لأن ما كنّا نكسبه من أشغالنا الصعبة، كان يكفي بالكاد لتوفير السكن والطعام!
هؤلاء الألمان وأمثالهم هم الذين يتحولون إلى مراجع للمثقفين الشرقيين، في بحوثهم ودراساتهم في التأريخ والتراث الشرقي!، ويسمّون بالمستشرقين!
كنا هكذا قبل قرون خلت أيام الخلافة العبّاسية في بغداد، والأمارة ومن ثم الخلافة الأموية في الأندلس. في تلك الأيام كان الغربي يحلم بالوفود على بغداد وقرطبة، كما نحلم نحن اليوم، بالوصول إلى عواصمهم المكسوة بالأمن والخير والعطاء.
الشرقي في بلاد الغرب يشعر بالنقص والخجل، لأنه يُنظر إليه نظرة دونية غير رسمية، يشعر بها الشرقييون بوضوح!
لكن الغربي في بلاد الشرق مرفوع الرأس، مزهوّ كأنه ملكٌ فاتح، يبجّل ويقدّر أينما ذهب، وكأن أهل البلاد عبيد وخدم مخصّصون له!
إنها عزّة. عزّة القوة والجهاد، وإحترام الذات والإخلاص للوطن والشعب، والتمتع بالعدالة، والوحدة تحت راية قادة أذلّة على شعوبهم، أعزّة على الأجانب ومنهم الشرقيين!
إنهم رحماء بينهم أشداء على أعدائهم!
أما الشرقييون فأشداء على بعضهم البعض، ورحماء وأذلّاء أمام غيرهم، ومنضَون تحت رايات قادة جبناء أذلاء جشعين، همّهم الأكبر حاجات وشهوات أجسادهم!
هذا شأن الخاسرين، وذاك شأن المنتصرين!
علي سيريني
التعليقات
مش رص كلمات
اوس العربي -لقد اوغلت في انسحاقك في الغرب يا اخ العرب لا تنس ان الغرب جاهد الكنيسة والاقطاع طوال اربعمائة عام وثورات متلاحقه ومقاصل ومجاعات واخوة سلاح اكلوا بعضهم بعضا واقام حربين عالميتين ذهب ضحيتها عشرات الملايين من البشر منهم ومن الشعوب الاخرى حنانيك يااخي المسأله بدها تضحيات مش رص كلمات مع ملاحظة ان الغرب ايضا يتحمل كفله من واقعنا عندما سلط او دعم النظم الاستبدادية ومدها بادوات التعذيب والاستنطاق اليوم يا استاذ المستبد الشرقي الغشوم يستخدم شركات امن غربية وصهيونية للحفاظ على عرشه الغرب الديمقراطي يرى ان الديمقراطية خطر عليه انه يجد انه من الاسهل عليه التعامل مع المستبد لانه كما قال مظفر النواب يملك الحل والربط ولان الديمقراطية تعني استقلال القرار الوطني وهذا ما لا يريده الغرب ومع كل متاعبنا ومعاناتنا الا اننا نفضل نزع شوكنا بايدينا ولا توجد لدينا مشاعر بالدونية والاستخذاء شعارنا بلادي وان جارة علي عزيزة واهلي وان جاروا علي كرام وتقبل تحياتي
الى الأخ اوس العربي
yonani@msn.com -الى الأخ اوس العربي كم كنت اتمنى لو قرأت المقال بأمعان اكثر وعمق اكبر.
الشيزوفينيا
روز \ اربيل -الاخ علي سيريني لحد الان لايعرف سبب عدم وجود الثقة بالنفس لشعوب العربية والاسلامية , قلنا مرراوتكرارا هناك اسباب الكثيرة منها القمع والاضطهاد والسجون والتعذيب من قبل الحكومات الشمولية لشعوبها منذ 1450 عاما , ثم والاهم وهو الدين منذ نعومة اظافرنا يعلمونا و يملاء عقولنا بالخرافات والغيبيات والسحر وعذاب القبر ونار الجهنمي وووو .انا كنت صغيرا في العمر, وكان عمري لايتجاوز خمسة سنيين وانا اسمع من والدتي ومن عماتي ومن جيراننا دائما ويوميا واكثر 10000 مرة, عندما يموت الانسان ويضعون في القبر وياتي الملائكة ويسال من ربك .... ؟ ثم عذاب القبر وضغط القبر وووو وانا كنت للفجر افكر واخاف من عذاب القبر وانا طفل صغير , وهذا الخوف ترعرع وتكبر معي في داخلي في نفسيتي , وهكذا تربيتنا, فاشلة وفشلت معها شخصيتنا!!! ولذا نحن الشرقيين مرضى , مرضى في تكوين شخصيتنا , شخصيتنا هزيلة ضعيفة عصبية لانحترم احد ولانخترم اراء الاخريين وازدواجيين ( شيزوفينين ) وكل صفات غير جيدا نحن نملكها. يوم الجمعة الاسواق تفرغ وكلهم في الجوامع يصلون ثم وراء الصلات في السوق كلهم الحرامية وكلهم يتلاعبون في الاسعار والنوعية والكمية وكلهم يكذبون لاننا تعلمنا على شيزوفينا, وعدم وجود القانون مثل في اوربا يحاسب , وكلهم امام القانون سواسيا من رئيس الوزراء الى عامل البسيط وهذا القانون يعرف بالمجتمع المدني يا الاستاذ علي .
لا ادري
ابو عامر -ربما کان السبب هو کوننا مسلمين وهم ليسوا کذلك..!!!
نحن نعيش في الظلمات
سعاد -انا اويد الاخت روز وهي صحيحة 100% في مجتمعنا من بكى يريد ان يبكي من ابكاه , ومن اذل يريد ان يذل من اذله .... نحن نحيا ونعيش بعظام الماضي , كما كتب الاستاذ الدكتور سيار الجميل في كتاب اليوم!!!
Reason
Rizgar Khoshnaw -You do not need to be Einstein to understand WHY? most of the Kurds know that the ARAB ISLAM occupation in the last is the reason.
ولن يرضوا عنا ؟!!
صلاح الدين المصري -مقال الاستاذ علي يذكرني بمايكل جاكسون الذي احتقر لونه الاسود الجميل فسعى تحت مشاعر السخط والدونية والانبهار بالبيض الى تغيير جلده وملامحه الافريقية ليغدو ابيض فما حصل هاد ولا هاداك واصبح مسخا قبيحا ارجو ان لايدعونا الاستاد على الى تبديل الواننا شعورنا وعيوننا وقسماتنا حتى نصبح غربيين قلبا وقالبا ومع ذلك لن يرضوا عنا ؟!!
التربيه ثم التربيه!!
حسن -كلام صحيح ١٠٠٪! من الافضل لنا ان نبحث عن الاسباب التي اوصلتنا الي هذا الحد و نعمل علي معالجتها! يجب ان لا نضع الحق علي الحكومات فقط في وجهه نضري ان التربيه وحب سيطرت الاهل علي الاولاد ...هي من اهم الاسباب التي تحطم شخصيه الاطفال....وعندما يكبروا ....يكونوا بلا شخصيه
فساد الحكام
جمال الكعبى -ما قالة الكاتب صحيح وحسب ما نعلم بان فساد الشعوب من حكامها اليوم بريطانيا وامريكا تطوف الاف الاميال لتجنى الثروات الى ابناء شعوبهم ومن اين؟من عندنا فى الشرق ونحن الثروات تحت اقدامنا ولا نستطيع التصرف بها اذا احبتت ان تعمل اى مشروع او اى ابتكار تهجم عليك ازلام الحكام ويتهموك بلتصرف باموال العامة ولكن حلال عليهم وعلى ابنا عمومتهم والامثال حدث ولاحرج من رفسنجانى وبشار والى اخرةوووو
صدق الكاتب
ريبوار مصطفى -الاعذار والمراوغة والالتفات والقاء اللوم على الآخرين هنّ محكّ محرّك عقول الشرقيين في الشرق مع أسفي العميق! ولهذا اصبح جلّ إختلافاتنا تدور حول قضايا ثانوية وهامشية لاتمت بواقع المتون الحيّة ايّة صلة؟؟ انّ سرّ نجاح الاوروبيين في الحقيقة والواقع هو العيش وسط الواقع واتخاذ التدابير الأرضية – اقصد السنن والاسباب – ثمّ اقتناء روحية الثورة.. بينما سرّ سقوط الشرقيين هو العيش في الأوهام والسكون في هدير السابقين ودياجير التأريخ!! ثمة امثال نستطيع ضربها للناس ولكن أكثر الناس مع الأسف الأسيف لايفقهون!! نحن في الشرق لا نعبد الحكام والاولياء فقط بل نعبد تلك الالوان والرموز الحزبية التي غدت راية مرفرفة على جماجم الفقراء والمخلصين!!! ما اعظم تلك الآية القرآنية ((إنما بغْيُكم على أنفسكم)) اذن ((انّ الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم)).ولقد صدق الشاعر الكردي في حقنا نحن الشرقيين بعد سرد اختلافات وهمية وهمجية في فناء فارغ ينشد بحسرة وتألم: انهم قد حصّروا وجزأوا في مابينهم حتى المفردات والكلمات داخل القواميس والإنسايكلوبيديا!! الا في الفتنة سقطوا!! فحقا نحن غدوْنا جنودا أوفياء للذل والعبودية والمهان!!!
نصيحة الى اهلي وناسي
علي نعمة مونستر -جميل جدا ان ارى اعترافات العرب , والاجمل لو حددت الاسباب , وانا اتحفظ من ذكر الاسباب , ايها اعربي فتت وحلل الازدواجية التي تلبست بها والتي كلما كبرت كبرت وعشعشت في ثنايا مخك, ابدا من اول بذرة واعلم انك تذك نفسك تماما يوم تحترم وتخضع لاجنبية مهما كانت عليه وتعلم صياغةالنظرة المحترمة لعربية, يعني تذل وتحتقر وانت ما داري بنفسك, احترم امك ولو انها جاهلة احترم اختك وابنتك وساعدهن على التفكير الحر وحررهن دون تقيد وساعدهن على ايجاد طموحك بالحياة بدل ان تبحث عنه عند الاجنبية, اسئل نفسك ماوزن الازدواجية ما وزن الخضوع وما وزن الجهل وما سببه. تحرر وحرر اختك وابنتك وحبيبتك. والبذرة الثانية التي مهما خدمتك وخدمت جهلك للنتائج والتي اتحفظ لذكرها من عدم النشر , هدء من روعك بها والزمت هو الدمار ويكفي اضحاك الامم علينا, خلفت لنا السذاجة والتاخل والجهل والظلم.
تنميط مرفوض
رشاد القبطي -المقال فتح علينا ماسورة الكراهية واخرج البغضاء للشرق وللعرب والمسلمين هنا محاولة وضيعة لتنميط العرب والمسلمين وكله مأخوذ من اسفار المستشرقين العنصريين من حاخامات وقساوسة غربيين بعضنا يصدق هذا التنميط الذي وضعنا فيه الغرب الاستعماري كما فعل مع الافارقة والاسياويين واللاتين وغيرهم نرفض تنميط البشر على اساس عنصري كما نرفض مقالة الكاتب جملة وتفصيلا هناك شعوب اسؤ من الشعوب العربية داخل الدول المتقدمة والديمقراطية ذاتها .
عميان الحقائق
انسانه -رشاد القبطي لماذا التزمت ياخي اذا الكل يحاربك وكل الانواع ضدك, اليس هناك من خطا فيك؟؟؟ لماذا يتفقوا عليك ؟ الديك من العلم ولاختراعات التي تخيفهم وتهددهم؟ الديك ماهو صحيح من النتائج الفعالة التي تضعك في المكان المناسب بالعالم؟ لاتعاند وتتزمت راجع نشاتك وحتى الان اين وصلت؟ وماذا جنيت؟
ترف التنطير ؟!!!
اوس العربي -فرق بين نقد الذات وحتى جلد الذات والغاء الذات والحاقها بالاخر ثم ماعاد الغرب يبهر احدا صدقني يا عزيزي الكاتب لقد انتقل الابهار الى اسيا الى اليابان والصين وكوريا وحتى الهند ؟!! هناك شروط موضوعية للنهضة عليك ان تعلم اننا محل احتلال دائم من جهة الغرب المسيحي منذ سقوط غرناطة قبل خمسائة عام ونحن نخرج من احتلال الى احتلال اضافة الى الاستبداد الشرقي الذي يحرسه للاسف الشديد الغرب الديمقراطي ويمده بكل عوامل القوة على شعوبه من ادوات التعذيب والقمع والاستنطاق بل ان المستبد الشرقي وضع خدماته في خدمة الغرب الديمقراطي هذا تبسيط مخل للمسألة واستسهال والقاء تبعات على الشعوب المقموعة اولا باول من لدن المستبد الشرقي المثقف العربي يستبطن كرها شديدا لمواطنيه لماذا لم يثوروا على المستبد وهذا يكشف عن عجز اساسي لدى المثقف العاجز عن المبادرة وعن دفع فاتورة التغيير انه ينظر بتشديد الظاء من علياء من كرسية الوثير ؟!!